يوماً بعد آخر تتعزز جهود النهوض بلحج رغم الحصار المتعمد والرسمي والوضع الصعب والاستثنائي التي تعيشه البلد ومحافظة لحج بشكل خاص باعتبارها أكثر محافظة متضررة جراء الحرب العدوانية التي شنتها مليشيات الحوثيين وصالح الانقلابية.
ومثلما قالها محافظ المحافظة الدكتور ناصر الخبجي، بأن لحج لن تعود لمربع الفوضى والدمار، وستنهض تنموياً، ها هي لحج تسجيل تقدماً كبيراً بجهود المحافظ وقيادة المحافظة في معالجة مشاكل المحافظة التي تعجّ بها ملفات المرافق والمؤسسات الحكومية والمتراكمة منذ سنوات طويلة.
لقد أصبحت لحج تغذي بذاتها كل خدماتها ومرافقها، بما فيها الكهرباء والمياه بمديريتي الحوطة وتبن، تشهد تحسناً بعد بذل السلطة المحلية لجهود مضاعفة في معالجة تلك المشكلات التي تركت دون أي مساعدة، وخطت لحج طريقها وحيدة وسط كثير العراقيل، وبتعاون أبناء المحافظة الشرفاء تمكنت من تحقيق خطوات ملموسة تغلبت على المشاكل التي تريد بعض الجهات المخربة استخدامها كورقة لإعاقة جهود قيادة لحج عن تأدية مهامها .
*عجلة تنمية
تحركت عجلة التنمية في لحج ومعالجة مشكلات المحافظة، ولن تتوقف أبداً طالما وفيها قيادة وفية ومخلصة تعمل على كافة المستويات ممثلة بمحافظ المحافظة .
وسجلت محافظة لحج نجاحا في استيعاب المنحة المالية المقدمة من دولة الإمارات العربية الشقيقة، من بين مختلف المحافظات التي قدمت لها تلك المنحة، في حين سجلت نجاحا في استيعاب كل الدعم الكويتي، ودعم المنظمات الدولية.
وقد كانت نقطة البداية في لحج، انطلاق محافظ محافظة لحج، خلال الأشهر الأولى من عام 2016، أولى أشهر توليه لمنصبه، ومعه قيادة المحافظة والسلطة المحلية، من خطة عملية تم نقاشها باستفاضة، والاتفاق على بدء تنفيذها، لصنع التحول المأمول في لحج.
وبفعل الجهود المضنية التي بذلتها قيادة لحج، ممثلة بالمحافظ الدكتور ناصر الخبجي، باتت لحج اليوم، في تعافٍ مستمر، حيث تم حسم أهم الملفات في المحافظة وهو الملف الأمني.
وأصبحت لحج اليوم، نموذجاً ناجحاً للجميع، من حيث الأداء الإداري، والعمل الميداني، وتنفيذ خطوات نوعية، تسهم في تعزيز استعادة المحافظة لطبيعتها، وإعادة التنمية والحياة إليها..
*إنقاذ كهرباء لحج من التوقف
شكلت الكهرباء، منذ البداية، التحدي الكبير أمام محافظ لحج، حيث وبعد شهر ونيف، أوقفت الشركة المؤجرة للطاقة، العمل، واوقفت كافة أعمالها، مطالبة بمستحقات ومديونيات من المحافظة، بلغت ( ملايين الدولارات )، وفي مرحلة حرجة لا تمتلك فيها المحافظة حتى ميزانيات تشغيلية لإدارة العمل...
فما كان من محافظ لحج، إلا أن أقر إجراءات ضمنت استمرار تشغيل كهرباء ( الحوطة وتبن )، متحملا كل التبعات، بعد أن أصرت الشركة على رفض التشغيل وتعمدت إدخال الحوطة وتبن في ظلام دامس.
حيث أقر المحافظ، بناءً على اجتماع مع مؤسسة الكهرباء، القيام بعمليات تشغيل محطتي ( بئر ناصر وعباس)، واستمرار الكهرباء ولو بحدها الأدنى، وتتحمل المؤسسة وقيادة المحافظة كافة نفقاتها التشغيلية، وأعمال الصيانة والزيوت، إضافة إلى مرتبات موظفي المؤسسة، وهو ما جعل المحطة تعمل في الوقت الذي حاولت الشركة إعاقة التشغيل، مهددة باللجوء للمحاكمة، وهذا هو ما أفشل عملية إدخال الحوطة وتبن في ظلام دامس، بافتعال عملية المطالبة بالمديونية المتراكمة منذ سنوات، في وقت لم يمر شهر من تولي المحافظ الخبجي دفة قيادة المحافظة، وفي وقت حساس جداً، في حين تلك المديونية يجب على الشركة أن تطالب فيها الحكومة ووزارة الكهرباء.
*الكهرباء والمياه بالحوطة وتبن
شكل الحفاظ على مستوى تشغيل الكهرباء عملاً لا بأس به، ويشكل حالة أفضل من بقية المحافظات بما فيها عدن، حيث تعد الكهرباء مشكلة عمومية وفيها كثير من التعقيد المرتبط بمراحل سابقة وعقود التشغيل والصيانة والفساد المتراكم .
وجه المحافظ بدعم السلطة المحلية لكهرباء لحج بعشرات الملايين من الإيرادات المحلية، وإجراء صيانة لعدد من المولدات وبإشراف لجنة شعبية تم تشكيلها من أبناء مديريتي ( الحوطة وتبن(.
ورغم أن جهات سياسية حاولت استخدام ملف الكهرباء لإعادة لحج للفوضى والخراب، إلا أن شفافية التعامل من قبل محافظ المحافظة، قطع الطريق أمام تلك المشاريع الهدامة والتي تسعى أساساً لتدمير لحج وهدم قيادة المحافظة لأن تلك الجهات ترفض توجهاته السياسية النابعة من تطلعات أبناء لحج وآمالهم .
وعمل محافظ لحج على معالجة مشكلة الكهرباء واعتبرها المشكلة الأكبر في المحافظة، حيث خاطب كل الجهات الرسمية والهيئات التابعة للتحالف العربي، بالتزامن مع أعمال الصيانة التي نفذت في محطات كهرباء الحوطة وتبن على حساب السلطة المحلية.
وتتهيأ محافظة لحج خلال أيام لاستلام 10 ميجا كهرباء من الهلال الأحمر الإماراتي، تم الموافقة على دعم لحج بها بجهود بذلها محافظ المحافظة، والتي ستصل للمحافظة خلال الأيام القليلة القادمة.
وفيما يخص المياه بالحوطة وتبن، تمكنت قيادة لحج من توفير خدمات مياه متكاملة لم توجد من قبل، بالتزامن مع عمليات صيانة جديدة للآبار التي كانت متوقفة منذ زمن، وذلك من خلال مخاطبة جهات مانحة ومنظمات دولية.
كما تم تنفيذ أعمال صيانة وتوفير مضخات بدعم من المنحة المالية المقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي بقيمة ( مليون ريال سعودي) وبإشراف عملي من الإمارات والسلطة المحلية .
وافتتح محافظ لحج بتاريخ 11 يوليو 2017 أربعة مشاريع في مجال المياه بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي ، وهذه المشاريع نفذت بمليون ريال سعودي وشكلت معالجة كبيرة لمشكلة المياه في الحوطة وتبن.
*الصحة والتعليم:
وفي مجالي الصحة العامة والتعليم، أولت قيادة لحج، كل الأهمية، لهذين الجانبين، حتى يقدمان خدمتهما للمواطنين، فكان أن تم إعادة العمل الإداري في الإدارتين، ومتابعة العمل فيهما بشكل مستمر.
وأشرفت قيادة المحافظة، ممثلة بالمحافظ، على الزيارة المستمرة، إلى مكتب الصحة، ومستشفى ابن خلدون المركزي في عاصمة المحافظة، والالتقاء بالموظفين ونقابات الأطباء والموظفين، وحل جميع مشاكلهم.
ومن جانب آخر تم مخاطبة مختلف الجهات الحكومية، والمنظمات بتقديم المساعدة لمحافظة لحج، في مجالي الصحة العامة والتربية والتعليم.
وأنجزت لحج كمحافظة وحيدة، ترميم أكثر من 25 مدرسة بدعم من الهلال الأحمر الإماراتي والهيئة الكويتية للإغاثة والصندوق الاجتماعي للتنمية.
ومؤخراً تم افتتاح ( 9 مشاريع ) خدمية في قطاعي الصحية والتعليم بعد استكمالها بمبلغ ( مليون ريال سعودي ) قدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إضافة إلى ( مليون ريال سعودي ) في قطاع المياه والصرف الصحي لا يزال العمل جارياً فيها.
وافتتح المحافظ الخُبجي بتاريخ 17 يوليو 2017 مبنى مكتب التربية والتعليم، ومعهد أبو مدين المهني الصناعي في مدينة صبر عقب إعادة تأهيله ورفده بالمعدات الخاصة بالورش لسير العملية التعليمية (التطبيقية) بما يمكن الطلاب من كسب القدرات وإخراجهم لسوق العمل بكفاءات عالية. فضلا عن افتتاح وتجهيز العديد من المدارس بينها مدرسة خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة الذين ظلوا في إهمال وتسيب طوال الفترة الماضية من تاريخ المحافظة .
كما افتتح المحافظ المعهد الصحي بلحج الذي ظل مدمراً سنوات طويلة، وتم افتتاحه عقب إعادة تأهيله ضمن مشاريع الهلال الأحمر الإماراتي في المحافظة وتجهيز مختلف أقسامه ورفدها بالمعدات الخاصة بالمعهد.
*نجاح إداري
يقود محافظ لحج، الدكتور ناصر الخبجي، المحافظة المثقلة بتركة كبيرة جداً من العشوائية والفساد والانهيار، والتفكك الإداري والمالي والمخاطر الأمنية، وسط أمواج متلاطمة وظروف مادية صعبة، حيث يبذل الجهود المستمرة، النابعة من إرادة المناضل الوطني، وقدرة القيادي وحنكة السياسي، وحكمة الطبيب، من أجل انتشال محافظة لحج من وضعها، ومعالجة الاختلالات الرئيسية إداريا وأمنيا وخدمياً.
وشكلت قيادة محافظ لحج وإدارته للحج، نجاحاً كبيراً متخطية كافة العقبات والعراقيل وفي واقع مزرٍ جداً، فكانت تغييرات المحافظ لإيجاد دماء شابة تعمل وتواجه مخاطر العمل في المحافظة ومشاكلها، كفيلة بتجديد العمل وتحريكه بعد الركود الذي أصاب المحافظة سنوات طويلة.
وشكلت فكرة إيجاد مبنى موحد للعمل الإداري في إحدى مرافق الدولة، نجاحاً بارزاً بعد أن كانت المحافظة تفتقد لأبسط مرفق حكومي يمكن من خلاله لملمة شتات مرافق المحافظة، بسبب الدمار الكبير الذي لحق بلحج جراء الحرب الأخيرة .
ونجح المحافظ في إدارة عجلة التغييرات برؤية واضحة أساسها العمل والإنجاز والتكيف مع الظروف المحيطة والمعقدة والصعبة، ووضع تقييم لأي أخطاء ومعالجتها أو تغيير شخصيات أخرى، وهو ما أعطى العمل الإداري دفعة قوية .
وكان المحافظ قد نفذ جدولاً تم وضعه للنزول الميداني واللقاءات والتواصلات المستمرة، بل كانت خطواته متميزة في القيام بمهام وتنفيذ المراسلات الرسمية، للجهات المختصة في الحكومة والرئاسة، بتقديم واجباتها تجاه لحج، حيث سجلت المراسلات، مدى حرص قيادة المحافظة على العمل في كل اتجاه، من خلال المراسلات الرسمية:
- مخاطبة الجهات الحكومية رسمياً، والهيئات الداعمة التابعة للتحالف العربي، من أجل تقديم الدعم لتحسين الخدمات في لحج، وتنفيذ الترميمات المدمرة، وحققت لحج شوطا كبيرا في هذا الجانب.
