الرمال المتحركة تهدد الأسر وأكبر حقل مائي والطريق العام في "وعرة" لحج
تقرير / عبدالقوي العزيبي

تبعد قرية "الوعرة"  بحوالي 5 كم عن منطقة صبر بمديرية تبن محافظة لحج شرقاً ، وقد ورد ذكرها بكتاب "هدية الزمن" للشاعر الأمير أحمد فضل القمندان ويسكنها  العزيبة والسادة وآل عزان والجعافرة , وإلى ما قبل عام 1994 م ، والوعرة تعتبر محمية طبيعية بأشجار [ السمر ]  حيث كان يمنع قطع تلك الأشجار  للاستفادة منها في منع زحف الرمال ومن أغصانها اليابسة يستخرج  الفحم ومن ثمارها تستفيد الحيوانات في حصولها على غذائها , بالإضافة إلى أنها كانت مصدات الرياح .... إلخ  .

"الأمناء" زارت القرية لتلمّس هموم ومشاكل المواطنين ونقلها لجهات الاختصاص وفي مقدمتها قيادة محافظة لحج وقيادة الدولة والمنظمات الإنسانية بهدف الإسراع في مدّ يد العون و المساعدة للمواطنين قبل أن تطمرهم الرمال أحياءً وتصبح منازلهم قبوراً لهم  .

 

اجتثاث أشجار " السمر " كارثة تهدد حياة الناس

 

قبيل قيام الوحدة في مايو 1990م كان القانون في الجنوب يمنع قطع أشجار[ السُمر ] ومع انبلاج فجر هذه الوحدة التي تم وأدها بحرب صيف 1994م أصبح قطع الأشجار  مباحاً ,  الأمر الذي تسبب في زحف الكثبان الرملية على مساكن الأهالي داخل قراهم ، فطمرت الرمال عدداً من المنازل , ويشتد زحف الرمال بقوة  بموسم الرياح ، وأصبحت ظاهرة زحف الرمال تهدد حياة كثير من الأسر التي صارت منازلهم قاب قوسين أو أدنى من أن تغطيها أكوام تلك الرمال التي تتطاول يوماً عن يوم لترتفع في بعض الأماكن لأكثر من 3 أمتار ، وعند موسم الرياح تكون المشكلة أكبر ، حيث تدخل الرمال الطائرة إلى داخل المنازل جراء سرعة الرياح وقوة اندفاعها فيكون الوضع قاسياً جداً , لدرجة أن بعض الأسر لا تتمكن من طهي الطعام حتى تتوقف الرياح  .

 

رئيس المجلس الأهلي: زحف الرمال مشكلة تحتاج إلى حلول جذرية

 

وحول خطورة مشكلة قطع الأشجار وزحف الرمال على منازل المواطنين قال رئيس المجلس الأهلي بقرية الوعرة / منير علي سالم محمد : " تعاني قرية الوعرة منذ فترة من مشكلة زحف الرمال المتحركة والتي طمرت عدداً من منازل المواطنين ، ولا تزال تمثل خطورة كبيرة على حياتهم ، فظاهرة زحف الرمال تريد وضع حلول جذرية ، فالمواطنون ظروفهم لا تسمح لهم بالانتقال من مكان لآخر وبناء منازل بعيدة عن الرمال ، وأيضا لا يمتلكون قيمة إيجارات المنازل خارج قريتهم " ، وأضاف رئيس مجلس أهالي قرية "الوعرة" في حديثه لصحيفة "الأمناء" :  " نناشد قيادة السلطة المحلية بلحج  وقيادة الدولة والمنظمات بسرعة التدخل الطارئ لإنقاذ الأسر المتضررة من زحف الرمال ، كما ندعو وسائل الإعلام بالنزول لتسليط الضوء على المعاناة اليومية لسكان قرية الوعرة ، هذه المنطقة النائية التي يعيش أهلها ظروفاً صعبة وصلت إلى مستويات ما تحت خط الفقر , وهم أولى من غيرهم بالاهتمام والرعاية من قبل قيادة السلطة المحلية ومكاتب فروع وزارات الدولة بالمحافظة لحج ".

 

الطفل (قصي) : هجرنا بيوتنا بعد طمرها بكثبان الرمال ولا معونات من الحكومة والمنظمات الإنسانية

الطفل (قصي نبيل عبد سالم) تحدث لـ"الأمناء" وقال :  " لقد طمرت الرمال منزل أسرتي ومنازل بقية  الأهل بشكل كامل ، وحاليا لا توجد أي آثار لمباني منازلنا التي أصبحت مطمورة تحت أكوام الرمال الكثبانية التي نتجت عن الاستخدام غير الأمثل لظاهرة قطع الأشجار والتي تلقى اهتماماً كبيراً في أولويات الحكومات في دول العالم المتحضر , وقد انتقلنا لبناء مساكن خاصة بنا بهذا المكان دون أي مساعدات لا حكومية ولا أهلية ، ولا تزال الرمال تهدد بقية الأسر ، والسكوت عن زحف الرمال ربما سيأتي يوم من الأيام تصل الرمال مرة أخرى إلى فوق منازلنا ، نحن كأطفال نحلم أن نعيش بعيدا عن هذه المشكلة ونتمتع بحقوقنا ، لكن للأسف لا نتحصل على الحقوق التي كفلها قانون الطفل ، ونعاني الهموم والمشاكل ونحن صغار ومن أبرزها زحف الرمال الذي يقلق الجميع " .

 

قطع الطرق

 من جانبه أضاف أمين عام المجلس الانتقالي بمنطقة الفيوش / نايف محمد العزيبي أن  " هذه الرمال هي أكبر مشكلة أمام جميع سكان القرية وتهدد منازلهم بالطمر ، والرمال أصبحت أيضا تهدد الطريق الإسفلتي الذي يمر بالقرية لزحفها فوق الطريق وتسبب إعاقة كبيرة لحركة تنقل المواصلات ، ناهيك عن الكوارث التي تسببها في حصد الأرواح للمارين بهذه الطرق بسبب حدوث حوادث مرورية نتيجة تلك الكثبان ، وبهذا الصدد نطالب مكتب الإنشاءات ومؤسسة الطرق بلحج اعتماد مخصص شهري لإزالة الرمال من على الطريق لتسهيل حركة السير وتجنب حدوث أي كوارث  ، كما نناشد المنظمات التدخل ومساعدة الأهالي للقضاء على زحف الرمال " .

 

منازل تحت الرمال

 

أثناء التجوال داخل القرية شاهدنا منازل طمرتها الرمال ، البعض يظهر منها أجزاء ، بينما البعض الآخر أصبح تحت الرمال ، وترتفع الرمال في بعض الأماكن لأكثر من 3 متر وهي اليوم  أصبحت داخل القرية أكبر مشكلة بدون أي حلول منذ فترة طويلة ، مما جعل تهديدها بالزحف مستمرا ليلا نهارا وهو الأمر الذي أزعج الأهالي وأوجد لديهم الإحباط والاكتئاب من  الرمال التي ترتفع بارتفاع منازلهم من دون وضع لها أي معالجات حاسمة .

 

حلم الأهالي

 

يحلم الأهالي بقرية "الوعرة" التدخل السريع من قبل الدولة والمنظمات  بوضع معالجات حاسمة لخطر زحف الرمال المستمر على منازلهم  والتي  لاتزال إلى اليوم تهدد حياتهم وأيضا الطريق العام ، بالإضافة إلى تهديدها لأكبر حقل مائي (حقل مغرس ناجي / الوعرة ) وقد شاهدنا بعض آبار الحقل محاطة بتلك الرمال .

فهل يتحقق حلم مواطني قرية الوعرة  قريباً بالقضاء على هذه المشكلة ؟ ، وهل سيتمكن الطفل [قُصي] مع بقية أطفال القرية التخلص من هموم هذه الرمال  لكي يتمكن مع بقية الأطفال من حق التعليم  لبناء مستقبل أفضل لقريتهم ووطنهم الجنوبي ؟ .

ختاماً.. نرى أن ملف زحف الرمال المتحركة بقرية الوعرة  ملف مفتوح على طاولة قيادة السلطة المحلية بلحج والمنظمات الإنسانية لوضع حلول لهذه المشكلة بحسب ما جاء بهذا الاستطلاع ومناشدة الأهالي ، كما نأمل بزيارة القرية مرة أخرى وقد تمت معالجة مشكلة زحف الرمال جذرياً .

ونطالب كل وسائل الإعلام بالتوعية بخطر ظاهرة قطع الأشجار وما ينتج عنها من أضرار كزحف الكثبان الرملية على الطرقات ومنازل المواطنين ، وهذا الدور ينبغي أن يقوم أئمة المساجد ودور المدرسة والمنديات والشخصيات والوجاهات القبلية والاعتبارية وقادة الرأي ومنظمات المجتمع المدني وتشخيص المشكلة ونتائجها والأضرار الناجمة عنها ووضع الحلول للحد منها والقضاء عليها .

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني