كان اللواء الخامس من أهم الأولوية الجنوبية في المضلات سابقاً؛ كونه يربط محافظتي عدن ولحج، وتخرجت منه مئات الوحدات العسكرية وكوكبة من الضباط، ويومها كان معلما عسكريا يُشار إليه بالبنان، والذي يقع في منطقة بئر ناصر بمحافظة لحج ، وتم استهدافه مؤخرا جراء قصف طيران التحالف بعد أن حوّله الغزاة الانقلابيون إلى مركز للتموين العسكري واللوجستي لينطلقوا منهم صوب عدن خلال حرب الغزو الثاني في العام 2015م.

ومع تحرير الوطن بيد أبطال المقاومة كان اللواء الخامس مكاناً ومسرحًا لتدريبات الشباب المنضمين ضمن أطر المقاومة الجنوبية ، والذين تدرجوا تحت لافتة قوات الدعم والإسناد للحزام الأمني وقوات أمنية وعسكرية.. ويوضح هذا الاستطلاع التدريبات العسكرية والأمنية للوحدات المستجدة في الميدان والتي تخوض تدريبات على دفعات وسرايا، من أجل توزيعها على مرافق الدولة التي بدأت  تؤسس من لحج الخضيرة ، حيث تم تحويل اللواء إلى ساحة لتدريب تلك القوات ، والتي شاهدناها متلهفة بشغف لكسب المعارف الأمنية والعسكرية من المدربين الضباط الذين يبذلون جهودا جبارة رغم شحة الإمكانيات لكنهم تقلبوا عليها بولائهم الوطني وحبهم للأرض وبوازع حب الوطن والتشبث بالأرض.

توزيع القوات على المنشئات

وفي استطلاع "الأمناء" لهذا المعسكر كانت بداية استطلاعنا مع العقيد "محسن سيف عبيد" ركن التدريب باللواء ومدير التدريب والتأهيل بالمحافظة ، والذي توجه بالشكر في مستهل حديثه للقيادة الأمنية في المحافظة ممثلة بمدير أمنها العميد صالح السيد ، الذي وجه الدعوة للتجنيد وبإمكانيات ذاتية ، حيث أفاد لنا بأن هذه هي الدورة التدريبية الأولى التي هم في طور إعدادها ليتم توزيعها على المرافق الأمنية والمنشئات في المحافظة ، وشكر الضباط الذين يقومون بعملية التدريب والإعداد في هذه الدورة على ما يبذلونه من جهود في الميدان ليخلقوا كفاءات أمنية تتحلى بأحدث المهارات الأمنية لتوفر رافدا قوىً بشرية للمؤسسة الأمنية.

 وذكر بأن المجندين من كل المناطق ويعتبرون الصفوة الصامدة التي نالت من الحصص التدريبية تحت قيادة خبيرة في الميدان والسلك الأمني والعسكري .. حيث يقدم الموجهون والمدربون كلمات توجيهية إلى كل القوة المنتسبة والمتدربة تحثهم على الصمود والصبر مع الاحتفاظ باللياقة البدينة والانضباط الأخلاقي لرجل الأمن الذي سيبرهن ذلك في قادم الأيام أمام المواطن عندما يمارس عمله في المنشئات ومؤسسات الدولة..

 تدريب مستمر ومعنويات عالية

أما مدرب السرية الخامسة الضابط "علي سالم داؤود" فقال بأن :" التدريب مستمر وبمعنويات عالية منذ سبعة عشر يوما وكل ما يعانيه المتدربون هو نقص في الزي العسكري الصالح للتدريب الذي نحاول أن نجري التدريبات بدونه رغم ما يعترض المتدربون من عوائق بدونه، وأضاف أنه بعد تدريب 45 يوما ، سيتم توزيعهم على المرافق والنقاط وهم الدفع الأولى ثم الدفع الأخرى ستليها، حتى تصبح المحافظة خالية من الإرهاب والفوضى والبلطجية، وذلك عبر مؤسسة أمنية مؤهلة وكادر متنوع من كل المديريات تحت ولاء وطني واحد .. وهناك تواصل مع الجهات العليا من قبل مدير أمن لحج صالح السيد الذي يبذل جهودا وكل الشكر له وللتوجيه المعنوي من الوزارة الذي يزورنا باستمرار للاطلاع على الحصص التدريبية وإعطاء الشباب مزيد من المعارف.."

فيما تحدث إلينا الضابط "فارس الحدي" مسؤول الرقابة والتفتيش بأمن لحج ، مشيداً بالشباب المجندين لانضباطهم العسكري والأمني ، مؤكداً بأنهم سيكونون عند حسن ظن المواطنين والقيادة في تنفيذ المهام عقب تخرجهم وتقديم الخدمات للمحافظة وأهلها بكل المديريات .. علما بأن هناك  أكثر من 300 فرد بدفعات تدريبية في رأس عباس بعثت بعد أن أخذوا حصصا أولية باللواء الخامس ، وبإذن الله يعودون مؤهلين يفيدوا المؤسسة الأمنية بالمحافظة وعلى قدر كبير من التأهيل ليوزعوا على النقاط والمنشئات يتحلون بالأسلوب الأمني الراقي في التعامل مع المواطن والقادة في طور بناء مؤسسة أمنية صوب بناء الوطن الكبير الجنوب ..

التحلي بالخلق النبيل والانضباط

وكان مستشار محافظ لحج لشؤون الدفاع والأمن العميد ركن "أحمد قاسم طماح" قد تحدث في حضور موفد "الأمناء" بكلمة توجيهية إلى منتسبي الأمن في ميدان التدريب والذي "حثهم على التحلي بالخلق النبيل والانضباط العسكري والأمني والاستماع إلى قيادتهم العسكرية والأمنية ومدربيهم والاستفادة الكاملة من النصائح والإرشادات التي توجه لهم باعتبارهم القدوة لهم والذين يوجهونهم فيما يخدم الصالح العام .."

وأكد طماح "بأن الدولة مؤملة على المؤسسة العسكرية والأمنية والتي نبدأ تشكيلها اليوم لتحافظ على الإنجازات وتصون التضحيات التي تحققت بفضل تضحيات الأبطال من أمثالكم وزملائكم الشهداء الذين رحلوا والذي يجب الانتصار لهم بإرساء دعائم دولة النظام والقانون دولة العدل واحترام كرامة الإنسان والدفاع عن حقوقه لا إهانته وجعل من وظيفتكم لابتزاز الناس بل لتقديم لهم الخدمات وحفظ أمنهم واستقرارهم ومساعدتهم في مشاكلهم الحياتية وشرحها للمعينين.."

وأردف "طماح" أن : " تلك القوة الأمنية ستكون خلال أيام حامية المنشئات ومرافق الدولة وستكون وجها لوجه مع الناس لتبرهنوا ما تعلمتموه في حصصكم التدريبية لتطبقوه في التعامل مع الناس وأهاليكم بالنقاط العسكرية والمصالح والمؤسسات الجنوبية التي تنتظركم بشغف لتحموها من البلطجة والفساد كي تتفعل بمساعدة الجميع وتكاتفنا لنبني دولة نظام ومؤسسات وقانون.."

وفي السياق ذاته، كان المجند المستجد "حسين الزعوري" يستمع بشغف للمدربين ويؤدي المهام التدريبية على أكمل وجه وهو يستمع إلى قائده في صورة توحي أن الشباب المجندين تم تأهيلهم على مستوى عال من قبل ضباط من وزارة الداخلية والعسكرية من أجل أن يقدم جل جهودهم في استتابة الأمن بالمحافظة لحج ، حيث قال حسين " بأن المحافظة تنتظرنا لنكون أهلا للمسؤولية الأمنية التي حملتنا قيادتنا خلال 45 يوما من التدريب كي نواصل مسيرة بناء الدولة ونبدأها من المؤسسة الأمنية، مقدما التحايا والشكر لكل الضباط والقادة الذي يبذلون الجهود الجبارة لتأسيس مؤسسة عسكرية وأمنية رغم الظروف القاهرة التي تمر بها البلد "

المجند الآخر "مروان الزريبي" تحدث قائلاً : " تحت لهيب الشمس والغبار نواصل المسيرة الثورية الجنوبية لنبني الدولة التي كان ينشدها الشهداء والشعب ونحن سنوصلها بأن نؤدي رسالتنا الأمنية على أكمل وجه عندما نتخرج ونوزع لمهام تريدها قيادتنا.."

ختام.. رغم قساوة الظروف

وعلى الرغم من قساوة على الظروف وشحة الإمكانيات التي يفتقر المعسكر لأبسطها من سكن ودورات مياه وتغذية  إلا أن التغلب عليها بكفاح مستمر وبإصرار منقطع النظير بإرادات قادة أفذاذ يؤسسون نواة لمؤسسة أمنية جنوبية تخدم وترفد المحافظة بعناصر مؤهلة من كل مديريات محافظة لحج سنراها قريبا في حماية المواطن وحفظ أمن الوطن  ...