منطقة (كديمة عبدالملك).. معلم تاريخي مهمل وشكاوى لا يسمع لها أحد
تقرير / عبدالقوي العزيبي

تقع (كديمة عبدالملك) بقرية الحمراء بالجهة الشمالية ، وسميت نسبةً إلى الجد الأول الذي سكن هذه المنطقة [ عبدالملك قادري بن نعم ألبان ] ، والذي هو من أصول فخيذة قبيلة < ألبان > وتعتبر <كديمة عبدالملك>  من المناطق الهادئة المسالم أهلها والمتواضعون بأخلاقهم العالية ،  فعند مجالسة أهلها سوف تشعر بأنك تعرفهم منذ زمن بعيد لطيبتهم وبشاشتهم كما أنهم يخفون في مقلتيهم هموم السنين وأحوال البلاد التي يمر بها الوطن الجنوبي .

"الأمناء" زارت منطقة "كديمة عبدالملك " بقرية الحمراء مديرية تبن بلحج ، لمعرفة هموم ومشاكل المنطقة فكانت أكبر مشكلة تعانيها كغيرها من مناطق بعض مديرية تبن  قضية [ المداهمات ] من قبل زوار الليل و الفجر ، وتعتبر [ المداهمات الأمنية ] مشكلة في معظم قرى مديرية تبن خاصة ولحج عامة والتي ينتج فيما بعد معظم الأفراج عن بعض المعتقلين باعتذار < العفو منكم > .

 

الكهرباء والمياه :

 

خلال زيارتنا شاهدنا المواطنين يعانون من مشكلة أزمة مياه الشرب بالرغم من وجود< بئر ماء > ، لكن انقطاع الكهرباء وتقسيم مياه البئر على عدة مناطق  أوجد أزمة عند المواطنين مما دفع بهم لشراء الماء عبر الوايتات ( البوز ) .

 

تراكم القمامات :

 

شاهدنا داخل القرية تراكم للقمامات وهي صورة موجود في جميع قرى لحج بالرغم من وجود صندوق النظافة والتحسين بلحج ، لكن لا نعلم لماذا هذا الصندوق لا يقوم بمهام عمله داخل قرى تبن ولو بالتخفيف من تراكم القمامات التي هي عامل أساسي في انتشار الأمراض؟ .

وعلمت "الأمناء" عن قيام مؤسسة (آفاق المستقبل) بلحج  بمشروع حملة نظافة داخل المنطقة  تحت شعار < على قدر إيمانك تكن نظافتك >  بالتنسيق مع صندوق النظافة والتحسين لحج من خلال إبرام  عقد بين الطرفين ، وتمت عملية نظافة بشكل جزئي على أن تستكمل لاحقاً  ، وكان ذلك بالتعاون مع مجلس القرية  .

 

المداهمات :

 

عدد من مواطني المنطقة تحدثوا لـ" الأمناء" عن المداهمات الأمنية  داخل القرية وما ينتج عنها من تخويف الناس وخصوصاً الأطفال و النساء ، معتبرين حدوث مثل ذلك  أفعال حرمها الدين و القانون ، واستمعنا إلى حكاية  تخوف إحدى الطاعنات في السن عند اقتحام منزلها مع الفجر مما تسبب لها بالخوف الذي لم تخافه عند وضعها لفلذات أكبادها بفترة حياتها كاملاً، حسب قولها عند مشاهدتها لرجال الأمن مقنعين ومسلحين بداخل منزلها فجأة ، وفي وقت لا يسمح باقتحام حرمة المسكن ، كما علمنا بأن (حسبنا الله ونعم الوكيل ) كانت سبباً في احتجاز أحد الأشخاص بالسجن لعدة أيام من قبل فريق المداهمات ! ، ويرى عامة الناس بأن ( لا خلاف بالقبض على أي متهم أو مشتبه ، ولكن عبر القنوات الشرعية و القانونية وليس بطرق المداهمات غير الشرعية وانتهاك حرمات السكن عنوةً) ، وقالوا : ( أحياناً يتم القبض على أشخاص بالمداهمات ربما بسبب بلاغات كيدية ، وفيما بعد يتم الإفراج عنهم بكلمة "العفو منكم.. " غير مبالين بما خلفت تلك المداهمات من عوامل نفسية على بقية الأسر من نساء وأطفال وسمعة غير طيبة على الشخص البريء !) .

 

مشكلة المجاري :

 

تعاني المنطقة من مشكلة المجاري بعد توقف مشروع مجاري قرية الحمراء وناشد المواطنون  عبر الأمناء ( جهات الاختصاص بعودة تفعيل هذا المشروع بعد توقفه قبل الحرب حتى يتم تصريف الصرف الصحي بأسلوب حضاري راقٍ ومنع انتشار الأمراض ) .

 

تردي الاتصالات :

 

كغيرها من قرى تبن تعاني منطقة كديمة عبدالملك من تردي خدمة الاتصالات وانقطاع الخدمة عن بعض المنازل وتشابك الخطوط وهو الأمر الذي يتطلب بحسب قولهم  من مكتب الاتصالات بلحج التدخل السريع  وتحسين الخدمة بالمستوى المطلوب .

 

زيارة دار البان :

 

لقد قامت "الأمناء" بزيارة بقايا المعلم التاريخي لمنزل الجد  " عبدالملك قادري بن نعم ألبان "  وهو دار شيد من الطين قبل فترة من الزمن  بأسلوب راقٍ  ويعتبر شاهداً عن حضارة ذلك الزمن ، فقد كان بارتفاع  ثلاثة دور ولكن عوامل التعرية لعبت دورا في تهدم أعلى دور من هذا الدار ، وعند الصعود للدور الثاني تشاهد  قرية الحمراء من جميع الاتجاهات كما يمتد النظر حتى مدخل حوطة لحج  بالإضافة إلى مشاهدة المزارع المنتشرة  في المنطقة ، فمثل هذا ( الدار الأثري القديم  )  يعتبر معلم تاريخي هام لكن جهات الاختصاص لا تعطي للآثار بلحج أي اهتمام يذكر ، وهو الأمر الذي ساعد ويساعد في تدهور هذا المعلم الأثري التاريخي مع بقية المعالم الأثرية بمحافظة لحج  .

 

ختاماً :

تعتبر هموم ومشاكل قرى مديرية تبن متشابهة مع تفاوت قليل بين منطقة وأخرى فجميع القرى شبه محرومة من الخدمات وإن وُجِدت بعض الخدمات تكون متدهورة نتيجة لعدم الاهتمام من قبل الدولة و المواطن فإلى متى سيظل المواطن بلحج يفتقر الحصول على حق الماء الصحي و الخدمات الصحية والكهرباء والأمن والأمان وغيرها من الخدمات الأخرى وذلك بعد مرور 54 عاما من قيام ثورة الـ14 من أكتوبر عام 1963 م ؟!.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني