السيرة الذاتية للشهيد
الشهيد نايف أحمد يحيى سعيد البشيري من مواليد 1993م منطقة جنادة في مديرية حالمين ، درس التعليم الأساسي في منطقة جنادة مسقط رأسه الذي ترعرع فيها منذ نعومة أظافره وأنهى تعليمه الثانوي في ثانوية الشهيد لبوزة م/ ردفان ( 2011 _ 2012 ) في الحبيلين - ردفان بعد انتقال مكان سكنه .
وصِف الشهيد بالتواضع مع أصدقائه وحسن السلوك ودماثة الأخلاق ، وعُرِف بشجاعته في النضال والمقاومة في مواجهة المعتدين ، ابتسامته العريضة ظلت ترافق مسيرته الحياتية والنضالية ولا تكاد أن تفارقه لحظة .
بداية مسيرته النضالية
الحراك الجنوبي هو بداية مسيرته ، فحينما انطلقت شرارة الحراك السلمي وشرارة الثورة التحررية 2007م حاملاً المشروع التحرري الذي ينشده الجنوبيون ويسعون إلى تحقيقه من خلال النضال السلمي كان الشهيد من أوائل الناشطين والمتحمسين للنضال ومن الذين التحقوا في ركب النضال ، وشارك مع أبناء وطنه بإصرار كبير وعزيمة قوية، وتنقل في مختلف المدن والساحات على مستوى الجنوب، فلا تكاد فعالية ينظمها الحراك إلا وهو بين أوساط المشاركين يصدح بصوته بين الحشود بحماس منقطع النظير على أمل عودة الوطن وحالماً بمستقبل تتحقق فيه الآمال والتطلعات وتعود دولة الجنوب إلى أحضان الجنوبيين مجدداً.
لا تردد في المقاومة .. لا خوف من الأعداء
هكذا كان شعاره حينما دقت طبول الحرب إيذاناً ببدء المعركة المصيرية والحاسمة ، واشتدت المواجهات وأضحى الجنوب في خطر ، وعندما حاول الغزاة أن يدمروه أو بالأصح تدمير ما تبقى مما دمروه وأن يغتالوا الأحلام التي بدأت تكثر لاستعادته، هنا لم يتردد الشهيد / نايف البشيري ومعه الرفاق من المقاومين - الذين استشهدوا إلى جانبه في ذلك اليوم يوم الجمعة 24 يوليو من العام 2017م - من الانطلاق صوب الجبهات دفاعاً عن الوطن الذين خرجوا لأجله مسالمين ينشدون السلم وحاملين البندقية وضاغطين على الزناد في وجه الأعداء القادمين من شمال الشمال دفاعاً عن الأرض والعرض وحتى لا يصبح الجنوب بين أحضان من لا يعرفون النظام غير معرفتهم بالقتل وتدمير الأوطان ..
الضالع جبهته الأولى ..
تبقى محافظة الضالع البوابة الشمالية للجنوب والجبهة التي كانت مشتعلة والصامدة واستماتة المقاومة هناك ، هي الجبهة الأولى التي التحق فيها الشهيد / نايف البشيري في القتال ومواجهة الأعداء ، حيث خاض الشهيد معارك بطولية مع جموع المقاتلين في المعارك التي دارت هناك والتصدي ببسالة للمعتدين الذين سعوا إلى دخول الضالع وشارك معهم الانتصارات أثناء اقتحامهم لموقع الخزان ومعارك الجرباء وكذلك تحرير لكمة صلاح .
العودة إلى ردفان ..
بعد أن تحررت الضالع عاد إلى ردفان ونشوة النصر تبدو واضحة على ملامحه ، حينها توجه إلى جبهة (بلة) للقتال والتمترس إلى جانب إخوانه المقاومين هناك رافعاً أصبعيه تعبيراً عن إحدى الحسنيين (النصر أو الشهادة). أخذ موقعه القتالي في جبهة النخيلة ومرتفعاتها وسلسلة جبال منيف، وظل يتمركز مع رفاقه في تلك الجبال ماسكاً موقعه ولم يبارحه بل بقي فيه مدافعا ببسالة من اختراق الغزاة للجبهة المترامية.
بطولات شاهدة
مع بقية ممن دافعوا على الأرض وممن وقفوا أياما وشهورا من رجال المقاومة الجنوبية في تلك السلسلة الجبلية المتاخمة لمثلث العند وقاعدته العسكرية الذي كان يتمترس فيها الغزاة بأعداد هائلة من مقاتليهم، ظل الشهيد نايف البشيري ورفاقه صامدين كصمود تلك الجبال التي لم تنحنِ.. سلسلة جبال منيف الممتدة ومرتفعات النخيلة الشاهقة هي التي ستبقى شاهدة حقا على بطولاتهم الكبيرة وتضحياتهم الجسيمة في سبيل الدفاع عن الوطن .
إصرار وشجاعة ..
يوم الجمعة الرابع والعشرون من يوليو كان يوماً حامي الوطيس، وشهد معارك شرسة وقتالاً عنيفاً ، صحيح في ذلك اليوم وأثناء المواجهات مع العدو خسرت المقاومة مقاتلين تحلوا بالشجاعة أثناء القتال.. مقاتلين حملوا الحياة على الأكف وسلموها رخيصة ونذروها لكي ينتصر الوطن ويعيش أبناءه في وطن مستقر.. مقاتلين ظلوا أياما وشهورا تحت حرارة الشمس وكانوا رجالا صناديد إلى أن نالوا الشهادة وأصبحوا شهداء ميامين واستطاع مقاتلو المقاومة الجنوبية بعد معارك بطولية ومواجهات عنيفة خاضها المقاتلون الجنوبيون واستمرت لساعات من السيطرة على المواقع في الجبل الذي كان يتمترس فيها الأعداء .. في تلك اللحظات من المعارك سقط الشهيد نايف البشيري شهيداً في معركة الدفاع عن الوطن وفي معركة طرد الأعداء من تلك المواقع والتلال وتحديداً في الموقع الذي تم احتلاله من قبل المقاومة الجنوبية.
لحظة شعوره بقرب استشهاده ..
حينما ذهب عنه الحذر في أوقات الحذر ، وحينما بدأت الأقدار أن تجره وتدفعه إلى التقدم في لحظة شعور بقرب استشهاده حينها أخبر رفاقه بأنه شهيد الجمعة ودعاهم إلى ضرورة الثبات في مواقعهم وأماكنهم وعدم التراجع الى الخلف لإعطاء العدو فرصة للتقدم واحتلال المواقع والسيطرة عليها ، وماهي إلا ساعات من يوم الجمعة الرابع والعشرين من شهر يوليو حتى جاء خبر استشهاده كالصدمة إلى ذويه وأهله وأصدقائه لينال نايف البشيري الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن برصاص قناص حوثي ، ورحل تاركا خلفه ذكريات لا تنسى مع الرفاق وقصة بطولة عنوانها الوفاء للوطن والثورة والقضية ، بقيت جثته ما يقارب العشرين يوما تقريبا وهي مرمية في محيط المواجهات ولم يستطع أحد أخذها نظرا لاحتدام المعارك بين الطرفين وخشية من القناصة الحوثية التي تتمركز على الجبال القريبة منها ومن محيط المواجهة ، إلى أن تم دحر الميليشيات وانتصار المقاومة على الأعداء ليتم تشييع الشهيد ونقل جثمانه إلى مثواه في مقبرة الربوة بردفان .
خاتمة ..
بهؤلاء انتصر الوطن ، وبعزيمتهم انتصرت إرادة المقاومة ، وببطولاتهم خسر المعتدون من تحقيق أهدافهم الشريرة الرامية إلى الاحتلال وتمرير مشاريعهم الفكرية والدينية ، وبتضحياتهم أصبح الوطن الجنوبي محرراً عسكرياً من قبضة الشمال .. فهل يحقق الجنوبيون حالياً سواء السياسيين أو ممن هم في الجبهات أهداف ثورتهم وتضحيات شهدائهم ويغتنمون الفرصة المواتية والتاريخية مثل هذه لاستعادة دولتهم ؟ أم أن الفرص المواتية تذهب بعيدا كما لو أنها سحابة صيف عابرة؟! .