كيان الجنوب السياسي.. الضربة التي جمعت الانقلابيين والشرعية ضد الجنوب
الأمناء نت / رصد/ عادل حمران :

حظي إعلان " هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي " بتغطية إعلامية غير مسبوقة ، حيث احتشد جمع غفير من الصحفيين صباح يوم الخميس 11/ 5 / 2017م في منزل القائد اللواء عيدروس الزبيدي ، وشاركت عدد من القنوات الفضائية العربية والعالمية  في نقل البيان وإيصاله مباشرة إلى العالم منها ( صوت الجنوب - الغد المشرق - البي بي سي - روسيا اليوم - سكاي نيوز  - أوكرانيا الآن ) وحظيت تلك التغطية بمتابعة مستمرة من قبل الجماهير داخل الوطن و خارجه وفي مختلف بقاع المعمورة ، حيث سادت الفرحة أرجاء العاصمة عدن و المحافظات الجنوبية الأخرى بهذا الحدث التاريخي و شاركت كل قمم الجبال في الابتهاج و التعبير عن الفرحة ، وذهب أغلبية الكتاب و الناشطين في التعبير عن فرحتهم داخل وسائل التواصل الاجتماعي وأصبحت معظم أدوات التواصل تصدح باسم الكيان السياسي الجنوبي وهيئته الرئاسية ، وحصل هشتاج #كيان_سياسي_جنوبي_يمثلني ، على المركز الأول عربيا و الخامس دوليا في " تويتر "  حيث تم نشر الهشتاج في آلاف الصفحات .

 

حضور إعلامي واسع

القنوات العربية والعالمية ظلت تتابع الخبر وتطوراته منذ ساعات الصباح الأولى وحتى آخر الليل ، حيث خصصت قناة الجزيرة حلقة "ما وراء الخبر" تناولت فيه الحديث عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، وكان ضيوف الحلقة : سالم ثابت العولقي عضو المجلس الانتقالي الجديد، وماجد التركي المحلل السياسي السعودي، ومختار الرحبي الصحفي والمحلل السياسي اليمني ، أما قناة الحرة "ساعة حرة" تحدثت فيها عن تفاصيل تشكيل هيئة رئاسية جنوبية ، وكان معهم الصحفي الجنوبي حسين حنشي، وأفردت قناة الـ BBC البريطانية ، والحرة الأمريكية ، وسكاي نيوز ، و RT  ، و روسيا اليوم وقتاً بين الحينة والأخرى تتحدث مع سياسيين وصحفيين و خبراء حول الإعلان عن تشكيل الكيان السياسي الجنوبي والتحدث معهم حول آلية اختيار قادته وماهي خططه وأهدافه المستقبلية ، وكذلك وضحت ردات الفعل المختلفة للإخوة الشماليين والحكومة الشرعية   .

لم تكن القنوات وحدها من غطت هذا الحدث الهام فقد أفردت الصحف و المواقع مساحات واسعة من أجل تغطية إعلان كهذا، البداية كانت من وكالة رويتزر العالمية حيث كتبت  في موقعها تحت عنوان " جنوبيون في اليمن يشكلون مجلسا سعيا للانفصال عن الشمال " وجاء في تفاصيل الخبر أن عيدروس الزبيدي محافظ عدن السابق يوم الخميس قال إن قادة عسكريين وسياسيين وقبليين بارزين شكلوا مجلسا جديدا يسعى لفك ارتباط جنوب اليمن وهو ما يهدد بإثارة المزيد من الاضطرابات في البلد الذي تعصف به حرب أهلية منذ عامين.

وأعلن الزبيدي ذلك في خطاب تلفزيوني وقد ظهر خلفه علم دولة اليمن الجنوبي السابقة التي تعرضت قواتها للهزيمة على يد قوات الشمال في 1994 مما جلب الوحدة إلى البلاد.

وقال الزبيدي إن "قيادة سياسية جنوبية عليا تسمى هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي" تحت رئاسته ستدير وتمثل جنوب اليمن وهي منطقة يوجد بها أغلب احتياطيات البلاد من النفط وتشكل العمود الفقري لاقتصادها.

ويثير الإعلان احتمال حدوث المزيد من الانقسام في صراع معقد بالفعل في الدولة الفقيرة التي تقود فيها السعودية تحالفا من قوات عربية وخليجية ضد المقاتلين الحوثيين الموالين لإيران.

وقدمت آلاف الضربات الجوية التي تقودها السعودية دعما لكل من المقاتلين الجنوبيين وقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ضد الحوثيين.

 

حان الوقت لنسمع مطالب الجنوبيين

أما صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية فقد كتبت (حان الوقت لأخذ مطالب الجنوبيين على محمل الجد) ، وجاء في تفاصيل الخبر أن إعلان القادة السياسيين الجنوبيين الرئيسيين في اليمن مجلسا سياسيا انتقاليا يمثل الجنوب في خطوة نحو الاستقلال عن الشمال. وقبل أسبوع تجمع عشرات الآلاف من أنصار الحراك والمقاومة الجنوبية في مدينة عدن الساحلية اليمنية ضد قرارات الرئيس عبد ربه منصور هادي الأخيرة بإبعاد حاكم عدن عيدروس الزبيدي من منصبه. ويتولى الزبيدي الآن رئاسة المجلس السياسي الجديد وأعلى سلطة سياسية في الجنوب. قبل ذلك، أعلن القادة في منطقة حضرموت في الجنوب استقلالهم كإقليم. لقد ظل المجتمع الدولي مترددا في التعامل مع هذه المظالم الإقليمية لعدة عقود ، وكما وصفت في منشور جديد، فإن هذه الانقسامات تفاقمت بسبب الحرب الأهلية الجارية ولا يزال يتعين أخذها على محمل الجد في حسابات مفاوضات السلام المتحملة... وقد أدت الحرب إلى تفاقم مظالم الجنوبيين ضد الحكم الشمالي.

موقع (ديلي ميل) غطت خبر تشكيل الكيان السياسي الجنوبي في تقرير مطول لها تحت عنوان : ( قادة جنوب اليمن يتحدون الحكومة مع المجلس المحلي .(

بدأ مسؤولون يمنيون سابقون يوم الخميس هيئة مستقلة لإدارة جنوب البلاد الذى كان يتمتع بالاستقلال سابقا في تحدٍ مفتوح لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادى.

وقال عيدروس الزبيدي ، إن مجلس الانتقال الجنوبي "سيتولى إدارة محافظات الجنوب ويمثلها محليا ودوليا".

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد شيخ أحمد التقى خلال لقاء مع هادي.

وقال ولد الشيخ أحمد أنه يأمل في استئناف محادثات السلام المتوقفة بين الحكومة التي تدعمها السعودية وتحالف المتمردين المدعوم من إيران بنهاية مايو.

وبدورها صحيفة (العرب) اللندنية نشرت تقريرا مطولا لها عن الكيان السياسي الجنوبي ، أخذت فيه آراء عدد من المحللين السياسيين بينهم الأستاذ "منصور صالح" الذي تحدث عن حول  قرار إعلان المجلس الانتقالي ، وأشار المحلل السياسي منصور صالح إلى أن الإعلان عن المجلس الانتقالي جاء استجابة لبيان فعالية إعلان عدن التي طالبت اللواء الزبيدي بتشكيل قيادة سياسية جنوبية برئاسته لإدارة الجنوب وتمثيله، لافتا إلى أن التشكيلة فاقت التوقعات لما ضمته من شخصيات جنوبية بارزة بعضها يصنف كجزء من شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وبينهم وزراء في الحكومة وقيادات أربع محافظات أبرزهم محافظ حضرموت.

كيان واقعي

وأضاف صالح في تصريح لـ”العرب” أن : “هذا الكيان تميز بالواقعية وتجنب الشطحات في وضعه وكان مستوعبا لجميع الظروف والتعقيدات المحيطة بالقضية الجنوبية ناهيك عن كونه أكد استمرار الشراكة في التحالف العربي لإسقاط المشروع الإيراني ومع العالم في مكافحة الإرهاب”.

وأكد على أن  هذا الإعلان سيجعل من الجنوب شريكا فاعلا وغير تابع لأي جهة، كما “سيضع الشرعية اليمنية في مكانها الطبيعي في أن عليها أن تتعامل مع الجنوب وقضيته بعدل وإنصاف أو فإن الشعب الجنوبي وبقيادة مجلسه الانتقالي سيتجاوزها”.

التغطية نفسها أظهرت حقد بعض مكونات وأحزاب الشمال وناشطيهم  وحقد الحكومة الشرعية الساكنة داخل فنادق الرياض ومحاولتها تمزيق صف الجنوبيين عن طريق تهديد الوزراء و المحافظين المنخرطين في المجلس أو اختلاق بيانات وإشاعات كاذبة تمزق الصف الجنوبي وتشكك الجنوبيين في بعضهم ، تلك المحاولات البائسة الغرض منها إفشال الكيان السياسي ، أما القوى الشمالية فقد اتفقت رغم اختلافها وحروبها الدامية لأكثر من عامين ساعية في النيل من كيان الجنوب السياسي محاولة تصويره بالانقلاب تارة و بالخيانة و العمالة تارة أخرى ، وما نعيقهم و عويلهم إلا خير دليل على مضي الجنوبيين في الطريق الصحيح  .

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني