أعلنت القوى السياسية والثورية والشعبية الجنوبية تأييدها الكامل لـ"إعلان عدن التاريخي"، وتفويض القائد اللواء "عيدروس الزبيدي"، بقيادة المرحلة الانتقالية، للخروج بقضية شعب الجنوب إلى برِّ الأمان، ومواجهة المخاطر المحدقة بها.
وأصدرت مختلف القوى السياسية والثورية الجنوبية والقيادات في الداخل والخارج ومشائخ القبائل وممثلي الجاليات الجنوبية في دول العالم بيانات وصفت ‘‘إعلان عدن” بالملبي لتطلعات الشعب الجنوبي والمؤكد على خيار الجنوبيين، وفق المتغيرات والتطورات المرتبطة بمصالح دول المنطقة وخاصة دول التحالف العربي، والمتوافق مع إرادة شعب الجنوب.
ولا تزال حتى اللحظة تتوالى بيانات التأييد والدعم المنقطعة النظير والمطالبة بسرعة إنجاز برنامج عملي سياسي ميداني لتطبيق ما جاء في إعلان عدن التاريخي برئاسة القائد اللواء عيدروس الزبيدي، والذي فوضه الشعب باختيار قيادات الكيان السياسي.
ومن جانبٍ آخر، وصف محللون وسياسيون وقيادات شمالية بالدستور المصغر لدولة الجنوب التي أبدوا منها تخوفاً واضحاً، وأثنى البعض على حجم الوعي لدى الجنوبيين، وتجمعهم بهكذا حشد، حسب رصدنا لآراء كثيرة.
واحتضنت العاصمة عدن الخميس الماضي الموافق 4 مايو 2017م أكبر حشد جماهيري غير مسبوق بتاريخ الجنوب السياسي الذي يعتبر امتداداً للنضال السلمي للحراك الجنوبي ومقاومته الباسلة, ويعبر عن إرادة شعبية جمعية من كل أرجاء الجنوب تناضل منذُ سنوات طويلة وقدمت التضحيات قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين، في سبيل هدف استعادة دولة الجنوب.
وتعتبر قضية شعب الجنوب العربي قضية عادلة وتمتلك المشروعية القانونية والسياسية ومعترف بها عربياً ودولياً وإقليمياً، ولديها قرارات من الأمم المتحدة، لكن صالح ونظامه قفزوا من فوق الإرادة الدولية وعبروا صوب مطامعهم المتمثلة في الجنوب..
مخاطر محدقة
ونظراً للمخاطر المحدقة التي تهدد قضية الجنوب واستشعار جماهير الجنوب بهذه المخاطر التي كان آخرها مؤامرة 27 أبريل 2017م التي تزامنت بيوم إعلان الحرب على الجنوب 27أبريل 1994م.. وتمثلت بتلك القرارات الخطيرة الاستفزازية التي تعبر عن النفسية العدوانية لشركاء حرب احتلال الجنوب في صيف 1994م.. ولم تستهدف أبرز رموز قضية الجنوب ومقاومته الباسلة وأبرز أبطال عاصفة الحزم والأمل ومعركة مكافحة الإرهاب فحسب، بل استهدفت جوهر ومضمون قضية الجنوب..
وبعد تدخل عاصفة الحزم والأمل اللتان شكّلتا منعطفاً جديداً في تاريخ المنطقة، وخلقت واقعاً إيجابياً في أرض الجنوب كنتاج للمساهمة الفاعلة للمقاومة الجنوبية بكل أطيافها بتحقيق النصر العظيم بمساندة ودعم دول التحالف العربي في تحرير مناطق الجنوب، والتصدي وطرد مليشيات الغزو الحوثي العفاشي، إلا أن تلك الانتصارات لم تشفع للمقاومة الجنوبية أن تكون شريكاً فاعلاً في العملية السياسية، بل تم إقصاؤها وتهميشها والتآمر عليها والتنكر لدورها، واستثمار تلك الانتصارات من قبل قوى الإرهاب السياسي المهيمنة على سلطة القرار والمعادية لتطلعات شعب الجنوب، بل وصل الأمر إصدار قرارات العقاب السياسي والتحقيق مع أبرز رموز المقاومة، مما يعني الانقضاض على الشراكة السياسية لشعب الجنوب مع الشرعية المختطفة من قبل جماعة الإخوان المسلمين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل بلغ أعلى مراتب القهر الاجتماعي والعقاب الجماعي للحاضن الشعبي للمقاومة في الجنوب عقاباً جماعياً ممنهجاً وتدشين حرب الخدمات في الجنوب وتردي الأوضاع المعيشية والخدمية وقطع المرتبات خصوصاً مدينة عدن عاصمة وحاضرة الجنوب، هذه المدينة التي قدمت التضحيات الجسام وقاوم أبناؤها ببسالة وشجاعة في معركة عاصفة الحزم وطرد الغزاة من عدن، حيث لم تشهد هذه المدينة بتاريخها تدهوراً في الخدمات وعقابا جماعيا في الكهرباء والمياه والمرتبات وتعطيل الحياة المدنية وإفشال إعادة تأهيل المؤسسات ومنها مؤسسة القضاء. بل استخدمت حرب الخدمات كوسيلة غير أخلاقية لمحاولة عرقلة وإفشال مهام قيادات المقاومة الجنوبية التي تحملت على عاتقها مسؤولية إدارة المناطق المحررة ومكافحة الإرهاب فيها.
رفض شعبي
وإزاء هذا الأمر، قوبلت تلك القرارات الأخيرة وأي قرارات مماثله مستقبلا، برفض جماعي من قبل الإرادة الشعبية الجنوبية صاحبة الشرعية الحقيقية دون غيرها وتعبر عن موقفها ورغبتها بممارسة حقها القانوني في حماية قضية الجنوب وتحصينها وضمان سلامة مسارها . خصوصا مع توافر العوامل الذاتية والموضوعية في هذه اللحظة التاريخية التي لابد من التقاطها والاستفادة منها، وكذا فإن هذا الحشد الشعبي العظيم قد جاء للحفاظ على النصر الجنوبي وتعظيمه وبناء عليه تطلعات شعب الجنوب.
ونظراً لأهمية وجود الأداة السياسية لحماية القضية الجنوبية ومشروعها السياسي وتحقيق تطلعات شعب الجنوب للسيادة على أرضه وقيام دولته الوطنية الفيدرالية الديمقراطية الحرة، فإن الإرادة الشعبية الجنوبية الجمعية قررت أن يسمى هذا القرار (إعلان عدن التاريخي) ويحمل القوة القانونية للنفاذ، المستمدة من الإرادة الشعبية الجنوبية, وتفويض القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته وأن يخول القائد عيدروس قاسم الزبيدي بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الاجراءات لتنفيذ بنود هذا الإعلان.
والتأكيد أن الجنوب كوطن وهوية في حاضره ومستقبله لكل أبنائه وبكل أبنائه وأن جنوب ما بعد 4مايو2017م ليس كجنوب ما قبل هذا التاريخ على قاعدة التوافق والشراكة الوطنية الجنوبية, وأن الحقائق الواقعة على الأرض أثبتت عمق متانة الشراكة بين المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ممهورة بالدم المشترك والتضحيات المستمرة وصولاً للارتقاء بهذه الشراكة الاستراتيجية لإنجاز الأهداف المشتركة للتحالف العربي لصد خطر المد الإيراني التوسعي ومكافحة الإرهاب وضمان أمن واستقرار المنطقة واستعادة شعب الجنوب لسيادته على أرضه كعامل حاسم لأمن المنطقة، وكذا فإن هذا الحشد المليوني يؤكد مجدداً للمجتمع الدولي والعربي والعالمي وكل المنظمات الحقوقية والإنسانية التزامه التام بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي نفس الوقت يجدد مناشدته إلى المجتمع الدولي إلى مساعدة شعب الجنوب وتخفيف معاناته بتحقيق تطلعاته القانونية المشروعة, ويعمل بهذا الإعلان من حين صدوره في الخميس المنقضى 4 مايو 2017م .
كلمة القائد الجماهيري اللواء الزبيدي
وأمام هذا التصاعد الخطير، وبعد صمتٍ طويل من قبل رمز الثورة الجنوبية، وقائدها الجماهيري، حيا القائد اللواء عيدروس الزبيدي الجماهير وشعب الجنوب بحشدهم المليوني المؤازر له ولرموز الجنوب الأخرى، والذي وصفه بدوره بـ "الحشد غير المسبوق في التاريخ السياسي للجنوب "، ومثل حضورهم في هذه الهبة الشعبية إلى عاصمة الجنوب عدن تلبيةً لنداء الواجب ، دفاعاً عن قضيتهم وتضحيات المقاومة الجنوبية الباسلة ونضال الحراك السلمي الجنوبي.
وقال الزبيدي في خطابه: " أحييكم تحية الأبطال ، وأضع على رؤوسكم قبلات الوفاء والعرفان وأنتم تنقشون بأقدامكم على تراب أرض الجنوب من أقصاه إلى أقصاه ملامح مرحلة السيطرة على الأرض، هذه المرحلة التي سنخوضها معاً وننتصر فيها مثلما انتصرنا في معارك الشرف والبطولات، ولا أستطيع أوفيكم بكلمات الوفاء والعرفان، ولكنني أدعو الله العلي القدير أن يمكنني من الوفاء لكم بروحي ودمي، وخوض مشوار النضال المشترك بروح المقاومة وعنفوان العطاء باستكمال مهام ثورة الجنوب التحررية ".. مضيفاً : " إن يوم 4 مايو 2017م سيشكل مرحلة مفصلية في مسار الحركة الوطنية الجنوبية، ونقلة نوعية في العمل السياسي الجنوبي الاحترافي داخلياً وخارجياً " .
شاكراً الحشد المليوني بساحة العروض بخور مكسر ومعهم شعب الجنوب على الثقة التي منحوه إياها والمسؤولية الجسيمة التي قال إنه لن يستطع تنفيذها إلا بهم وفيهم بتكاتفهم وصمودهم كما عهدناهم.. مختتماً : " وإننا سنعمل مع كافة شرائح ومكونات الجنوب سياسية واقتصادية وعسكرية وصولاً إلى الاستقلال الكامل لدولة الجنوب العربي " .
الرئيس البيض يهنئ القائد الزبيدي
قام الرئيس "علي سالم البيض" بتهنئة القائد عيدروس قاسم الزبيدي على نجاح مليونية إعلان عدن التاريخي ونيله ثقة جماهير شعب الجنوب العربي وذلك من خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس البيض مساء الخميس الماضي مع القائد اللواء عيدروس الزبيدي، مهنئا ومباركا هذا الإنجاز الوطني الرائع المتمثل في الاتفاق الجنوبي على تشكيل قيادة جنوبية برئاسة الزبيدي كقائد من الجيل الشاب، وقال الرئيس البيض للزبيدي : " عندنا ثقة كبيرة بشخصكم لقيادة هذه المرحلة الهامة بحنكة واقتدار مع بقية المناضلين ".
وقال الرئيس البيض في سياق مكالمته : " نهنئكم وشعب الجنوب العربي الذين زحفوا إلى العاصمة عدن من كل مناطق ومديريات ومحافظات الجنوب العربي من أجل إنجاح فعاليتهم المليونية للدفاع عن قضيتهم ونضالهم و رفضهم للقرارات الاستفزازية و كذا لتفويضهم التاريخي لقائد ثائر يحظى باحترام الجميع " .. , ومن جانبه شكر القائد الزبيدي الرئيس الثائر علي سالم البيض وحرصه وحضوره الدائم في ثورة شعب الجنوب كرمز جنوبي تعلمنا منه الكثير .
مجموعة 21 مايو تؤيد “الإعلان التاريخي”
وأصدرت مجموعة 21مايو الجنوبية الداعمة بياناً صحفياً هاماً أيدت من خلاله إعلان عدن التاريخي ، وأكد البيان تأييده ودعمه للقائد عيدروس الزبيدي ومساندته في إعلان المجلس السياسي الجنوبي الذي سيمثل كل أبناء الجنوب بناءً على التفويض الشعبي الذي منحه إياه شعبنا الجنوبي ، ودعا جميع النخب السياسية الجنوبية و جماهير الجنوب إلى تحمل المسؤولية التاريخية في هذا المنعطف الهام والتحول الإيجابي الجنوبي والالتفاف حول القيادة الجنوبية في مهمتها التاريخية التي تعتبر انطلاقة جديدة نحو وطن يجمع كل أبنائه.
قيادات مقاومة وحراك شبوة تؤيد وتبارك وتفوض
من جانبها باركت قيادة القوات الخاصة بمحافظة شبوة إعلان المجلس السياسي وقرارات إعلان عدن التاريخي و تفويض القائد عيدروس قاسم الزُبيدي بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، وتتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته..
وأكد البيان الصادر عنها الوقوف المطلق مع تشكيل مجلس السياسي لتمثيل الشعب الجنوبي في المحافل الدولية وتتويج تضحيات شعبنا الجسيمة بالانتصار الأكبر .
وأضاف البيان : " لن نساوم ولن نحيد على المبدأ ، سنظل للأبد صامدين مخلصين للشهداء والوطن الجنوبي العظيم مدافعين بشموخ وعزة على أرضنا وشعبنا الأسطوري."
إدارة أمن لحج تؤيد ..
وأعلن مدير أمن محافظة لحج العميد صالح السيد، تأييده الكامل لـ” إعلان عدن التاريخي” برئاسة القائد اللواء عيدروس الزبيدي، كما بارك لشعب الجنوب هذا النصر الذي تحقق في مليونية إعلان عدن التاريخي وأكد السيد في تصريح له وقوفه مع القائد الزبيدي ويؤيد خطوته لإعلان قيادة سياسية جنوبية، مشيراً أنه سيكون في خدمة الجنوب وشعبه وقضيته العادلة المتمثلة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
كما أعلن وقوفه مع مطالب شعب الجنوب، داعيا جميع الجنوبيين إلى الوقوف يداً واحدة والتكاتف والتآزر، لحماية الجنوب ومكتسباته التي تجسدت بتضحيات الآلاف من أبنائه.