مخطط «إخواني - حوثي» جديد
الأمناء/ الاتحاد

يدخل التعاون الحوثي - «الإخواني» منعطفاً جديداً في اليمن خلال الأيام المقبلة على ما يبدو، حيث تشير التقارير إلى تحركات حثيثة يجريها حزب الإصلاح (الإخوان باليمن) لإيواء مسلحين من سوريا والعراق إلى اليمن، خاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. ومن المؤكد أن إيواء هذه العناصر سيستهدف في المقام الأول المناطق المحررة، بهدف تخفيف الضغوط التي تتعرض لها قوات الحوثيين وصالح على مختلف جبهات القتال في اليمن، وفي الوقت نفسه زعزعة استقرار هذه المناطق وتوجيه ضربات جديدة للحكومة اليمنية الشرعية.

التحالف لمواجهة الشرعية

والتعاون بين الحوثيين و«الإخوان» يأخذ أشكالاً عديدة على الساحة اليمنية، وهو يتم بمباركة كاملة من الحليف الرئيس، إيران، والتي ترى في جماعة الإخوان الأقرب إليها من بين طوائف السنة، وفق ما ذكر الرئيس الإيراني السابق نجاد في أحد لقاءاته. ولقد أكدت تصريحات صادرة عن أتباع «الإخوان» في اليمن بالتأكيد على أنه «ليس على الإصلاح والمؤتمر «حزب المخلوع صالح» والحوثيين إلا التحالف لمواجهة الحكومة الشرعية». وتحالف هذه القوى وبدعم من إيران لن يكون بالتأكيد في مصلحة تحقيق تسوية للأزمة اليمنية، بل إنه سيعمل على مزيد من التفتيت والعنف في اليمن الذي يعاني جراء انقلاب الحوثيين وصالح.

 

 

 

 

 

ومن المؤكد أن تردد أنباء عن بدء الإخوان في التحرك من أجل نقل عناصر إرهابية من سوريا والعراق إلى مناطق تحت سيطرة الحوثيين، يسير في اتجاه نشر الفوضى والعنف في اليمن، تحقيقاً لمبادئ التحالف بين الطرفين «الإخوان» والحوثيين. والعامل الثاني، والذي يبرع فيه الإخوان ويخدم مسار تحالفهم والحوثيين هو إطلاق الشائعات من أجل الإضرار بالحكومة الشرعية والتحالف العربي الذي يدعمها من أجل إنهاء عبث الانقلابيين في اليمن. فقد ترددت شائعات، مصدرها إخواني، يتعلق بمزاعم عن عودة نظام المخلوع صالح إلى الحكم، بعد أن كان قد تم عزله إثر الانتفاضة الشعبية في اليمن مطلع عام 2011. وبالتأكيد، فإن إطلاق هذه الشائعات، وفي الوقت الذي تحقق فيه قوات الشرعية نجاحات مهمة في تعز والحديدة، وغيرها من جبهات القتال، هدفها الأساسي إرباك المشهد العسكري والسياسي في اليمن، ومنح الحوثيين وصالح قبلة الحياة. غير أن مثل هذه الشائعات وجدت على الفور النفي والإدانة الفورية من قبل التحالف العربي الداعم للشرعية، والتأكيد على أن صالح قد انتهى بقرار من شعبه. وفي الوقت نفسه تواصل قوات الشرعية جهودها لإنهاء حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي يتبناها تحالف «الحوثي وصالح والإخوان» في اليمن.

 

 

 

المتاجرة بأرواح اليمنيين

 

تتفاقم الأوضاع المعيشية لليمنيين يوماً بعد يوم، جراء الأعمال الإجرامية التي تقوم بها عصابات الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح في مختلف المناطق التي يسيطرون عليها. ولعل أبرز مثال على ذلك في الوقت الحالي كارثة انتشار وباء الكوليرا ووفاة أعداد كبيرة من اليمنيين، وبصورة وجهت معها المنظمات الدولية الحذر من مخاطر تفاقم الوضع وإزهاق أرواح الكثيرين من اليمنيين الذين باتوا لا يجدون الأدوية المتعلقة بعلاج هذا الوباء، رغم توجيه المساعدات الإنسانية والأدوية إليهم.

 

 

 

وظهرت الاتهامات هذه المرة للحوثيين وصالح من قبل اليمنيين في العديد من المحافظات، والتي أكد ساكنوها أن ميليشيات صالح والحوثي الانقلابية قامت بالاستيلاء على الأدوية الخاصة بمكافحة وباء الكوليرا المقدمة من منظمات الإغاثة الدولية وبيعها في السوق السوداء. وشملت هذه المحافظات الحديدة وذمار وإب وحجة. فقد استولت هذه الميليشيات على شحنات الأدوية التي تم إرسالها من قبل المنظمات الدولية لتوزيعها مجاناً على اليمنيين، وبدأت في بيعها للمرضى، «بألف ريال يمني مقابل الجرعة الواحدة»، هذا فضلاً عن انعدام الخدمات الصحية وغياب الجهات المعنية التي تسيطر عليها المليشيا وعلى كامل هذه المحافظات.

 

 

 

ويعاني أغلبية سكان هذه المحافظات من الفقر الشديد، الأمر الذي يعجزون فيه عن توفير قيمة غذائهم اليومي، في الوقت الذي تبيع فيه المليشيا المساعدات الغذائية والدوائية في السوق السوداء، وهو ما أدى إلى وفاة مئات اليمنيين، إثر الإصابة بالكوليرا بعد عجز أهاليهم عن شراء الأدوية الخاصة بالكوليرا ومحاليل الإرواء المقدمة مجاناً من منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي وغيرها من المنظمات الإغاثية العاملة في البلاد، علماً بأن هناك الآلاف من المصابين بهذا الوباء. ويبدو واضحاً أن الميليشيات الانقلابية تنفذ، وبصورة دقيقة التعليمات التي توجهها إليها إيران، فقد تقدم مستشارون إيرانيون وآخرون من حزب الله، بنصائح لميليشيات الانقلاب، لاستغلال كارثة تفشي وباء الكوليرا، وتوفير البيئة الملائمة لانتشاره، للضغط على المجتمع الدولي وممارسة الابتزاز باسم الإنسانية لتخفيف الضغوط بعد هزائمهم السياسية والعسكرية، دون النظر إلى معاناة الشعب اليمني، ودون أي اكتراث بأرواح الأبرياء التي تضيع نتيجة هذه الممارسات الإجرامية.

 

احتجاز ناقلات الغاز

وفي الإطار نفسه، وللانتقام من اليمنيين، قامت عصابات الحوثيين وصالح باحتجاز عشرات الناقلات القادمة من محافظة مأرب والمحملة بمادة الغاز المنزلي، وهو ما أدى إلى اختفاء مادة الغاز المنزلي بشكل كلي من محال ومحطات ووكالات البيع، حيث وصل سعر الدبة الواحدة إلى أكثر من ستة آلاف ريال في حال توافرها.

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني