تعتبر الحوطة عاصمة محافظة لحج ، مدينة ورَدَ ذكرها في كتب التاريخ ، وعشقها الشعراء بالأبيات الشعرية ، وأصبحت الحوطة قلب لحج النابض بالحياة منذ قديم الزمان وحتى اليوم ، لكن للأسف تتعرض المحروسة منذ بداية الوحدة وخصوصاً عقب حرب صيف 1994 م ، لموجات من التآمر المتعمد بهدف طمس تاريخ لحج عند جيل الوحدة برسم صورة مزيفة عن حوطة لحج أمّ كل لحجي وفياً بمحبة الوطن .
"الأمناء" تسلّط الضوء بعد استلام اتصالات مواطنين ، عبارة عن شكاوٍ عن ظاهرة انتشرت منذ وقت ، وتعكس نفسها سلبياً على هذه المدينة الباسلة كعاصمة للمحافظة ، فكما هو معروف بوجود شارع رئيسي بحوطة لحج ، وهو شارع غير منظم مقارنة بشوارع بقية عواصم المحافظات بالرغم مساحة الشارع لا تتعدى 2كم ، ولهذا وجد فيه عدة مظاهر غير حضارية لا داعي لذكرها بهذا المقام ، ومن أبرز تلك الظواهر ( ظاهرة انتشار عشرات الكلاب بحوطة لحج ) ، نهاراً ويزداد الأمر ليلاً حيث تتحول حوطة القمندان أشبه بالغابة من نباح وعراك الكلاب والتي تحدث الإزعاج وتنزع لذة النوم ، وتقلق عابر السبيل أو من كان متأخراً بعمل أثناء عودته لمنزله .
عاصمة بنباح الكلاب !
تزداد معاناة الأسر بحوطة لحج ليلاً مع ارتفاع أصوات نباح الكلاب وما ينتج عنها من عراك ومطاردات فيما بينها البين ، وهو الأمر الذي ولّد الانزعاج عند عامة الناس ، وفي فترة الصباح تحدث الكلاب الخوف والقلق لدى الأطفال عند ذهابهم إلى المدرسة ، والنساء أثناء التنقل للعمل أو بشراء متطلبات المنزل ، فعن أي عاصمة نتحدث ؟ هل حوطة القمندان أم حوطة الغابة؟! ، بزمن أصبح بعض البشر لا يختلف عن هذه الحيوانات ليلاً ونهاراً ، كان عبر التواصل الاجتماعي أو بالبيع والشراء ... إلخ .
جهات صامتة :
ويبرز هنا السؤال : أين دور الجهات ذات الاختصاص من ( سلطة محلية / أمن / مرور / أشغال عامة / صحة البيئة / صندوق نظافة / منظمات مجتمع مدني / عقال وشيوخ وشخصيات اجتماعية ) للوقوف أمام هذه الظاهرة ومحاربتها حتى القضاء عليها كاملة ، وإظهار عاصمة لحج الحضارة خالية من تواجد الكلاب صباحاً وليلاً ؟! .
ماذا يقول المواطنون ؟!
الكاتب محمود المداوي قال: ( من المنطقي أن يتم التعامل مع ظاهرة انتشار الكلاب في بعضٍ من أحياء الحوطة تعاملاً عقلانياً ومعرفة أسباب هذا الانتشار ، والذي يرجع إلى ما نعانيه هنا من تردٍ في بعض الخدمات وأيضا ابتعاد المواطن عن المشاركة والسلبية التي غدت عامةً في موقف البعض من كثير من القضايا التي تهمه وذات ارتباط بحياته وبيئته الصحية ، هذه حقيقة يتوجب الاعتراف بها أولاً وعلى ضوئها ينبغي التعاطي العقلاني معها ومن مبدأ " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ) .
الغاية من استفحال الظاهرة (نقل العاصمة) :
وأردف " المداوي " : ( أستطيع القول أيضاً وانطلاقاً من رؤيتي الخاصة تجاه هذه الظاهرة أن هناك ظواهر عدة مطلوب أن نوليها اهتمامنا غير هذه الظاهرة ، فبقدر ما يشكل انتشار الكلاب في أحياء معينة من الحوطة عاصمة محافظة لحج ظاهرة مزعجة ومقلقة للسكان ، وهي ظاهرة موجودة ومثلها موجود في كثير من مدننا الرئيسية ، إلا أنها في لحج والحوطة تحديداً نجدها تختفي ، ولكن سرعان ما تعود للظهور من جديد ، وهو الأمر الذي لا أجد له تفسيراً معقولاً يبرره ، غير أن هناك من يريد فعلاً أن يجعل من هذه الظاهرة مشكلة واقعة لغايةٍ في نفسه ليس إلا ، وذلك للتأكيد أن مدينة الحوطة لا تصلح أن تكون عاصمةً إداريةً لمحافظة لحج ، وهذا مسعى ينبغي التنبه له جيداً وأن تعالج ظاهرة الكلاب و انتشارها كونها ظاهرة عامة بعيداً عن أي غايات أخرى ) .
حمران : لمن تصيح يا فصيح ؟!
مدير إدارة الشؤون الاجتماعية والعمل بحوطة لحج / سند سعيد حمران قال : ( يعاني سكان الحوطة عاصمة لحج من انتشار ظاهرة الكلاب الضالة بشكل كبير جداً مما أحدث لدى الأطفال والنساء الخوف والهلع وأيضاً عند طلاب المدارس عند تنقلهم باكراً للذهاب للمدارس ، حيث في بعض الأحيان تقوم الكلاب بمطاردة الطلاب والتهجم عليهم وتحدث بهذا الفعل أضراراً نفسية بالغة عند الأطفال والنساء ) .
عدم الاستشعار بالمسؤولية :
وأردف حمران : ( لقد تم إبلاغ مدير الأشغال العامة بالحوطة بهدف القيام بحملة للقضاء على الكلاب بشكل عام وتطهير عاصمة لحج من هذه الظاهرة الغير حضارية ، لكن للأسف وجدنا مبررات بعدم وجود القدرة على ذلك نتيجة لعدم وجود مخصص مالي لأي حملة ، كما تم إبلاغ منذ ما يقارب 6 أشهر مدير عام المديرية ، وللأسف تجاهل الأمر ، وكأن الأمر لا يعنيهم أو أنهم ينتظرون حتى حدوث كارثة من هذه الكلاب من خلال عض أحد الأطفال أو النساء ، وربما بعد ذلك يتم التحرك ضد هذه الظاهرة والتي تقلق معظم عامة الناس وخصوصاً ليلاً ) .
انتشار القمامات :
انتشار القمامات وخصوصاً مخلفات الأسماك والدجاج ، ربما تكون عاملاً مساعداً في انتشار الكلاب بعاصمة لحج ، وساعد ذلك إحاطة العاصمة بعدد من قرى مديرية تبن ، والتي يتم فيها تربية الكلاب لعدة أسباب ، مما سهل انتقال الكلاب من هذه المناطق الريفية إلى داخل عاصمة لحج الحوطة .
وفاء الكلاب :
استغرب أحد المواطنين ونحن نقوم بهذا الاستطلاع ، وقال : ( لماذا تحاربون الكلاب ؟! هي مخلوقات وأكثر وفاء من بعض البشر ، وربما بعثها الله إلى داخل الحوطة لحماية البشر بعد التدهور الأمني ، فهي تشعر بالخطر عند النباح ليلاً كرسالة للبشر بالانتباه ، ولكن بعض البشر يعتبر ذلك إزعاجاً ، الكلاب في بعض الأحيان تكون حراسة للإنسان ، والمجتمعات المتقدمة تستخدمها لكشف الجريمة ) .
ملاحظات :
من خلال هذا الاستطلاع ، نلاحظ وجود تحول تدريجي داخل مدينة حوطة لحج من عاصمة ذات تاريخ عريق ، إلى عاصمة أشبه بالقرية التي لا تمتلك مقومات العاصمة ، ربما تقف خلف ذلك جهات حاقدة على تاريخ هذه المدينة ، وتسليط الأضواء على هذه الظاهرة ، والتي تعتبر ظاهرةً سلبيةً مع وجود ظواهر أخرى ظهرت داخل هذه المدينة المكتظة بمختلف المواطنين من مديريات لحج الـ15 ، ومن خارج لحج ، ولهذا نأمل وضع لهذه الظاهرة معالجات صحيحة ، فمن غير المعقول أن يتم انتشار الكلاب بعاصمة لحج (الحوطة ) ليلاً ونهاراً ، وترك هذه الظاهرة السلبية في تزايد من دون وضع لها أي معالجات حاسمة من قبل الجهات ذات الاختصاص ، لدرجة اختلاط الكلاب بين عامة المواطنين بوقت الصباح ! ، وعلى نظر عامة الناس المتواجدين بشارع الحوطة ، والذي كُتِب عليه أن يكون شارعاً حاضناً لكل ما هو جميل وسلبي !..هذا وللحديث بقية عن ظاهرة أخرى ..