تواصل قناة الجزيرة القطرية سقوطها المدوي، مع استمرارها في انتهاج سياسية العدوانية وتغذية الصراعات والطائفية وخدمة الاهداف الخاصة بجماعة ( الاخوان المسلمين) .
اختزلت قناة الجزيرة الفضاء الاعلامي الرحب والواسع، لتجعله ضيقاً كضيق أفق هذه القناة التي تحولت الى عامل مساعد للنزاعات واذكاء الفتن والصراعات، من خلال سياساتها الاعلامية الخارجة عن المهنية وابجديات الرسالة الاعلامية المقدسة.
*ظهور قناة الجزيرة
دخلت قناة الجزيرة العالم المرئي الواسع في العام 1996م، وبرزت سريعاً في فضاء الاعلام، جراء حملها شعارات كان يعتقد الكثيرون انها شعارات حقيقية تجسد فعلاً حقيقة القناة العربية ومقرها العاصمة القطرية ( الدوحة ).
غير ان ظهور الجزيرة بشكل لافت مع احداث 11 سبتمبر 2001، اذ غطت الجزيرة حرب افغانستان مباشرة من مكاتبها في ( كابول )، إلا ان تبني الجزيرة خطاب زعماء ( تنظيم القاعدة) وابرزهم ( اسامة بن لادن – ايمن الظواهري – الملا عمر ) وذلك من خلال الاشرطة المسجلة او الفيديوهات التي دلت على علاقة وثيقة بين القاعدة وقناة الجزيرة، وهو ما جعل القناة مع شكوك لدى المشاهد العربي وحتى لدى الانظمة العربية والدولية بعلاقتها وعلاقة دولة قطر بالتنظيم الارهابي.
وكان دور الجزيرة مفضوحاً أثناء حرب العراق عام 2003 حتى أن وزير الإعلام العراقي وقتها، محمد سعيد الصحاف، قد أقسم على إعدام وضاح خنفر (المراسل المغمور للجزيرة في شمال العراق والذي عُيّن بعد الغزو مباشرة مديراً عاماً للقناة(.
وما زاد من الشكوك حول قناة الجزيرة، تردد أنباء عن امتلاك اسرائيل 50% من القناة، وهي المعلومة التي ظلت دون تأكيد او نفي، رغم ان قناة الجزيرة تبث في فلسطين عبر القمر الاسرائيلي ( عاموس)، حتى ظهر رجلٍ أميركي إسرائيلي من أصلٍ يهودي ليشتري 50% من أسهم الجزيرة عام 2004، وظلّ يعيد العرض مع زيادة المبلغ المعروض حتّى خريف 2009، وهذا الرجل هو “حاييم صبّان”، رجل أعمال أميركي من أصلٍ يهودي، تربطه علاقة قوّية بإسرائيل. أسّس مركز صبّان لسياسات الشرق الأوسط، كما أنشأ المنتدى الأميركي الإسرائلي الذي يعمل على ما يسمى تفعيل الحوار مع قادة الفكر والرأي المسلمين.
عادة ما تنفي قناة الجزيرة انها لا تعبر عن سياسة دولة قطر، إلا ان الحقيقة تكشف ان أداء الجزيرة ما هو إلا إنعكاس لدور قطر، والشرط الوحيد لاستمرار دعم الحكومة القطرية للجزيرة هو أن لا تتعرض الأخيرة من شؤون سياسة قطر.
انطلقت الجزيرة منذ اول وهلة لبثّها عبر منحة مالية بمقدار ( 150 مليون دولار ) من حكومة قطر، وقررت الحكومة القطرية دعم سنوي للجزيرة بمبلغ (300 مليون دولار سنوياً). وضخت قطر عام 2010 مبلغ ( 400 مليون دولار) الى حساب قناة الجزيرة، وكشفت مجلة الإيكونوميست أنّ أمير قطر قد قرر دعمها سنويًا بمبلغ أربعمائة دولار أميركي سنويًا اعتبارًا منذ العام 2010.
وبلغت ميزانية قناة الجزيرة بدعم من الحكومة القطرية ( مليار دولا سنوياً )، وقال الدكتور ( طارق نور ) مالك قناة القاهرة والناس إن ميزانية قناة الجزيرة القطرية تتخطى الميار دولار سنويا، مشيرا الى انها تعمل على توجيه متابعيها والرأى العام العالمى كما تريد قطر . مضيفاً خلال كلمته باحتفاليه برنامج النبض الامريكى في يونيو 2015م انه لاول مرة فى التاريخ يكون هناك قناة تتبعها دولة، فى اشارة لدوله قطر.
*عدوانية الجزيرة وبث السموم
مع بروز ما سميت ثورات ( الربع العربي) كانت الجزيرة قد ظهرت بشكل واضح في ممارسة العبث في الوطن العربي، وجعل من الخطاب الاعلامي أداة للدمار والعبث والتحريض على الحروب والفتن.
وسقطت قناة الجزيرة الفضائية وانهارت الغيمة الرمادية عن الجزيرة لتدخل في خانة اللون ( الاسود ) وتسقط مع ذلك أحلام الحالمين بإعلام عربي مهني ، وهو الحلم الذي تحول إلى كابوسا مرعب في نفوس المشاهدين لقناة الجزيرة التي سقطت في قذارة التحريض الاعمى ونفث السموم في كثير من البلدان العربية.
واكد نادر جوهر، رئيس الاتحاد العربي للصحافة الالكترونية، سقوط قناة الجزيرة القطرية، مشيرا إلى أن مواجهة الإعلام لا تكون إلا من خلال الإعلام.
*تحريض على القتل عبر الجزيرة
ومع سقوط الجزيرة في التحريض والعدوان ضد البلدان العربية، واستخدامها ( التسجيلات ) المخابراتية للمسؤولين في مصر وليبيا واليمن، لزعزعة امن واستقرار الدول، ظهرت الجزيرة كما لو انها ( قناة مخابراتية ) تدار بعقلية الباعث للأزمات في الوطن العربي.
ولم تكتف الجزيرة بذلك، بل حرضت على القتل جهارا نهاراً على القتل، لكل مخالف لسياسة قطر، فحرضت على قتل الرؤوساء العرب من خلال ما سميت ( ثورات الربيع العربي).
كما اثارت الجزيرة شكوكاً حول وقوفها وراء اغتيال عدد من القيادات الفلسطينية، بعد ظهورهم على شاشة القناة مثال عبد العزيز الرنتيسي، ومحمود المبحوح، وسعيد صيام وغيرهم ممن تزامن اغتيالهم مع ظهورهم في مقابلاتٍ تلفزيونية على شاشتها.
حيث كان يتم استهدافهم بعد إجرائهم لمقابلات وحوارات في برامج تبث على القناة. فقد أثارت مقالة بعنوان ” تساؤلات عن عمليات الاغتيال بعد حوارات تجريها قناة الجزيرة” نُشرت على موقع إيلاف تبين علاقة الجزيرة بالكثير من عمليات الاغتيال أو اعتقالات لشخصيات بارزة بعد إجراء الحوار مع القناة، حيث تساهم مثل هذه الحوارات في تحديد موقع القيادات بدقّة.
وكانت قناة الجزيرة قد وصلت الى حد التحريض على اغتيال اعلاميين منافسون، حيث صدم الوسط الإعلامي عام 2007 بنشر قناة الجزيرة دعوات تتهجم على برنامج "صناعة الموت" الذي تبثه اسبوعيا قناة العربية. وكان موقع حواري لقناة الجزيرة سمح لمشاركيه بالتهجم على قناة "العربية" وبرنامجها وتضمن الهجوم الكلامي دعوات صريحة بقتل المذيعة ريما صالحة التي تقدم البرنامج.
*علاقة الجزيرة بالقاعدة
قناة الجزيرة هي القناة الوحيدة في العالم التّي كانت محل ثقّة تنظيم القاعدة والجماعات الأصولية، فقد انفردت القناة ببثّ تسجيلات وشرائط لزعمائها، وأجرت العديد من المقابلات الحصرية معهم، كما سُمح لها بالتوّغل في عالمهم، واستقصاء طريقة حياتهم، لتنقل صورتهم واضحةً من جبال تورا بورا حصريًا دون أن تتمكن أي قناةٍ إعلامية من سرقة أضواء هذا السبق الصحفي.
ومؤخراً زادت حدة الهجوم من الجزيرة على التحالف العربي، مع زيارة الرئيس الامريكي " ترامب" الى المملكة العربية السعودية، حيث تدرك الجزيرة ان اجتماعات ترامب وقادة الدول العربية في العربية أقر محاربة الارهاب القادم من مدارس ( الاخوان المسلمين ) وهو ما يتعارض مع توجهات قطر وسياسة الجزيرة الداعمتين للإرهاب بشكل واضح