مخيم نازحي تعز المتواجد بمنطقة (امشغافة) بلحج ..تدهور الوضع الإنساني والصحي وحمامات على الطبيعة !
تقرير/ عبدالقوي العزيبي

 

منذ اندلاع الحرب التي أعلنتها مليشيات صالح والحوثي في اليمن ومنها محافظة تعز،والمهمشون النازحون من الحرب من تعز يعيشون أوضاعا إنسانية قاسية جدا بمنطقة النزوح بقرية (امشغافة) بمديرية تبن محافظة لحج ، حيث وصل عدد الأسر النازحة إلى 101 أسرة تعيش في وضع غير إنساني نتيجة لعدم توفر الخدمات من قبل الدولة  ، ولولا تدخل بعض المنظمات كان سوف يشهد المخيم كارثة حقيقية من الفقر والأمراض وانعدام الحقوق والخدمات الأساسية .

"الأمناء" بفترة عيد الفطر زارت مخيم النازحين الواقع غرب قرية (امشغافة) فوجدنا الأسر تعيش  وضعا إنسانيا قاسيا جدا  ومتدهورا ، حيث يسكنون في خيام غير صحية والبعض في العراء ولا تتوفر لديهم الخدمات الضرورية للحياة وعدم وجود حمامات صحية ، بينما بعض الأسر تعيش داخل أكوام من مخلفات الأشجار مع اشتداد حر الصيف الشديد وموسم الرياح على الأبواب وعدم وجود خدمة الكهرباء، وأيضا تسكن تقريبا 35 أسرة بمساحة الأسرة الواحدة لا تتجاوز (3 في 3) متر مصنوع من بقايا الأشجار والطرابيل الممزقة وتستخدم  مكان <النوم والمطبخ والدجاج والأغنام > ، وقضاء حاجة الأطفال على الطبيعة وقد حرموا هؤلاء الأطفال من فرحة العيد ومن حق التعليم وبقية الحقوق الأخرى ، وتشاهد الاكتئاب والحزن الشديد  مرسوماً على أوجه الأطفال الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب القذرة التي يدفع ثمنها المواطن البسيط ويعيش منها بثراء فاحش تجار الحروب ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

 

مناطق النزوح

 

الأسر النازحة من المهمشين هي من محافظة تعز مناطق ( ورزان / الضباب / المدينة / الروضة / زيد الموشكي ) وعددهم بلغ حوالي 101 أسرة  تسكن 45 أسرة في خيام غير صحية تزداد حرارتها مع  حر الصيف ، وبقية الأسر اتخذت من الأشجار والطرابيل سكناً في حر الصيف وهبوب الرياح .

 

لا خدمات !

 

تعاني الأسر النازحة من عدم توفر الخدمات ومن أبرزها ( الماء ) وقد تحصلت مؤخرا على توفير 2000 لتر خزانات ماء بشهر رمضان من قبل مركز الملك سلمان، لكن هذه الكمية من الماء غير كافية لجميع الأسر ولا يتحصلون عليها بشكل منتظم، كما لا توجد لديهم لا كهرباء ولا صحة مع حرمان من جميع  الخدمات حتى السلة الغذائية محرومون منها  من قبل مركز الملك سلمان أو الهلال الأحمر الإماراتي أو منظمة الإغاثة الكويتية، بينما هذه الجهات المذكورة  نسمع عنها ليلا نهارا بقيامها بتقديم المساعدات الغذائية لمناطق أخرى وحرمان المهمشين بمنطقة امشغافة من حق السلة الغذائية كغذاء  لأطفالهم.

 

 حمامات في العراء!

 

جميع الأسر النازحة داخل المخيم  لا يوجد لديها حمامات صحية لقضاء الحاجة وهو الأمر الذي يهدد جميع الأسر بانتشار الأمراض ، حيت يتم قضاء الحاجة في الخلاء ، فأين منظمة الصحة العالمية من توفير الحمامات الصحية وخصوصا مع انتشار مرض حمى الضنك والكوليرا ؟  وأين دور بقية المنظمات من التدخل السريع لمنع حدوث الكارثة ؟ .

 

جرحى و معاقون

توجد عدد من الأسر داخل المخيم تعاني الإعاقة والبعض جرحى حرب ولا يتحصلون على الدعم أو الرعاية لا من قبل الدولة أو من  المنظمات.

 

أطفال بلا مستقبل

 

أطفال الأسر داخل المخيم  تعاني الحرمان من الحقوق التي كفلها قانون الطفل ومن أبرز ذلك حق التعليم ، فمنذ النزوح لم يلتحقوا بأي مدرسة لمواصلة التعليم ، كما أنهم محرومون من حق اللعب بفترة العيد فكانوا أطفالاً يعيشون الحزن الظاهر على وجوههم البريئة فقد تحملوا هموم الدنيا منذ الطفولة بسبب هذه الحرب الظالمة   ، فعن أي طفولة نتحدث والأطفال يعانون الحزن منذ الصغر ؟  .

 

الماء مطلب أساسي

 

يقول النازح جميل حسن غالب : ( كما تشاهد هذا المخيم في العراء حتى هذه الخيام هي غير  صحية وتزداد الحرارة بداخلها بفصل الصيف وبقية الأسر في العراء وحاليا موسم الرياح  وينقص المخيم العديد من الحقوق من أبرزها حق ( الماء الكافي ) لجميع الأسر كما أن الأسر لا توجد لديها فرشان أو بطانيات أو وسائل طهي الطعام وعندما يقومون بالبحث عن الأشجار لاستخدامها في طهي الطعام تواجههم صعوبات كبيرة ويتم منعهم من قبل الآخرين ، لهذا فإن الحياة داخل المخيم قاسية جدا جدا ، كما أن الأسر لا تقضي حاجتها في حمامات صحية وإنما في الخلاء  وهو الأمر الذي يهدد جميع الأسر بانتشار الأمراض ، وعبر "الأمناء"  نناشد الدولة والمنظمات والهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان والإغاثة الكويتية التي نسمع عنها  بسرعة التدخل في المخيم من خلال الزيارة وتلمس هموم ومشاكل الأسر عن قرب وتقديم المساعدات).

 

العاقل زكي : وضع النازحين مأساوي للغاية

 

عاقل قرية امشغافة يبذل جهودا كبيرة مع السلطة المحلية بلحج و تبن ومع المنظمات الإنسانية  بالتدخل لمساعدة الأسر النازحة ، ويقول العاقل زكي علي حسن : ( الوضع داخل المخيم يحتاج تدخل الدولة والمنظمات الداعمة بشكل عاجل ،وفي وقت سابق وفرت منظمة الهجرة الدولية حوالي 45 خيمة ، لكن الآن الأسر عددهم وصل 101 أسرة ويعانون حر الصيف ويحتاجون إلى خيام طبية توفر لهم الراحة بالرغم من عدم توفر الخدمات الأخرى لجميع الأسر النازحة ، كما أن الأسر بهذا المخيم لا توجد لديهم حمامات صحية وتكمن المشكلة بامتناع مالكي الأرض من بناء الحمامات ونأمل من منظمة الإغاثة الإسلامية  التدخل السريع وبناء حمامات قبل انتشار الأمراض ، كما نأمل من حصول الأسر النازحة على حق السلة الغذائية المتكاملة أسوة ببقية النازحين من الحرب فهؤلاء المهمشون هم أولى بالحصول على السلة الغذائية ، وفي حال استمرار بقاء النازحين نأمل من مكتب التربية والتعليم بمديرية تبن اعتماد تعليم أبناء النازحين بالمدارس القريبة من مكان النزوح ، كما نشكر بعض المنظمات التي تدخلت بهذا المخيم وندعو بقية المنظمات الأخرى بالتدخل وتوفير بعض الحقوق المحرومة منها الأسر النازحة حتى اليوم).

وعند زيارة مخيم النازحين المهمشين بمنطقة امشغافة سوف تشاهد صورة محزنة عن الوضع غير الإنساني الذي تعاني منه العديد من الأسر النازحة نتيجة لهذه الحرب الظالمة، فلا تتوفر الخدمات، وتوجد أسر في هموم كبيرة جدا فلا تتحصل على لقمة العيش الكريم لأطفالها  بينما شبابها  عاطلون عن العمل وأطفال حولت قسوة الحياة وجوههم البريئة إلى شيخوخة وهم أطفال فلا ترى براءة الطفولة ولا الفرح والسرور يشع من قلوبهم ، الكل يعاني ويلات الحرب بينما لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب ، فإلى متى سوف تستمر الحرب في تشريد الأسر مع استمرار قتل وجرح الآخرين وانتشار الأمراض وتدمير البلاد ؟ فهل حان الوقت  للأطراف المتصارعة تقوى الله وإيقاف هذه الحرب الظالمة حتى تتمكن الأسر من العودة إلى مساكنهم والتخلص من معاناة مخيمات النزوح والعيش بعزة وكرامة داخل أوطانهم؟.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني