مواقف من حياة الشهيد المدافع عن أمن واستقرار الوطن الجنوبي (بسام القطيبي)
كتب/ أ. راشد راجح ناصر المورعي

هو الشهيد البطل (بسام عبد السلام القطيبي) ، مواليد 7/5/1994م في منطقة وادي مسك مسقط رأس آبائه وأجداده بمديرية ردفان محافظة لحج ، ينحدر من أسرة وطنية مناضلة قدمت التضحيات عبر مختلف المراحل ولازالت ، إنه من أحفاد المناضل / حسن شائف ، وحسين شائف آل مهتم  ، ومن سلالة الشهيد البطل / قاسم صائل سلام ، ثاني شهيد لثورة 14 أكتوبر 1963م ، ومن عشيرة الشهيد القائد راجح غالب لبوزة أول شهيد لثورة الـ 14 من أكتوبر لعام 1963م ، والموطن هو ردفان فحدّث ولا عجب لأن يكون هذا لشبل من ذاك الأسد ، وذاك الأسد من ذاك العرين ، فردفان هي غنية عن التعريف بالمواقف البطولية والتضحيات الجسام دائماً في الصفوف الأولى لا تجد بيتاً إلا وقدم أكثر من ثلاثة في المراحل السابقة.

وأخيراً قدمت أكثر من 600 شهيد ولازالت الدماء تنزف في أرض وسهول الوطن والتعبئة والإعداد جارٍ من قبل الحزام الأمني بالمؤخرة بقيادة ابن ردفان البطل / مختار النوبي ، وفي المقدمة بخط النار بقيادة ابن ردفان الفارس المغوار/ هيثم قاسم طاهر.

هذه هي ردفان تعطي ولا تأخذ ، و ما قدمته من الشهداء حتى الآن خير دليل ، والشهيد البطل بسام رمزهم.

تعليمه :

التحق للدراسة بمرحلة التعليم الأساسي وعمره سبع سنوات بمدرسة الشهيد الكبسي في العام الدراسي 2001-2002م ، وأكمل دراسته في العام الدراسي 2010-2009م ، ثم واصل تعليمه الثانوي بثانوية الشهيد لبوزة في العام 2010-2011م ، وتخرج في العام 2013-2014م ، حيث تميز بالمثابرة وحسن السيرة والسلوك مع زملائه الطلاب من جهة ومع معلميه من جهة أخرى.

من ضعف العملية التربوية وانشغال المجتمع بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية الصعبة والانفلات الأمني وذلك كان الشهيد بمثابة تطبيقاً عملياً لما له من الأهمية بمكان القضاء على الأسباب والمسببات وأن يكون النواة الأولى لمن يقوم بذلك.

بوادر إسهاماته الوطنية المبكرة

كان الشهيد البطل من المشاركين الأوائل في فعاليات الحركة السلمية التي أول ما بدأت في مديرية ردفان بعد فعالية التصالح والتسامح التي أعلنتها جمعية ردفان في العام 2006م.

ثم ساهم هو وآخرون في القيام بالحراسات الليلية لمدينة الحبيلين نتيجة الانفلات الأمني.

ثم أنه وآخرين ممن تم انخراطهم في اللجان الشعبية التي تبنى قيامها الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.

بعد الانقلاب الحوثي وعفاش على السلطة الشرعية في الـ21 من سبتمبر 2014م وبعد شهرين وبالتحديد في 24/10/2014م طلب مني وزملاء له لضمهم في العمل العسكري للدفاع عن الشرعية ، حيث كان الشهيد أول المتصدين للجماعات المتطرفة التي هربت من أبين جراء ضربات الجيش الوطني بقيادة البطل محمود أحمد سالم الصبيحي وذلك في منطقة الحرور والراحة.

تلبيته لنداء الواجب

بعد تمكن الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي الإفلات من حصار الانقلابيين عملاء إيران ووصوله إلى عدن في 14/فبراير 2015م وإعلانه عدن عاصمة مؤقتة للشرعية ودعوته لمواجهة الانقلابيين ورفد مراكز الأمن بالدماء الجديدة ، وكان محافظ لحج أحمد عبدلله المجيدي قد وجه قيادة اللجان الشعبية برئاسة العقيد عبدالنبي هادي والقائم بأعمال إدارة الأمن – حينذاك - بالمحافظة بالتنفيذ لنداء الرئيس عبدربه منصور هادي ، وكان نصيب ردفان 52 فرداً وعلى رأسهم كان الشهيد البطل (بسام) الذي حسم أمره وعدد من هذه المجموعة وتوجهوا لقيادة أمن لحج التي لم يكن فيها ذلك اليوم 28 فبراير 2015م غير عشرة ضباط ، ولحق بقية زملائه الشهيد بعد أن تمكنوا من توفير السلاح واللحق بالركب الوطني للدفاع عن الشرعية والأرض والعرض ، حيث تم توزيعهم على الخطوط والمنشآت العامة والخاصة وكان الشهيد أكثر يقظة وشدة مع من تسوّل له نفسه المساس بأمن المواطن في الحوطة عاصمة محافظة لحج ولمدة أكثر من 20 يوماً.

يوم اللقاء والنهاية

بعد فشلهم بالسطو على المؤسسات العامة والخاصة والقتل لتصديهم من قبل قوات الأمن الجنوبية واللجان الشعبية وبالتحديد من قبل الصقور الردفانية بقيادة الشهيد البطل بسام بكل محاولاتهم التي أعدوا وخططوا لها في خدمة الطاغوت وأعوان الشيطان المجوسي والفارسي وحلفاءه الحوثة وعفاش ، فما كان منهم بعد عجزهم بالمواجهة تحولوا إلى أعمالهم الدنيئة في المتابعة والرصد لمغاوير الوطن واصطيادهم في المحلات العامة وبعدة أساليب ، منها حشرهم لكل قواهم لمواجهة قائد فذ وهم يختفون ويحتمون بالتجمعات البشرية من جانب وبعملياتهم التمويهية بإطلاق كم من الأعيرة النارية من عدة شوارع وزوايا حتى يربك الهدف ومع ذلك كان الفارس الردفاني يقظاً كعادته تصدر سلاحه وثبت قائماً حتى حصد أربعة من خفافيش الظلام وولوا هاربين بقيتهم من شدة الرعب الذي زرعه في قلوبهم.

وسقط البطل شهيداً مع زغاريد نسوة المدينة وهتاف الشارع (الله أكبر.. الله أكبر) لما سطره من بطولة وتضحية ، كان ذلك اليوم هو يوم الأربعاء الثامن عشر من مارس 2015م يوم رفعت روحه الطاهرة إلى بارئها ، إنه كان يوم اللقاء للنفس ببارئها يوم البداية والنهاية للمعتدين الانقلابيين الرجعية والخونة.

أما جثمان شهيدنا الطاهر فقد لفّ بعلم الوطن وأكاليل من الفل والكادي وحملته الجماهير إلى مستشفى ابن خلدون حتى الـ21من مارس 2015م وتم تشييعه بموكب جماهيري مهيب كان محافظ لحج المجيدي حاضراً وقيادات الأمن والمواطنين من الحوطة في مقدمة مثواه الأخير (مجنة الشهداء) الواقعة غرب مدينة الحبيلين عاصمة ردفان. فالمجد والخلود للشهداء.. والخزي والعار للجبناء.. والصحة والشفاء للجرحى.. وأن يعصم الله على قلوب الأمهات الثكالى..

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني