«سنعود ولو بعد 20 عاما، وستكون معركتنا القادمة من عدن». عبارة قالها بمرارة وزير الدفاع الجنوبي الأسبق «هيثم قاسم طاهر» عقب هزيمة جيش «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية» أمام جيش «الجمهورية العربية اليمنية» في حرب صيف العام 1994م.
فدار الزمن دورته، ليمنح القائد الذي لم يفارق مشهد الهزيمة ذاكرته يوما، فرصة الإيفاء بوعد العودة الذي قطعه على نفسه، التزاما منه بالقسم والشرف العسكري.
عهد ووعدٌ
عهدٌ ووعدٌ، وإرادة لم تنكسر منذ عقدين من الزمن، وعودة إلى جبهات القتال، تُعيد إلى الذاكرة الوطنية أمجاد القائد العسكري الاستثنائي المخضرم، الذي غير مسارات ومعادلات الحرب في اليمن، بإشرافه على عمليات تحرير مدينتي عدن والمكلا، إضافة إلى قيادته لعملية الرمح الذهبي بالساحل الغربي، والتي أسفرت، مؤخراً، عن استعادة «معسكر خالد بن الوليد» بالمخا.
إنجازات عسكرية نوعية تضاف إلى سجل اللواء هيثم قاسم طاهر، صاحب التكتيكات العسكرية المباغتة، الأشبه بنظرية «الهجوم الصاعق» للجنرال «هانز جودريان»، الذي استطاع تغيير مسارات الحرب العالمية الثانية، لصالح الجيش الألماني.
سيرة..
هيثم قاسم طاهر، الرجل الأسمر، القادم من جبال ردفان الشمَّاء بمحافظة لحج (شمال عدن)، شخصية مفعمة بعنفوان شرارة ثورة 14 أكتوبر التي اندلعت من مسقط رأسه، ضد الاستعمار البريطاني بجنوب اليمن العام 1963م.
شخصية تمرست في السلك العسكري، ما جعل منها واحدة من أشهر القيادات العسكرية البارزة على مستوى اليمن و الوطن العربي. فمنذ البدايات الأولى لالتحاق الرجل بالجيش الجنوبي، بدت على ملامحه صفات القائد المحنك والعسكري الجَلد والصلب الذي لا يهاب المعركة. صفات أهلت الضابط المغمور لأن يتولى قيادة سلاح الدبابات بالجيش الجنوبي بداية الثمانينيات، علاوة على تبوئه منصباً حزبياً باللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، الحاكم لجنوب اليمن آنذاك، في انتخابات المؤتمر العام الثالث للحزب المنعقد في أكتوبر1985.
أول وزير دفاع
هو أول وزير دفاع في عهد «الوحدة اليمنية» التي اندمج بموجبها الشطران الجنوبي والشمالي باليمن، في إطار كيان سياسي موحد العام 1990م، وترتب على إعلان جمهورية الوحدة، تكليف رئيس الوزراء الأسبق/ حيدر أبوبكر العطاس، بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تم فيها تعيين اللواء هيثم قاسم طاهر، وزيراً للدفاع.
حرب الانفصال
عندما أعلنت الحرب الأهلية بين القوات الجنوبية الشمالية، مطلع مايو 1994م، أصدر الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، قراراً قضى بإقالة وزير الدفاع في حكومة الوحدة، «هيثم قاسم طاهر»، وتعيين العميد الركن« عبد ربه منصور هادي»، وزيراً للدفاع، بدلا عنه. الإقالة جاءت على خلفية انضمام «طاهر» لمعسكر نائب الرئيس اليمني علي سالم البيض، الذي بادر في 20 مايو 1994م إلى إعلان فك الارتباط وإنهاء عهد الوحدة بين الدولتين، وتعيين هيثم قاسم طاهر، مرة أخرى، في منصب وزير الدفاع في أول حكومة لدولة الجنوب، تم تشكيلها في 2 من يونيو من نفس العام.
مغادرة..
وبعد الحرب، غادر «طاهر» عدن إلى جيبوتي، بمعية قيادات دولة الجنوب، فانقطعت أخباره تماما، وغاب عن الأضواء، حتى بعد أن استقر به المقام في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن المقولات التي يرويها عنه معاصروه قبيل مغادرة عدن، قوله :
«إن ما يؤلمني ،والمرارة في حلقي، أن لدي 200 طياراً جنوبياً، أقل واحد منهم طار خمسة ألف ساعة طيران، هم الآن متجهون على ظهر سفينة أغنام بين عمان والإمارات ولا يوجد فيها حتى الخدمات الآدمية».
إعدام..
وفي مارس 1998 أصدرت المحكمة الابتدائية بصنعاء حكماً غيابياً ضد 16 شخصية قيادية بالحزب الاشتراكي اليمني، وقضى الحكم بإعدام 5 منهم، بتهمة الخيانة العظمى والتخطيط للانفصال، منهم وزير الدفاع، هيثم قاسم طاهر. وبعد مرور 5 سنوات من صدور الحكم، أصدر صالح، قراراً بالعفو عن المتهمين في مناسبة احتفائية بذكرى إعلان الوحدة العام 2003م.
عودة..
وبعد غياب طويل، استمر لعقدين من الزمن، عاد طاهر إلى اليمن، للمشاركة في العمليات العسكرية التي يقودها التحالف العربي هناك. فكان أول ظهور علني له في مدينة المكلا بحضرموت، عقب تحريرها من قبضة تنظيم القاعدة، حيث أسندت إليه مهمة الإشراف على تنفيذ العمليات العسكرية، علاوة على إشرافه على عمليات تجنيد واسعة في قاعدة العند الجوية، قبل أن ينطلق لقيادة عملية «الرمح الذهبي» بالسواحل الغربية من اليمن التي أطلقتها القوات المسلحة الإماراتية، في إطار مشاركتها في العمليات التي ينفذها التحالف العربي.
قائد تحرير معسكر خالد .. قصة بطل عسكري أزعج الانقلابيين
الأمناء / عمر محمد حسن
بعد حصار مُطبق استمر طويلاً ..أحكمت قوات الجيش الوطني أخيراً على آخر أوكار الانقلابيين بمعسكر خالد بن الوليد بمديرية موزع - 60 كيلو من محافظة تعز- والإعلان عن تحرير الساحل الغربي بالكامل بعد أشهر من انطلاق عملية السهم الذهبي.
وتمكنت وحدات عسكرية من كتائب “الحمدي” وأخرى شعبية من قبائل الصبيحة صباح الأربعاء الماضي من مهاجمة المعسكر الاستراتيجي الذي تبلغ مساحته “12” كيلو متر مربع من عدة جهات لتسقط معها نوبات المعسكر العتيق والمرتفعات والأسوار، وبذلك دخلت القوات الحكومية التابعة للشرعية المعسكر مُعلنة بذلك تحريره ، فهو إلى جانب تسميته بالمعسكر، إلا أنه يضاهي قاعدة العند بمحافظة لحج من حيث المساحة والموقع الاستراتيجي وحجم التسليح والتطور التكنولوجي.
دخلت القوات العسكرية إلى المعسكر الذي يقع غرب مديرية المخا الساحلية قرابة 40 كيلو متر وسط تكبيرات الفاتحين، وإعلان قائد القوات العسكرية العقيد بالجيش اليمني “حمدي شكري” الانتصار ودحر الانقلابيين وسط تهاوي المليشيا وسقوط قتلى وأسرى واغتنام عدد من الآليات العسكرية للمليشيات ومباركة رئيس الجمهورية نفسه وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة.
تكمن أهمية سقوط معسكر خالد وعودته إلى حضن الشرعية بتعزيز فرضية تقدم قوات الجيش في اتجاهين – “تعز” أو “الحديدة” – حسب الخطة العسكرية المرسومة التي رفض العقيد “حمدي شكري” الإفصاح عنها حالياً كونها سر عسكري ، في حين يعد المعسكر الخط الدفاعي الثاني لسواحل المخا وتوسطه لمديريات المخا وذباب والوازعية ومقبنة.
يشرف المعسكر على الطرق الرئيسية الرابطة بين تعز والحديدة، وهو مهيمن على مفترق الطرق كالمخا ، وتعز، والحديدة، ولهذه الأهمية حرص نظام الرئيس المخلوع صالح على مدى ثلاثين عاماً استخدام هذا المعسكر قاعدة عسكرية تعزز قوته التي سبق أن قام بإنشائها وعززها بترسانة أسلحة ضخمة ، كما حرص على تولي قيادتها لموالين له وأقاربه.
لم يكن في حسبان الانقلابيين سقوط معسكر خالد الغني بالأنفاق والمخازن والبنايات المترامية في معسكر محصن بتضاريس الطبيعة ومحمي بأعالي الجبال أن يسقط بهذه السهولة حسب “رباش الطلبي” أحد أفراد “كتائب الحمدي” المشاركين بتحرير المعسكر ، والذي ذرف دموع الفرح بهذا النصر، علماً بأنه أحد المشردين من مديريته “الوازعية” التي يتوق لتحريرها من سطوة الانقلابيين بعد عامين من احتلالها وطرد الأهالي من منازلهم كما هو الحال لآلاف اليمنيين الذين شردتهم المليشيات.
بتاريخ 7 من شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري أطلق الجيش الوطني عمليته العسكرية في باب المندب من خلال معركة “الرمح الذهبي” هدفت إلى تحرير الساحل الغربي للجمهورية اليمنية فكان ضمن القوات العسكرية اللواء “31” مدرع بقيادة أركان حرب اللواء العقيد “حمدي شكري” إلى جانب عدد من القيادات العسكرية المشاركة حينها بدعم من قوات التحالف.
فعلى طول الطريق الممتدة من باب المندب إلى معسكر خالد بن الوليد بمديرية موزع قطعت قوات عسكرية من اللواء “31” المعروف بمعسكر سبأ بقيادة أركان حرب اللواء حوالي ” 115″ كيلو متر ، فَقَد خلالها اللواء العسكري أكثر من “150” شهيداً وقرابة “250” جريحاً، وسرعان ما أطلق على هذا اللواء بعد انضمام مقاتلين جدد بـ”كتائب الحمدي” نسبة لقائده “حمدي شكري” في حين أغلب من سقطوا قتلى وجرحى نتيجة الألغام حسب شكري نفسه لـ”سبتمبر نت‘‘.
ولم تكن معركة تحرير معسكر خالد ابن الوليد الأولى بالنسبة لحمدي شكري حسب توضيحه لـ”سبتبمر نت”، إذ سبق للرجل الذي كانت بدايته العسكرية بنهاية شهر مارس/آذار من العام 2015م بالتزامن مع مشاركته في التصدي لتقدم الحوثيين باتجاه محافظة لحج جنوب اليمن.
كغيره من أبناء قبائل الصبيحة التي ينحدر منها وزير الدفاع اليمني اللواء “محمود الصبيحي” هرع الكثير من أبناء قبائل الصبيحة والذي كان “حمدي شكري” واحداً منهم بعد سماعهم أقوال تتحدث عن اعتقال الحوثيين لوزير الدفاع الصبيحي واقتراب المليشيات من منطقة “الحسيني” شمال لحج فدارت مواجهات عنيفة هناك أسفرت عن مقتل عدد من الانقلابيين، إلا أن المليشيا واصلت التوغل صوب الحوطة عاصمة محافظة لحج بفعل فارق التسليح إلا أن معركة الحُسيني هي أولى موقعة يشارك فيها “شكري‘‘.
لم يكن خبر اعتقال الوزير الصبيحي السبب الكافي لمشاركة “شكري” في قتال الانقلابيين فحسب ، بل أن شكري هو أحد المنتمين للجماعة السلفية في اليمن والتي ترى قتال الانقلابيين واجباً دينياً لما لهم من فكر إجرامي قائم على القتل والتفجير والسلب والنهب حسب الشواهد الماثلة للعيان.
ينحدر “شكري” إلى منطقة “الغول” بمديرية طور الباحة، وهو أحد أبناء قبيلة الصبيحة، ويملك أسرة يتقاسم معها الشظف وقسوة الزمن بسبب الفقر الذي يستشري في القبيلة التي يزيد عددها عن “48” قبيلة تقع في مديريات طور الباحة والمضاربة ورأس العارة بالإضافة إلى “كرش” ، كما كان “شكري” يعمل إلى فترة ما قبل الحرب أستاذاً لمادة التربية الإسلامية بمديرية طور الباحة.
ووسط حمى المواجهات بمنطقة “الوهط” جنوب غرب لحج وبتاريخ 12أبريل/نيسان من العام 2015م .. أصيب “شكري” برصاصة اخترقت خده لتتمكن معها المليشيا من اعتقاله في نفس اليوم ليتم نقله من “مفرق مصنع الحديد” إلى صنعاء وسرعان ما أسعف لأحد المستشفيات إلا أنه وبعد أن تماثل للشفاء تمكن من الهرب والعودة إلى محافظة عدن.
وفور وصوله إلى عدن ؛ سارع “شكري” إلى الانخراط في جبهة “بير أحمد” شمال غرب عدن وبدأت مشاركته الفاعلة إلى جانب قيادات عسكرية رفيعة كأحمد التركي والقيادي بالمقاومة الشعبية “بشير المضربي” وآخرين في تحرير خور عميرة ورأس عمران والوهط وصبر ولحج والعند.
ويذهب العقيد “حمدي شكري” من خلال “سبتبمر نت” بالقول ؛ بأن عدد الجبهات التي اشترك فيها خلال الثلاثة الأعوام السابقة هي ” جعولة وصبر ولحج والعند وحيفان وكرش وباب المندب وذباب والمخا ويختل وجبل النار ومعسكر خالد ابن الوليد وجبهات أخرى”... في حين استغرق توغله في الساحل الغربي “4” أشهر باستثناء فترة عوامل الرياح وشهر رمضان فقط.
وبقدر الانتصار الذي تحقق في أكثر من اتجاه ؛ والذي كان آخره تحرير معسكر خالد ابن الوليد ؛ طالب العقيد “حمدي شكري” الرئيس هادي ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر بسرعة معالجة جرحى الصبيحة الذين سقطوا علماً بأنهم شاركوا في معركة الساحل الغربي ، بالإضافة إلى ترقيم أكثر من “2500” شخص واعتمادهم عسكريين ضمن قواته وسرعة إعطاء الرتب وصرف الترقيات لعدد من القوات العسكرية التي شاركت ضمن قوته ؛ في حين أبدى الرجل استعداده للمشاركة في أي جبهة أو أي محافظة حتى تحرير صعدة من الانقلابيين، متى ما أرادت القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ذلك وتوفير الإمكانيات اللازمة.
قائد تحرير معسكر خالد .. قصة بطل عسكري أزعج الانقلابيين
الأمناء / عمر محمد حسن
بعد حصار مُطبق استمر طويلاً ..أحكمت قوات الجيش الوطني أخيراً على آخر أوكار الانقلابيين بمعسكر خالد بن الوليد بمديرية موزع - 60 كيلو من محافظة تعز- والإعلان عن تحرير الساحل الغربي بالكامل بعد أشهر من انطلاق عملية السهم الذهبي.
وتمكنت وحدات عسكرية من كتائب “الحمدي” وأخرى شعبية من قبائل الصبيحة صباح الأربعاء الماضي من مهاجمة المعسكر الاستراتيجي الذي تبلغ مساحته “12” كيلو متر مربع من عدة جهات لتسقط معها نوبات المعسكر العتيق والمرتفعات والأسوار، وبذلك دخلت القوات الحكومية التابعة للشرعية المعسكر مُعلنة بذلك تحريره ، فهو إلى جانب تسميته بالمعسكر، إلا أنه يضاهي قاعدة العند بمحافظة لحج من حيث المساحة والموقع الاستراتيجي وحجم التسليح والتطور التكنولوجي.
دخلت القوات العسكرية إلى المعسكر الذي يقع غرب مديرية المخا الساحلية قرابة 40 كيلو متر وسط تكبيرات الفاتحين، وإعلان قائد القوات العسكرية العقيد بالجيش اليمني “حمدي شكري” الانتصار ودحر الانقلابيين وسط تهاوي المليشيا وسقوط قتلى وأسرى واغتنام عدد من الآليات العسكرية للمليشيات ومباركة رئيس الجمهورية نفسه وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة.
تكمن أهمية سقوط معسكر خالد وعودته إلى حضن الشرعية بتعزيز فرضية تقدم قوات الجيش في اتجاهين – “تعز” أو “الحديدة” – حسب الخطة العسكرية المرسومة التي رفض العقيد “حمدي شكري” الإفصاح عنها حالياً كونها سر عسكري ، في حين يعد المعسكر الخط الدفاعي الثاني لسواحل المخا وتوسطه لمديريات المخا وذباب والوازعية ومقبنة.
يشرف المعسكر على الطرق الرئيسية الرابطة بين تعز والحديدة، وهو مهيمن على مفترق الطرق كالمخا ، وتعز، والحديدة، ولهذه الأهمية حرص نظام الرئيس المخلوع صالح على مدى ثلاثين عاماً استخدام هذا المعسكر قاعدة عسكرية تعزز قوته التي سبق أن قام بإنشائها وعززها بترسانة أسلحة ضخمة ، كما حرص على تولي قيادتها لموالين له وأقاربه.
لم يكن في حسبان الانقلابيين سقوط معسكر خالد الغني بالأنفاق والمخازن والبنايات المترامية في معسكر محصن بتضاريس الطبيعة ومحمي بأعالي الجبال أن يسقط بهذه السهولة حسب “رباش الطلبي” أحد أفراد “كتائب الحمدي” المشاركين بتحرير المعسكر ، والذي ذرف دموع الفرح بهذا النصر، علماً بأنه أحد المشردين من مديريته “الوازعية” التي يتوق لتحريرها من سطوة الانقلابيين بعد عامين من احتلالها وطرد الأهالي من منازلهم كما هو الحال لآلاف اليمنيين الذين شردتهم المليشيات.
بتاريخ 7 من شهر يناير/كانون الثاني من العام الجاري أطلق الجيش الوطني عمليته العسكرية في باب المندب من خلال معركة “الرمح الذهبي” هدفت إلى تحرير الساحل الغربي للجمهورية اليمنية فكان ضمن القوات العسكرية اللواء “31” مدرع بقيادة أركان حرب اللواء العقيد “حمدي شكري” إلى جانب عدد من القيادات العسكرية المشاركة حينها بدعم من قوات التحالف.
فعلى طول الطريق الممتدة من باب المندب إلى معسكر خالد بن الوليد بمديرية موزع قطعت قوات عسكرية من اللواء “31” المعروف بمعسكر سبأ بقيادة أركان حرب اللواء حوالي ” 115″ كيلو متر ، فَقَد خلالها اللواء العسكري أكثر من “150” شهيداً وقرابة “250” جريحاً، وسرعان ما أطلق على هذا اللواء بعد انضمام مقاتلين جدد بـ”كتائب الحمدي” نسبة لقائده “حمدي شكري” في حين أغلب من سقطوا قتلى وجرحى نتيجة الألغام حسب شكري نفسه لـ”سبتمبر نت‘‘.
ولم تكن معركة تحرير معسكر خالد ابن الوليد الأولى بالنسبة لحمدي شكري حسب توضيحه لـ”سبتبمر نت”، إذ سبق للرجل الذي كانت بدايته العسكرية بنهاية شهر مارس/آذار من العام 2015م بالتزامن مع مشاركته في التصدي لتقدم الحوثيين باتجاه محافظة لحج جنوب اليمن.
كغيره من أبناء قبائل الصبيحة التي ينحدر منها وزير الدفاع اليمني اللواء “محمود الصبيحي” هرع الكثير من أبناء قبائل الصبيحة والذي كان “حمدي شكري” واحداً منهم بعد سماعهم أقوال تتحدث عن اعتقال الحوثيين لوزير الدفاع الصبيحي واقتراب المليشيات من منطقة “الحسيني” شمال لحج فدارت مواجهات عنيفة هناك أسفرت عن مقتل عدد من الانقلابيين، إلا أن المليشيا واصلت التوغل صوب الحوطة عاصمة محافظة لحج بفعل فارق التسليح إلا أن معركة الحُسيني هي أولى موقعة يشارك فيها “شكري‘‘.
لم يكن خبر اعتقال الوزير الصبيحي السبب الكافي لمشاركة “شكري” في قتال الانقلابيين فحسب ، بل أن شكري هو أحد المنتمين للجماعة السلفية في اليمن والتي ترى قتال الانقلابيين واجباً دينياً لما لهم من فكر إجرامي قائم على القتل والتفجير والسلب والنهب حسب الشواهد الماثلة للعيان.
ينحدر “شكري” إلى منطقة “الغول” بمديرية طور الباحة، وهو أحد أبناء قبيلة الصبيحة، ويملك أسرة يتقاسم معها الشظف وقسوة الزمن بسبب الفقر الذي يستشري في القبيلة التي يزيد عددها عن “48” قبيلة تقع في مديريات طور الباحة والمضاربة ورأس العارة بالإضافة إلى “كرش” ، كما كان “شكري” يعمل إلى فترة ما قبل الحرب أستاذاً لمادة التربية الإسلامية بمديرية طور الباحة.
ووسط حمى المواجهات بمنطقة “الوهط” جنوب غرب لحج وبتاريخ 12أبريل/نيسان من العام 2015م .. أصيب “شكري” برصاصة اخترقت خده لتتمكن معها المليشيا من اعتقاله في نفس اليوم ليتم نقله من “مفرق مصنع الحديد” إلى صنعاء وسرعان ما أسعف لأحد المستشفيات إلا أنه وبعد أن تماثل للشفاء تمكن من الهرب والعودة إلى محافظة عدن.
وفور وصوله إلى عدن ؛ سارع “شكري” إلى الانخراط في جبهة “بير أحمد” شمال غرب عدن وبدأت مشاركته الفاعلة إلى جانب قيادات عسكرية رفيعة كأحمد التركي والقيادي بالمقاومة الشعبية “بشير المضربي” وآخرين في تحرير خور عميرة ورأس عمران والوهط وصبر ولحج والعند.
ويذهب العقيد “حمدي شكري” من خلال “سبتبمر نت” بالقول ؛ بأن عدد الجبهات التي اشترك فيها خلال الثلاثة الأعوام السابقة هي ” جعولة وصبر ولحج والعند وحيفان وكرش وباب المندب وذباب والمخا ويختل وجبل النار ومعسكر خالد ابن الوليد وجبهات أخرى”... في حين استغرق توغله في الساحل الغربي “4” أشهر باستثناء فترة عوامل الرياح وشهر رمضان فقط.
وبقدر الانتصار الذي تحقق في أكثر من اتجاه ؛ والذي كان آخره تحرير معسكر خالد ابن الوليد ؛ طالب العقيد “حمدي شكري” الرئيس هادي ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر بسرعة معالجة جرحى الصبيحة الذين سقطوا علماً بأنهم شاركوا في معركة الساحل الغربي ، بالإضافة إلى ترقيم أكثر من “2500” شخص واعتمادهم عسكريين ضمن قواته وسرعة إعطاء الرتب وصرف الترقيات لعدد من القوات العسكرية التي شاركت ضمن قوته ؛ في حين أبدى الرجل استعداده للمشاركة في أي جبهة أو أي محافظة حتى تحرير صعدة من الانقلابيين، متى ما أرادت القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ذلك وتوفير الإمكانيات اللازمة.