منذ أن أعلن صندوق المعاقين في عدن فك الارتباط مع صندوق معاقي صنعاء ، خرج الصندوق من جلباب المركزية الشديدة إلى العمل باستقلالية وبمساحة أكبر للتحرك والمرونة وتجاوز قيود الروتين المعقد القاتل وتمكين صندوق عدن من تقديم الخدمات الكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة ، وخرج الإطار المركزي الضيق إلى أطر الآفاق الرحبة المستهدفة الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة لخدمات شاملة غير ملامح المعاقين إيجابيا على الصعيد الإنساني والاجتماعي والثقافي والإدماج في التنمية الشاملة.
ولمعرفة الجوانب السلبية لمعاناة صندوق عدن جراء البقاء في جلباب صندوق صنعاء والمترتبات الإيجابية عن فك الارتباط بين الصندوقين ، التقت الصحيفة مع الأخ / نزار علي جاوي مدير عام صندوق المعاقين بعدن الذي تحدث في البداية عن واقع حال صندوق معاقي عدن قبل فك اشتباكه مع صندوق صنعاء ، موضحا بالقول :" إن دور الصندوق كان في ظل المركزية الشديدة في صنعاء ينحصر في دور المراسل الذي يجري ويرسلها إلى صندوق المعاقين في صنعاء ، وكأن عمله أشبه بالعمل الإداري فقط.. وبعد إصدار الأخ اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن قراراً في أكتوبر 2016م، بإنشاء صندوق معاقي عدن شمل محافظات عدن ولحج وأبين والضالع ، كما تم فتح حساب للصندوق لدى البنك المركزي ، وعلى ضوء ذلك تم تكليفي من قبل المحافظ بإدارة الصندوق " .
الخروج من عنق الزجاجة
وقال :" إن الصندوق كان في وضعه السابق حينما كان مرتبطاً بصنعاء (صفر) ، وكان عمله إداريا فقط ولا توجد لديه أي لوائح منظمة للعمل ، لكن باجتهاداتنا الشخصية ودعم الأخ اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن رئيس مجلس إدارة الصندوق ، ودعم أعضاء المجلس وعلى رأسهم عدنان الكاف الذي كان يحضر اجتماعات مجلس إدارة الصندوق نيابة عن المحافظ ، قاما الاثنان معاً بتقديم الدعم المعنوي للصندوق عبر الاتصال بالشركات لإعادة دعم الصندوق وفقا للقانون رقم 2 لعام 2002م، بشأن إنشاء صندوق المعاقين حدد الجهات التي يتوجب عليها توريد حصة المعاق ، وقام الأخ عدنان الكاف وكيل المحافظ لشؤون التنمية ونائب رئيس مجلس المعاقين في عدن يترأس المجلس نيابة عن محافظ عدن رئيس مجلس إدارة الصندوق بالتواصل مع الجهات المعنية واستجابت معظم الجهات وبدأت عملية التوريد للصندوق وإن كانت غير منتظمة لكن هناك إيراد يصل إلى حساب الصندوق واستنادا إلى ذلك بدأ العمل في الصندوق".
تجميع القاعدة المعلوماتية
وأشار بالقول :" استنادا على ذلك بدأ العمل في الصندوق فكانت المرحلة يتم فيها تجميع قاعدة بيانات للجمعيات العاملة والرعاية وتأهيل المعاقين والعاملين فيها ، وبعد استيفاء البيانات تم صرف النفقات التشغيلية للجمعيات التابعة للصندوق بمحافظات عدن ولحج وأبين والضالع ، وكذلك صرف مستحقات العاملين فيها " .. ، ولافتاً أن : " ما صرف من نفقات تشغيلية للجمعيات ما يقارب 15 مليون ريال أما بالنسبة لمستحقات العاملين في الجمعيات فقد وصلت إلى ما يقارب 16 مليون ريال للفترة من يناير حتى مارس عام 2017م، هذا بالنسبة للجمعيات والعاملين فيها".
واستطرد نزار جاوي :" إن الصندوق يقدم أيضا خدمات تعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال صرف الرسوم الدراسية للمراحل الدراسية المختلفة بدءا من التعليم الأساسي إلى الدراسات العليا بعد الجامعة".
10 مليون و450 ألف لتعليم المعاق
ومضى الأخ نزار بالقول :" إن ما تم صرفه حتى اليوم من قبل الصندوق للخدمات التعليمية لذوي الاحتياجات الخاصة وصل إلى 10 مليون و450 ألف لـ 70 طالباً " ، منوهاً إلى أن : " خدمات الصندوق لا تقتصر فقط على الجانب التعليمي ولكن أيضا في الجانب الصحي الذي يشمل المساعدة في إجراء العمليات الصغرى والكبرى والأشعة والفحوصات وكذلك تقديم الأجهزة التعويضية والأجهزة المساعدة ، إضافة إلى السفر إلى الخارج ، ونحن الآن بصدد الجانب الصحي ، حيث تم استكمال الاجراءات التنظيمية والإدارية للبدء بالدعم الصحي من خلال صرف الأدوية للحالات المزمنة للعاملين مجاناً وشملت اجراءات المساعدة الصحية مثلاً التعاقد مع أخصائيين أكفاء والتعاقد مع المستشفى لإجراء العمليات الصغرى والكبرى والتمديد فيه والتعاقد مع صيدلية ليتم من خلالها صرف الأدوية للمعاقين".
تأهيل الكادر
وحول الوضع الداخلي للصندوق قال نزار جاوي :" نحن الآن بصدد تأهيل الكادر الموجود في الصندوق من خلال إقامة دورة تدريبية خاصة بأساسيات الإدارة بما يساعد على رفع مستوى تأهيل الكادر وينعكس ذلك إيجابيا على معاملات ذوي الاحتياجات الخاصة ، ونحن قادرون أن نعمل وننجح بدعم الأخ اللواء عيدروس الزبيدي محافظ عدن ، ومستقبلا سيقدم صندوق المعاقين في عدن بتقديم خدمات أفضل عما كان يتلقاها المعاق سابقا".
مشيراً بالقول :" إن الصندوق قد عمل مسحاً ميدانياً أوليا لجمعيات عدن ولحج وأبين والضالع التي تعمل في رعاية وتأهيل المعاقين لتلمس أوضاعهم وهمومهم وعلى ضوئها تم صرف النفقات التشغيلية لهم على أن تتبعها زيارات ميدانية مفاجئة للتأكد من نشاط الجمعيات وأن الصرفيات تصرف لما هو محدد لها بشفافية تخدم مصلحة المعاق".
2800 معاق ومعاقة
وقدر "الجاوي" إجمالي المعاقين في الأربع المحافظات الآنفة الذكر 2800 معاق ومعاقة تصرف لهم بطاقة ، واستنادا إليها يتلقى المعاق أو المعاقة الخدمات التي يستحقها.
أما فيما يتعلق برده على سؤالنا حول الصعوبات أجاب مدير عام صندوق المعاقين قائلا :" هناك صعوبات حقيقية تواجه الصندوق تتمثل في أن بعض الجهات لازالت لم تلتزم بالتوريد إلى الصندوق بالرغم من أن الصندوق قد أرسل رسائل باسمي كمدير عام للصندوق وباسم المحافظ بإلزام هذه الجهات بالتوريد ، ومبنى الصندوق غير صالح ، وهو بحاجة إلى مبنى جديد ، ولازالت المنظمات الدولية والمنظمات الخيرية لم تتمكن من التواصل معها حتى تساعدنا بتقديم الدعم المكتبي وعلى وجه الخصوص في توفير الكراسي والتجهيزات والأدوية.. " ، مشيراً أنه : " إذا ما تم دعم الصندوق من قبل قيادة المحافظ والجهات ذات العلاقة فإننا سنفي بمتطلبات المعاق ، ونحن من جانبنا نريد المعاق أن يحصل على حقوقه كاملة".
الشركات الملتزمة بالتوريد
واختتم حديثة بتوجيه الشكر للمؤسسات والشركات التي التزمت بالتوريد إلى الصندوق ، مثل مصلحة الجمارك ، وشركة مؤسسة الوحدة ، ومؤسسة الاتصالات ، وهي المؤسسات التي تجاوبت مع الصندوق ، وحث مدير عام صندوق المعاقين في عدن الشركات والمؤسسات الأخرى على الالتزام بالتوريد لتمكين الصندوق من تقديم خدماته كاملة للمعاقين ، مجدداً التأكيد بالالتزام ، وهي مسألة أخلاقية وإنسانية .