"صالح" حكم اليمن بالتآمر والخيانة وورث نظامه الجمهوري الزائف إلى الملكية السابقة ..
تقرير / عدنان القيناشي :

 

بداية حياة صالح وصعوده للسلطة والنهاية

ولد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في منطقة سنحان بصنعاء إبان الحكم الملكي لشمال اليمن بما يعرف (المملكة المتوكلية اليمنية ).

عاش يتيما وتربى في كنف جده إلى أن أصبح صبياً واتجه لرعي الأغنام في بيت آل الاحمر ولم يكمل دارسته الابتدائية.

 اندلعت براكين ثورة الـ 26 من  سبتمبر /1962م في شمال اليمن وتم القضاء على النظام الملكي الكهنوتي الإمامي وإعادة الحكم الجمهوري في شمال اليمن وقيام نظام جمهوري في شمال الوطن ، وخلال فترة النظام الجمهوري حكم شمال اليمن مجموعة من الرؤساء.

وبعد العمل في مجال رعي الأغنام التحق عفاش بالقوات المسلحة وحصل على قائد لواء بمحافظة تعز جنوب غرب الجمهورية العربية اليمنية ، وبعد مقتل الرئيسين الحمدي والغشمي عُيّن في منصب رئيس الجمهورية العربية اليمنية وهو يحمل رتبة مقدم في الـعام 1978م وليس لديه أي مؤهلات دراسية في السلك العسكري أو المدني .. حكم اليمن لفترة 33 عاماً واستخدم خلال حكمه كافة الوسائل الإجرامية بتحالفه مع كافة الأطراف السياسية والقبلية والإرهابية لتدمير البلد وتركيع الشعب للإهانة والمذلة ونهب ثروات الشعب لبناء قوات الحرس الجمهوري التي تتبعه هو ونجله أحمد من أجل الحفاظ والبقاء على عرش السلطة.

وخلال حكمه للبلد لم ينهضها اقتصاديا ولم تكن هناك تنمية للمشاريع التنموية والبنية التحتية ، عاشت البلد منذ توليه الحكم في صراعات سياسية ومذهبية وانهيار الاقتصاد اليمني وتدنٍ للعملة اليمنية أمام العملات العربية والأجنبية.

كما حاك المؤامرات الداخلية والخارجية منذ حكمه لشطري اليمن واستخدم أساليب الخداع والمكر والخيانة لكافة أطياف الشعب بزرع الفتن القبلية والطائفية واستخدم لعبة "فرق شتت .. تربح بالنصر".

هكذا كانت حياته السياسة لإدارة الشؤون السياسة لليمن ككل باستخدامه  لتلك الأعمال التي لا ترضي ضمير أي إنسان عربي مسلم.

دخل الرئيس السابق المخلوع علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية سابقا في وحدة مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بقيادة الرئيس السابق علي سالم البيض في الـعام 1990م فيما تنازلت قيادة دولة الشطر الجنوبي عن العَلَم والعملة والعاصمة لصالح الشطر الشمالي من أجل تحقيق الوحدة اليمنية ، وهي كانت حلم لكل مواطن في الشطرين ، لأربع سنوات ظل اليمن موحداً تحت راية الجمهورية اليمنية وكانت مشاركة لأحزاب سياسية في تلك الدولة الاتحادية حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني.

 

تصفية صالح لقيادات الاشتراكي والجنوب:

خلال الأربع السنوات ظل الرئيس عفاش وقيادات من حزبه تبدأ بالمكر واللؤم على قيادات الحزب الاشتراكي اليمني في العاصمة صنعاء ، وقد بدأ بتصفية الكوادر السياسية والعسكرية الآخر تلو الآخر ، فبدأت المخاوف ممن عادة تبقى من تلك القيادات العسكرية والسياسية بالرجوع عن الوحدة اليمنية والعودة إلى نظام الدولتين السابقتين ، إلا أن عفاش كابر ودخله الغرور والكبرياء عندما أعلنت قيادة الشطر الجنوبي قيام دولة الجنوب في عدن والرجوع عن الوحدة المغدور بها من قبله ،  أعلن حربه اللعينة على الشطر الجنوبي في صيف عام 1994م.

 

تحالف المؤتمر والإصلاح وقبائل الشمال :

بتحالف مع قبائل شمال اليمن وأحزاب سياسية جهادية مثل حزب الإصلاح "الإخوان المسلمين " تبرر له شنّ الحرب والاجتياح بفتوى تكفيرية ، أعلن خلال تلك الفتاوى والمؤامرات السياسية القبلية حربه الشعواء على شعبنا الجنوبي ، وتم تدمير المؤسسات العسكرية والحكومية وتدمير البنية التحتية وقتل النساء والأطفال وقصف مدن وقرى الجنوب بكافة أنواع الأسلحة دون شفقة أو رحمة ، وتم اجتياح الجنوب في 7/ 7/ 1994م وظل الجنوب تحت سيطرته لعدة سنوات ورمى بكل القرارات العربية والدولية عرض الحائط ولم تحرك الدول العربية والأجنبية ساكناً.

