تتميز مديرية تبن بمحافظة لحج بموقع هام ، حيث ترتبط جنوباً بمحافظة عدن ، و شمالاً بمحافظة تعز والبيضاء ، وغرباً بمديريات الصبيحة ، وشرقا مع حدود محافظة أبين، ويبلغ عدد سكان المديرية أكثر مائة ألف نسمة ، وتشهد تكاثرا سكانيا واتساعا عمرانيا مع توفر الاستقرار الأمني بوضع أفضل من أي مديرية أخرى ، بالرغم من عدم توفر مبنى لإدارة الأمن نتيجة لقيام طيران التحالف بقصف المبنى بسبب تواجد مليشيات الحوثي وصالح بداخله – آنذاك - عند إعلان حربها على الجنوب عام 2015 م ، فإلى اللحظة ما زال الأمن يعاني من عدم توفر مقومات العمل الأمني بشكل متكامل .
أمـــن تبن بلا بوابة !
عند زيارتك لمبنى إدارة الأمن بمديرية تبن الواقع بمنطقة صبر على الخط العام ، سوف تشاهد رجال الأمن بمختلف الرتب الأمنية يمارسون عملهم داخل بقايا المبنى تحت الركام ، وقبل الدخول يلفت نظرك إلى بقايا هيكل سيارة صغيرة يتم استخدامها من قبل جنود الأمن كبوابة رئيسة لإدارة أمن تبن بالفترة المسائية ، بينما سور مبنى الأمن شبه مهدم ، وقد وضعت عليه بقايا الأشجار لحماية الأفراد من أي مكروه - لا سمح الله - وخصوصا ليلا ، هذا المنظر لا يزال على ما هو عليه من بعد انتهاء الحرب لأكثر من عامين وحتى اليوم ، بينما قيادة الأمن تنتظر إعادة التأهيل والترميمات لهذا المبنى من الدولة أو التحالف ، ولكن طال الانتظار في إعادة الأمل .
جنود بلا مأوى..
قوة أمن تبن تفتقر للعديد من مقومات العمل الأمني ، فقد تحدث لـ "لأمناء" عدد من الجنود حيث ( لا يوجد لديهم زي موحد رسمي ، ولا سلاح أو ذخيرة ، بالإضافة لافتقارهم إلى سكن يحميهم من أشعة الشمس ، وأثناء الراحة الجسدية والاسترخاء من واجب العمل المكثف يفترش أفراد الأمن قطعاً من الكراتين على الأرض وينامون عليها وعيونهم لا تزال ساهرة لحماية المواطن ، ومع ذلك قالوا بأن وجبات الطعام لا يتحصلون عليها بشكل ممتاز وكافٍ لجميع الجنود ، حتى ماء الشرب لا يوجد غير ماء الخزانات الساخن لعدم توفر ثلاجة ماء ! ) ، ومن شكاوى أفراد الأمن تشعر بأنهم يعيشون ظروفاً قاسيةً جدا ولا أحد يقدر هذه المعاناة إلا من كان رجل أمن فهو من يحسّ بتلك المعاناة القاسية التي يعيشها أفراد أمن تبن ملتزمين الصبر لغرض خدمة أرض الجنوب .
الأمن بطقم واحد !
تتطلب المساحة الكبيرة لمديرية تبن وكثافة السكان وجود مقومات ضخمة لإدارة الأمن ، لكن للأسف وحتى اليوم يوجد داخل أمن تبن [طقم واحد فقط ] يستخدم في نقل المدير ومكافحة وقوع الجريمة في إطار المديرية المترامية الأطراف ، وهو طقم خاص بالمقاومة ، حيث يفتقر الأمن إلى أطقم أمنية حديثة أسوةً ببقية إدارات الأمن بالمحافظات المحررة ، لكن هذه الإدارة تعتبر محرومة من عدة امتيازات التي تساعد الأمن في تنفيذ الواجب بشكل تام ، ومع ذلك فأفراد أمن تبن بمعنويات عالية جدا في أداء الواجب .
حجم المعاناة وجهود مدير أمن تبن :
مدير أمن تبن العميد " سعيد مانع الباني " استطاع أن يقوم بمهام العمل الأمني في وضع حساس مع انعدام الإمكانيات ، وقد باشر العمل من تحت الركام ولا يزال صابراً في انتظار الأمل وفتح ملف إدارة أمن تبن وإعادة تأهيلها مع الترميمات ودعمها بمقومات العمل المكتبي والأمني ، وعلمنا بأن المدير قام برفع عدة تقارير عن حجم المعاناة التي يعانيها أفراد الأمن ولا يزال منتظراً الضوء الأخضر لإعطاء هذه الإدارة الحق الذي تستحقه حتى تكون نموذجاً لإدارات الأمن الأخرى داخل المحافظات المحررة .
منع الجريمة :
بالرغم من افتقار الأمن للعديد من مقومات العمل ، لكن حب الوطن والاستشعار بالمسؤولية لدى جميع أفراد أمن تبن فقد حقق العديد من الإنجازات ، كما صرح بها نائب مدير إدارة مباحث تبن " نجيب محمد عبيد الصبيحي " ، والتي كان من أبرزها كشف خلايا التزوير والمخدرات وسرقة المركبات والمتهمين بقضايا جنائية ، بالإضافة إلى الحد من وقوع الجريمة ، وهي إنجازات يقف أمامها المواطن بكل فخر واعتزاز عند مقارنتها بالحالة التي موجودة داخل هذه الإدارة .
تأهيل الجنود :
استطاع أمن تبن تأهيل عدد من أفراد الأمن بدورات نفذتها منظمة الإغاثة الإسلامية بعدن داخل مستشفى ابن خلدون ، ومع ذلك فلا يزال يحلم الأفراد بالحصول على العديد من الدورات التأهيلية في مجال اختصاصهم الأمني .
تزايد الشكاوي :
مع عدم ممارسة النيابة والقضاء مهام عملهم فقد انعكس ذلك بزيادة شكاوى ومشاكل وقضايا المواطنين على الأمن بتبن منها الجنائية والمدنية ، ويبذل أمن تبن جهداً كبيراً في حل العديد من تلك القضايا على أمل سرعة مباشرة النيابة والقضاء مهام عملهم وقضاء حاجة عامة الناس بحسب الاختصاص وتخفيف الضغوطات على أمن تبن وخصوصا في القضايا المدنية .
الأمن يناشد :
مدير أمن تبن " العميد سعيد مانع الباني " رجل بحجم وطن ، يعمل ليل نهار ، مؤمن بقضاء الله وقدره ، ولا يوجد عنده يأس بالرغم من التقارير التي قام برفعها لجهات الاختصاص بالمحافظة بإعادة تأهيل و ترميمات مبنى الأمن ودعم الإدارة بمقومات العمل المتكامل المكتبي والأمني وغيرها لكي يستطيع الأمن مواصلة النجاحات والإنجازات بشكل ممتاز وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار لكافة مواطني المديرية وما حولها ، وخصوصاً ومديرية تبن لا تبعد عن عدن مرمى حجر حيث أ ن استقرار أمن عدن هو يرتبط من استقرار أمن لحج .
بوابة الاستثمار :
لكل ما تقدم ذكره فإن أمن تبن كان بمثابة البوابة الآمنة للاستثمار داخل المديرية ، فبعد الاستقرار الأمني الذي تحقق داخل لحج عامة وتبن خاصة وجدت عند رجال الأعمال رغبة الاستثمار داخل تبن نتيجة لوجود الحالة الأمنية المستقرة ، وبهذا استطاع أمن تبن زرع بذور الاستثمار داخل المديرية بالرغم من الظروف التي يعاني منها ، ومن هنا يبرز السؤال : إذا كانت هذه معاناة الأمن ومع ذلك تتحقق الإنجازات فكيف لو كان الأمن مستكملاً لكافة مقومات العمل ؟ .
معاناة على طاولة الحكومة والتحالف والداخلية:
"الأمناء" بهذا الاستطلاع تنقل بشكل مختصر حجم معاناة إدارة الأمن بمديرية تبن بمحافظة لحج ورفعها على طاولة معالي وزير الداخلية ودولة رئيس مجلس الوزراء وقيادة التحالف للنظر في سرعة فتح ملف أمن لحج ودعم أمن لحج بمقومات العمل الأمني والذي طال انتظارها لأكثر من سنتين , فإلى متى سيظل الانتظار؟ بينما الأمن مقدم على كل الأمور ، واستقامة الأمن هو نجاح العمل بشكل كامل بأي محافظة أو مديرية ، فعامة الناس ترى استمرار عدم فتح ملف أمن لحج من قبل حكومة بن دغر هو بمثابة عامل مساعد في دعم عدم الاستقرار الأمني داخل الجنوب ، ولهذا يناشد عامة الناس بلحج قيادة التحالف بسرعة التدخل وفتح ملف أمن لحج وتقديم الدعم بمختلف مقومات العمل الأمني ، فهل التحالف قادر على التدخل مع حكومة بن دغر ؟ أو سيظل الملف الأمني بلحج حبيس أدراج حكومة بن دغر حتى إشعار آخر؟ .