تنتهي الحروب ولكن مخلفاتها تبقى مدى الدهر .. إنها الألغام.. ذلك الخطر القاتل بباطن الأرض بصمت حيث ينتظر الهدف { بشر أو حيوان أو جماد} للقضاء عليه ، ومع حرب مليشيات الحوثي و صالح على أرض الجنوب لعام 2015 م ، قامت تلك المليشيات بزرع آلاف الألغام داخل المحافظات الجنوبية وكانت ( لحج ) ذات النصيب الأكبر من تلك الألغام ، ومع تطهير المحافظة من المليشيات الانقلابية استطاعت المقاومة الجنوبية و برنامج الألغام من تفكيك وإبطال مفعول تلك الألغام ، لكن هذا الخطر القاتل لم ينتهِ من جوف الأرض لعدم وجود أجهزة حديثة يمتلكها البرنامج أو خرائط توضح حقول الألغام ، فقد شهدت مناطق عديدة بعد عملية المسح والتأمين انفجار الألغام فراح ضحيتها أعداد كثيرة من الأبرياء .
"الأمناء" تسلط الضوء على هذا الخطر القاتل بعد اكتشاف حقل ألغام بجانب أكبر حقل مائي داخل محافظة لحج ( حقل مياه مغرس ناجي بمديرية تبن ) ويقع حقل الألغام بالقرب من مدخل ما يسمى سابقاً بـ( مدينة الصالح ) وبالقرب من أكبر خزان أرضي مائي و خزان هوائي للمياه بالإضافة إلى مقبرة صبر الواقعة خلف السجن المركزي .
تطهير المكان :
مع تطهير لحج من المليشيات انفجر آنذاك لغم أرضي بمدخل المدينة نتج عنه مقتل مواطن وإصابة آخر وتدمير السيارة ، فقام فريق الألغام بمسح المكان مسحاً دقيقاً وتأمين المكان من الألغام ونتيجة لذلك تمكنت عامة الناس من التنقل في تلك الأماكن بأمن وأمان .
حقل مغرس منطقة خطرة يجب الحذر من الاقتراب منها :
مع قيام قيادة محافظة لحج بشهر أبريل 2017م بالنزول إلى حقل مغرس ناجي لوضع حجر الأساس لبناء سور على خزانات الحقل بدعم إماراتي ، وبعد فترة قصيرة من وضع حجر الأساس وبمسافة قريبة من مكان حجر الأساس والسور وبالقرب من حافة الطريق تم اكتشاف لغم أرضي مما جعل المنطقة خطيرة وتعتبر حقل ألغام ، واكتفت جهة الاختصاص بوضع لائحة حمراء توضح فيها بأن هذا المكان خطير باعتباره حقل ألغام !! .
الأهالي لـ "لأمناء " : نطالب بنزول فريق الألغام
بعد وضع ذلك التحذير وعدم قيام جهة الاختصاص بالنزول وإزالة الخطر بشكل نهائي تلقت "الأمناء" اتصالات هاتفية من عامة الناس بضرورة نزول برنامج الألغام إلى المنطقة كاملاً وعمل مسح للمنطقة من هذا الخطر القاتل .
"الأمناء" زارت مقر أمن تبن والتقت بمدير الأمن بمديرية تبن العميد / سعيد مانع والذي أوضح بأنه لا يوجد عِلم لأمن تبن بوجود ألغام في المكان المذكور أو حتى بلاغ إلى عمليات إدارة الأمن ، وكلف مدير الأمن ضابط العمليات بالتواصل مع عمليات أمن لحج لمعرفة هل يوجد بلاغ من سابق بخصوص هذا الموضوع؟ ، وماهي الاجراءات ؟ لكن عمليات أمن لحج أوضحت بأنه لا يوجد بلاغ بخصوص هذا الأمر !.
لغز يحتاج حل ! :
لا يوجد حتى الآن تفسير مقنع لوجود ألغام في مناطق معينة , فقد قام فريق الألغام بعملية المسح والتأمين فيها من سابق ، وهناك من يقول بأن الفريق لم يقم بمهام عمله بشكل ممتاز لانعدام الأجهزة الحديثة ، بينما يقول البعض بأن ظهور الألغام في أماكن أخرى قد تم تأمينها وبعد فترة طويلة من الحرب ربما يكون بفعل فاعل ، بينما هناك من قال إن زرع الألغام في بعض الأماكن لتخويف " بلاطجة نهب الأراضي " من سلب وبيع الأرض ، وفي كل الحالات يتوجب على الأجهزة الأمنية التحري هل قامت المليشيات الحوثية بزرع الألغام في فترة الحرب أم أن هناك أعداء لهذا الوطن من ضعفاء النفوس هم من يقومون بزرع هذه الألغام لأغراض أخرى ؟ .
أماكن مشبوهة :
لا تزال العديد من الأماكن في لحج عامة و تبن خاصة محل الاشتباه بوجود الألغام فيها وتحتاج إلى تدخل برنامج الألغام لإجراء عملية المسح والتأمين الدقيق لتلك الأماكن , ففي تصريحات سابقة صدرت من مختصين بالألغام كانوا قد أعلنوا بأن شرقي كلية التربية والمزارع جنوب وشرق الوهط إلى جعولة مناطق قد تكون خطيرة بوجود الألغام ، بينما كان تدخل عمل الألغام عقب انتهاء الحرب تدخل إسعافي في المدارس وبعض الأماكن وليس تدخلاً حاسماً في عملية التأمين ولهذا يتطلب موضوع الألغام في لحج إعادة النظر من قبل الجهات ذات الاختصاص لحماية أرواح عامة الناس من هذا الخطر القاتل .
برنامج الألغام وموال " لا نعلم ! " :
تواصلت "الأمناء" مع أحد ضباط فريق الألغام العقيد " عبدالعزيز " والذي أفاد بأن مدخل المدينة ومقبرة صبر قد تم مسحها وتأمينها من قبل فريق الألغام بوقت سابق بالإضافة إلى أنها لا يوجد حالياً بلاغات لعمليات برنامج نزع الألغام عن اكتشاف ألغام في المكان وقال :" يمكنكم التواصل مع مدير البرنامج وإيضاح الصورة بشكل متكامل" ، ولقد قمنا بالتواصل مع مدير برنامج الألغام بمحافظة عدن لأكثر من مرة , ولكن للأسف كان هاتفه مغلقاً .
ما دور المنظمات المحلية والدولية لانتزاع ألغام الموت ؟
يبقى خطر الألغام المزروعة في أراضي محافظة لحج خطراً موقوتاً وقاتلاً في نفس الوقت تنظر إليه السلطة وجهات الاختصاص وهي مكتوفة الأيادي لعدم توفر الإمكانيات حسب ترديدها تلك الأسطوانة ، ربما يظل الوضع هكذا إلى أن تحصد الألغام أكبر عدد من الضحايا ، ومن هنا يبرز السؤال : أين الإنسانية والحفاظ على أرواح عامة الناس؟ وأين دور المنظمات الدولية والمحلية التي تهتم بالجانب الإنساني من هذا الأمر والمسارعة بوضع الحلول العاجلة والتدخل السريع بإزالة الخطر ؟ ، أم أن تلك المنظمات لا تزال مشغولة بتوزيع السلة الغذائية و الإصحاح البيئي والتدخلات البسيطة وترك هذا الخطر الداهم ( الألغام ) يهدد و يقتل الناس دون رحمة ، كما أن برنامج الألغام لا يعطي لهذا الأمر أي اعتبار فلا يقوم بالواجب الإنساني قبل وقوع الخطر مكتفياً بأي بلاغ ويقوم بالنزول وتأمين منطقة محدودة والعودة إلى المعسكر وكأن البلاد لم تمر بحرب قذرة من قبل تلك المليشيات التي لا تخاف الله حيث قامت بزرع آلاف الألغام في مختلف الأماكن لقتل مواطني الجنوب ولو بعد انتهاء فترة الحرب .
الناس يتساءلون : ما دور التحالف ؟
يرى عامة الناس أنه إذا كان برنامج الألغام مشلول العمل في تأمين أروح المواطنين من خطر الألغام نتيجة لعدم توفر الإمكانيات ،فما دور التحالف من دعم البرنامج بمقومات العمل وتطهير الأراضي محل الشبهات بالألغام ؟ أم أن التحالف مشغول بدخول صنعاء وترك الالغام تهدد وتقتل مواطني الجنوب ؟! ، فأين حقيقة تطهير المحافظات الجنوبية من تلك المليشيات بينما لايزال خطر الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي و صالح موجود في باطن أرض الجنوب مما يشكل خطراً قاتلاً والسكوت عن هذا الخطر جريمة .