وبعد تحقيق النصر لعفاش تم إقصاء الأحزاب السياسية التي شاركته في الاجتياح وأنهى تحالفه معها بكل سهولة بوسيلة المكر والخداع والتآمر.

ظل عفاش على مدى سنوات منذ اجتياحه لجنوب اليمن بالاستهزاء والسخرية لكل قيادات الجنوب في الداخل والخارج ودائما يردد في خطاباته  الاستفزازية بأنه ليس  أمام قيادات الجنوب سوى منفذين للهروب إلى الخارج : جيبوتي عبر باب المندب ، وعمان عبر منفذ شحن بالمهرة ، كما ظل يتفاخر بقبائل شمال اليمن في الداخل والخارج ويصف قادة الجنوب بالفاشلين في العمل السياسي وبأنهم غير مؤهلين لحكم الجنوب أو اليمن ككل.

 

 

براكين الغضب الجنوبي 2007م وقمع المسيرات :

مرت السنوات  منذ أن تربّع على عرش اليمن الموحد وانفجرت براكين الغضب الجنوبي على حكمه الجائر المحتل في الـعام 2007م واستخدم كافة الأساليب والوسائل القمعية لإسكات صوت الثائرين ضد نظامه المحتل مستخدماً قواته العسكرية وجيوشه الجرارة بقمع مسيرات الجنوب السلمية المطالبة برحيل المحتل من بلادها ، إلا أن بعد هذا وذاك وصل بجبروته وطغيانه بمهاجمة الوسائل الإعلامية التي تنقل صدى ثورة الشعب الجنوبي منذ انطلاقها ، ومن تلك الوسائل الإعلامية صحيفة (الأيام) الجنوبية التي كانت تواكب الأحداث في ربوع الوطن  الجنوبي الغالي ، وتمت مداهمتها وإغلاقها من قبل قواته المتواجدة في مدن الجنوب دون الرجوع إلى القانون وحرية الصحافة والإعلام.

 

صالح ولعبة توم وجيري مع دول الإقليم والعالم :

وبعدما أنهى تحالفه مع الشركاء  السياسيين في اليمن بدأ يبحث عن شركاء سياسيين خارج اليمن ، وخلال مسيرته السياسية بعدما انفرد بحكم اليمن هو وحزبه - حزب المؤتمر الشعبي العام - تحالف مع المملكة العربية السعودية وبعض من دول الخليج العربي والوطن العربي والولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية وكان مستخدماً لهم في سياسته الماكرة والمخادعة لعبة "توم وجيري" يوهم الغرب ودول الخليج بأن اليمن على منفذ بحري مهم وتمر السفن التجارية والنفطية عبر هذا المضيق ، وأمن اليمن مهم جداً لدول الخليج العربي والوطن العربي والدول الأجنبية ، ظل متحالفاً مع تلك الدول بخداع ومكر من أجل الحفاظ على الوحدة والسلطة وتوريثها لعائلته بنظام جمهوري وهمي وغير مطبق بالشكل الصحيح مثل بقية الدول في العالم.

 

سقوط نظام عفاش العائلي :

سقط نظام المخلوع عفاش العائلي الزائف في الـعام 2011م بعد قيام ثورة الشباب في شمال اليمن وسلّم السلطة لنائبه المشير /عبدربه منصور هادي بعد مبادرة خليجية رعتها ونفذتها المملكة العربية السعودية من أجل التسوية السياسية في اليمن وإنهاء المركزية في شمال وجنوب اليمن.

بعد سقوطه من الحكم لم يترك المسار السياسي في اليمن وظل يدير شؤون اليمن السياسية والعسكرية من وراء الكواليس لتعطيل مسار التسوية السياسية في البلد. وقام بتحالف مع الحوثيين ومكر بحلفائه السعوديين والخليجيين وأنصار التيار السلفي في اليمن حيث كان سابقا متحالفا معهم ، بدأ بالمكر ودعم الحوثيين ضد أنصار السنة السلفيين بمركز دماج وإخراجهم من المركز بدعم عفاشي وتنفيذ حوثي ، حيث كان سابقا في حكمه يدعم المراكز السنية في مناطق شمالية لجذب شباب من محافظات جنوبية من أجل طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عنه وحث المواطنين في المحافظات الجنوبية عبر المساجد بأن الوحدة اليمنية مطلب ديني وإسلامي.

كما مكر بحلفائه الخليجيين الذين كانوا يدعمون حكمه في اليمن منذ احتلال الجنوب بعد الـعام 1994م ظل عفاش متحالفاً مع دول الخليج العربي طارحاً عليهم شرط عدم المساس بالوحدة اليمنية ودعم اليمن سياسياً ومادياً  وعسكرياً خلال مواجهته للحروب الستة في محافظة صعدة شمال اليمن ضد أنصار الله " الحوثيين ".

