موسم الهجرة إلى الخرطوم
الأمناء نت / السودان / تقرير/ الخضر عبدالله :


وفود من مؤسسات دولية وتحاور وتناور , عقول مهاجرة فردت أجنحتها للعودة , باعة من ولايات الشمال , و طلاب علم من  دول  مختلفة  , خليط من كل ركن بالأسواق الشعبية , سياح متجولون , عمال موسميون , منقبون عن البترول , مفتشون عن الآثار , باحثون عن فرص الاستثمار , علماء حاضرون من كل حدب وصوب يحاضرون في مؤتمرات دولية .


وفي السودان , الكل آت إلى هنا , عابرين ومقيمين , عرباً وأفارقة , وآسيويين فنادق متخمة بقاطنيها , وشوارع أكثر ازدحاماً بالمشاة والسيارات , فلا تكاد تجد عنواناً لذلك كله سوى أن تقول : لعله موسم الهجرة إلى السودان !


هواء الصباح بارد وخادع يبشرك بنهار جميل , انت العابر في قلب العاصمة السودانية الخرطوم , ما أن تنتهي من طريق طويل لتدخل شارعاً آخر , حتى تتبخر أحلامك مع صهد شمس ساطعة , وظل ساخن , وعيون دامعة , ملامح العصرنة الاستهلاكية المزيفة تفصح عن وجهها حولك في كل ناحية , من شارع القصر إلى شارع المطار , وبكل ركن , من شركات السياحة إلى المطاعم : تجار للعملة , مروَجون للمكالمات المخفضة عبر الإنترنت , مراكز بيع بطاقات الهاتف السيار , الكثر شيوعاً من أي شيء سواه . الكل هنا يتحدث , ويتحدث , ويتحدث .
شارع الذكريات :
تحاول أن تتأمل ملامح شارع " القصر " خلف نظارات الصبر . في هذا الشارع مر جمال عبدالناصر ( لا تزال الحديقة به تحمل اسم الزعيم تحيى ذكراه بالرغم من تقليص مساحتها , وفي شارع الجمهورية أيضاً مر الملك فيصل بن عبدالعزيز , مثلما مرت إليزابيت ملكة بريطانيا .
يحكي السودانيون عن ذلك كأن ما حدث كان بالأمس : هنا سكن الرئيس فلان , وهناك مشى القائد علان , ولم لا , والحس التاريخي لأهل البلاد هو الذي يؤجج حواسهم , ويحرك مزاجهم ؟!
العمارة في الخرطوم :
العمارة في الخرطوم ,بدأت تعاني مأزق التغريب , صحيح أن هناك بيوتاً جديدة لا تزال تحافظ على خلطة من عمارة البيت السوداني بصحنه وفنائه وسوره وتقسيمه وبنائه , مع عمارة البيت النوبي حينا, والأفريقي حيناً آخر , إلا أن الواجهات الزجاجية والهياكل الخرسانية الماردة بدأت تشق سماء مدينة الخرطوم .
ملامح العصرنة في الشارع كثيرة , بنوك ومصارف , وكالات سفر وسياحة , لا شك أنها هذه الأيام في اوج نشاطها , وسوق إفرنجية  .

 

عربات الريكشا :


بدا لي أن البلد يتحول إلى خليط ثقافي هجين , فيما تجتاحه ومعه بلدان كثيرة تحتل موقعه الاقتصادي نفسه . وان السودان يحتمل الوجهين في كل شيء , عربات "الريكشا" وسيارات الدفع الرباعي معاً . وإذا كانت الريكشا قد دخلت مع الأزمة الاقتصادية في العام 1993م , كحل شعبي للمواصلات الرخيصة , فإن السيارات الفخمة التي تسعى في شوارع المدينة قد دخلت مع الانفراجة التي يبشر بها الغد .

جزيرة توتي :


جزيرة توتي قريبة من الخرطوم , وتقوم في المكان الذي يتعانق فيه النيلان , الأزرق والأبيض , كما أنها أول أرض واقعة على النيل الأبيض وهذه جزيرة  تعد كملتقاء للنيلين .
كل شيء على الرصيف :


خلال تجوالك بين شوارع مدن السودان تشاهد كل شيء على الرصيف , مقاه ومطاعم , عصائر وادوية , أغطية للرأس ومسابح لليد , ونظرات أخيرة لحرف شعبية , وربما ستكتسحها قريباً مع تيار العولمة البضائع الآسيوية الرخيصة .

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني