خالد باراس يكشف تفاصيل الخلاف بين قيادة مؤتمر شعب الجنوب

رئيس مؤتمر شعب الجنوب والهيئة السياسية للمؤتمر الأستاذ خالد باراس :

الانفراد باتخاذ القرار كان هو الدافع لإعادة هيكلة مؤتمر شعب الجنوب

 سنمضي في مشوار المشاركة في الحوار وتأكيد حضور قضيتنا وصوتنا

 

الأستاذ اللواء خالد باراس من الرعيل المؤسس للجيش في جنوب البلاد، ومن المناضلين البارزين الذين انخرطوا في خلايا حركة القوميين العرب وفي الجبهة القومية منذ انطلاقتها الأولى في معارك تحرير البلاد من الاستعمار البريطاني.

 

الخلاف مع رئيس مؤتمر شعب الجنوب وتشكيل "قيادة جماعية" أو هيئة سياسية جديرة برئاسة الأستاذ اللواء خالد باراس وايجابيات المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني والنتائج التي تحققت في مصلحة القضية الجنوبية وفي تأكيد حضورها وإعلاء صوتها وانتزاع الاعتراف بمشروعية نضال شعب الجنوب وكافة مكونات الحراك السلمي الجنوبي أكانت تلك التي شاركت في مؤتمر الحوار أو لم تشارك.

 

المفاوضات التي دارت بين مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار ودخول الممثل الأممي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر على الخط والساعات الطويلة التي قضاها في التفاوض مع محمد علي أحمد.

 

كل هذه القضايا وغيرها كانت موضوع حديث الأستاذ اللواء خالد باراس في منتدى الجاوي الثقافي التي تنشره "الأمناء" فيما يلي:

من مواليد عام 1942 في مديرية حجر محافظة حضرموت، التحق بجيش البادية الحضرمي في 1956، والتحق بدورات تدريبية عديدة، ثم تخصص في اللاسلكي.

 

في عام 1960 استهل نشاطه السياسي في حركة القوميين العرب، وعقب استقلال الجنوب في 30 نوفمبر 1967 كان رئيس أركان الأمن في محافظة حضرموت.

عام 1970 عين قائدا لسلاح المدفعية، وأرسل بعد ذلك إلى سوريا لاستكمال تأهيله على سلاح المدفعية.

 

في الفترة من 1972-1975 التحق بأكاديمية ليننجراد العسكرية، وفي الأثناء التحق بدورة صواريخ، وفي الفترة من 1976 إلى 1978 التحق بأكاديمية الشرطة-موسكو، وفي عام 1978 ترقى إلى رتبة مقدم وقائد لسلاح المدفعية والصواريخ إلى عام 1981.

 

في الفترة من 1981-1987 عين ملحقاً عسكريا في موسكو.

في 1988 عين نائبا لرئيس مجلس السلم والتضامن اليمني؛ وكان ذلك مناسبة لانتقاله من الجيش إلى الحياة المدنية.

اعتبارا من 1990-1994 كان عضوا في مجلس النواب.

عقب حرب 1994 وحتى 2002 كان خارج اليمن وتنقل بين جدة والقاهرة.

عام 2003 أحيل إلى التقاعد من القوات المسلحة.

 

من الحراك السلمي إلى الحوار الوطني

كان الأستاذ خالد باراس من القادة البارزين للحراك السلمي الجنوبي، وحينما تشكل مؤتمر شعب الجنوب؛ كان رئيس المجلس الوطني –بمثابة البرلمان- للمؤتمر.

 

يوم الأربعاء الماضي استجاب المناضل باراس لدعوة منتدى الجاوي الثقافي بصنعاء، ليتحدث عن التطورات التي شهدها مكون مؤتمر شعب الجنوب والمراحل التي مر بها والمستجدات التي طرأت عليه؛ بما في ذلك الصدع الأخير الذي عانى منه واستدعى تشكيل الهيئة السياسية لمؤتمر شعب الجنوب بهدف ضبط حركته.

 

في البداية عبر الأستاذ خالد عن امتنانه العميق للحضور والحديث في فعالية يعقدها منتدى الجاوي الثقافي، مشيرا إلى أن صداقة عميقة ورفقة طويلة ربطته بالفقيد الأستاذ عمر الجاوي.

وبعد أن عبر عن سعادته بالحضور إلى منتدى الجاوي كضيف في هذه المرة، قال بأنه سيكون في المرات القادمة هو المضيف.

 

وأشار إلى أن تشكيل الهيئة السياسية لمؤتمر شعب الجنوب المشارك في مؤتمر الحوار الوطني؛ جاء بهدف ضبط حركة هذا المكون ومأسسته وفي سبيل الانتصار للقضية الجنوبية.

وأشار إلى أن هذا المكون هو جزء من الحراك الجنوبي، لا يدعي الوصاية على شعب الجنوب والنطق باسم غيره من المكونات الفاعلة في الساحة.

 

النزوع الفردي.. من أسباب الخلاف

وفيما ثمن عاليا الدور الذي لعبه من أشعلوا جذوة الحراك وكانوا أصحاب السبق، فقد أوضح ان مؤتمر شعب الجنوب استفاد من كل ذلك التراكم عند اتخاذه لقرار المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، مشيرا إلى ان أداء المشاركين عن الحراك، كان فعالا ومثمرا وقد أفضى الى تشكيل لجنة الـ16 أو 8 8؛ وتمثل في جماعة الثمانية عن الجنوب خمسة من مكون الحراك السلمي المشارك في الحوار وثلاثة من المكونات الأخرى.

 

وأوضح أن هذه اللجنة تمكنت من انجاز خطوات مهمة وانتقلت الى طور فارق وحساس عندما أصبح المبعوث الأممي جمال بنعمر يرأس أعمالها وجلساتها.

وتطرق الأستاذ اللواء باراس إلى محطات ووقفات عديدة، والى نشوء خلافات في إطار الفريق القيادي لمؤتمر شعب الجنوب، وشعوره وغيره من القياديين في هذا المكون بنزوع البعض الى الانفراد باتخاذ القرار في ظروف خطيرة للغاية.

 

وألمح إلى أنه وبعد صبر طويل تنامى لديه وغيره من القياديين في المؤتمر الشعور بأن مكون الحراك السلمي المشارك قد يصبح من المعرقلين لمؤتمر الحوار الوطني بسبب من الاحتكاكات غير المبررة مع المبعوث الدولي ومع رئيس مؤتمر الحوار الوطني.. رئيس الدولة.

 

وأشار إلى ان بداية الافتراق الحاد كانت بعد إجازة عيد الفطر؛ عندما جرى الإعلان عن تعليق مكون الحراك الجنوبي مشاركته في الحوار من غير تشاور مع الإطار القيادي، ومن غير تداول الرأي حول موجبات وضرورات تعليق المشاركة من عدمها.

وأضاف ان فكرة تشكيل هيئة سياسية لمؤتمر شعب الجنوب نشأت في تلك اللحظة، وقد تشكلت الهيئة بتمثيل من المحافظات الست؛ وكان الغرض من ذلك هو الحيلولة دون انفراط المكون وإعادة الأمور إلى نصابها.

 

وأكد على أن الأمر كان متعلقا بأهمية وضرورة تأكيد حضور رأي وفاعلية الصوت الجنوبي، منوها إلى ان تعليق المشاركة في الحوار لفترة 21 يوما أخرجت مكون الحراك المشارك في الحوار الوطني عن إطار الفعل وقد ألحقت أضرارا بالغة بقضية الجنوب.

 

وقال: ينبغي ان تكون قضيتنا حاضرة دائما، مشيرا إلى ان الخلاف يمكن ان يكون مفيدا ومثمرا في حالات ولكنه –أي الخلاف- لا ينبغي ان يكون مبررا لتعليق المشاركة في الحوار، كما لا ينبغي ان يكون الرد على كل خلاف "تعليق المشاركة في الحوار".

 

وأوضح أن هذا الموقف ينطلق من الحرص على عدم إشعار الآخرين بأننا جاهزون فقط للانسحاب في أي وقت وفي كل وقت، وينطلق، أيضا، من شعورنا بخطورة مثل هذه التصرفات والضرر الناتج عن تعليق المشاركة لأسباب واهية أو من غير ذكر أسباب.

 

وأضاف انه بعد إجازة عيد الأضحى تفاجأ وغيره من الزملاء القياديين في مؤتمر شعب الجنوب بإعلان الأخ محمد علي أحمد، تعليق مشاركة مكون الحراك في الحوار، وكان ذلك في اجتماع انعقد بخور مكسر- عدن مع مجموعة كانت مغيبة ولم تشارك في قرار التعليق.. ومرة أخرى كانت الأسباب التي تطرق إليها بيان إعلان التعليق واهية ولا تستحق تعليق الحوار.

 

واستطرد ان رفض هذا البيان كان مبررا ومنطقيا ودافعا إلى  اتخاذ قرار العودة الى صنعاء والمشاركة في الحوار، وتشكيل الهيئة السياسية (انتخب الأستاذ خالد باراس رئيسا لها- المحرر).

 

وأوضح أن قرار تشكيل الهيئة السياسية كان ضروريا ويستجيب لحاجة تشكيل مرجعية لكل المشاركين عن الحراك وعن الجنوب في كافة فرق الحوار، وهي مرجعية ينبغي ان تعنى باتخاذ قرار التعليق أو الانسحاب او المشاركة أو في اتخاذ أي قرار مصيري بالنسبة لقضية الجنوب.

 

وأشار إلى أهمية ان تتخذ مثل هذه القرارات في أطر مؤسسية جماعية، منوها إلى انه ليس من حق أي كان أن ينوب عن الآخرين أو يدعي الوصاية على جميع المشاركين، والى ضرورة أن يرجع المشاركون في فريق الـ16 من ممثلي الحراك الى الهيئة السياسية للتداول بشأن كافة القضايا والتحديات الناشئة، والوقوف عليها يوميا.

 

وعقب تشكيل الهيئة السياسية لمكون مؤتمر شعب الجنوب –حسب المتحدث- رفعت رسالة الى الأمانة العامة لمؤتمر الحوار، ورئيس مؤتمر الحوار الوطني الذي انيطت به مسؤولية اتخاذ القرار المناسب، كونه يعرف الجميع وله علاقات وثيقة مع الجميع.

 

وأضاف انه عقب رفع الرسالة قام رئيس مؤتمر الحوار رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي، باستدعاء قيادة الهيئة الى بيته لمناقشة هذا التطور، مشيرا إلى ان الرئيس كان قد حرص على استدعاء الجميع بما في ذلك محمد علي أحمد وجماعته. ولكن وبعد انتظار من قبل الرئيس والحاضرين، وصلت معلومات بأن محمد علي لن يحضر؛ ما أوصل الرئيس الى قناعة باعتماد الهيئة السياسية كقيادة جماعية تتابع وتدير عملية المشاركة في الحوار ومجرياته وتمثل المشاركين عن الحراك، ومن هنا كان تشكيل الخمسة، ثم الثلاثة البدلاء في فريق القضية الجنوبية.

 

واستطرد أن مرحلة جديدة في مشوار مشاركة مكون الحراك الجنوبي بدأت من هذه النقطة وبذلك صارت الهيئة السياسية هي مرجعية الحراك المشارك.

 

وواصل انه في هذه الأثناء استمرت مساعي الحوار مع محمد علي أحمد وجماعته، ودخل على الخط ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المبعوث الدولي جمال بنعمر الذي بذل جهودا كبيرة وقد استمرت الجلسة الأولى التي عقدها مع محمد علي أربع ساعات لم تسفر عن النتائج المرجوة، ولم تتمخض حتى عن وعد بتعديل طريقته في القيادة.

 

وأشار إلى أن الجهود في هذا المنحى لم تنقطع، موضحا انه جرى عقد سبع جلسات على مدى أسبوع كامل، وبعد ذلك تطورت الأمور إلى أن اصدر محمد علي قراره بالانسحاب النهائي من الحوار، وقبل ذلك وفي السياق كان قد أصدر قراره بفصلنا من عضوية مؤتمر شعب الجنوب، ثم فصل ستة من أعضاء الهيئة القيادية وأبقى على ستة.

 

سنواصل الحوار

وفيما أشار إلى الصعوبات والضغوط التي تواجه الفريق المشارك في الحوار، فقد أكد الأستاذ خالد باراس على ضرورة مواصلة المشاركة في الحوار، موضحاً أن الهيئة السياسية تستوعب ممثلين عن كافة المحافظات الست، وأنها سوف تحرص على تنمية وتفعيل كافة أوجه التعاون مع الجميع بما في ذلك مع الزملاء الذين انسحبوا أو أعلنوا قرار الانسحاب.

وقال إن قضية الجنوب هي قضيتنا كلنا وليست محصورة في مكون معين، وهي قضية كل الجنوبيين المشاركين في الحوار وغير المشاركين.

 

وأكد أنه سيحرص على الحفاظ على كل ما تم الاتفاق عليه، وأن المشاركين في الحوار عن الحراك لا يزعمون بأنهم أوصياء أو ممثلين عن جميع مكونات الحراك، منوها إلى أن هناك جهودا كبيرة تبذل من أجل إنجاز مسح سريع لأفضل الكوادر المؤهلة من أبناء الجنوب ومن كافة الذين يناصرون القضية الجنوبية، وينبغي الالتفات إليهم وسماع آرائهم واستيعاب اقتراحاتهم الايجابية المتعلقة بالضمانات والحلول والمخارج، وبضمان تنفيذ مخرجات الحوار.

 

وقال: نحن شخصيات سياسية وبحاجة شديدة وملحة للقانونيين والخبراء والدبلوماسيين ولكل ما من شأنه إضفاء طابع وطني معمق لقضيتنا.

وبشأن تطورات النقاش بشأن السيناريوهات المتوقعة، أوضح باراس أنه انعقد قبل أيام لقاء أخير مع جمال بنعمر وجرى التوقف أمام خيارين: شكل الدولة، شكل الدولة ما هو بالدرجة الأولى.. من حيث تقسيم الأقاليم، وقال: إن هناك اتفاقا بأن شكل الدولة الاتحادية هو الأنسب.

 

وألمح إلى أن بعض الأطراف تطرح خيار الولايات، أو ست ولايات في الجنوب وسبع في الشمال، غير أن هذا الطرح لم يأخذ بالاعتبار.. وهناك من يقول بخيار الخمسة الأقاليم، وثمة من يرجح خيار الإقليمين: إقليم شمال، وإقليم جنوب.

 

وأضاف أنه لم يحضر أي جلسة تم فيها نقاش موضوع التنازل عن حق تقرير مصير الجنوب، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في المشاركة بالحوار من غير أن تعني المشاركة التنازل.

 

ولاحظ بأن المداولات حتى الآن تدور حول الأقاليم: خمسة أقاليم أم إقليمين، وهناك من يقول بإقليمين مع عدم التداخل بين المحافظات.

 

وأضاف أن الجلسات القادمة ستكون حساسة وتتطلب المشاركة الفعالة وعدم الانجرار وراء الانفعالات. ولاحظ أن نجاح مؤتمر الحوار، بل والمصداقية التي يمكن أن يكتسبها في الجنوب تتوقف على اتخاذ إجراءات وقرارات حاسمة في مضمار بناء الثقة، وبتنفيذ النقاط 31 والمسارعة لمعالجة موضوع الأراضي وإعادتها، وإعادة وتعويض المسرحين والمتقاعدين قسريا من السلك المدني والعسكري.

 

 

 

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني