عقد مجلس جامعة الدول العربية اليوم الاثنين اجتماعاً تشاورياً على مستوى المندوبين الدائمين وذلك لمناقشة الأزمة اليمنية والاطلاع على تطورات الأوضاع السياسية والإنسانية في اليمن.
وقدم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إحاطة عن الوضع باليمن.
وقال ولد الشيخ أمام أعضاء مجلس الجامعة، "ان اليمن اليوم تشهد مجموعة أزمات، يأتي أكثرها خطرا وحرجا، الأوضاع الإنسانية، التي يتأثر بها غالبية الشعب اليمني، حيث ان قرابة 18 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي".
وخلال إيجازه أشاد المبعوث الاممي بالتفاعل الايجابي والدعم الكبير الذي يلقاه من الرئيس عبدربه منصور هادي ومن الحكومة اليمنية، خصوصا في مقترحاته حول ميناء الحديدة، مبديا تقديره لهذا الدور الذي ساهم كثيرا في تسهيل مهمته والقبول بالأفكار التي يقدمها للعودة للمسار السياسي وللعمل تجاه إيجاد حلول عاجلة للأوضاع الإنسانية.
وأضاف ولد الشيخ ان الحالة الإنسانية في اليمن باتت مروعة بسبب الحرب والجوع وتفشي وباء الكوليرا، مطالبا كل الأطراف والقوى اليمنية التعاون مع الأمم المتحدة ومنظماتها من اجل التخفيف من معاناة اليمنيين".
ونوه المبعوث ان استمرار الحرب سيؤدي الى مزيد من المعاناة، وتدمير كامل البنية التحتية، وهذا يدفعنا الى مناشدة الجميع لتكثيف الجهود لوضع حد لتدهور الأوضاع في اليمن.
وحول المقترحات المتصلة بالإجراءات الخاصة بميناء الحديدة، قال ولد الشيخ "ان الأفكار التي تقدم بها حول ميناء الحديدة، والتي تعاملت معها الحكومة الشرعية بايجابية كبيرة، والقاضية بتسليمه للجنة تشرف عليها الأمم المتحدة وتسخير إيراداته لتسليم رواتب موظفي الدولة، ما هي الان مقدمة وخطوة على طريق بناء الثقة بين الأطراف والتقدم نحو العودة للمسار السياسي".
وأشار المبعوث الخاص إلى أن تراجع الخدمات الصحية ساهم في الانتشار السريع لمرض الكوليرا، وقال إن "اليمنيين لا يموتون فقط من الحرب المستمرة، انما يموتون أيضا بسبب انعكاساتها".
وطلب المبعوث الأممي الدول العربية بتعزيز تعاونها مع الأمم المتحدة ومبعوثها حول كيفية إنهاء النزاع والعودة للعملية السياسية على أساس المرجعيات الثلاث المتفق عليها ، ووقف هدر الدماء وعدم تعريض المواطنين للمجاعة والأمراض.
من جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية احمد ابو الغيط " انه لا يخفي على أحدٍ خطورة الأوضاع التي تمرُ بها اليمن الذي يواجه الملايين من أبنائه أزماتٍ متعددة، أمنية وصحية وغذائية وإنسانية ويبدو واضحاً أن الشعب اليمني سيُعاني من آثار هذه الأزمات لفترة طويلة قادمة".
وأضاف ابو الغيط إن خطورة الأوضاع الإنسانية في اليمن، بما في ذلك الأنباء التي أصابتنا جميعاً بالصدمة والحزن حول انتشار وباء الكوليرا في العديد من المُدن والمحافظات، تُذكِّرنا بأن الحرب الدائرة هناك تستدعي حلاً سياسياً، وأن الأطراف التي تؤجج الصراع، وتُصر على استمرار الوضع الإنقلابي هي التي تتحمل المسئولية فعلياً عن معاناة الشعبِ اليمني.
وطالب المندوبون الدائمون القوى اليمنية المختلفة الى اعلاء مصلحة اليمن الوطنية، وتجنيب الشعب اليمني المزيد من إراقة الدماء ووضع حد للحالة الحرجة و المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.