تشهد منطقة الصبيحة كبرى قبائل محافظة لحج حراكاً شعبياً وقبلياً وعسكرياً واسعاً منذ أسابيع , على خلفية مقتل أحد سائقي الشاحنات في إحدى النقاط الواقعة في حدود منطقة الصبيحة بلحج بعد عملية تقطع في الطريق العام بمديرية طور الباحة بمنطقة الجبلين قرية (المعامية) ظهر يوم الجمعة الموافق 2017/07/22م , ولقت تلك الواقعة استنكاراً ورفضاً شعبياً واسعاً بين أوساط أبناء قبائل الصبيحة والمحافظات المجاورة ..
طرق (طور الباحة) وكر للمتقطعين
وبهذا الصدد قال مواطنون أن طرق وممرات طورالباحة صارت تعرف بطرق الرعب ، وخاصة الطريق العام الرابط بين عدن وتعز وما يلاقيه المارة فيه من هتك وقتل وشتم من قبل متقطعين قبليين ومجهولين لجميع المارة .
وفي نفس السياق صرح مدير إعلام طورالباحة أ. جلال السويسي لمواقع إخبارية بأن :" طرق وممرات طورالباحة التي تربط عدن بتعز بلحج صارت طرقاً غير آمنة يحدث فيها القتل بين الحين والآخر ، وصارت وكراً للمتقطعين والمبتزين والمستهترين بالقانون ، ومما يحدث يومياً في ظل افتقار الأجهزة الأمنية لأبسط المقومات الأمنية زادت أعمال التقطعات وبشكل مخيف جداً . "
وأردف السويسي قائلاً بأن : " البلاد تمر بمنعطف خطير وقد استغل الخارجون عن القانون تلك الظروف ووظفوها للأعمال الشيطانية ، و طرق طورالباحة كبقية المديريات بها متقطعون ولكن ورغم ذلك إلا أن طرق طورالباحة بها وكر للمتقطعين ، وما يعملوه يومياً وعلى مرأى ومسمع من جميع المشائخ ووجهاء المناطق والسلطات المحلية فإنه خير شاهد على اعتبارها وكراً للمتقطعين" .
وأضاف مدير الإعلام : " بأن المتقطعين كثر وفي كل طرق المديرية التي تربطها بمناطق مجاورة لا تخلو من تلك العصابات التي باتت أخطر من عصابات المافيا بل مافيا من الدرجة الأولى! " .
ومثل ما يجري في الخط العام من ابتزاز للمارة وهتك وقتل ، هناك خطوط فرعية لا تقل خطورة من الخط العام ، وقد كانت طرقاً آمنة يسلكها المارة هروباً من خطورة الطريق العام ولكنها صارت أخطر بكثير من ذلك ..
دعوات للوقوف ضد ظاهر (قطع الطرق)
وشهدت تلك الواقعة استنكاراً وإدانةً واسعةً من قبل المجتمع الصبيحي ، ليعلن رفضه ونبذه لهذه الظاهرة . وقد دعا نجل شيخ مشائخ قبائل الصبيحة الشيخ/ عبدالرحمن عبدالقوي شاهر إلى عقد اجتماع طارئ اليوم الخميس 27/7/2017م بديوان والده بمنطقة العند.
ووجه عبدالرحمن جلال الدعوة لكل مشائخ الصبيحة والقيادات العسكرية والمدنية والشخصيات الاجتماعية دون استثناء وذلك لتدارس قضية التقطع (حسب وصفه).
وأردف قائلا في تصريح صحفي (خاص) : " على كل المشائخ والوجهاء والقيادة العسكرية تحمل مسؤوليتهم الدينية والإنسانية والأخلاقية والقبلية تجاه ما تقوم به شلة خارجة عن النظام والقانون وأثره سلبا على بطولات أبناء الصبيحة في مواقع الشرف والرجولة بالخطوط الأمامية بالجبهات ". وأهاب بكل العقلاء والحكماء من أبناء الصبيحة أن يعملوا على نصرة المظلوم .
ومن جانب آخر ناشد محافظ لحج السابق أحمد عبدالله المجيدي , مشائخ ووجهاء ومقاومة قبائل الصبيحة وقياداتها العسكرية والمدنية لتلبية دعوة شيخ مشائخ الصبيحة الشيخ عبدالقوي شاهر لاجتماع طارئ لتدارس قضية ظاهره التقطع في مناطق الصبيحة .
أهاب "المجيدي" بالاستجابة والتفاعل بالحضور للدعوة التي وجهت من نجل شيخ مشايخ الصبيحة ، وقال في مناشدته: ( والله إنها لدعوه لها أن تلبى بعد استفحال ظاهره التقطع والحرابة التي يقوم بها بعض النفر و الشواذ في إزهاق أرواح الأبرياء الآمنين عابري السبيل في أرض الصبيحة والتي أصبحت تؤرق كل صبيحي حر و غيور على كرامة وكبرياء الصبيحة وعبق سمعتها الطيبة ومحاسن الصفات والسجايا الحميدة والمثل والقيم السامية التي تفرد بها أبناء الصبيحة عن سواهم.
تلك الصفات والأعراف هي مجدنا وتاريخنا وهويتنا التي لم ولن نسمح لأولئك النفر ومن لفّ لفهم من بعض الأطراف الخفية والمتسترة أن تنال من سمو و رفعة هاماتنا بإيعازها ودعمها الخفي للشواذ من أبناء جلدتنا لتشويه تاريخنا وإرثنا التليد ومنبع معدننا الرفيع والأصيل الذي عرفنا به عند سائر القبائل ، لم يعرف عنا إلا النخوة والشهامة والنجدة والإباء والسمو ، لا التقطع واللصوصية والحرابة وقتل الأبرياء في قارعة الطرقات عابري السبيل ) .
وأضاف "المجيدي" قائلا : " أناشد تحديدا القيادات العسكرية وقيادات المقاومة وأفراد الجيش والمقاومة كافه من أبناء الصبيحة ، وأقول : أنتم المستهدفون من خلال تلك الأعمال الشنيعة مستهدفين نضالاتكم وتضحياتكم الجسيمة التي سطرتموها بالدماء الزكية فكنتم الفخر وللصبيحة الفخار بكم .محاولين أولئك الحاقدون سلب ذلك الشرف الرفيع حتى تخلو لهم الساحة دون منافس ويستأثروا بالمغنم والمكسب والسلطة. وإلا أنتم في نظر ذوي الشأن سوى أشخاص لم تستطيعوا إحكام فبضتكم على أرضكم وعدم مقدرتكم على تأمين عابر سبيل في طرقكم ، فكيف تناط بكم مسؤولية وقيادة في دوائر ومؤسسات عسكرية ومدنية في الدولة؟! " .
دعوات لتشكيل حزام أمني
وطالب مواطنون و شخصيات اعتبارية عسكرية منها وقبلية - عبر مواقع التواصل الاجتماعي - رئيس الجمهورية /عبدربه منصور هادي و الحكومة الشرعية ودولة رئيس مجلس الوزراء أحمد عبيد بن دغر وقيادة التحالف العربي والجهات الأمنية والعليا بضرورة تشكيل واعتماد حزام أمني من أبناء وكوادر قبائل الصبيحة مزودا بجميع الإمكانيات بمنطقة الصبيحة للحد ومحاربة هذه الظاهرة التي أصبحت تقلق العامة وتشكل للسكان مصدر قلق وخوف على من يسلك طرق المديرية .
وناشد رئيس مجلس الطوارئ لأبناء الصبيحة الشيخ / بجاش الأغبري قيادة الشرعية ورئيس الحكومة وقيادة التحالف العربي بدعم أبناء الصبيحة لتكوين حزام أمني من أبنائها أسوة بالمديريات والمناطق الأخرى المحررة ، وأضاف :" إن أبناء الصبيحة بينهم الكثير من الكوادر المؤهلة لقيادة الحزام الأمني لأبناء الصبيحة والذين يعتبرون الحزام الأمني للجنوب من كرش وحتى باب المندب " .
وخلال استطلاع صحفي قال قائد اللواء (١٧) العميد الركن أحمد عبدالله تركي عن أهمية تكوين حزام أمني لأبناء الصبيحة من مثلث عمران وحتى باب المندب ، وكذلك من مفرق الوهط وحتى مديرية طور الباحة .
وأضاف : " إن تكوين حزام أمني سيستفيد منه الشباب العاطلين عن العمل والذين يلجؤون أحيانا للتقطع نظرا للفقر وعدم حصولهم على وظائف تقيهم من الانحراف والبلطجة " .
وأوضح العميد عبدالغني الصبيحي قائد لواء زايد وقائد المحور الغربي في اتصال هاتفي معه قائلا: " الخطوط الرئيسية بالصبيحة وما يحدث فيها من أعمال تقطع وابتزاز يجب الوقوف ضد هذه الظاهرة ومعالجة الإشكاليات التي تؤدي إلى مثل هذه الأعمال الدخيلة على أبناء الصبيحة والتي تتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وكذا مع عادات وتقاليد وأعراف الصبيحة " .
وأضاف : " لابد من تشكيل حزام أمني بقيادة كوادر من أبناء الصبيحة ، حيث إن الصبيحة مدعمة بالقادة والشباب القادرين على تأمين مناطقهم ، وقد أثبتوا ذلك من خلال تصديهم للانقلابيين في الجبهات المختلفة وما ينقصهم إلا الدعم اللازم كغيرهم من أبناء المناطق المحررة ، وسيكونون عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم. ولذا أضم صوتي إلى باقي الأصوات من المشائخ والقادة العسكريين بضرورة تكوين حزام أمني من أبناء الصبيحة لحماية وتأمين مناطقهم ".
وعبّر مدير بحث محافظة لحج العميد / محمد عبده الصبيحي عن تأييده لتشكيل الحزام ، وقال : " تكوين حزام أمني من أبناء الصبيحة لحماية الخطوط وتأمين المسافرين والمساعدة في ضبط الأمن والتقليل من الجرائم في مناطقهم تعتبر خطوة في الطريق الصحيح أن يتبناه التحالف والشرعية ويقوموا بدعم تكوين حزام أمني أسوة بباقي المناطق المحررة" .
و تطرق الشيخ منصور الدبيني في مسألة تكوين حزام أمني من أبناء الصبيحة : " يعتبر فخر كبير لأبنائها لأن الصبيحة قدمت تضحيات جسام ولازالت تقدم حتى اليوم ، ولكنها تعاني من التهميش من قبل قيادة التحالف والشرعية على حد سواء وتعامل معاملة غير المناطق الأخرى رغم كل ما يقدمه أبناؤها من القادة العسكريين والمدنيين" .
وقال العقيد أحمد الخط الصبيحي : " إني أضم صوتي إلى أصوات المشائخ والقادة العسكريين ومستعد للمساعدة في ذلك إن تطلب الأمر".
وأشار مدير الصحة العامة بمديرية طور الباحة د. عبدالعزيز الأصنج ، وقال : " إن المنظمات الداعمة للصحة لم تصل إلى المديرية نتيجة للتقطع الحاصل بالطريق المؤدي إلى المديرية ."
وأضاف مدير مكتب الصحة طورالباحة : " إن المنظمات الدولية والإنسانية الداعمة للصبيحة بمجالات الحياة كالصحة والمياه والتربية والزراعة قد تعطف وتعود أدراجها بسبب ما يحدث من التقطعات والجرائم البشعة التي ترتكب بالخط العام من قبل هؤلاء الشرذمة المتقطعين ، وكم أتمنى إن يستجاب من قيادة التحالف لهذا الطلب لكونه سيمنع الكثير من الجرائم والتقطعات وسيكون درعا واقيا للعاصمة عدن من الجهة الشمالية والغربية ".
كما عبر الكثير من أبناء الصبيحة عن ضرورة تشكيل حزام أمني من أبناء الصبيحة لكي يؤمن الطرق ويحفظ الأمن في مناطقهم .