أثناء تواجدنا بالقرب من رئيس الوزراء في الزيارة الأخيرة له، إلى قاعدة العند القريبة من جبهات كرش الحدودية، ومن ملاحظتنا لكل شيء هناك فقد غلب على تلك الزيارة التنظيم الدقيق بين رئيس الحكومة وقوات التحالف العربي ممثلة بقائدة عاصفة الحزم والأمل دولة المملكة العربية السعودية، وكذا دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بدا من الواضح أنَّ هنالك اتصالاتٍ دقيقة، قامت بالتنسيق لهذه الزيارة مع قيادة المنطقة الرابعة ممثلة بالقائد "فضل حسن العمري"، وتم إظهار تلك الزيارة على أنها تمَّت في جبهات القتال، وتبيَّن ذلك مما كان يردِّده القائد فضل حسن، الذي قَّدم شرحاً لبن دغر عن سير المعارك في جبهة كرش وما حواليها، وكان ذلك فعل سياسي ذكي يحسب لمن أعدَّ لهذه الزيارة..
ماذا فعل المجندون بعد خطاب بن دغر؟!
وأثناء تلك الزيارة التي صعد فيها بن دغر لأعلى نقطة في القاعدة، ومن ثم نزوله منها، ليلقي كلمة مقتضبة وسريعة للجنود المصطفين هناك، فأشاد بأدوارهم البطولية فيما يقومون به في سبيل الوطن، وحمايته والذود عنه، حتى اختتم بذكره لليمن الواحد، وبعدها مباشرةً - وهو مالم تنقله وسائل الإعلام - يردِّد أولئك الجنود الجنوبيون، على مسامع رئيس الوزراء، ردَّاً على كلمته، "بالروح بالدم نفديك يا جنوب.. بالروح بالدم نفديك يا جنوب "، في حين كان تبدو بعض الابتسامات السرية على مرافقي سيادة رئيس الوزراء، من السعوديين والإماراتيين، لما صنعه الجنود الجنوبيون في القاعدة، وهذا قليل مما لاحظناه خلف الكواليس، غير أن هنالك أشياءً أخرى سنتحدَّث عنها في وقت لاحق، وهي عن القضية الجنوبية، والتقارب الحاصل بين المملكة والإمارات على وجه الخصوص ودولة رئيس الوزراء..
بن دغر: إنها الشهادة إن شاء الله ..
ورغم ضيق الوقت والازدحام الكبير، والحراسات المشددة من قبل قوات التحالف وحراسة رئيس الوزراء الخاصة، إلا أنَّنا استطعنا أن نرصد أجوبة "بن دغر" أثناء توجيه الأسئلة إليه من قبل مراسلي القنوات والصحف هناك، حيث رد على سؤال وضع المعارك مع مليشيات الانقلاب، بقوله : " إن النَّصر لابد آتٍ ومهما كلف الثمن، لأنهم في الشرعية أصحاب حق وأصحاب قضية، وأنهم والإخوة من قوات التحالف العربي، يقفون بكل أنواع الدعم اللازم، للقوات التي تناهض الانقلابيين "، مضيفاً: بأن اهتمامهم ودعمهم للجرحى سيكون مستمراً، كما أنهم لن ينسوا الشهداء الذين قدَّموا أرواحهم في سبيل الوطن.
وأكد بن دغر دعمه للقوات التي تقاتل في الجبهات، حيث أنهم سيكونون معهم في الأيام القادمة، أينما تقدموا، ولا خيار غير النصر، فإما النصر أو الشهادة على العدو، وهي الشهادة إن شاء الله، والنصر على العدو.
الحرب على صالح والحوثيين
ووجه حديثه للانقلابيين بأنهم لن يرتاحوا أبداً طالما وهم يفكرون بالاستيلاء على الأرض وحكم الشعب، وأردف قائلاً: " هذه الرسالة لابد أن يفهمها الحوثيين وصالح، بأن المعركة ستستمر حتى يثوبون إلى رشدهم، وحتى يذهبون إلى سلامٍ شامل ودائم في اليمن، يحقق الاستقرار في كل ربوعه، وكذا الاستقرار في الجزيرة العربية، لأن من أتى للقتال معهم في الشرعية من دول التحالف أيضاً قلقون على أمنهم واستقرارهم، وأهلنا في التحالف العربي اليوم يقاتلون معنا؛ لأن أمنهم أصبح اليوم في خطر كبير، جراء النفوذ الإيراني الذي يتمدد، وهذا العبث الحوثي الصالحي الذي يعبث في أمن البلاد واستقرارها ".
وقال : " أن هنالك في الأيام القادمة إجراءات ترغمهم.. ترغمهم إما على الانسحاب، أو على الهزيمة، أو ترغمهم على الذهاب إلى طاولة حوار، من أجل أمن البلاد واستقرارها واستقرار المنطقة العربية ".
كما لم يفُته شكر دول التحالف العربي وعلى رأسهم، دولة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة حكومتهم وشعبهم، والذي وصفهم بأنهم يصنعون تاريخاً جديداً للجزيرة العربية في هذا المكان، وعن رأيه بمبادرة المبعوث الأممي حيال محافظة الحديدة التي يتفاقم فيها الوضع الإنساني، قال إن الانقلابيين قد استبقوها بالرفض.
تم السيطرة على الكوليرا
وبشأن انتشار وباء الكوليرا، قال:" إن الوضع تحت السيطرة، خاصة في المناطق المحررة "، متبعاً حديثه بالقول: " لم يعد هنالك انتشار لهذا الوباء، في المناطق المحررة، حسب آخر التقارير التي اطلع عليها في الليلة السابقة من زيارته هذه ".
الجدير ذكره هنا، هو أن الرّجل قبل هذا الحديث كان قد أعلن حالة الطوارئ في عدن والمناطق المحررة، فاعترض محافظ عدن المفلحي على ذلك، وقال أن الوضع بخير وألغى حالة الطوارئ، التي أعلنها رئيس الوزراء بن دغر، حينها.