يعتبر الطريق شريان الحياة ، فهو يسهل عملية التنقل من منطقة إلى أخرى ، وهو عامل مساعد في إحياء الأرض ، وقد ورد أن فضل إماطة الأذى عن الطريق من أسباب دخول الجنة ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة. في شجرة قطعها من ظهر طريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم . وتميزت فترة الوحدة بشق عدد من الطرقات ، لكن معظم هذه الطرقات لا ترصد لها ميزانية لصيانتها ولو سنوياً ، مما أحدث فيها العديد من الحفريات والتشققات وأصبحت تؤذي الناس ، مما أحدث العديد من الحوادث والتي خلّفت عشرات الموتى والجرحى والمعاقين مع تكبد مالكي وسائقي المركبات مئات الملايين من الريالات سنوياً .
"الأمناء" كان لها السبق في نشر تفاصيل مبادرة طوعية سميت بـ{ ردفان الثورة } ، تهدف إلى إعادة وتأهيل وإصلاح طريق بمسافة 10 كم ، يمتد من مديرية الملاح وحتى مديرية الحبيلين ، من خلال إنشاء صندوق خيري عبارة عن مبادرة مجتمعية تطوعية غير حكومية وغير ربحية.
فكرة إنشاء الصندوق الخيري:
وجاءت فكرة الإنشاء نتيجة لغياب امتداد يد الدولة وخصوصاً قبل وبعد حرب عام 2017 م بصيانة هذا الطريق ، فكانت فكرة الإنشاء للصندوق بمثابة لفت النظر ، حيث زار مؤخراً معالي وزير الأشغال العامة والطرق والجسور مع محافظ لحج منطقة الحبيلين والإعلان عن قيام الدولة بتمويل سعودي خلال الأيام القادمة بإعادة تأهيل وترميم الطريق من مثلث العند بلحج وحتى قعطبة بالضالع .
تعريف بالصندوق :
الصندوق عبارة عن مبادرة مجتمعية طوعية غير حكومية وغير ربحية ، تأسس بمبادرة وجهود ذاتية بمديريتي ( الملاح / الحبيلين ) ، بردفان محافظة لحج ، يهدف إلى إعادة وإصلاح وتأهيل الطريق الرابط بين الملاح و الحبيلين بمسافة تقريباً 10كم ، على خط عدن / صنعاء ، لغرض التخفيف من معاناة المسافرين والحد من خسائر مالكي و سائقي وسائل النقل المختلفة وأيضاً للحد من الحوادث المرورية ، وتحقيق أمن وسلامة المسافر على هذه الطريق . ويعتبر خالد مثنى الجعوف رئيساً لهذا الصندوق ، وعارف عبدالله القاضي مديرا تنفيذيا ، و ياسين سيف ثابث مسؤولا ماليا ، وعضوية خالد يحيى الجهوري و نائف أحمد مثنى الحجيلي ، والتبرعات لهذا الصندوق الخيري عبر شركة العمقي رقم حساب 254065248 ، وشركة العروي رقم حساب 1222637 ، وشركة القطيبي 1240102 ، وهي دعوة لكل رجل خير بالمساهمة بهذا المشروع الخيري الإنساني حتى يتمكن من نجاح أهداف تأسيسه لخدمة الصالح العام .
فكرة التأسيس :
قال رئيس الصندوق خالد مثنى الجعوف : ( لقد برزت فكرة تأسيس الصندوق نتيجة للتدهور الحاصل بهذا الطريق الرابط بين الملاح والحبيلين ، إذ وصل إلى مستوى يرثى له بعد انتشار الحفريات والكسور والتشققات وما نتج من آثار حرب 2015 م ، مما تحول الطريق إلى عامل مساعد في حدوث الحوادث مخلفاً ضحايا عديدة منها وفيات وأخرى إصابات جسيمة وبسيطة ، بالإضافة إلى مخاسير مادية كبيرة يتكبدها مالكو وسائقو السيارات والشاحنات المختلفة ، حيث قدرت المخاسير سنوياً بمئات الملايين من الريالات ) .
وأردف " الجعوف " : ( خلال مطلع هذا الأسبوع قاما معالي وزير الأشغال العامة والطرق والجسور ومحافظ لحج بزيارة لمنطقة الملاح / الحبيلين ، وهي زيارة تفقدية لخط لحج / الضالع ، بهدف إعادة تأهيل وترميم الخط بتمويل سعودي ، وهذه بشرى خير ينتظر لها الجميع ، وإذا فعلاً تم البدء بالعمل بهذا الطريق ، فإننا في الصندوق سوف نستمر بالعمل الخيري وأي مبالغ كانت موجودة لغرض إعادة التأهيل للخط من الملاح إلى الحبيلين ، سيتم تسخيرها في مشروع آخر يخدم المنطقة في حال قيام الدولة إعادة تأهيل هذا الطريق ، ونحن نشكر كل من ساهم بدعم الصندوق مالياً ومعنوياً ، كما نشكر قيادة وزارة الأشغال العامة و محافظة لحج بالاهتمام بهذا الطريق الحيوي الهام ) .
إحصائية الحوادث :
بحسب إحصائية بإدارة شرطة السير بردفان لعام 2017 م ، فقد بلغت عدد الحوادث 74 حادثة ، على امتداد خط السير من الملاح إلى الحبيلين بمساحة 10 كم ، منها حوالي 20 حوادث جسيمة توفي فيها 7 أشخاص مع وجود مئات الإصابات بين جريح و كسور بسيطة ومتوسطة مع وجود الإعاقة عند الآخرين والبعض في طور العلاج حتى اليوم .
أسماء المتبرعين :
حصلت "الأمناء" عبر المواطن / وهيب الذيباني على كشف بأسماء ومبالغ المتبرعين لهذا الصندوق وعددهم 37 شخصاً وهي إحصائية أولية إلى يوم الخميس الموافق 18 يناير 2018م : ( مختار علي النوبي 10.000.000 ، ياسر علي نخيص 500.000 ، مؤسسة الفقيه للتجارة (صبر) 400.000 ، عبدالسلام عوض الزمري 300.000 ، مؤسسة نخيص للدواجن 300.000 ، عمران شائف المقوتي 250.000 ، خالد يحيى الجهوري 200.000 ، عبدالوهاب صالح المقوتي 150.000 ، محلات الغامزي 105.000 ، وهيب أحمد مثنى الحجيلي 100.000 ، صدام حسين جرجور 100.000 ، أدهم عثمان منذوق 100.000 ، صالح حسين العروي 100.000 ، محسن صالح اليزيدي 50.000 ، عوض حسين جرجور 50.000، الحاج عبدالله عبدالفتاح 50.000، سامي جواس 50.000، يعقوب السيد 20.000 ، وليد المطري 20.000 ، فواز لغبر 20.000 ، ناصر عبدالرب ناصر 10.000 ، عبدالعزيز أمين العيسائي 10.000 ، ياسين السيد 10.000، وهيب قائد الذيباني 10.000 ، محمد محمود الجباري 10.000 ، علوي الزهر 10.000، علي صالح الحدي 5.000 ، فوزي بن عامر 5.000 ، منصور قاسم الحجيلي 5.000 ، محمد سعد البكري 5.000، صدام سالم السالمي 5.000 ، وسام عثمان لجرب 5.000 ،محمد التيسي 5.000 ، وعد محمود الجهوري 5.000 ، نائف مانع سلام 4.000 ، بسام هيثم صالح 3.000 ريال يمني ، حسين سعيد الزهر 500 ريال سعودي ) .
دعوة لدعم الصندوق :
كما عبّر "وهيب الذبياني" عن شكره وتقديره لكل من كان له بصمة خير بهذا المشروع الخيري سائلاً الله أن يجزيهم خير الجزاء ، وأن يجعل أعمالهم بميزان حسناتهم ، ويخلف لهم بدلاً عنها أضعافاً مضاعفة ، عملاً بقول الله تعالى [ قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلِفُه وهو خير الرازقين ] . وأطلق " الذيباني " عبر "الأمناء" ، دعوة إلى كل فاعلي الخير للمساهمة والتبرع لصالح هذا المشروع بهدف إصلاح وتأهيل الطريق على الحسابات المصرفية الموضحة أعلاه ، أو عبر السندات الرسمية المختومة بختم الصندوق .
الصندوق عمل خيري :
فكرة إنشاء مثل هذه الصناديق وخصوصاً مع غياب الدولة يعتبر عملاً إنسانياً وأخلاقياً يعزز التكافل الاجتماعي ويعمق المحبة بين الناس من خلال غرس بذور الخير الطيبة ، فتعميم إنشاء مثل هذه الصناديق لتقديم الدعم في مختلف المجالات أمر ضروري وبادرة طيبة يجب تنميتها داخل أرض الجنوب لتعزيز التماسك الاجتماعي فأجر هذه الأعمال الخيرية كبير عند الله تعالى .
السباق على الأجر :
من خلال المعلومات السابقة يتضح وجود أهل الخير والذين كانت لهم بداية الانطلاق بالنية الصادق تجاه إعادة تأهيل طريق (الملاح / الحبيلين) ، وربما هذه الصحوة عند أبناء ردفان قد أيقظت ضمير الدولة للبحث عن مصدر تمويل لإعادة تأهيل وصيانة الطريق ، والذي أعلن عن إعادة تأهيله من مثلث العند وحتى قعطبة ، ويبقى الأمل مفتوحاً بتباشير الخير القادم ، فأيّهما اليد التي ستكون من الأوائل في قطف حسنات هذا الأجر بهذا الطريق ؟ هل يد أصحاب الخير أوائل السباقين للأجر من خلال النية ودفع التبرعات للصندوق ممثلاً بأبناء ردفان ؟ ، أم يد الدولة والتي أعلن عنها حالياً بالتدخل خلال الأيام القادمة بإعادة تأهيل وصيانة الطريق ؟ ، بالرغم من إدراكنا بأنه يوم الدولة يعادل في كثير من الأوقات عدد أيام سنة ميلادية ، ومع ذلك فنحن على أمل بالوفاء بالوعد وتحقيق حلم عامة الناس بإعادة تأهيل وصيانة الطريق خلال الأيام القادمة .