في منزل "أحمد عبدالمجيد سليم" - في المنصورة - عقد "فيصل الشعبي" اجتماع اللجنة التنفيذية لتنفيذ إضراب يوم 19 يناير1967 م ذكرى الاحتلال البريطاني لعدن ، في الوقت الذي أعلنت جبهة التحرير عدم الإضراب والخروج في مظاهرات ، مما دفع للمراقبين الإعلاميين وبالذات الـ(بي بي سي) التي أعلنت في صباح ذاك اليوم أنه يوم سيحدد شعبية أياً من التنظيمين وهو يوم بمثابة استفتاء ، في هذا اليوم خرجت الجماهير حاملة لافتات تشيد بالجبهة القومية (NLF) في الساعة السادسة مساءً كان ثلاثة معتقلين من قادة الجبهة القومية في شبكة تعز اعتقلتهم المخابرات المصرية بعد المؤتمر الثالث للجبهة القومية الذي أعلن فك ارتباطه من جبهة التحرير ، كنت حاضراً تلك اللحظة فأخرج "علي الشعبي" سماعة الراديو ترانزستر ودسه في أذنه وقال : " بنسمع نشرة الـ BBC عن الإضراب.. " ، وما هي إلا ثوانِ ورفع يديه مبتهلاً "الله أكبر.. الله أكبر.. لقد نجحت الجبهة القومية كما أعلن راديو الـ BBC الآن في نجاح إضرابها في عدن وخرجت الجماهير حاملةً شعارات الجبهة القومية.. "
نصر عظيم
ثم رددناها وراه ، إنه نصر عظيم ارتسمت فرحته في وجوه الجميع محمد سعيد مصعبين، وعلي الشعبي، وعبدالله مفتاح فضلي.. وقد يقول قائل : "أنت أيش جابك عندهم؟! "، أنا كنت ضابط اتصال بينهم وبين الجبهة القومية في عدن أوصل لهم التعميمات والمنشورات والصحف التي تصدر في عدن وتعز التي كان يحضرها هادي أحمد ناصر، ففي الشهر السابع من 1967 أُفرج عن هؤلاء ونزلوا جميعاً إلى الداخل نحن إلى لحج حيث أسقطت الجبهة القومية في 8/8/1967عندما طلبت عناصر التنظيم بلحج من سالمين وعباس وفرحان أن يضعوا مقاسات مدفع التري إنش على قصر السلطان وسقطت السلطنة ليلتها ذهب الفدائيون الثلاثة مع عوض ناصر إلى عبر لسلوم للمبيت .
نحن تواجدنا في لحج واتخذنا مقرنا في المدرسة المتوسطة وفي الساحة كانت مجاميع الجبهة القومية موجودة : علي عبدالعليم، عوض ناصر صدقة، منصور مثنى، محمود الشريف، أحمد عباد الحسيني، محمد عباد الحسيني، وحسن العجيلي، ومجاميع من أبناء قرية الشظيف ، وعبدالرحمن أنور ، وصالح يسلم عبدالرسول ، وعيدروس علي (عصام) ، والزيدي ، ومحمد صالح بغازي (رمضان) ، وأحمد الصوفي وعباس ، وجعفر البشم ، وفضل عبدالحميد ، وأحمد علي بن ناصر رجاعي ، ومحمد حسن ظافر .. بالمقابل كانت مجاميع جبهة التحرير موجودة بلحج ، فاتفقت الجبهتان في لحج لحفظ الأمن ، وحضر الاجتماع المؤدي للاتفاق علي عبدالعليم ، والمقدم مهدي النمري ، والسيد أحمد حسن البز ، والأخ صالح سالم باشادي ، والأخ محمد عيدروس يحيى ، وأحمد مهدي المنتصر ، ولجان التنسيق برئاسة الأخ المناضل محمد سعيد مصعبين.
فض الحرب
كان الوضع هادئا في الحوطة وحدثت الاحتكاكات بين الجبهة القومية وجبهة التحرير عندما اعتقلت عناصر جبهة التحرير في صبر مجموعة من شباب الجبهة القومية وهم في طريقهم إلى دار سعد اعتُقِلوا ودارت معركة في صبر استُشهِد فيها من الجبهة القومية "عبدالله امجفه" . استطاعت الجبهة القومية أن تقاتل لحماية شبابها في الحرب الأهلية الأولى والثانية ، إلى أن تدخل الجيش لفض الحرب بين الجبهتين في بيان الجيش العربي الذي كان للجبهة القومية جيب تنظيمي فيه البيان الصادر أثناء الحرب الثانية مديناً جبهة التحرير بعدم التزامها بوقف إطلاق النار وبأنها بلا قيادة مسؤولة حريصة على مكاسب الثورة بل مجاميع متناقضة لا تشكل ثقلاً سياسياً ، فقد تمكنت الجبهة القومية من السيطرة على كل الجنوب من عدن إلى حضرموت والمهرة ، فاعترفت بريطانيا بالجبهة القومية وسلمت بالالتقاء بها في مباحثات منح الاستقلال في جنيف وتكون وفد الجبهة القومية من العناصر التالية: 1- قحطان الشعبي 2- سيف الضالعي 3-عبدالله صالح عولقي 4-عبدالفتاح إسماعيل 5-فيصل الشعبي 6-محمد أحمد البيشي .
المستشارون :
وتكونت اللجنة المالية والاقتصادية من:
اللجنة العسكرية من :
وقام طيران (باسكو) في تلك الأيام بنقل الوفد إلى جنيف على نفقتها ، وقدمت الجزائر بقيادة "هواري بومدين" التزامها بدفع نفقات الوفد والأخضر الإبراهيمي كمستشار قانوني وأُعلن يوم 30 نوفمبر يوم استقلال الجنوب العربي.