دعوتنا للشباب أن يعززوا وعيهم وأن لا يقعوا ضحية الإشاعات المغرضة التي تستهدف وحدتهم الوطنية
لقاء/ فواز الحيدري

لأن الحقيقة الجنوبية ثابتة لا تتغير ، واضحة لا تتلوى ، قوية حازمة لا ترضخ ، جاءت مؤسسة التسامح وتعزيز السلم الأهلي (سامح ) لتضيف إلى مكانة هذا البلد حقيقة أخرى وبها ستنتزع احترام وتقدير العالم أجمع ، فلو نظرنا إلى رؤية المؤسسة ورسالتها الثقافية والمدنية النبيلة لوجدناها تعتمد على  مبدأ ترسيخ وتنمية قيم التصالح والتسامح والتعاضد انطلاقا من التجربة الرائعة التي مثلتها بعض الشخصيات في مسيرة المقاومة الجنوبية السلمية منذ حرب صيف 94الغاشمة ، ولا نطيل عليكم بل سندعكم مع تفاصيل اللقاء مع مدير الدائرة الإعلامية لمؤسسة التسامح وتعزيز السلم الأهلي (عارف الحالمي ):

 

شق صف المجتمع الجنوبي

 

في بداية لقاءنا بمدير الدائرة الإعلامية لمؤسسة التسامح وتعزيز السلم الأهلي بعدن "سامح" الأخ / عارف بن عبده الحالمي قال لنا : " نترحم في بداية اللقاء على روح قادتنا الشهداء الذين يتساقطون قائداً تلو آخر وعلى كل الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن وكرامته ، ونشكر "الأمناء" على إتاحتها لنا هذا الحيز لنطل من خلاله على القراء الكرام ، وبالنسبة للمؤسسة وأهم الأهداف التي أُنشئت من أجلها  في خضم الأحداث التي شهدتها البلاد والإفرازات التي أنتجتها الحرب وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى وما رافق ذلك من ثقافات وأهداف مختلفة لرواد تلك الوسائل ومستخدميها ، بعضها موجه ضد الجنوب بهدف شق صفوفه وتفتيت لحمته الوطنية وزعزعة السلم الاجتماعي واستحضار صراعات الماضي ومحاولة إسقاطها على الحاضر الجنوبي  ، وأمام ما سبق ذكره من تهديدات استشعرنا خطر ذلك على السلم الأهلي ونظرنا للأمر كتهديد محتمل لإنجازات وتضحيات شعبنا رغم ثقتنا بوعي مجتمعنا والحصانة التي اكتسبها من واقع تجربة مريرة فرضتها أجندة خارجية عليه ، إلا أن البعض سينجر بغير وعي خلف الإشاعات التي تستهدف وحدة المجتمع ، فكانت المبادرة لتأسيس مؤسسة تعني بنشر ثقافة التسامح والتآخي وتعزيز السلم الأهلي والتحذير من خطورة كل أشكال الصراعات السياسية والحزبية المناطقية والقبلية وكل أنواع التحريض على الآخر ونبذ العنف والتطرف الديني باعتبارهما معوقات للاستقرار والتنمية وتهديد حقيقي لحاضر ومستقبل الوطن والمجتمع" .

ويضيف: " لقد أتت المبادرة  من الأستاذ المناضل ( أحمد الربيزي ) وعدد من الإخوة المهتمين بثقافة التسامح والتصالح والسلام والوئام ، فتم تداول الفكرة بإشراك آخرين ، ولمسنا تفهماً وتشجيعاً رسمياً وشعبياً من نخب سياسية وأكاديمية وثقافية وعسكرية واجتماعية " .

وأشار إلى أن : " من أبرز المباركين والمشجعين والداعمين  لفكرة المؤسسة الرئيس هادي واللواء حسين عرب نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية واللواء عيد روس الزبيدي محافظ العاصمة عدن واللواء شلال علي شائع مدير عام شرطة عدن والأستاذ الخضر لصور رئيس جامعه عدن  ، فتوكلنا على الله وأعلنا مؤسسة التسامح وتعزيز السلم الأهلي (سامح ) واستخرجنا التصريح الرسمي بمزاولة النشاط" .

انقطاع التيار الكهربائي

وأتبع بقوله: " انطلقنا بنشاط مجتمعي توعوي ونحن محاطون باهتمام الجميع وبدأنا بعقد سلسلة من حلقات النقاش شارك فيها عدد من الشخصيات السياسية والأكاديمية ونشطاء سياسيون ونشطاء مجتمع مدني ، ولقاءات مع عدد من الشخصيات العامة ، ولقد كانت لدينا ندوة برعاية جامعة عدن ممثلة برئيسها الدكتور الخلوق / الخضر لصور تم تحديد موعد سابق لها وأُجلت في اللحظات الأخيرة قبل افتتاحها بسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل مفاجئ ، حيث كان الحور كبيراً جداً يعكس المكانة الكبيرة لمفهوم التسامح لدى الجميع والذي أصبح ثقافةً مجتمعيةً وجزءاً من مفردات حياتنا اليومية ، الندوة وبكل محورها مازالت قائمة سيتم تنفيذها في وقت لاحق نظراً لانشغال الأكاديميين المعنيين بأوراق العمل في الامتحانات الجامعية .

وبالنسبة لأهم أهداف المؤسسة هو نشر الوعي المجتمعي من خلال عقد الندوات والمحاضرات في الجامعة والمدارس الثانوية والإعدادية والثكنات العسكرية والأمنية بمشاركة خبراء عسكريون وأمنيون  من التوجيه المعنوي في المؤسسة العسكرية والأمنية وأكاديميون وشخصيات دينية واجتماعية بهدف رفع وعي الطلاب وأفراد الجيش والأمن وتحصينهم فكريا ووطنيا ودينيا "

الوحدة وغزو 94 بسبب صراعاتنا

ودعا الشباب لأن يعززوا وعيهم وأن لا يقعوا ضحية الإشاعات المغرضة التي تستهدف وحدتهم الوطنية وأن يعلموا أن وسائل الحرب ليس القتال فقط بالمدفع والدبابة فهي عديدة ومنها الإشاعات الموجهة .

وأتبع قائلاً : "وكذلك أذكرهم بشي هام  أن الانتكاسات والمصائب التي حلّت بشعبنا الجنوبي ومنها الوحدة وغزو 94 ما كان لها أن تكون لولا صراعاتنا  وتمزقنا الذي أضعفنا وجعلنا فريسة للعدو ، فما كان للحراك الجنوبي السلمي أن ينطلق بقوة وبزخم شعبي ، وما كان للمقاومة الجنوبية أن تتشكل وتنتصر في مواجهة العدوان في 2015م ، وكذلك بتوفيق من الله ثم ثورة الحراك التي كانت الشرارة الأولى لثورة التصالح والتسامح التي انطلقت من جمعية ردفان بالعاصمة عدن في يناير 2006م والتي كانت عبارة عن ثورة لمعرفة الذات الوطنية واستيعاب مسببات ومقومات حمايتها وانتصاراتها وفهم جذور وأسباب الخلافات التي شهدتها وكادت تصيبها في مقتل ".

التسامح والتصالح ثقافة مستدامة

وأكد على أن أهمية انتصار الجنوبيين في تصالحهم وتسامحهم تكمن نفس الأهمية وبمستوى أعلى في ابتداع الوسائل والأفعال للحفاظ على ذلك المنجز الوطني الحضاري والعمل على جعله ثقافةً مستدامةً نتوارثها جيلاً إثر جيل وأساساً لبناء الدولة التي تستوعب الكل وتحقق العدالة والتنمية والرفاهية للجميع في ظل حاضر أمن ومستقبل أكثر أماناً ، وليعلم الجميع أن الشعب والدولة التي عاشت صراعات مدمرة هي نفسها التي استطاعت النهوض من تحت ركام الصراعات وأصبحت دولاً وشعوباً أكثر استقراراً وتنميةً ورفاهيةً بإنتاجها لثقافة التصالح والتسامح والاعتراف بالآخر كشريك وطني ، وأجدها فرصة للتأكيد بعدم وجود مناطقية بمفهومها العالمي ولكن يوجد لدينا مناطقيون يستحضرون المناطقية حتى يحاصرون بتهم الفاسد أو العجز عن القيام بواجباتهم ، وهذه المؤسسة مستقلة غير حكومية ولا جزء من مكون سياسي أو غيره وهي على مسافة واحدة من الكل".  

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني