من عاش بعد الاستقلال في عهد الحكومة الوطنية في الجنوب لازال يتذكر نجاح ودور المؤسسة المحلية للنقل البري في خدمة المواطنين ومعظم القطاعات الحكومية سواء في مجال الشحن أو نقل الركاب بأسعار أجرة مناسبة , وغطت عملية نقل طلاب الجامعات إلى الكليات وعمال المرافق الحكومية والخاصة وامتدت خدماتها في نقل الركاب وأعمال الشحن في جميع مديريات محافظات عدن , وشملت مختلف الخطوط المؤدية إلى المحافظات الست حينها في عهد ما كانت تسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية , إلا ان هذه المؤسسة تم التآمر الممنهج عليها بعد الوحدة في ظل النظام السابق بعد ما كانت مؤسسة ناجحة بامتياز , وتم الاستحواذ على أصولها من متنفذي النظام السابق ونهبت أراضيها وجميع محتوياتها وأصولها وجردوها من كل مكوناتها لولا إخلاص قيادتها وعمالها الذين عملوا جاهدين , بل بعض من قياداتها الحاليين كان ولازال ينام في حوش مبنى المؤسسة حتى لا يتم الاستحواذ على أصولها وأراضيها ومبناها المتواجد حالياً في منطقة عبدالقوي بالشيخ عثمان.
ارادة قيادة المؤسسة تعيد الامل :
وبالرغم من ذلك وبإرادة قيادتها وعمالها تحدوا التحديات وبدأوا لإعادة الحياة من جديد لهذه المؤسسة الحكومية الناجحة كي تعود بخدماتها للمواطنين على مستوى المحافظة والمحافظات في المناطق المحررة , بالرغم من فقدانها لأصولها ومحطاتها حتى يومنا هذا والتي لم تعد لها , بل ولا زالت عمليات الابتلاع والنهب لأراضي وممتلكات ومحطات المؤسسة تنهب إلى يومنا هذا , بسبب ضعف الحالة الأمنية وغياب الدولة من قبل بعض تدخلات الخارجين عن القانون .
أمام هذا الوضع ومحاولة انتشال هذه المؤسسة من ركام الإهمال وآثار جروح 1990م، التي قلصت دور هذه المؤسسة.
التقينا بالأخ حسين عبدالرحمن المدير العام التنفيذي للمؤسسة المحلية للنقل البري الذي اصطحبنا قبل اللقاء به في مكتبه بجولة لمبنى المؤسسة وأصولها وأسطولها والالتقاء ببعض العمال والسائقين للمؤسسة الذين أحاطونا بالزمن الجميل والذكريات الجميلة لهذه المؤسسة الناجحة قبل الاستقلال والتي استوعبت الكثير من العمال والإداريين المهرة والسائقين من أصحاب الخبرة وفنيي وورش المؤسسة المتميزين الذين رافقوا مديرهم في المعاناة التي تعاني منها المؤسسة وعمالها وموظفيها وسائقيها , إذ ان المؤسسة بدأت الآن من الصفر بعد نهبها وتقليص دورها.
يقول الأخ حسين عبدالرحمن المدير العام التنفيذي للمؤسسة المحلية للنقل البري معيدا إلى الأذهان أن المؤسسة بدأت تعاني من شحة الإمكانيات وتدهورت نتيجة لوقوفها أكثر من 20 سنة وتدمرت في حرب عام 94م، ونهبت المؤسسة وآلياتها وبطارياتها وكان هناك تدمير ممنهج , حيث نهبت المستودعات وقطع الغيار وكان لدى المؤسسة أسطول من الشاحنات والباصات وتاكسيات المطار وسيارات الرصيف أغلبيتها قد نهبت , وبسبب هذا النهب بدأ تدمير المؤسسة وانهيارها , علما بأن المؤسسة كانت لها وكالات مثل تاتا وفيات ونيسان انتهت جميعها.
مدير المؤسسة: مركز صنعاء لم يوفر الإمكانيات
واشار المدير التنفيذي للمؤسسة الاخ حسين عبدالرحمن قائلا :" ان في عام 2007م، حاولوا ان يلملموا الامور ويشكلوا مؤسسة محلية رئيس مجلس ادارتها محافظة عدن لكنهم لم يوفروا الامكانيات ولم يسهموا بالشراكة مع القطاع الخاص حتى نستفيد من نشاط المؤسسة بالرغم من الجهود التي بذلناها في المؤسسة وتواصلنا مع شركات خارجية لتوفير باصات للحصول على قرض من البنك الاهلي وحينها وافق البنك على القرض لكن اعترض المركز في صنعاء علما بأننا نحن لدينا اصول ومبنى خاص في حين مؤسسة نقل صنعاء مؤجرين ونحن لدينا امكانيات دولة ولدينا اكثر من 45 شاحنة وقطاع غيار وحاليا المؤسسة تتابع اراضيها التي تم البسط عليها بعد تحرير عدن من الانقلابيين .
بدأت مسيرة التصحيح
ومضى بالقول :" بدأت المؤسسة في عام 2017م، تصحيح خطوطها انطلاقا من محطة القاهرة المملوكة للمؤسسة الشغالة في خطوط الضالع والحبيلين وحضرموت من الباصات التي استلمناها من الإمارات ولقد اشتغلنا من محطة القاهرة وهي محطتنا من اصولها تم البسط عليها الان من قبل جماعات خارجة عن القانون وبدأوا فيها ببناء اكشاك عشوائية داخل المحطة وخارجها ونحن في هذا الخصوص نسجل شكرنا لمدير عام مديرية المنصورة وقائد شرطة القاهرة اللذان ساعدانا كثيرا لطرد المعتدين ولكنهم للأسف ما زالوا مستمرين في البسط ".
وحول خطة المؤسسة للعام 2018م، أفاد المدير العام التنفيذي للمؤسسة أن الخطة القادمة تبشر بخير على طريق تفعيل دور المؤسسة وقال :" نحن قادمون على توقيع اتفاقية مع جامعة عدن لنقل الطلاب الجامعيين لمديرية الشعب , وقد جلسنا أكثر من جلسة ونحن الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة وسنفتتح خطوط جدية للمحافظات المحررة مستقبلاً وستشغل في أي مكان اذا ما توفرت باصات جديدة كما نعمل على تأهيل المهندسين للتعامل مع الباصات الموجودة وعددها 68 باصاً".
الصعوبات حدث ولا حرج :
وفي سياق إجابته على سؤالنا المتعلق بتوفير الديزل قال :" إن شحة الديزل هو الذي أعاق حركتنا مطالباً الجهات ذات العلاقة بتوفير الديزل بالسعر الرمزي المناسب , خصوصا وإن المؤسسة بصدد عقد اتفاقية مع جامعة عدن لنقل الطلاب من وإلى كليات الجامعة".
شكرا لوزير النقل :
وشكر في ختام حديثه وزير النقل صالح أحمد الجبواني الذي تكرم بتكليف الوكيل المساعد فضل قاسم العبادي للنزول إلى المؤسسة لتلمس أوضاع العمال والباصات المهداة من الإمارات العربية المتحدة وتذليل الصعوبات لنا كما شكر دولة الإمارات التي أهدت للمؤسسة ، وعلى نفس الصعيد التقى الأخ فضل قاسم العبادي الوكيل المساعد لقطاع النقل البري في وزارة النقل في مبنى المؤسسة بموظفي وسائقي وعمال المؤسسة للاستماع إلى همومهم وأوضاعهم الوظيفية ورواتبهم وحوافزهم والعمل الإضافي لمعالجة أوضاعهم المعيشية الصعبة.
الوكيل المساعد : سنطرح قضايا العمل للوزير
حيث طرح عليه السائقون والعمال والموظفين قضية تأمين دفع الرواتب للمتقاعدين والموظفين , وهو المطلب الرئيسي إلى جانب الحوافز والإضافي والعلاوات السنوية والأمور الأخرى المتعلقة بتجهيزات أسطول النقل وتوفير قطع الغيار وإعادة الأصول المنهوبة , ووعد الوكيل المساعد أنه سيطرح قضايا العمال والسائقين حرفياً على الأخ الوزير الذي وعد أن لديه صلاحيات من الأخ رئيس الجمهورية في تذليل كل الصعوبات التي تواجه المؤسسة حتى تسير على قدمها .