كلية التربية يافع تختتم ندوتها العلمية الأولى حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بطبق خيري ورؤية واضحة المعالم
يافع / الأمناء نت / أمين القعيطي :

اختتمت كلية التربية يافع صباح يوم الأحد ٢٠١٧/٤/٩ فعاليات الندوة  العلمية الأولى حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم , والتي تأتي استمراراً لفعاليات أسبوع الطالب الجامعي العشرين ، الذي انطلق نهاية الأسبوع الفائت...

الجدير ذكره أن  هذه الندوة التي احتضنتها قاعة المرحوم الشيخ عمر قاسم العيسائي ، تعد الأولى من نوعها، حيث دارت محاورها الرئيسة حول موضوع ( الإعجاز العلمي واللغوي والأسلوبي في القرآن الكريم )، وبذلك تكتسب الندوة أهميتها من أهمية موضوعها الذي حاول الطلاب إخراجه بأبهى صورة لما يحمل من سمو الفكرة وروح الإطار، وبذلك اختاروا له أذكى الطلاب وأفضلهم كفاءة واقتداراً وتميزاً ، وكذلك من حيث العرض والتناول والأداء والتقديم المتميز فضلاً عن أسلوب الإشراف والإدارة الرائع ؛ حيث أدير بأسلوب شيق عن طريق العرض أولاً ثم النقاش ثانية ، بعدها يفتح النقاش لتبادل الآراء والمداخلات بين الطلاب والمدرسين معاً، الأمر الذي انعكس إيجاباً على العملية التعليمية بعد أول يوم من الفعالية ، وجعل الطلاب يعبرون عن أفكارهم وآرائهم بكل أريحية.

وقسمت الندوة التي عقدت لمدة يومين وأقامتها لجنة القرآن الكريم بمشاركة اللجنة الثقافية لإبراز روح التعاون بين الطلاب من جهة وبين المعلمين المشرفين والموجهين من جهة أخرى، إلى فعاليتين تنافسيتين، فعالية للطلاب وثانية للطالبات ، وكل فعالية منفصلة عن الأخرى ، وفِي حيادية تامة ،  وقد نظمت الفعالية في يومها الأول  طالبات الكلية صباح السبت ، وقامت بالتقديم والإعداد لها الطالبة سعدية من قسم الفيزياء رياضات، مبتدئة بآي من الذكر الحكيم تلتها الطالبة عائشة، ثم ابتدأت حيثيات الندوة التي تضمنت عدة محاور علمية تخص إعجاز القرآن الكريم في جوانبه المختلفة (العلمية والفكرية واللغوية والأسلوبية) ، تركزت جلها حول انشقاق القمر، وعظمة خلق الخالق، وقدرته التي بثها في أبسط خلقه كالنحل والنمل والذباب والبعوضة وما فوقها والحشرات والكون ، ومعجزاته التي يبثها الخالق في تحديد النوع والصفة والذكورة والأنوثة والتي ذكرت كلها في القرآن الكريم، وأثبت العلم الحديث معجزتها...
 تبادلت أدوار العرض. وتقديم الموضوعات الطالبة سمية وأنوار وميمونة ، وأميرة، وسماح، وفردوس، وبشرى ، وملاك، وثريا ، وسمية، ودارت كل تلك المواضيع والمداخلات التي تخللتها قصيدة شعرية للطالبة يسرى.

وكانت الندوة في مجملها تحت إشراف الدكتور أحمد محمود الأزهري المصري، رئيس قسم الإسلامية/ عربي ، وبرعاية كريمة من قبل د. الخضر ناصر لصور رئيس جامعة عدن ، ود. نصر علي عبدالقوي عبادل عميد الكلية، وبحضور د. سند محمد عبدالقوي نائب العميد لشؤون الطلاب ، ود. عبدالرب صالح الحدي النائب الأكاديمي ، ود. محمد صالح عبدالله العبدلي مدير الشؤون التعليمية في الكلية ورئيس نقابتها ، ونخبة من دكاترة الكلية ومدرسيها ومعيديها، الذين حظوا بكلمات توجيهية وإرشادية ومداخلات نالت استحسان الحاضرين جميعاً؛ وعلى رأسهم الدكتور العبدلي ، الذي تطرق إلى نقطة مهمة، وهي ربط المعارف والقدرات بالجانب التطبيقي المهاري، وألا يقتصر دور الطالب على الجمع والتلقين فقط إنما يطبق كل ما اكتسبه بسلوك مهاري متبع ، مشيراً إلى أن هذا هو الأسلوب القرآني الحق الذي نحن الْيَوْمَ بصدد تفنيد بعض معجزاته الأسلوبية واللغوية والعلمية .

 واختتم ندوة الافتتاح هذه الأستاذ أمين حسين عبدالله القعيطي ، مدرس الأدب الحديث ورئيس اللجنة الثقافية في الكلية بكلمة توجيهية أشاد خلالها بكل ما قدمه الطلاب والطالبات من عمل وإسهام ونشاط على المستويات الثقافية والأدبية والعلمية كافة، مشيراً إلى دور الطالبات الفعّال في هذا الجانب ، وفي معرض حديثه قال : ( لقد كنتن الأبرز حضوراً والأفضل عملاً والأكثر تنظيماً، الكل مندهش من كل عمل قمتن به ، من تطريز وتصميم وشعر وسرد وقصة وخاطرة في المسابقات الثقافية والإبداعية السابقة والآن كانت الدهشة أكبر حين تفاجأنا في ندوتنا العلمية هذه بهذا العرض الرائع والتقديم الكبير والإشعاع المنير الذي نراه يشع من جنبات هذه القاعة ومن داخل هذا الصرح العظيم لينير المنطقة كلها) منوهاً أن كل عمل لا ريب أن يرافقه بعض القصور، وأي بداية حتماً يشوبها بعض  الأخطاء ، وأي خطأ في البداية سيؤدي حتماً إلى الصواب في الأخير، فعلى الكل ألا يقف كثيراً عند الخطأ بل يستفيد منه ويقيمه حتى يتجاوزه إلى مرحلة أخرى ، شاكراً الجميع على حسن الإنصات والتفاعل والتجاوب مع اللجان التنظيمية المشكلة من قبل اللجنة الإشراقية العليا في الكلية ممثلة بالعميد ونائبيه لشؤون الطلاب والشؤون الأكاديمية... وهنا انتهى الْيَوْمَ الأول للندوة وسط ارتياح شديد  من الجميع ...


الندوة الختامية الثانية قام بالإعداد لها وتقديمها الطالب عبدالوهاب كرام ، وافتتحها بتلاوة عطرة الطالب واثق الردفاني، خشعت لها القلوب، ثم كانت الكلمة الترحيبية ، والتي قُدمت ارتجالاً باللغتين العربية والإنجليزية ،  قدمها بالعربية ياسين المعرباني ، ونصر مجمل، وباللغة الإنجليزية مهران فضل، أدهشا الحاضرين جميعاً لما يمتلكانه من قوة حضور وبلاغة أسلوب وفصاحة لسان ، وكذا حسن نباهة وارتجال وخطاب،  جعلا الكل يتفاعل معهما، ويعيش وإياهما روح كل عبارة قالاها...
كما كانت الدهشة الكبرى حين ارتجل مهران بالإنجليزية كلمته الترحيبية بطلاقة لسان وكأنه يقدم محاضرة لعالم من علماء الكون بلغتهم عن إعجاز لغتنا ومعجزات كتابنا الحكيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ لأنه أتى من لدن حكيم خبير... 

بعدها ساد حماس كبير ونقاش منقطع النظير بعد أن تلا المقدم حيثيات الموضوع الذي تدور حوله الندوة ، مبتدئاً بورقة قدمها الطالب عبدالسلام صالح ، حول معجزات الأسلوب القرآني،  ليتم فتح الباب للنقاش والمداخلات ، فكان للمشرف كلمته التوجيهية والتعزيزية والإثرائية التي فتحت  الباب على مصراعيه للمداخلات الأخرى ، ليسدي بعده بعض المدرسين والدكاترة حزمة من الملاحظات التي تفيد الطلاب في إدارة حواراتهم ونقاشاتهم وترتيب أوراق ندواتهم العلمية لإدارتها بأنفسهم في المستقبل ، وكانت أول مداخلة  وملاحظة للدكتور فضل عبداللاه الحياني رئيس قسم الاجتماعيات، وكانت رائعة  بكل ما تحمل الكلمة من معنى ؛ أنصت لها الجميع، ووضعت النقاط على الحروف ، وأضاءت جواً من النقاش والابتعاد عن الخجل والروتينية العلمية والتعليمية الصارمة ، وفتحت الآفاق أمام جمهور الطلاب الحاضرين ،  الذين اكتضت بهم القاعة  ، وصبت كلمته في مجملها  حول فتح الرؤية العميقة من قبل المشارك في الندوة  للاستشراف بموضوعه، والتسلح برؤية واضحة وبطرق مثلى للبحث الرصين الذي يثري موضوعه ويعزز الحجة بالحجة لإظهار معجزات القرآن الكريم العلمية ولغته البيانية، مشيراً إلى النظر بعمق لكل ما دار وما يدور في فلك الكون وجغرافية الطبيعة وظواهرها الملأى بمنبهات وجودية وكذا أسلوبية تمنح الناظر عمقاً للتفكر بها...

تخلل الندوة روح الشعر حتى لا يدخل الملل إلى النفوس ؛ فكانت قصيدة الأستاذ حمود عبادل هي العطر الذي فاح أريجه في جنبات القاعة ليصل طيبه إلى خارجها وجنباتها ، كما قدم الطالب يونس محسن المفلحي قصيدته الإبداعية في مدح صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان للمقدم صوت صداح ، يصدح به بين ألفينة والأخرى بأنشودة دينية معبرة ، أضفت على الجو إكلياً من نسمات الربيع العليل هي أشبه بريح الصبا حين تخطر مع نسمات هذا الصباح الجميل...

توالت بعد ذلك الأوراق المقدمة لحلقة النقاش في الندوة ، وجلها كانت تصب حول الإعجاز اللغوي والأسلوبي في حين صبت جل فقرات ندوة الطالبات حول الإعجاز العلمي ، فكانت هناك ورقة للطالب عبدالعزيز الحدي، وأخرى للطالب عبدالله السعة ، وثالثة للطالب هيثم قاسم ، بعدها فُتح باب النقاش والمداخلات ثانية ، فكان للأستاذ الفاضل أحمد الفقيه مدرس علم المواريث في قسم الإسلامية عربي، كلمته التوجيهية والإرشادية التي خَص بها الطلاب مشيراً إلى مواضيع عميقة في القرآن الكريم ، تستحق البحث والتطرق ، والدراسة ، ليختتم الندوة بعدها مشرفها ومديرها ورئيس لجنة التلاوة والحفظ فيها ، وكذا الحامل لمنصب رئيس قسم الإسلامية عربي في الكلية الدكتور أحمد محمود الأزهري، الرجل الوقور والذي يعمل بصمت عجيب، مشيراً إلى نجاح هذه الفعالية  ومنوهاً إلى فعالية أخرى ستبدأ من يوم غدٍ الاثنين (الْيَوْمَ) هي مسابقة الحفظ والتلاوة، شاكراً الجميع على تجاوبهم وتفاعلهم، كما خَص بالشكر قسم الأحياء كيمياء الذي قدم الْيَوْمَ طبقاً خيرياً يَصْب دخله لغرس أشجار ونباتات مشتل بجوار المختبرات العلمية، كما أشاد بكل ما قدمه الطلبة الْيَوْمَ وقبله وما سيقدمونه من خير ينفع الجميع خدمة لدينهم وكتابهم ولوطنهم ولكليتهم ومنطقتهم، وآخذاً بأيديهم لمواصلة المسير مادام الهمم عالية والرؤية واضحة، وألف ميل دائماً تبدأ بخطوة...

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني