السعودية ترحّل أكثر من 25 الف عامل يمني خلال 5 أيام وتوقعات بتحولهم لقنابل موقوتة ضدها

ذكرت مصادر حكومية يمنية أن السلطات السعودية رحّلت أكثر من 25 ألف عامل يمني منذ منتصف الأسبوع الماضي مع بدء تطبيقها لقانون العمالة الجديد الذي أفقد الكثير من اليمنيين أعمالهم وحرمهم من الاقامات التي كانوا يتمتعون بها.
ويعتقد الكثير من المحللين اليمنيين أن عودة هذا العدد الكبير من العمالة اليمنية من السعودية واحتمال وصول عدد المرحّلين اليمنيين من السعودية الى نصف مليون خلال الفترة القادمة، قد يسبب مشكلة اقتصادية جديدة لليمن ويضاعف أزمتها الاقتصادية القائمة حاليا.
ويخشى الكثير من اليمنيين أن يتحول هؤلاء المرحّلون اليمنيون الى قنابل موقوتة ضد السعودية وضد بلادهم واحتمال استغلالهم من قبل بعض المنظمات المسلحة التي قد تمتلك امكانيات مادية لاستيعابهم وتوظيفهم لتنفيذ اجنداتها وتحقيق أهدافها.
وعلمت (القدس العربي) من مصادر مطلعة أن جماعة الحوثي قامت بتحركات واسعة في المنافذ الحدودية في محافظات حجة وصعدة وغيرها لاستيعاب وتوظيف هؤلاء المرحّلين اليمنيين ومحاولة تجنيدهم لصالح أهدافها، كما أن تنظيم القاعدة في جزيرة العربي الذي يتخذ من اليمن مقرا له، نشط بشكل كبير خلال الفترة القليلة الماضية لاستيعاب هؤلاء العائدين من السعودية.
وأعربت هذه المصادر عن قلقها الشديد جراء هذا التدفق الكبير للمرحّلين اليمنيين من السعودية الذين قد يجد الكثير منهم في هذه الجماعات المسلحة ملاذا لهم، ليس حبا فيها وفي توجهاتها ولكن تحت ضغط الحاجة وهروبا من الواقع الذي تم دفعهم اليه قسرا في اليمن من فقدان الأمل في الحصول على فرص عمل أو بيئة مناسبة للحصول على مصدر للدخل.
في غضون ذلك انهارت الهدنة بين جماعة الحوثي والسلفيين في منطقة دمّاج بمحافظة صعدة، حيث ذكرت المصادر أن مسلحوا جماعة الحوثيين استأنفوا الجمعة قصفهم الشديد لمنطقة دماج بالأسلحة الثقيلة وفي مقدمتها مسجد دار الحديث بدماج أثناء أداء صلاة الجمعة، وأدى القصف عليه إلى سقوط الكثير من الضحايا بينهم قتلى وجرحى.
وقال الناطق الرسمي باسم أبناء دماج سرور الوادعي ‘ان مسلحي الحوثي قصفوا مسجد دار الحديث بدماج أثناء صلاة الجمعة وأسفر القصف عن مقتل اثنين من المصلين وجرح ستة آخرين’. موضحا ان القصف أدى إلى إحراق المكتبة النسائية بدار الحديث وإحراق أحد المنازل المجاورة للمسجد.
وأكد أن ‘مسلحي جماعة الحوثي تعمدوا قصف المساجد أكثر من مرة خلال أوقات الصلاة لعلمهم بتواجد المصلين في تلك الأوقات’. مشيرا إلى أن أبناء دماج يعيشون كارثة إنسانية، جراء الحصار المفروض عليهم منذ أكثر من شهر، والذي أعقبه هجوم وقصف نفذتها جماعة الحوثي بمختلف أنواع الأسلحة.
الى ذلك تمكنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من إجلاء نحو 44 جريحا من الضحايا الذين تعرضوا للقصف من قبل قوات الحوثي في منطقة دماج في أقل من أسبوع.’
وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في صنعاء سيدريك شفايتزر ‘بعد أربعة أيام على عملية الإجلاء الأولى تمكَّن فريقنا في صعدة من إجلاء 74 مصاباً بالإضافة إلى امرأة حامل في شهرها الثامن وطفليها وطفلين آخرين برفقة أبيهما الجريح’.
وذكر الصليب الاحمر أنه تم نقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم إلى مطار صعدة براً ومنها نقلوا عبر الطائرة إلى صنعاء.
وأوضح شفايزر ‘إنه من الصعب على الطاقم الطبي في دماج التغلب على أنواع الجراح الناجمة عن القتال وإجراء عمليات جراحية’.
وذكرت المنظمات الانسانية أن القتال الكثيف في دمّاج منع الناس الحركة طيلة خلال عدة أسابيع فتعذر عليهم إعادة ملء مخزوناتهم من الطعام والماء وغاز الطبخ والوقود والمواد الأساسية الأخرى.
وقام الصليب الأحمر بإيصال كميات من الأدوية ومواد التضميد لطرفي الاقتتال لمعالجة عدد من المصابين يتراوح أعدادهم بين 200 و600 مصاب، بالإضافة إلى أدوية لمعالجة الأمراض الروتينية.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني