مركز أمريكي : السعودية مستعدة لدعم إسرائيل درءا للخطر الإيراني

لمْ يستسغْ حكَّامُ السعوديَّة، بعد، وقد وضعُوا كلَّ بيضهمْ فِي سلَّة العام السام، أنْ يقلبَ لهم "الحليف التاريخي" ظهرَ المجن، وينصرفَ لخطب ودِّ إيران، التِي تخطُو إلى تبوئ مكانة فِي نادِي الدول العظمَى، ذات الثقل الاستراتِيجِي بالمنطقة، ذلكَ ما كشفهُ تحليلٌ لمركز واشنطن لسياساتِ الشرق الأدنى، قال إنَّ توصل القوى العالميَّة إلى اتفاقٍ مع إيران، أربكَ السعوديَّة، على نحوٍ غير مسبوقٍ.

 

المركزُ الأمرِيكيُّ أوردَ فِي تحْلِيلٍ للباحث سايمُون هندرسُون، أنَّ العاهل السعودي الملك عبد الله، يستشيطُ غضبًا جراء الاتفاق الغربي الإيراني، الذِي لقيَ ترحيبًا من أوبامَا. مضيفةً أنهُ توجه الملك عبد الله، إلى الواحة الصحراوية روضة خريم. التِي دأبَ على قصدها للاسترخاء. سيما أنهُ يشعرُ بالإعياء بسهولة، فِي شتائه التسعين.

 

وقدْ قضَى العاهلُ، وفقَ ما أوردهُ المركز، الأسبوعين الماضيين، وهو ينبه كل زوارهِ، ومن بينهم الرئيس المؤقت لمصر، وأمراء الكويت وقطر، إلى الخطر الذِي تشكلهُ إيران، اعتقادًا منهُ أن تحول إيران إلى قوة نووية، سوف يضمنُ لطهران هيمنة، لا على الخليج فقط، وإنَّمَا على مجملِ الشرق الأوسط. كما سبق للملك السعودِي، بداية الشهر، على إثر انهيار الجولة الأولى من محادثات جنيف مع إيران، أن وجه شكاوى لوزير الخارجية جون كيري، استمرت حسب بعض الروايات، لمدة ساعتين.

 

في النطاق ذاته، زاد هندرسُون أَن لدى السعوديين حساسية كافية تجاه "حسن الخلق الغربي"، على نحوٍ يدفعهم إلى تفادي ذكر ملاحظات مناهضة للشيعة باللغة الإنجليزية، وإنْ في الجهر على الأقل. بيد أنَّ خوف المسؤولين السعوديين من حصول ما هوَ أسوأ في مفاوضات جنيف، جعلهُم ينبرون إلى بثِّ القلق في نيويورك وواشنطن ولندن.

 

المركز الأمريكي أحالَ إلى حوارِ لـ"وول ستريت جورنال"، معَ الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز، قالَ فيه إن دولته "تضغط بكل قوة الآن على الولايات المتحدة، حتى لا تذعن لإيران". مضيفًا أنَّ الملياردير السعودِي، الذي لا يحصل عادة على رخصة من الرياض للحديث في المسائل السياسية، "ينبغِي أن تكون للولايات المتحدة سياسة خارجية. بينة المعالم والهيكل. وتلك السياسة غائبة الآن للأسف. ورأى أن سمة الأمور، حاليا،هي الفوضى والارتباك الكاملين. "إذ لا وجود لسياسة. نحن نشعر بذلك. لدينا إحساس بذلك، كما تعلمون". يستطردُ الأمير.

 

وحتَّى إنْ كان الأمراء والمسؤولون السعوديُّون يصورون إسرائيل في بعض الأحيان، على أنها شيطان الشرق الأوسط، بالنظر إلى انعكاسات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على المنطقة، أردفَ المركز أن بن طلال تجاهل المعطى، وأكد "للمرة الأولى، تكاد مصالح المملكة العربية السعودية وإسرائيل أن تكون متطابقة".

 

وبشأنِ الهدف الذِي بات يوحد السعوديَّة وإسرائيل، ذكر المركز أنَّ ضباطًا ومسؤولين ومفكرِين أمريكيين، سألُوا شخصيَّة سعوديَّة كبيرة، حول ردة الفعل السعودية فِي حال حلقت طائرة إسرائيلية على أجواء المملكة، فِي طريقها إلى تفجير المنشئات النووية الإيرانية، ردَّ المسؤول السعودِي، خارج التصريحات الرسميَّة، ""لا شيء. وما الباعث على التحرك؟ لن يقومُوا إلَّا بما نريدهُ أن يحدث". مستطردًا "بيدَ أننا سنصدر تصريحاً شديدًا، ندين فيه الاعتداء على المجال الجوي عندما ينتهي كل شيء".

 

هندرسُون خلصَ في ختامِ التقرير الأمريكي، إلى أن السعوديين يشعرون بالإحباط، على إثر عجزهم درء إيران عن الاحترام في الساحة الدبلوماسية، وتوجه واشنطن التصالحي تجاه طهران. زيادةً على القلق من بقاء نظام الأسد في سوريا، الذي تحققُ به إيران انتصاراً استراتيجياً، عوضَ الانتكاسة التي تحاول الرياض تنسيقها من خلال دعمها لمقاتلي المعارضة الجهاديين في البلاد.

 

الجفاء السعودِي للولايات المتحدة، ساقتْ بشأنه "وول ستريت جورنال"، أن رئيس المخابرات السعودية، الأمير بندر بن سلطان، حذر من ابتعاد المملكة عن الولايات المتحدة، بعد إحساسها بغياب الانسجام مع إدارة أوباما. بيد أنَّ التهدِيد السعودِي لم يخلف سوى السخريَّة في الأوساط الأمريكيَّة، ودفعت مطلعين إلى القول "لا حضن آخر للسعودية سوى أمريكا، ويمكن أن تجرب الفكرة، عمَّا قريب.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني