يبدوا أن جريمة اغتيال المقدم "سعد بن حبريش العليي" مقدم طائلة قبائل الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت ومرافقيه برصاص قوات الجيش اليمني في المدخل الغربي لمدينة سيئون صبيحة يوم الثاني من ديسمبر الجاري لن تكون كسابقاتها من جرائم القتل التي ترتكبها قوات الأمن والجيش اليمني بحق رجال ونساء وشيوخ وأطفال الجنوب منذ انطلاق الحراك السلمي الجنوبي الذي اشتدت بانطلاقته وتيرة جرائم القتل التي لم يسلم منها حتى الأطفال والنساء .
يوم أمس الأول الثلاثاء اتجهت أنظار أبناء الجنوب بمختلف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية والقبلية إلى وادي نحب بمديرية غيل بن يمين بهضبة حضرموت حيث انعقد لقاء موسع لمناصب ومقادمة قبائل حضرموت وقيادات مكوناتها السياسية والاجتماعية والفكرية وشيوخ قبائل بعض القبائل الجنوبية بدعوة من مقادمة قبائل الحموم لاتخاذ موقف موحد وحاسم من جريمة اغتيال المقدم سعد بن حبريش العليي مقدم طائلة قبائل الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت .
وجرى خلال اللقاء القبلي الذي لم تشهد الجنوب مثله من قبل والذي حضره عدد كبير من قيادات الحراك الجنوبي يتقدمهم القيادي حسن باعوم والشيخ احمد بامعلم والقيادي علي باثواب والشيخ حسين بن شعيب وآخرون تدارس وجهات النظر والسبل الكفيلة للرد على جريمة الاغتيال الآثمة التي تعرض الشيخ (بن حبريش) ومرافقوه ووضع حد لجرائم القتل التي تطال أبناء حضرموت خاصة والجنوب عامة .
وأعلن اللقاء القبلي باسم قبائل حضرموت المطالبة بتسليم قتلة الشهيد المقدم سعد بن حبريش خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع ليقدموا لمحاكمة عاجلة وعادلة تصدر أحكامها خلال أسبوع آخر، والمطالبة بإخلاء مدن حضرموت وأوديتها وهضابها من قوات الجيش وإبعاد معسكراتها إلى المناطق الحدودية، وإحلال قوات منظمة من أبناء القبائل في النقاط العسكرية والأمنية بحيث يتولى رجال كل قبيلة مسئولية الأمن في مناطقهم وحماية الشركات النفطية العاملة فيها بالتنسيق مع رجال الأمن من أبناء حضرموت،لما من شأنه إنهاء حالة الانفلات الأمني التي تشهدها المحافظة .
ودعا البيان الصادر عن اللقاء إلى هبة شعبية في عموم مدن محافظة حضرموت في الـ 20 من ديسمبر الحالي ولا تنتهي ولا تتوقف إلا بسيطرة أبناء حضرموت على كافة شئون المحافظة بحيث يتم التنسيق لهذه الهبة الشعبية مع قيادة تم اختيارها في اللقاء .
وأقر اللقاء تشييع جثمان الشهيد سعد بن حبريش يوم غد الجمعة عند الساعة الرابعة عصرا بمديرية غيل بن يمين .
الرئيس البيض: استهداف المقدم "بن حبريش" ورفاقه رسالة واضحة لنا جميعاً لنكون أو لا نكون
الرئيس علي سالم البيض كان حاضراً وبقوة في اللقاء من خلال كلمة هامة ألقاها نيابة عن نائب رئيس المجلس الأعلى للثورة السلمية الجنوبية علي باثواب جاء فيها :
الإخوة قبائل الحموم المحترمون
الإخوة قبائل وأعيان ومناصب حضرموت المحترمون الحاضرون جميعاً في لقاء حلف قبائل حضرموت المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي في هذه اللحظات العصيبة أن أكون معكم وان كنت بعيداً عنكم لكن دمي وروحي وقلبي وما تبقى من عمر سني المعاناة لن تكون إلا معكم ومع أبناء الجنوب الأحرار من المهرة إلى باب المندب , يتطلب الأمر أن أكون بينكم بل وفي مقدمة صفوفكم ولكن ظروفا قاهرة تعرفونها حالت دون ذلك ,لقد وصل السيل الزبى ووصلت القلوب الحناجر وان خطابنا الرسمي في الذكرى الـ 46 للاستقلال الوطني في 30 نوفمبر تطرقنا فيه واستنكرنا جرائم الاغتيالات لأبناء الجنوب في نقاط التفتيش العسكرية وأراد المحتل بعث رسالة رد إلى شعب الجنوب مباشرة في جريمة اغتيال المقدم سعد بن حمدبن حبريش العليي وان برقية التعزية في اغتياله التي بعثنا بها إلى أسرته وشعب الجنوب كانت واضحة .
ونجدد في لقائكم اليوم القول لقد تطاول المحتل واستمرأ دماء أبناء الجنوب وتمادى في عنجهيته والدوس على الكرامة في سفك دماء أهلنا وناسنا من المهرة إلى باب المندب , ولكنه يتفنن في جرائمه البشعة بشكل خاص في قتل مقادمة الحموم ورجالاتها الأبطال ومقادمة ومشائخ الجنوب عامة وشخصياتها الاجتماعية , ولابد من الاعتراف اليوم أن المحتل اليمني وجد بيئة خصبة داخلنا جميعا تتمثل في عدم رص الصفوف مما جعل شعبنا يتأخر في الردود المشروعة والدفاع عن النفس المكفول شرعاً وقانوناً , حيث إن المحتل منذ احتلال الجنوب عمل بشكل ممنهج على تفكيك القبيلة في الجنوب واستغلال خلافات الماضي المؤلم وقام بتغذية الثأرات القبلية في عدد كبير من محافظات الجنوب وزرع الفتنه من خلال فتح خزائن المال والسلاح لتغذية الصراعات والدس والوقيعة وتشجيع الاقتتال الجنوبي – الجنوبي. إن استهداف المقدم سعد بن حمد بن حبريش الحمومي ورفاقه وفي هذه الظروف الاستثنائية وبالطريقة الإجرامية البشعة ماهي إلا رسالة واضحة لنا جميعا من المهرة إلى باب المندب لنكون أو لا نكون ,هذه أرضنا المستباحة وهذه ثرواتنا المنهوبة وهذه دماؤنا المسفوكة في نقاط التفتيش والطرقات والشوارع .
تتجه الأنظار اليوم نحو أبناء الحموم وقبائل الجنوب وحضرموت خصوصاً صوب هذا التجمع المأمول والمعول عليه في صيانة الدم والأرض والعرض, كما كانت الأنظار موجهه في شهر يوليو من هذا العام صوب قبائل ومقادمة الحموم وحضرموت كافة في مؤتمرهم المبارك الذي حسم الخيار الثوري التحرري في مخرجاته وبيانه الختامي الشهير الذي أكد على وقوف مؤتمر قبائل حضرموت مع شعب الجنوب في طرد المحتل اليمني وتحرير واستقلال الجنوب, واليوم وقد تم استهداف زعيم مؤتمر قبائل الجنوب الشهيد البطل سعد بن حمد بن حبريش العليي ماهي إلا رسالة من المحتل واضحة وعلينا استيعابها وفهمها .
