تقع حافة عائشة غربي صبر بمديرية تبن محافظة لحج ، وهي حافة حديثة ويسكنها من مختلف مديريات لحج وخارجها ، تتميز بالهدوء ولكنها تفتقر للعديد من الخدمات الأساسية ومن أبرزها حق مياه الشرب والصرف الصحي السليم  والإغاثة التي حُرِم منها المواطنون  منذ فترة الحرب وحتى إعداد هذا التقرير  ، وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً لمسجد عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها - والذي قام فاعل خير ببنائه وحالياً قام بحفر بئر ماء للمسجد مع اشتداد أزمة المياه بالإضافة لتزويده بنظام الطاقة الشمسية نتيجة للانقطاعات الكهربائية .

"الأمناء" زارت حافة عائشة للاطلاع عن قرب على مشكلة طفح المجاري ودخولها إلى منازل المواطنين بالإضافة إلى معرفة  الأسر النازحة من  معسكر خالد بموزع والتي بلغ عددها 38 أسرة بالإضافة إلى عدد 7 أسر متواجدة من سابق ، وأيضاً لعدد من مشاكل ومتطلبات المواطنين كما جاء بهذا التقرير .

إمام المسجد يوضح ..

إمام مسجد حافة عائشة "حمدي عبدالله علي" تحدث قائلا : (مشكلة طفح المجاري والتي من فترة لأخرى تهدد منازل المواطنين  نتيجة لامتلاء أحواض المجاري القريبة جدا من الحافة  مما يتسبب بضغط داخل الأحواض وتراجعها بقوة إلى داخل بعض المنازل وتسبب بمشاكل عديدة للأسر ) .

وأضاف "حمدي" ( نتيجة لهذه المشكلة  فعند القيام بتصفية المسافة ما بين منهل وآخر من قبل السيارة الخاصة بذلك يطلب من المواطنين دفع مبلغ 30,000  ريال ، بينما عامل المجاري إذا قام بواجب عمله يطلب مبلغ 10,000 ريال ، ولهذا نحن نناشد جهات الاختصاص بوضع معالجات عاجلة وحاسمة لمشكلة المجاري بشكل متكامل حتى لا تصبح من أكبر المشاكل داخل الحافة وينتج عنها الأمراض القاتلة ) .

محابس لأنابيب المجاري!

عند النزول لمشاهدة المنازل التي تضررت من طفح المجاري فقد شاهدنا قيام ملاكها بفعل " محابس "  على أنابيب المجاري لكي تمنع تدفق المجاري من الأحواض إلى داخل المنازل!! ، وربما هذه الخطوة تعتبر الأولى من نوعها يمنياً وعربياً ودولياً  بوضع محابس على مواسير المجاري لمنع دخول المجاري إلى المنازل بدلاً من خروج المجاري إلى أماكنها الصحيحة! ، ولا غرابة في ذلك طالما نحن في  بلد إيرادات صندوق النظافة والتحسين بلحج  بالملايين ولا نعلم أين تذهب ؟! مع ازدياد طفح المجاري والقمامات على مستوى عاصمة لحج " الحوطة "  وبقية مناطق مديريات المحافظة  .

حرمان من الإغاثة ..

قال المواطن " سعيد علوي جعفر  " : ( حافة عائشة و حافة  النقيب بمنطقة صبر لا يتم صرف أي إغاثة فيها للمواطنين منذ الحرب وحتى اليوم ، ولدينا متابعات مع السلطة المحلية وبعض المنظمات ونتحصل على وعود ولكن للأسف نتفاجأ بصرف الإغاثة بأماكن أخرى !  ولا نعلم لماذا لا يتم صرف الإغاثة لمواطني حافة عائشة والنقيب ؟! ونناشد المنظمات العدالة في عملية صرف الإغاثة واعتماد حافة عائشة بحق الإغاثة أسوةً ببقية مواطني مديرية تبن ) .

سكن عند الأحواض..

يوجد غربي حافة عائشة 4 أحواض خاصة بمجاري معظم مواطني  منطقة صبر ، وهي في الحقيقة أحواض غير صحية لقربها من سابق من منازل المواطنين ، ومع التوسع العمراني شاهدنا حالياً البناء بالقرب من تلك الأحواض وأيضا تحت خطوط الكهرباء الضغط العالي ولا نعلم أين دور جهات الرقابة  مما يحدث من قبل بعض عامة الناس الغير مبالين بخطورة أحواض المجاري وخطوط الضغط العالي على أنفسهم والغير ؟

أسر نازحة :

يوجد بحافة عائشة 7 أسر نازحة منذ فترة ، وقبل أيام قليلة نزح حوالي 38 أسرة من معسكر خالد بن الوليد " موزع "  إلى حافة عائشة وحتى إعداد التقرير لم تتحصل على أي دعم من قبل المنظمات الدولية أو التحالف العربي  ممثلاً بـ<الهلال الأحمر الإماراتي أو الكويتي أو مركز الملك سلمان> ، مما دفع بالمواطنين وفاعل خير بمساعدة هذه الأسر في وضع عجزت الدولة عن تقديم المساعدات لرعياها نتيجة لهذه الحرب الظالمة .

مشكلة مياه الشرب :

لا يبعد حقل مياه  مغرس ناجي عن حافة عائشة بحوالي 2 كم ومع ذلك فإن هذه الحافة محرومة من مياه الشرب ، وقال إمام المسجد " حمدي " : ( لقد  انقطعت المياه قبل 6 شهور وفجأة جاء ماء وكان يطلع إلى الخزان تلقائياً لمدة 3 أيام فقط ، وفجأة انقطع الماء  ولا نعلم كيف جاء ؟  وكيف انقطع ؟ ، ولهذا نحن المواطنون نتكبد يومياً شراء الماء عبر الوايتات ( البوز ) وهو أمر مكلف جداً على الناس ونطالب مؤسسة المياه بحق ماء الشرب عبر مواسير إدارة المياه علما بأن المواطنين كانوا ملتزمين بدفع قيمة الاستهلاك ولا نعلم لماذا يحرمون كل هذه الفترة من مياه الشرب التابعة للدولة ؟) .

مجاري الحوطة :

قبل اندلاع الحرب  قامت "الأمناء" باستطلاع عن أحواض المجاري بمنطقة صبر ،  وأوضح آنذاك الأمين العام " علي ماطر " (  بأن مجاري  صبر وعدد من قرى تبن الشرقية سيتم ربطها بمشروع مجاري الحوطة الممتد من الحوطة عبر < الحمراء /  المجحفة / هران ديان  / الفشلة > ومن منطقة هران ديان سيتم تلقيح مجاري صبر بمشروع مجاري الحوطة )  ، لكن مع الحرب وما بعد الحرب أصبح مشروع مجاري الحوطة في خبر كان وأصبحت عاصمة لحج ومعها العديد من قرى تبن تعاني من مشكلة  الصرف الصحي ، فهل بالإمكان حالياً إعادة فتح ملف مشروع مجاري الحوطة واستكمال هذا المشروع حتى تتخلص عاصمة لحج وعدد من قرى تبن من مشكلة الصرف الصحي بطرق سليمة ؟ أو سيظل الحال كما هو عليه مع تزايد مشكلة طفح المجاري المستمر والذي  أصبح تهديدا مباشرا  لعدد من الأسر باقتحام منازلها عنوة وبأي وقت ؟

ختاماً :

من خلال هذا الاستطلاع نستعرض أبرز  مشاكل < حافة عائشة بمنطقة صبر >  وهي ( المجاري / المياه / الإغاثة / النازحين ) ، وعطفاً على ذلك نأمل من جهات الاختصاص على مستوى المديرية والمحافظة بإعطاء الموضوع أهمية من خلال الاهتمام بوضع الحلول و المعالجات وتقديم الخدمات للمواطنين .