- مخاطبة المنظمات الدولية بالعودة للعمل في لحج، وتنفيذ مشاريعها، في مختلف الجوانب، والمساعدة في دعم المؤسسات الخدمية كالمياه والنظافة والتعليم والصحة.
*نجاح منقطع النظير
أشرف محافظ المحافظة منذ تعيينه على تنفيذ استراتيجية عمل لإعادة تشغيل الخدمات وتحسينها، والبحث عن داعمين وممولين لاستمرار عمل تلك الخدمات خاصة ( الكهرباء والمياه ) فكان ملف الكهرباء هو التحدي الأبرز وظل متعلقا بتدخل حكومي لدعم هذا القطاع الهام، إلا أن الحكومة ذاتها ظلت متفرجة ولم تقدم شيئاً.
وشكلت لحج نموذجاً ناجحا وخطوات واثقة بالمقارنة مع الأوضاع العامة التي تعيشها البلد، والانهيار الذي ضرب كل المؤسسات الحكومية وانعدام الميزانيات التشغيلية التي تعد أساس العمل.
حيث سجلت محافظة لحج، أمنيا وإداريا النموذج الناجح والأكثر عملاً وتطبيعاً للحياة، حتى أضحت محافظةً تنهض بسرعة وتعيد ركائزها في وقت ضيق وواقع أصعب واستثنائي. والخطوات الناجحة في لحج كانت متميزة وبعضها على سبيل الذكر لا الحصر كالآتي:
- إعادة العمل في غالبية المرافق الحكومية.
- تشغيل الخدمات الأساسية وإعادة ترتيب أوضاعها وتقييم العمل فيها.
- متابعة ملف دمج المقاومة بالجيش والأمن.
- متابعة شؤون الشهداء، ومعالجة الجرحى.
- تفعيل صندوق النظافة والتحسين ومتابعة وتقييم عمله .
- إنجاز عملية الحصر الشاملة وترقيم المنازل والمباني والمرافق المتضررة في الحوطة وتبن، وحصر أسماء الشهداء والجرحى.
- تنفيذ عمليات ترميم مباني حكومية، بعد إنجاز دراسات متكاملة عنها.
- تطمين المستثمرين وإعادة روح الاستثمار والمنشئات الخاصة للعمل بعد توقفها منذ بداية الحرب.
- تقييم الأداء في مختلف الإدارات والمرافق الحكومية ومعالجة الاختلالات .
كما تم بإشراف المحافظ بتاريخ 8 يوليو 2017 استلام وفتح مظاريف مشروع إعادة تأهيل البنك المركزي فرع لحج، والذي تعرض لعملية نهب منظمة لم تبقي فيه شيئاً، رغم عدم تعرضه لأي ضربات جراء الحرب.
والتزم مؤخراً وفد من التحالف العربي، عند زيارته للحج، بتأهيل المرافق الأمنية وأقسام الشرطة والدفاع المدني في المحافظة، وفقا لخطة احتياج رفعها المحافظ إليهم للنهوض بالقطاعين الأمني والدفاع المدني والأحوال المدنية.
هذه الجهود، تأتي في مرحلة استثنائية، وأوضاع في غاية الصعوبة تشهد فيها المحافظة كل هذه الإنجازات، وفي مختلف الجوانب، وفي وضع كانت تعيش فيه لحج تدهوراً كبيراً وملفات متراكمة منذ سنوات، شكلت تراكم لكل أشكال الإهمال والتسيب، والفساد، حيث تبذل السلطة المحلية بقيادة المحافظ الخبجي كل جهودها، وجل وقتها، في وضع الأسس الصحيحة للنهوض بالمحافظة، ومناقشة أوضاعها، ومتابعة أهم المشاكل، ووضع الحلول المناسبة لها والتي تصب في خدمة المحافظة وأبنائها والسير وفق عملية نهوض متينة تحقق لحج تنمية أولية استعداداً لتنمية شاملة وفي البنية التحتية ومشاريع كبرى ستأتي لاحقاً.