إن جريمة اغتيال الشهيد المقدم سعد بن حمد بن حبريش العليي قد استفزت القيم والمشاعر وانتفضت الجنوب من أقصاها إلى أقصاها مسيرات ومهرجانات وغضب شعبي وعصيان مدني وهاج الشارع الجنوبي غضباً واستنكاراً وفي نفس الوقت تضامنا معكم وهي رسالة واضحة إليكم يا أبناء الحموم وحضرموت أن أبناء الجنوب والثورة الجنوبية التحررية ورجالتها معكم وخلفكم وما تلك الفعاليات ومسيرات الغضب والتضامن الشعبي الغير مسبوق إلا سياج منيع وأرضية صلبة لأبناء قبائل الجنوب عامة لاستنهاض روح الجنوب وماضي الآباء والأجداد في مقارعة ومقاومة الاستبداد ,ونؤكد أن روح الثورة السلمية الجنوبية النابضة هي روح القبيلة الجنوبية وهذه النخوة والعزة والتسابق على الاستشهاد والتضحية والكرم والشهامة ودعم ثورة الجنوب بالمال والرجال هي عنفوان القبيلة المتجذرة في روح وصلب ثورة الجنوب ,وإن القبيلة الجنوبية تشكل اليوم بأبنائها وشخصياتها أحد أعمدة ثورة الجنوب التحررية ونجدها مناسبة لتوجيه التحية للمرجعيات القبيلة والشخصيات الإجتماعية التي كان لها السبق وشرف الانتماء إلى ثورة الجنوب ومشروع التحرير والاستقلال, ونؤيد وندعم التحالفات القبلية لمساندة ثورة الجنوب لطرد المحتل وهي ضرورة موضوعية ولابد منها .
وفي الختام نؤكد أن تصاعد العنف ضد أبناء الجنوب وجرائم التقطع للمواطنين في الطرقات وآخرها جريمة اغتيال المقدم سعد بن حمد بن حبريش العليي وجريمة اغتيال الشاب صدقي الردفاني وغيرها من الجرائم البشعة تؤكد ان المحتل اليمني لن يكف عن سفك دمائنا ولن يكف عن نهب ثرواتنا وإهانة كراماتنا إلا متى ما وجد رادع قوي وضربات موجعة ولن يرحل من أرضنا إلا بتلك الطريقة التي أغتصب فيها الجنوب ولن تصان كرامة قبائل الحموم وحضرموت والجنوب ويرد لها التاريخ إعتبارها إلا بوقوفها وقفة رجل واحد وعليكم اليوم في لقائكم هذا الوفاء لدم الشهيد سعد العليي زعيم مؤتمر قبائل الحموم وجميع شهداء الجنوب وتنفيذ العهد القاطع الذي عاهدتم الله عليه وعاهدتم شهيدكم رحمه الله .
ثبت الله خطاكم ووفقكم إلى ما فيه الخير والسداد لشعب الجنوب وثورته التحررية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم / علي سالم البيض
باعوم : لابد من الوقوف وقفة صارمة وحاسمة تجاه ما تعرض له الشيخ العليي :
الزعيم حسن باعوم الذي شارك في اللقاء بمعية وفد كبير ضم عدد كبير من قيادات الحراك الجنوبي بمحافظة حضرموت ألقى كلمة في المجتمعين قال فيها :
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم بالتعازي باسمي وباسم إخواني في الوطن كافة إلى أبناء وعائلة الشهيد المقدم سعد بن حبريش , كما يسعدني أن أشارك هذا الجمع المهيب الذي سيجسد وحدة أبناء الجنوب وسيسخر لخدمة الوطن الجنوبي والمواطن وعليه لابد من الوقوف وقفة صارمة وحاسمة تجاه ما تعرض له الشيخ الشهيد المناضل سعد بن حمد بن حبريش من عمل إجرامي وجبان وأصبح الجميع يعيش في خوف في ظل الانفلات الأمني الخطير والمعاناة وغياب الدولة وشيء مخيف ولم يسبق له مثيل أبدا في وطننا إذ عانينا جميعا وعلينا أن نبذل جهودا وسيسندنا شعبنا في هذه الجهود لبناء الوطن ونؤكد للجميع أن الحراك الجنوبي السلمي سيكون أول المنفذين فيما يقره الجميع .
مخرجات اللقاء رد منطقي لتخاذل المجتمع الدولي تجاه ما يعتمل في حضرموت والجنوب عامة
ورأى مشاركون في اللقاء القبلي بأن المؤازرة و الاصطفاف الشعبي الواسع خلف قبائل الحموم, وفي اللحظة الحاسمة على خلفية استشهاد المقدم (سعد بن حبريش)؛ يبقى هذا (الاصطفاف) رمزا بالغ الدلالة ويحمل عدة معان لم يفقه لها حكام صنعاء؛ منها وضع حد لانتهاكات (..) الذي يتنمّر علينا, في الوقت الذي لا يملك القدرة على حماية كيانه واستتباب الأمن في محيط قصره الجمهوري بصنعاء ومقر وزارة دفاعه؛ وإيصال رسالة له مفادها أن حضرموت لن تكون لقمة يسهل ابتلاعها وهضمها بكل بساطة وإنما ستكون حضرموت عصية على من يحاول امتهان كرامتها وشوكة في الحلق؛ ورداً منطقيا لتخاذل المجتمع الدولي تجاه ما يعتمل في حضرموت و الجنوب عامة.
فليتحمل نظام صنعاء والمجتمع الدولي نتائج الاستخفاف بدماء أبناء الجنوب :
ومن خلال رصدنا لبعض الآراء ووجهات النظر لبعض الشخصيات السياسية والإعلامية حول ما تمخض عنه لقاء وادي نخب يقول الناشط السياسي والإعلامي يحيى بامحفوظ بأن ما تمخض عنه اجتماع تحالف قبائل حضرموت وبما تضمنه البيان الصادر عنه, نكون قد أسقطنا الروع الذي كنا عليه؛ وجعلنا عاليها سافلها؛ ولن يكون هناك مكان للجبن والخور بين صفوفنا بعد اليوم, ولنعد ذلك كفصل رائع من تاريخنا و لنجعل منها صورة ثورية تقتفي أثرنا؛ فالقبول بلجان التحقيق والوساطات, محض تفاهات, وهو ما دفع برجالات حضرموت للتفكير بطريقة أخرى وبأسلوب آخر, ففكرة الوثوق مرة أخرى بحكام صنعاء يكاد صدى القبول بها يكون معدوما.
وبما أن الجنوب شرقه بغربه تجرع ذات المرارة, فلا أعتقد أن الأمر سيقتصر على حضرموت بل سينتقل إلى كافة محافظات الجنوب لتكون بداية النهاية, للظلم الذي طالنا, وسط صمت إقليمي ودولي غير مبرر, ولسنين خلت؛ فكان هذا الخيار ولا خيار آخر, وليتحمل المحيط الإقليمي والدولي قبل (...), نتائج الاستخفاف بدمائنا, بعد أن أعلن رجالات حضرموت عن ساعة الصفر؛ فالتحرر والاستقلال هو سبيلنا وهو خيارنا وبه نكون أو لا نكون.
مطلوب سرعة تبني مخرجات اللقاء من قبل جميع القوى السياسية :
الناشط الإعلامي عارف حسن من جانبه يقول :
بيان رائع جدا وسبق قيادات الحراك السياسي بأشواط وكان أكثر انسجاماً وترجمة حقيقية للتعبير عن إرادة غالب الجنوبيين والتحضير الجيد الذي تفوق على كل اللجان التحضيرية التي أشرفت علينا من منصة التقاتل القيادي لإلقاء أرك كلمات العربية عصراً وخالية المعاني بالرغم من الحشود المهيبة التي تقطع كل سهل و واد وتدفع من عرقها ومالها وجهدها ولا تبخل بتقديم الشهيد والجريح لنيل شرف الحضور والتواجد في العاصمة عدن, واليوم مطلوب سرعة تبني ذلك البيان من جميع القوى السياسية على الساحة والمشهد الجنوبي وعمل ندوات في كل محافظات الجنوب لتدارس كيفية تفعيل مخرجات ذلك ومحاولة تنفيذ إحدى تلك النقاط على أرض الواقع وكما لا يفوتني إشراك الإعلام والمساجد في شرح أهمية ذلك البيان وإفراز الكثير من المساحات له حتى نجعل من تلك الشروط مطلبا شعبيا عاما وتلتف كافة الجماهير خلفه وعلى رجال المال الجنوبيين تقديم الدعم المالي لجعل ذلك البيان خارطة طريق جنوبية.