في الوقت الذي يتلذذ فيه قادة الجبهات والمواقع القتالية الوهمية في الشمال بألذ وأطيب المأكولات ويتمتعون بعناية خاصة وامتيازات ليس لها مثيل، ويبذرون الملايين في الأعراس وفي الجبهات الراكدة منذ بداية الحرب..
يقف في الجنوب الأبطال الميامين دفاعاً عن حياض الوطن والجوع يعتصر دواخلهم ويمزق أحشاءهم والحاجة تعصف بهم، فلا يجدون أقل القليل مما تحظى به جبهات الشمال التي لم تحرك ساكنا، وتفتقر جبهات الجنوب لأبسط المقومات رغم أنها جبهات ساخنة وخطوط نار لا تتوقف فيها المواجهات مع مليشيا الحوثي..
جبهة ثرة في الجهة الغربية لمديرية لودر، والتي تقع على امتداد سلسلة جبلية وتعد بوابة الجنوب الشمالية يرابط فيها الأبطال منذ الـ10 من أغسطس من العام2015م للدفاع عن هذا الوطن والذود عن الأرض والعرض والدين ولصد كلاب مران التي لم يتوقف قصفها الهمجي لمناطق مديرية لودر منذ ذلك الحين بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة .
تقبع هذه الجبهة منذ عامين ونصف تحت وطأة الحاجة والعوز في كل المناحي ، ولم تلبي لها الدولة والحكومة الموقرة أقل القليل مما تحتاجه لحربها مع (قطعان) مران، ولم توفر لها المتطلبات الضرورية لأي حرب، بل أنها تعتمد اعتمادا كليا على السلاح الشخصي وبعض القطع القتالية المتوسطة إلى جانب مدفعية واحدة تفتقر هي الأخرى للذخيرة في معظم الوقت .
ناهيك عن الغذاء الذي يعد من أهم الأشياء للمقاتل في ظل هذه الحرب، فأبطال جبهة ثرة دائما ما يأكلون في وجبة (الغداء) أرز أبيض يخلو من أي لحوم أو أسماك أو حتى دجاج،بعكس جبهات الشمال التي (يسبح) قادتها وجنودها في موائد فيها ما لذّ وطاب من المأكولات الدسمة !..
صور عدة نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لجنود في جبهة (ثرة) يأكلون وجبة الغداء من الأرز الأبيض الذي يحتوي على البصل فقط دون أي مقومات أخرى كباقي جبهات الشمال الراكدة !..
هذه ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما والمنطقة العسكرية الرابعة والحكومة الموقرة لا تنظر لجبهات الجنوب ومقاتليها بمسؤولية وضمير،وتتعامل معهم بدونية وعدم اهتمام رغم جسامة المسؤولية التي يحملها المقاتلون على عاتقهم منذ أن بدأت هذه الحرب الظالمة التي يقودها (محروق) صنعاء،و(طفل) إيران المدلل..
المقاتلون في هذه الجبهة لا يسألون الناس (إلحافاً) ولم يمدوا أيديهم لأحد قط ، فقد نذروا أنفسهم لله ثم لدينهم ووطنهم،وهم مرابطون صابرون في هذه الجبهات في (سقيع) الشتاء، وحر الشمس، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لم تُثنِهم الخطوب ولم تزعزعهم تلك الحرب التي لم تتوقف رحاها منذ عامين ونصف، بل ولم يمنعهم تجاهل الدولة لهم من الثبات على المبادئ والقيم والأخلاق التي ترعرعوا عليها..
هذا ولاتزال المعارك والمواجهات الشرسة تدور بين المقاومة والحوثيين بشكل مستمر منذ أغسطس من العام2015م وحتى يومنا هذا وبإمكانيات شحيحة جداً في العدة والعتاد ،وعزيمة صلبة لا تلين في قلوب الأبطال الذين خرجوا لله أولاً ثم للدين والعرض والأرض .
وجبهة (ثرة) تعتبر بصراحة " الجبهة المنسية " رغم أهميتها الاستراتيجية كونها السد المنيع الذي سيكون السياج الآمن لصد ومنع الجيوش البربرية الجرارة المتكدسة لجحافل ميليشيات الحوثي -عفاش المنتشرة بالآلاف في المنطقة الواصلة بين رأس عقبة ثرة ومناطق بركان ومكيراس حتى البيضاء . . وما أثار حفيظة تلك القطعان الهمجية من ميليشيات الانقلابيين هو صمود واستبسال مقاومة جبهة ثرة التي قضت على أوهام تلك الجحافل الحوثية المختلطة بالقطعان البشرية التابعة لحليفها عفاش , الأمر الذي أشعل الحقد في نفوس وقلوب تلك الميليشيات لتقصف منازل المدنيين الآمنين بالمناطق الواقعة أسفل جبل ثرة والتي راح ضحيتها الكثير من النساء والشيوخ والأطفال .
نداء يوجهه أبناء مديرية لودر والمناطق المجاورة لها للحكومة الشرعية ولرئيس الجمهورية وللتحالف العربي بدعم جبهة ثرة لأهميتها الاستراتيجية كحامية للمناطق المحررة في محافظات أبين وعدن وشبوة كونها المنفذ الذي استطاعت قوات العدوان الحوثي العفاشي أن تتوغل من خلاله في حرب مارس 2015م لإحكام سيطرتها على محافظات أبين وعدن وأجزاء كبيرة وشاسعة من محافظة شبوة . . ويتساءل أبناء مديرية لودر: لماذا توقفت طلعات طيران التحالف رغم أنها توجد عشرات الآليات والأسلحة الثقيلة بحوزة الميليشيات الانقلابية في المناطق الواقعة من رأس جبل ثرة وحتى مدينة البيضاء والتي لا يمر يوم دون أن تقذف بلهيب قذائفها منازل المواطنين وقصف مواقع الأبطال المقاومين في جبهة ثرة ؟! , ولماذا لا تقوم قيادة المحافظة والمنطقة الرابعة بتقديم الدعم العسكري واللوجستي لمقاتلي الجبهة؟! , ناهيك عن الدعوة لكل الخيرين من رجال الأعمال والبر والخير والإحسان من أبناء لودر والمنطقة الوسطى م/ أبين أن يمدوا يد العون والمساعدة بتقديم وشراء الأسلحة والذخائر لتخفيف العبء على هؤلاء الأبطال المرابطين ليل نهار دفاعاً عن الجنوب والأرض والعرض والدين وجزاكم الله خيراً .