في ظل الوضع الحالي، يُعاني المواطنون في المحافظات المحررة من الوضع الصعب في المجالات الخدمية المختلفة، ولا تبقى مديرية حالمين في محافظة لحج بعيداً عن هذه المعاناة، حيث لا تراوح الخدمات مكانها، وتنعدم معها الميزانيات التشغيلية، رغم أنها كغيرها من المناطق التي قدمت شهداءً كثر من أبنائها في سبيل انتصار المقاومة والوطن .
وأمام هذا الوضع الصعب يسعى أبناء حالمين بالتغلب على المشكلات التي تواجههم وتجاوز التحديات التي تقف أمامهم وطموحهم هو أن تكون المديرية في أفضل حال في ظل الاستمرار في مطالبات السلطة المحلية ببذل مزيد من الجهد ، والذي لا شك فيه أن السلطة المحلية بالمديرية تبذل جهوداً كبيرة ومضنية من أجل إنهاء معاناة المواطنين وتسعى إلى توفير الخدمات لهم بهدف انتشال المديرية من الوضع الحالي ، ويعتبر كثيرون أن السلطة المحلية قد حققت قفزات لكنهم يطالبونها بالمزيد ، "الأمناء" أعدت هذا التقرير الذي يناقش عدة جوانب ..
الجانب الصحي.. تحسن ملموس
رغم الإمكانيات الشحيحة التي يعيشها الجانب الصحي وتحديدا مستشفى حالمين العام إلا أنه يقدم خدمات كبيرة للمواطنين حتى اللحظة وجهوداً كبيرةً يبذلها مدير مكتب الصحة في المديرية والطاقم الطبي في المستشفى للنهوض في الجانب الصحي والعمل بوتيرة عالية . وعن العمل في مستشفى حالمين العام يقول د : " عبدالقوي علوي " مدير مكتب الصحة في المديرية : " إن العمل لازال بنفس الوتيرة لكن للأسف لم نستطع تطويره لعدة أسباب منها المديونيات السابقة و التي تراكمت تباعاً نحن أخذنا على عاتقنا تسديدها ولهذا لم نستطع تطوير العمل وبقي بنفس الوتيرة رغم أننا كنا نطمح بتطويره إلى الأفضل من خلال إدخال أجهزة حديثة ، وكذلك ترميم وصيانة الأشعة إلى الآن لم نتمكن من إصلاح جهاز الأشعة وكذلك استكمال تجهيز الغرفة الجديدة الخاصة بها، أيضا من الأسباب هناك جهات وعدتنا بترميم المبنى القديم مع توفير الأثاث والأجهزة وإلى الآن لم يأتِ إلينا أحد ، كلها وعود دون تنفيذ مما اضطررنا إلى المحافظة على الموجود . "
من جانبه قال الأستاذ /" أمين راشد" : " إنه من خلال اطلاعنا على الخدمات الطبية والتي يقدمها مستشفى حالمين العام نلاحظ عملاً ملموساً يقدمه العاملون رغم عدم توفر الكادر المختص وشحة الإمكانيات ، فمن خلال زيارتي المستشفى للعلاج وجدت تدفق المواطنين بأعداد مهولة لأخذ العلاج ، فكانت العملية مرتبة من خلال تسجيل المرضى حسب الحضور ووجود الطبيب المعالج وكذا توفر الفحوصات المختبرية وعملية أخذ العينات تسير بشكل منظم ومرتب ووجود فحوصات لأغلب الأمراض ووجود بعض الأدوية المدعومة والتي تصرف للفقراء والمحتاجين بالمجان وتوفر الطبيب المناوب على مدار اليوم . وفي قسم الأمومة يوجد كادر نسائي يقدم خدماته في كل الأوقات من حيث التوليد والتطعيم وغيرها .. هذا بعض ما وجدته وبأمانة " .
مضيفا بالقول : " إنه ورغم كل هذا يوجد بعض القصور في بعض الأمور ، فلا نقول أن العمل يسير دائما بوتيرة ممتازة ، فكل عمل لا بد أن يشوبه بعض التقصير ، إلا أننا وجدنا تغيراً كبيراً نحو الأفضل ، وهذا بجهود المدير العام للمديرية وجهود مدير مكتب الصحة بالمديرية ومدير المستشفى والعاملين فيه ، ونطالب الحكومة تقديم الرعاية والاهتمام لمثل هذه المرافق والتي تعود بالنفع للمواطن وتخفيف العبء على كاهله ونطالب أهل الخير من أبناء المديرية تقديم الدعم والمؤازرة لرفد المستشفى بالأجهزة الحديثة وغيرها.. "
أما "فارس الجعشاني " قال : " بصراحة لا توجد عندي تفاصيل متعلقة بهذا الموضوع كي أستطيع التحدث عنه بموضوعية ، ولكن ألمس من الآخرين رضاً وقبولاً بما يقدمه مكتب الصحة من خلال تفرغ الدكتور عبدالقوي علوي - وهو دكتور اختصاصي أطفال - بالعمل في المستشفى بشكل مستمر" .
الأمن.. دور ضعيف !
وعن الأمن في المديرية ودوره يقول " مراد عبدالحكيم " : " إن دور الأمن ضعيف لشحة الإمكانيات وكل العمل للحزام الأمني . "
وأضاف : " في حالمين وإن كان دور الأمن قريبا من اللا شيء أو اقتصر دوره على أمور محددة ، إلا إن منتسبي إدارة الأمن كانوا موجودين لحل بعض المشاكل ، كما كان السجن مفتوحاً للأشخاص الذين عليهم قضايا يستحقون السجن بسببها ، ولم تغلق إدارة الأمن أبوابها في أي يومٍ .
يضيف مراد بالقول :" أنه عندما كانت نقاط النهب والاسترزاق على طول الخط العام لم يكن للأمن أي دور لمنعهم من تلك الأعمال ، لكن عندما أتى الحزام الأمني أصبح المتقطعون والناهبون للمارة في الخط العام الواقع في جغرافيا حالمين في خبر كان " .
ويقول العقيد/ حسين محسن : " إن الوضع العام في الجانب الأمني سيئ وإن شاء الله في المرحلة القادمة يكون هناك خطط ومهام كبيرة على عاتق الأمن ، أما الآن فلا توجد خطة أساسية في ظل غياب الدولة . "
التعليم.. وخطوات نحو الأفضل
ويعتبر التعليم في حالمين وفقا للكثيرين يسير في الاتجاه الصحيح وشهد تقدما ملموسا وحقق نجاحا كبيرا ، وبخصوص هذا الجانب يقول " عبدالله حمود " وهو مدير قسم التعليم في مكتب التربية والتعليم : " إنه وبرغم ما تمر فيه البلاد من أوضاع صعبة فإن حالمين فيها نوع من الاستقرار وتقدم خطوات مدروسة للتعليم في المديرية ، وخلال العام الدراسي المنصرم تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتصحيح أوضاع التعليم ، منها تم وضع رؤية لكيفية معالجة أوضاع المنقطعين من المعلمين والإداريين وقطعنا شوطا كبيرا في ذلك ، وكذلك عملنا على تحسين عملية التوجيه والمشاركة مع توجيه مديريات ردفان الأربع ومتابعة سير التعليم بالمدارس ومحاربة ظاهرة تسجيل طلاب غير منضبطين في الصف التاسع والثالث ثانوي ، كذلك عملنا على تنشيط وتفعيل الأنشطة المدرسية والتي شهدت نشاطات في مختلف المدارس " .
وأضاف :" إن قسم التعليم العام أيضا عمل رؤية لتحسين القراءة والكتابة للصفوف (من1-4) تم تجربتها في خمس مدارس بعنوان (حملة اقرأ) وحققت نجاحا ، وستعمم الفكرة في العام القادم ، إضافة إلى ذلك فإنه تم وضع معالجات لمحاربة ظاهرة الغش في امتحان الصف التاسع ومحاربة هذا الداء وكذلك وضع اجراء لسير امتحانات الثانوية العامة في جو امتحاني ملائم للطلاب" .
أما بالنسبة للصعوبات يقول عبدالله حمود :" هناك صعوبات منها عدم إعطاء المعلم حقوقه ومنها عدم الزيادة في الراتب ونطالب الجهات المختصة في المحافظة إلى سرعة الاستجابة لمطالب المعلم كذلك توقف التوظيف ، فنحن نعاني من نقص في التخصصات وعجز في المدارس وعدم وجود مخصصات مالية تمكنا من المتابعة والعمل بشكل فعال وأفضل " .
مختتما حديثه المطول بالقول على وجود تعاون كبير مع الأهالي والسلطة المحلية ممثلة بالمدير العام / عبدالفتاح حيدرة ، مقدماً لهم الشكر على تعاونهم ولمساعدتهم وإصرارهم على التصحيح إلى الأفضل.
من جانبه قال مدير مدرسة بوران الأستاذ/ عبدالفتاح الحشري : " إن التعليم في حالمين أفضل من المديريات الأخرى رغم الظروف التي تمر بها البلاد . "
النظافة والتحسين ..اجتهاد ذاتي ..
وعن جانب النظافة فقد شهدت عاصمة المديرية حملة نظافة وفقاً للإمكانيات المتاحة ، وبخصوص هذا الموضوع يقول "عباس سعيد " مدير مكتب الإعلام في المديرية : " بالنسبة لصندوق النظافة بحالمين لا يوجد حتى اللحظة ؛ بل أن السلطة المحلية وباجتهاد ذاتي في ظل الأوضاع والظروف الصعبة التي تمر بها البلاد هي من تقوم بمهام النظافة ، حيث تم التعاقد مع اثنين من العمال للقيام بنظافة السوق العام بحبيل الريدة ورفع القمامات والمخلفات وبصورة يومية ، ونتمنى استمرارها للحفاظ على منظر وجمال المدينة والحفاظ على البيئة من التلوث وانتشار الأمراض بين سكان المدينة ويعكس صورة طيبة للآخرين ، وندعو جميع الشرفاء من أبناء حالمين للتعاون ومساعدة السلطة المحلية لإنجاح جميع الخطوات الإيجابية نحو تفعيل جميع المرافق بالمديرية ،كما أجدها فرصة لدعوة التجار للتعاون مع عمال النظافة وذلك بجمع المخلفات والقمامات في أماكن محددة ليسهل جمعها والتخلص منها ".
أما فيما يتعلق عن دور المرور يضيف قائلا : "للأسف المرور في سبات عميق ولا يوجد لهم أي نشاط في تنظيم حركة السير بالسوق العام ، ونحن نطالب الجهات المسؤولة للقيام بالواجب والعمل على إعادة تفعيل رجال المرور ، فالحركة بصورة عشوائية تسبب الازدحام للسيارات والدراجات النارية وهذا يعرض الناس للخطر وذلك بحدوث حوادث مؤسفة وبكثرة نتيجة إهمال دور المرور ".
أسر الشهداء والجرحى .. معاناة متواصلة
يقول "رائد خميس" مدير مكتب رعاية أسر الشهداء والجرحى : " إنه وبرغم الجهود التي تبذل من المدير العام ونائب رئيس مجلس الحراك في المديرية للتخفيف من المعاناة التي يعانون منها أسر الشهداء والجرحى ، وهم ليس بأيديهم أي شيء إلا من حقهم الخاص ، إلا أن هناك معاناة يعانون منها فالبعض من أسر الشهداء لم يستلموا رواتبهم إلى اليوم ومعاناة الجرحى بعدم تقديم لهم العلاج الكافي وكذلك عدم إعطائهم حقوقهم ، وعبر منبركم نطالب الجهات المسؤولة بإعطاء حقوق من قدموا أنفسهم دفاعا عن جنوبنا الحبيب " .
مضيفا : " أن مكتب رعاية أسر الشهداء والجرحى لم يتلقَ أي دعم لكي يقوم بالمتابعة مع جهات الاختصاص إلا أننا نقوم بالواجب ومن جيوبنا ".
الرياضة وغياب الأنشطة ..
في هذا التقرير أردنا أن نسلط الضوء على النشاط الرياضي في حالمين ليتحدث إلينا مدرب نادي حالمين " رائد العسل" : " إن الأنشطة الرياضية حالياً متوقفة تماماً لأسباب مادية يعرفها القائمون على النشاط الرياضي" .
وبخصوص زيارة أندية عريقة إلى حالمين لخوض مباريات ودية يقول العسل : إن هذا الزيارة كانت جيدة والاستفادة فيما بيننا كان خلال التعارف والاحتكاك مع لاعبي هذه الفرق وطريقة اللعب ، لكنه قال إن الوضع الرياضي في حالمين مازال مهمشاً من قبل مكتب الشباب ورئيس النادي . .