مكر صالح لحلفائه وخيانة النظام الجمهوري :

عفاش مكر كل حلفائه إبان حكمه أو بعد سقوطه ، وخان النظام الجمهوري الذي كان يتغنى به عبر خطاباته السياسية في شاشات التلفزة ، وخان دماء الآلاف من الشهداء الذين سقطوا في الحروب الستة بصعدة من أجل الدين والنظام الجمهوري للبلاد .. بعد كل تلك التضحيات التي كان يوهم بها الشعب من أجل اليمن والنظام الجمهوري سلم كل العتاد العسكري التابع للحرس الجمهوري إلى الإمامين القادمين من محافظة صعدة .

واجتاحت قوات الحوثي والحرس الجمهوري المحافظات الشمالية راميةً أي تسوية سياسية عرض الحائط ، غرور عفاش لم يهدأ مع حلفائه الحوثيين ، أرسل كل قواته إلى المحافظات الجنوبية في الـعام 2015م لتركيع الجنوب واحتلاله مرة ثانية بنزول قواته المتحالفة مع المليشيات الحوثية التي قتلت الأطفال والنساء ودمرت المنازل والبنية التحتية في مدن الجنوب ، ولكن لم يستطيعوا تركيع الجنوب بعزيمة الأبطال والرجال الذين تصدوا لجحافله وقواته البربرية التي هرولت لاجتياح الجنوب ، لكنها باءت بالفشل والخيبة أثناء التصدي لها من قبل أشاوس الجنوب الأبطال وحققوا النصر المبين على مدى أشهر للمدن الجنوبية ضد القوات الغازية من قبل عفاش والحوثي.

 

تحالف هشّ لصالح مع الحوثيين :

استمر تحالفه مع الحوثيين على مدى ثلاثة أعوام تقريباً ، إلا أن تحالفه لم يحقق أهدافه التي كان يطمح أن يحققها داخليا وخارجيا ، في نهاية عام 2017م حس عفاش بخيبة الأمل في الانتصار على الشرعية ودول الخليج العربي فحاول الرجوع والعودة بالتحالف من جديد مع دول الجوار وحكومة الشرعية اليمنية متنصلاً عن حلفائه الحوثيين بعد أن سلم لهم كل قواته العسكرية المدججة بأضخم أنواع الأسلحة والصواريخ التابعة للحرس الجمهوري الذي تم تجييشها  وتسليحها بأسلحة متطورة في عهدة عندما كان حاكماً لليمن فذهبت كل تلك المنظومة العسكرية تحت وصاية أنصار الله " الحوثيين ".

لم يبقَ لعفاش إلا المهاترات السياسية هو وأنصار الله المتحالف معهم عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، تطورت حِدة الخلافات السياسية بينهم وكلا يصف الآخر بالخيانة لدماء الشهداء والعمالة.

 

محاصرة الحوثيين لصالح وتصفيته :

قام زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي بإرسال قوات عسكرية وأمنية تتبعه بالسيطرة على صنعاء وإنهاء الفتنة التي يريدها عفاش - حد وصفه.

في الـ 4 من ديسمبر عام 2017م تمت محاصرة منزل عفاش بشارع الكميم بصنعاء وتمت تصفيته وقتله بمنزله مع عدد من الموجودين بداخله وأسر بعض منهم.

عفاش مات موت الجبناء ولُفّ جثمانه في كُمبل – بطّانية -  ويرمى بجثته فوق طقم عسكري تابع للحوثيين ولم تنفعه جيوشه وقبائله التي كان يتفاخر بها في الدنيا ، ولم ينفعه كلامه الذي كان يهدد به الشعب اليمني وخصوصا جنوب اليمن ويردد دائما عبر خطابه في التلفزيون أثناء حكمه وبعد سقوطه بأنه سيدفن أي مبادرة سياسية لصالح الجنوب تحت التراب سواءً فيدرالية أو استقلال ، ويقول بأنه سيفشل أي حل لقضية الجنوب وسيظل تحت وصايته المركزية والتحكم بالوحدة ورفض أي تدخلات خارجية في شؤون اليمن الداخلية.

 

وصف عفاش للجنوبيين بالثعابين :

وظل يصف خصومه الجنوبين بالثعابين وسوف يظل يرقص على رؤوسهم مهما حاولوا لاستعادة دولة الجنوب ، ولكن ثعابين صعدة المأجورة من إيران تخرج من جحورها لتلدغه لدغة ما بعدها حياة ، ويدفن عفاش تحت التراب وتبقى قضية الجنوب في قلوب الشعب وستنتصر إرادتهم عاجلا أم آجلا ولن تتدفن قضيتهم تحت التراب مثل أجساد البشر .

تدفن الأجساد تحت التراب وتبقى الأوطان على مر السنين.. صدق المثل الشعبي - الذي نسمعه دائما على مسامعنا في المدن والقرى الجنوبية - ويقول المثل الشعبي : " من ربى ثعبان في منزله آخرتها يلقعه ! ".

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني