نشطاء جنوبيون يدعون المجلس الانتقالي للمّ الشمل لتحقيق أهداف القضية الجنوبية "تقرير"
تقرير / رائد محمد الغزالي

 

مثّل تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في 2017م نقلة جديدة في الساحة الجنوبية وحديثاً يتداوله الشارع الجنوبي على اعتبار أنه جاء بعد جمود في النشاط ومثّل نشاطاً سياسياً تعلق عليه الآمال في تحريك ملف القضية الجنوبية التي بدأ تحريكها عام 2007م وسبقها نشاط وتحركات لإعلان انتفاضتها التي مرت بمراحل ومنعطفات وتضحيات بالأنفس وغيرها ، وتم تحديد سقفها المتمثل بفك الارتباط عن الشمال ، ومنذ ذلك الوقت حتى إعلان تشكيل هذا المجلس الانتقالي الذي تم إعلانه في العاصمة عدن ما زال يشكو الشارع الجنوبي من عدم وجود القيادة الفاعلة التي تسير بملف القضية إلى مستويات متقدمة وكذلك تعدد المكونات والتي نتج عنها التفكك والتشتت وبسبب ذلك يتم اختراقها ، وبعد أحداث الحرب الأخيرة 2015م ومع وجود تحالف بعد تحرير المحافظات الجنوبية من القوات الشمالية حدثت متغيرات إقليمية ومنها تواجد تحالف تقوده السعودية يتحكم بالقرار في الساحة الجنوبية ، يرى الكثيرون تنوعاً حول ماهي أسباب عدم الثبات على الواقع وقيام الدولة الجنوبية؟ .

حالياً هنا في الجنوب مجلس انتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي ، وهذا المجلس يساند التحالف الذي يدعم الشرعية ، كما أن المجلس أيضا لم يبدي موقفا معارضا للحكومة الشرعية, وكثيرون في الشارع الجنوبي يريدون تحقيق هدف التحرير والاستقلال. ويعاني الجنوب من تردٍ كبير في كل الخدمات التي تحسن العيش ويأمل الناس من المجلس الانتقالي العمل فكان لابد من وجود مجلس يمثل القضية الجنوبية في أي محفل.. وهنا كان لنا لقاء بعدد من النشطاء لأخذ آرائهم حول بيان المجلس في الفعالية الأخيرة 7/7/2017م والنصح الذي يريدون أن يسدوه لقيادة هذا المجلس وأعضائه للعمل به في تحركاته القادمة...

  • يقول الشيخ محمود الجمل :

" لقد تقبلت البيان - وهناك الكثير أيضا - بارتياح بالغ، ولاسيما وهو يضع الخطوط الأولى لصورة الدولة الجنوبية القادمة، ويزيد البيان جمالاً التصريح بحظر بعض الجماعات التي بات تهديدها للنسيج الاجتماعي والأمني واضحاً، ونحن ننتظر من المجلس أن يحسنوا العزف على وتر الشرعية حتى تتوافق نغمته مع إيقاع التحالف، مع تمنياتي لجميعهم بالتوفيق والسداد، وقلوبنا ودعواتنا معهم ليلا ونهارا ".

تعيينات المجلس تشير لمجلس وزراء بطابع تنظيمي:

وقال الأستاذ " فضل المورعي " في مداخلته :

" إن بيان المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه الفعالية بيان أوجزت فيه الخطة المستقبلية للمجلس بإعادة ترتيب بل تنظيم المجلس تنظيماً يحمل في طياته مقومات دولة وأطر بلد ".

ويضيف : " أي توزيع للمهام العملية كلا بحسب مؤهلاته العلمية والقدرات العملية أي عندما تقرأ التعيينات التي قام بها المجلس هي بمثابة تشكيل مجلس وزراء ولكن بطابع تنظيمي , مما يجعلك تشعر أن هناك عقول تفكر تفكيراً راقياً يحمل على  عاتقه إعادة بناء دولة , وهاماتنا تنحني احتراماً ووفاءً وعرفاناً لقيادة المجلس ، فيعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي هذا هو أول مجلس في العالم يشكل بهذه الطريقة وبهذا التنظيم والدقة والإتقان المحكم وفي ظل هذه الظروف الصعبة.. إنها قيادة وفيّة لشعبٍ وفيّ ".

"المورعي" وجه نصحه بقوله : " ما أحب أن أوجهه لقيادة المجلس هو مواصلة لملمة شتات الجنوبيين والحذر ثم الحذر من الإقصاء والتهميش ، فيجب أن نتعظ مما سبق ونعتبر ، وكفاية لهذا الشعب جراحاً وصراعات وتنازعات ، يجب الالتفات إلى بناء الدولة ومؤسساتها ".

بيان حظر الإخوان وأخواتها ( داعش والقاعدة والحوثي) :

أما الناشط الصحفي " رامي محمد " فقد تحدث قائلاً :

" حمل البيان الذي ألقاه رئيس المجلس عيدروس الزبيدي كثيراً من العبارات الرصينة ، وتعد سياسة وسطية تنم عن الاعتدال، لكن ما شد من عزيمتنا في سطور البيان أنه أعلن عن حظر جماعة الإخوان والمنظمات الإرهابية كداعش والقاعدة والحوثي في الجنوب ، تلك خطوات استباقية جريئة أثلجت صدور كل جنوبي حر باحث عن وطن ..الأهم من كل هذا أن مطالب أبناء الجنوب والمتمثلة لاستعادة دولتهم أولاً ثم حظر جماعة الإخوان ممثلة بحزب الإصلاح اليمني ذلك الحزب التكفيري ، فمنذ اجتياح الجنوب في حرب صيف ١٩٩٤ م وهو يمارس علينا الحرب بلا هوادة ، حزب الإصلاح الذي خرج من عباءة الإخوان المسلمين ولكنه وريث شرعي لها في اليمن ،كما أن الأب عفاش والأم قطر ،حزب تربى على القتل والعلوّ واللصوصية على حساب الشهداء والجرحى ".

ويضيف رامي :" كما أن في البيان لحلاوة لاسيما وأنه قال بأن المجلس الجنوبي سيواصل حواراته مع كل مكونات الثورة الجنوبية التي تخطو نهج التحرير والاستقلال ، وهذا شيء جميل يحفز ويزيد من التفاعل ".

ويختتم رامي حديثه بالقول : " كنت أتمنى من المجلس وكذا شعب الجنوب أن تكون هناك قرارات أكثر جرأة تتمثل بالإعلان عن تشكيل مجلس عسكري أو استشاري ذلك لقيادة المرحلة القادمة عسكريا لا سيما وأن هناك أخبار متواترة مفادها أن حزب الإصلاح اليمني يحشد على حضرموت .. كل ما جاء في بيان المجلس الانتقالي الجنوبي يصب في مصلحة الجنوب ونتمنى من الله أن ينصرنا ويخذل عدونا ".

تغيير السياسات والانفتاح على الجميع:

ووجه القيادي "برهان البدوي" كلاماً حريصاً وفي رؤية ونظرة منه للمستقبل لخدمة القضية ، بالقول : " لقد مررنا بمراحل في عهد القضية الجنوبية والسلبيات التي رافقتها لم يتم تقييمها وأخذها بالحسبان لكي يتم تصحيحها في عمل قادم ، ولكن للأسف استمرت واستمر العمل العشوائي ، وكانت كلما تحدث فعالية يشوبها التفاعل والحماس ويأتي بعدها الهدوء , وبيان 7/7/2017م كان بياناً قوياً في مفرداته ، ولقد سمعنا بيانات قوية من سابق. وما يهمنا هنا لكي لا نتسرع في الحكم حتى ننتظر إفرازات الواقع وما ستبينه الأيام ، والمطلوب من المجلس التغيير في السياسات القديمة والعمل على توسيع النشاط والقبول بالآخر والانفتاح على الجميع ، فإن حدث ذلك وكتب لنا عمر سنقول نحن في الاتجاه الذي يقودنا نحو التقدم ، وسنحفظ عهد الشهداء ونحقق لهم الهدف الذي سعوا له ،غير ذلك فإننا سنستمر في المصير المجهول مع أننا في ظل وضع إقليمي متغير " .

وفي الختام :

- أما الدكتور "معين فضل"  قال عن البيان بأنه : " معتدل وهو ممتاز بكل المقاييس ، فهو لم يحمل نبرة عدائية ضد أحد لا الشرعية ولا الذين أقاموا فعالية في ساحة العروض ، كما أن ما ميز خطاب المجلس هو التزامه بالثوابت الخليجية العالمية في محاربة المد الفارسي وتنظيم القاعدة الإرهابي وحظر حزب الإخوان المسلمين ، والأجمل أنهم لم يقولوا حزب الإصلاح , بل اكتفوا بالإشارة إليه ضمنياً فحزب الإخوان المسلمين سوف يتم حظره في كل الوطن العربي كما يبدو ".

وأما السفير "ناصر البكري"  فقال :

" تعد هذه فرصة أخيرة للجنوبيين من المهرة إلى باب المندب للتصالح والتسامح ونبذ الكراهية والتعصب وزرع الفتن , حيث أن هناك لوبيّ موجه لزرع الأحقاد بين أبناء الجنوب العربي ، ومع الأسف يروجها البعض من أبنائه بقصد أو بدون قصد ، وتصدقه العامة وبتعاون كبير من أصحاب المصالح الفاسدة بالشرعية ".

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني