عادت إلى الواجهة قصة السفاح "محمد آدم" الذي كان يعمل في مشرحة كلية الطب بصنعاء، بعد بلاغات اختطاف للعديد من البنات، وتوجه البوصلة نحو رجل يدعى الدكتور صدام، الذي قيل حسب اعترافات لإحدى من تعمل بإمرته واسمها "هنود"..
وقال مصدر أمني في عاصمة الانقلابيين صنعاء لـ"الأمناء" أن عدد من مراكز الشرطة في المدينة تلقت عشرات البلاغات في وقت قياسي عن اختفاء فتيات عن أسرهن في العاصمة.
وبحسب ذلك المصدر فإن أكثر من 30 بلاغ خلال أسبوعين فقط عن اختفاء فتيات من منازلهن في صنعاء.
وعلى الصعيد ذاته، توصلت إحدى الأسر إلى خيط يوصل إلى خاطف ابنتهم "وجدان"، التي قد تكون واحدة من تلك المختطفات الثلاثين، لكن السلطات الأمنية في عاصمة الانقلابيين لم تتعامل مع ذلك بمسؤولية بل تعاملت بتقاعس تام.
وكتب الصحفي "عبدالكريم مدي" عن قصة المختطفة "وجدان"، بعد اللجوء إليه ليثير قضية ابنتهم للرأي العام، والضغط على السلطات في صنعاء للضغط على المتهمة باستدراج الفتاة إلى أحد المحلات.
وعنون المدي ما كتبه بعنوان " محمد آدم " يظهر من جديد..أ وول ضحاياه المعلنين " وجدان"..واستفهامات حول تعاطي الأمن والنيابة!
ويسرد المدي قصة الاختطاف بقوله: خرجت " وجدان" البالغة من العمر (14) عاما من منزلها في خط المطار الجديد بتاريخ (3 أغسطس2017) لأخذ تليفون خالتها من عند صاحب محل لبيع وإصلاح أجهزة الهواتف النقالة.
ويواصل: بالمصادفة التقت ( هنود) التي سبق لها وأن اتت إلى بيت "وجدان" تدّعي أنها هاربة ، حيث كان هناك - حسب زعمها - أناس يلاحقونها ،فأكرمتها أمها حينها واعطتها ملابسا تسترها بعد أن كانت ملابسها شبه ممزقة،كما أعطتها مبلغا ماليا يعينها على مواصلة الهروب ..وبعدها غادرت البيت.
مردفا: نعود للمحل، الذي تم إصطياد " وجدان" فيه ، فهناك عرّفتها الخاطفة بنفسها،ومن ثم قامت بإجراء آخر إتصال لها بخالتها قالت لها: إنهما في المحل معا.
مضيفا: إلى هنا وانتهى المشهد الأول بفقدان أي أثر لـ " وجدان" والخاطفة ، وبعد بحث مضني حصلت أسرة " وجدان " على خيط أوصلهم بـ " هنود" التي أنكرت في البداية، وبعد أن ذكّرتها أم ( الضحية ) بالجميل الذي صنعته لها في ذلك اليوم، عندها طلبت " هنود" منها المسامحة ومن ثم أعترفت بالآتي وحصل الآتي:
- " هنود "تعمل لعصابة يقودها شخص " طبيب " يطلق على نفسه " دكتور صدام" وسبق للخاطفة أن تطببت عنده وحقنها بعدة إبر، (بداية التعارف بينهما) الذي لحقته ليالي أُنس " حمراء" وبرتقالية.
وأتبع بسرده: قال لها إنه يعمل في مستشفى السبعين (وقد تكون هذه المعلومة صحيحة أو غير صحيحة).
- بيته في بني الحارث قريب من مكان كذا... ، جوار مدرسة كذا... الأهلية.
- يوجد في البيت الذي كان يسكن فيه خزّانان، أحدهما في السطح والآخر أرضي.
- يقوم بإخفاء الضحايا فيهما.
- يمتلك عمارة في مدينة إب.
- لديه أيدي وأرجل وظهور ورؤوس تحميه (يعني الخبير مسنود) .
- قامت بخطف وجدان وتسليمها إياه .
- بعد أن ادخلتها إلى بيته وكان هناك فيه رجال ، مسكتها وجدان من البالطوا وترجّتها أن تُخرجها من ذلك البيت، لكن" هنود " دفعتها من رأسها
وكشفت غطاء رأسها، الذي كان بدون شعر، وهذه المعلومة صحيحة ،أكدتها والدة " وجدان"
- قالت للأم وبكل بجاحة أنهم قد القوا بابنتها في الخزان الأرضي وهناك نساء أخريات يعملن في نفس المجال..(طبعا هذا قبل أن تُجرى إتصالات معها من خارج السجن)
- بعد أيام من الحادثة، نقل صاحب البيت الذي قالت بإنها سلمته " وجدان " ولا يوجد له أي أثر، ولم يدلي أحدٌ بأي معلومات عنه.
طقم الشرطة والاتصال المجهول
ويواصل المدي سرده للقصة متبعا بقوله: تقول أم " وجدان" أن كل الاعترافات المذكورة دُوّنت في محضر قسم شرطة " بني حوات ".. الذي قام بعد إستجواب " هنود " وكتابة المحضر
بـ :
- تكليف طقم للنزول بمعية الخاطفة إلى البيت الذي ذكرته لهم.
- وصل الطقم إلى المكان وقاموا بطرق الباب عدة مرات.
- بعد ذلك تلاشى الحلم ، الذي كان قد عاشه،الأبوان المكلومان اللذان كانت دموعهما تسبق خطواتهما، وأنفاسهما تسبق حركة كل شيء من حولهما.
- ليخيب ظنّهما، بعد تلقّى قائد الحملة المظفرة إتصالا،دفعه إلى التراجع والعودة من دون تفتيش.
- عادوا إلى القسم ومعهم "هنود" المحتجزة حاليا في النيابة، رغم قيام أيادى( بيضاء من أهل الخيرالمجهولين الأشاس) بعدة محاولات لاطلاقها بضمانة تجارية، مع أن ملفها وسوابقها أسودان كقطع الليل المظلم .
- نكرر الخاطفة حاليا في السجن.. مع تلفونها الشخصي، مع العلم أنها تغير إعترافاتها ما بين وقت وآخر ، حسب ما تتلقاه من تعليمات تأتيها عبره.
تغير المحضر وسجن الأب
وأتبع بقوله: لم يتوقف الأمر عند هذا، بل تقول إفادة الأم بأنهم فوجئوا في اليوم التالي بتغييرات كثيرة طرأت على المحضر وأقوال المتهمة ، تم على ضوئها إستبدال جريمة الخطف والإخفاء، بخطيئة الهروب الإرادي، الذي ربما دفعتها إليه رغبة التنزُّه والاستجمام في بعض المنتجعات والغابات المطيرة المحيطة بصنعاء، وإن كانت في مجتمع محافظ وعمرها (14) سنة، ورأس محلوق " صلعه ".
ولإنجاح مسرحية الهروب ، أو على الأقل الضغط من أجل إخراج القضية عن سياقها الطبيعي والتأثير على الأبوين للتنازل عنها ، قاموا قبل فترة بإعتقال الأب ،ووضعه في الحبس.
حروف مختنقة
ويقول مواصلا بحزن: أقرُّ لكم أن الحروف تختنق في حلقي وأشعر أن أصابعي مغروزة في جليد القطب المتجمد الشمالي ولا أستطيع تحريكها للكتابة عن جريمة بشعة كهذه، من جهة ، ومن حهة ثانية،عن الحالة التي تعصف بقلبيّ أب وأمّ مكلومين ،خُطفت فلذة كبدهما وأعترفت المجرمة ،مقدّمتا للجميع صورة واضحة عن العصابة ومصير"وجدان".
ودعا مدي الرأي العام بقوله: أدعوكم هنا كآباء أولا، وكبشر،من قبلُ ومن بعدُ ،أن تضعوا أنفسكم مكان هذين الأبوين، وتختبروا مدى مصابهما بخطف وإخفاء ابنتهما،ومصابهما أيضا، في أجهزة شرطة ودولة ومجتمع تعاطى بهذا الشكل المخجل مع جريمة فظيعة من هذا النوع ، أحس معها بتوقف الدماء في أركان أوردتي .
النائب العام والمنظمات الحقوقية والإعلام
وأضاف: لم يدب اليأس إلى نفس والد الزهرة ( وجدان) ووالدتها، لذلك لجأ إلى مكتب النائب العام ، الذي كُنّا نتمنى منه أن يخصص للقضية من وقته ويعطيها حيزا ولو أقل من الحيز الذي يُعطونه لملاحقة الصحفيين والناشطين والسياسيين ، ويعمل وجهازه (النيابة العامة ) على إنقاذ ضميرنا الجمعي كيمنيين وكعرب وكمسلمين، وكإنسانيين، وكذا حياة أبوين يموتان في الساعة الواحدة
ستين مرة.
خلاصة الحادثة
ولخص الصحفي مدي القصة كما يلي: "وجدان " لا تزال مخطوفة ومجهولة المصير منذُ (57) يوما، وتوجيه النائب العام للنيابة الجزائية لم يأت بجديد أو يحصل على أي إهتمام ، وهذا ما أكدته لي اليوم الأخت الكريمة" أمها".
وتأسيسا على ذلك يجب على كل إعلامي وقاضي وحقوقي ورجل شرطة ومخابرات، وعاقل حارة وسياسي ويمني يحمل ضميرا حيا وينتمي للبلد ويُؤمن برسالة محمد ابن عبد إللاه، صلّ الله عليه وآله وصحبه وسلم ،أن يعتبر نفسه أبا وأخا لـ " وجدان" ، ويتحرّك لكشف مثل هكذا عصابة إجرامية ، ملأتنا بالخوف ..وفي حال تُركت ستُمثّل نواة لعصابات أخرى يُمكن لها أن تحول أطفالنا، أجمل وأعذب وأغلى الأشياء في حياتنا إلى سلع، وأيامنا إلى جحيم.
محمد آدم والدكتور صدام
وقام مدي بعمل مقارنة بين جزار مشرحة كلية الطب "محمد آدم" ومختطف البنات الثلاثين: يبدو أن هناك كثيرا من أوجه الشبه بين دكتور مستشفى السبعين 2017 و"ومحمد آدم" فني مشرحة كلية الطب جامعة صناء ،2001
وللتأكد من صحة ما نشر كتب المدي ملاحظة عن وجود ارقام خاصة للتواصل بأسرة المختطفة وذلك بقوله: عنوان وهاتف أسرة الطفلة المخطوفة " وجدان " موجود لدينا لمن اراد المزيد من القهر والدموع والذُّل والأسى حول هذه القضية، سواء كان من المنظمات المدنية، أوالسلطة القضائية والأمنين القومي والسياسي،أو من الإخوة السياسين والإعلاميينن والحقوقيين وغيرهم.
وحسبنا الله ونعم الوكيل .