كان يطلق المسيمير الحواشب  والأزارق الأيزون ،  والأيزون جمع يزني وهم بطن من حِمْيَر اتفق النسابون أنهم من حِميَر.

نسبتها : إلى ذِي يَزَنَ بْنِ ذِي أَصْبَحَ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شَمْسِ بْنِ وَائِلِ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ قَطَنِ بن عريب بن زهير بن أيمن ابن الْهَمَيْسَعِ بْنِ حِمْيَرُ ابْن سبأ وليس بذي يزن والد الملك سيف بن ذي يزن فذا متأخر.

قال الهمداني في صفة جزيرة العرب : « وادي توّنة للأصنعة من الأيزون ».

وقال أيضا في المصدر المذكور : « لحج يسكنها نفر من الأيزون »ـ .

موضعها: ومنطقة الأصنعة التي ذكرها الهمداني آنفا هي المسيمير كانت تسمى أصنعة حمير كما أبانه الأكوع في حاشية صفة جزيرة العرب ووادي تِوْنَّة في الأزارق جنوب شرق الضالع ، وبالنسبة لمديريتي الأزارق والمسيمير فهما متجاورتان وهما بين الصبيحة والضالع ، ويؤيد ذلك من كون هذه مساكن الأيزون أن الأيزون بطن من ذي أصبح ، أعني الصبيحة ، بدليل اتحاد النسب ، ألا ترى أن ذي يزن ابنُ لذي أصبح وهو والد سيف بن ذي يزن وبه سميت المنطقة ، وهنا نستفيد فائدة عظيمة وهي تحديد بلاد سيف بن ذي يزن أنه من الأيزون وهي هاتان المديريتان والأيزون من الصبيحة قوم سيف بن ذي يزن كما نص على ذلك تلميذ ابن تيمية الإمام ابن عبدالدايم في كتابه نهاية الأرب. ولذلك ترى تقارب البلدين الصبيحة وأرض الأيزون المسيمير والأزارق.

مشاركتهم : شارك اليزنيون في فتوح الشام ، ومصر خاصة وممن نبغ منهم هناك :

مفتي مصر أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني .. قال ابن يونس في تاريخه: « مفتي أهل مصر في وقته تفقه على عقبة بن عامر وقال الفسوي : فَاضِلٌ خَيِّرٌ لَهُ حال في جنده زاهد عابد ثقة ».

وقال يحيى بن معين : « كَانَ أبو الْخَيْر مرْثَد بن عبد الله الْيَزنِي رجل صدق قد كَانَ عِنْد أهل مصر مثل عَلْقَمَة عِنْد أهل الْكُوفَة ».

ملازمته لعقبة بن عامر

لقد لزم أبو الخير اليزني عقبةَ بن عامر وأخذ منه علما جما بل هو أكثر الناس رواية عنه وأثبت الناس فيه وروى البخاري  ومسلم عن يزيد بن أبي حبيب قال : « كَانَ أبو الْخَيْرِ لَا يُفَارِقُ عُقْبَةَ ».

وقال ابن يونس في تاريخه  : « روى ...عن عقبة وكان يلزمه » .

وقال الذهبي في العبر : « وعلى عقبة بن عامر تفقه ».

وقال ابن العماد في شذرات الذهب: « تفقّه بعقبة بن عامر ».

أبو الخير لا يحتقر يسير الخير

لقد كان أبو الخير  محباً للخير لا يحتقر من المعروف شيئاً ولو كان يسيراً وكان عابداً عاملاً بعلمه فقد روى ابن المبارك في الزهد  ومن طريقه أحمد في المسند  وغيرهما بسند صحيح عن أبي الْخَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ» ، أَوْ قَالَ: «يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ» . قَالَ يَزِيدُ:«  كَانَ أبو الْخَيْرِ لَا يُخْطِئُهُ يَوْمٌ لَا يَتَصَدَّقُ فِيهِ بِشَيْءٍ، وَلَوْ كَعْكَةً، أَوْ بَصَلَةً ».

ومن حرص أبي الخير على العلم روى عن صحابة لم يروَ عنهم غيره فهذا مالك بن هبيرة السبأي صحابي روى عن رسول صلى الله عليه وسلم  حديثا واحدا في تقسيم صفوف الجنازة ثلاثة صفوف لم يروِ عنه غير أبو الخير مرثد اليزني انظر المفردات والوحدان (17) للإمام مسلم.

وهذا أبو عبد الرحمن الجهني له حديثان فقط لم يروهما عنه غير أبي الخير مرثد اليزني انظر ترجمة أبي عبد الرحمن الجهني من كتب تراجم الصحابة وهذا ديلم الجيشاني الحميري له حديث واحد في الأشربة لم يروه عنه سوى أبي الخير وغيرهم كثير ممن كان أبو الخير السبب في إثبات صحبتهم.

المراجع

صفة جزيرة العرب للهمداني بحاشية الاكوع

فتوح مصر لابن عبدالحكم

تاريخ ابن يونس 

الأنساب للسمعاني

تاريخ دمشق

نهاية الأرب لابن عبدالدايم

الإصابة لابن حجر

كتابي البطولات اليمنية في الفتوحات الإسلامية