مستشفى عبود العسكري يستغيث: حياة المرضى في خطر!
تقرير/ عبدالله مجيد

شاءت الأقدار أن تصاب الشابة / سوسن علي حمود وهي ما تزال في ربيع عمرها بمرض الفشل الكلوي- عافاها الله منه- واقتضت حالتها المرضية أن تخضع لجلستي غسيل في الأسبوع الواحد في مركز الغسيل الكلوي بمستشفى عبود العسكري بمديرية خور مكسر بالعاصمة عدن.

"سوسن" واحدة من ضمن مجموعة كبيرة من المرضى يتعالجون في هذا المشفى الذي يكاد أن يوصد أبوابه في وجوههم لوشك نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية فيه.

تجاهل الجهات ذات الاختصاص وعدم تزويده بالمتطلبات والمستلزمات الضرورية خلال الأيام القليلة المقبلة ولو بشكل إسعافي كحل آني لتفادي الأمر، سيودي بحياة الكثيرين من المرضى. 

تقول "سوسن" ذات الجسم الذي قد أنهكه المرض:" أنا مريضة وأجري غسلتين في الأسبوع كل يوم أحد وأربعاء".

وبمرارة تواصل :" إننا نعاني من المرض ، والمركز كل شيء فيه يدل على وشك توقفه، حتى الأدوية الخاصة بالغسيل كالهبرين، ونورمال سيلان، وكذا البلاستر الشفاف حتى الإسبرت لا يوجد فيه ! ، فنحن من نقوم بشراء هذه الأدوية  وعلى حسابنا الخاص... إن لسان حال الأطباء في هذا المركز يقول لنا وباختصار : "دبروا أنفسكم!!!".

ثم أشارت بيدها - وهي تحدثني-  إلى الأسرة الخاصة بالغسيل والعَبرة تكاد تخنقها قائلة:" إن هذه المواد المعلقة عليها تكاد تخلص خلال بضعة أيام ، وهذا ما يعني توقف عملها - ولم تكمل، وبعد صمت لبرهة من الوقت قالت- إننا نعاني، لماذا لا تقوم الجهات المعنية بتوفير هذه المتطلبات؟".

قد أسمعت إن ناديت حيا

مدير مستشفى عبود العسكري الدكتور / الخضر صالح عمر أوضح  في تصريح خاص لـ" الأمناء " أن : " مركز الغسيل الكلوي بالمشفى يعاني العديد من المشكلات منذ الحرب الأخيرة ،متمثلة بنقص كبير في المستلزمات والأدوية الضرورية لتشغيل أجهزة الغسيل، وكذا عدم استلام أيّاً من مخصصات أو اعتمادات المركز منذ يناير 2015 حتى اليوم  من دائرة الخدمات الطبية بوزارة الدفاع رغم التواصل والمحاولات المستمرة في متابعتها والتي دائما ما تتحجج بعدم وجود اعتمادات مالية بهذا الخصوص".

مضيفاً :" إننا سعينا أيضا في الفترة الماضية ومازلنا في محاولة لحل هذه المعاناة عبر وزير الصحة العامة والسكان الأخ الدكتور/ ناصر محسن باعوم، وكذا عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والذي طالبت قيادته منا رفع كشوفات خاصة بالاحتياجات ، وقد رفعناها في المرة الأولى بتاريخ 14 مايو/آيار 2016م ، ثم رفعنا مرة أخرى كشوفات جديدة لذات الغرض لمركزنا ولعموم مراكز الغسيل الكلوي في عدن والمحافظات الأخرى في بداية شهر يناير من هذا العام، ولدينا أمل كبير في حل هذه المعضلة في الأيام المقبلة؛ وذلك بناءً على الاهتمام المتواصل الذي لمسناه من الجهات المعنية " .

وأضاف : " أما فيما يتعلق بموضوع الأدوية، فنحن نستلم من مستودعات برنامج الدواء والاغاثة والتابعة لوزارة الصحة العامة والسكان ما هو موجود لديهم حسب خطة محددة من قبلهم، وتوجد لدينا بهذا الخصوص قائمة معلنة ومعروفة لجميع الأطباء بغرض صرفها للمرضى المحتاجين ".

غياب الصيانة

وأوضح "عمر" في سياق تصريحه لـ"الأمناء" بأن :  "المركز منذ تأسيسه قبل ثمانية أعوام لم يشهد أي صيانة أو تجديد للأجهزة والمعدات الخاصة به، الأمر الذي أخرج عدداً كبيراً منها عن الخدمة، وقد أطلعنا ونبهنا الجهات ذات العلاقة بهذا الموضوع، وحصلنا منها على وعود بتوفير أجهزة جديدة خلال شهر أبريل/نيسان المقبل، أيضا حصلنا على دعم من مركز الملك سلمان حيث وفر لنا 16 جهاز غسيل (مستخدمة) ونحن الآن بصدد فحصها من قبل مهندسين متخصصين؛ لتأكد من صلاحيتها لأداء وظائفها".

توقف الأجهزة

وأكد مدير المشفى الدكتور/ الخضر عمر بأن : " مركز الغسيل الكلوي معرض أيضا للتوقف خلال الأيام القليلة المقبلة؛ لعدم توفر المعدات والمستلزمات الضرورية للغسيل، والتي لا تتوفر أيضا في السوق المحلي، وهو ما يعني الموت المحقق للمرضى لا محالة، إذا لم تقم الجهات المعنية بتدارك الأمر سريعاً ".

وعن عدد جلسات الغسيل للمرضى أجاب بأن : " المرضى يحتاجون في الأسبوع الواحد ما بين جلستين إلى ثلاث جلسات ، كل جلسة لا تقل كلفتها عن 50دولار "، وموضحاً بأن : " إدارة المشفى استطاعت أن تتجاوز المرحلة الماضية منذ 2015 وحتى الفترة الحالية بما كان ومتوفر ومحفوظ لديها بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي بذلها مدير دائرة الخدمات الطبية للقوات المسلحة العميد الدكتور محمد عمر الجفري بهذا الخصوص".

كما أوضح الخضر بأن اعتماد المشفى لهذا المركز قبل الحرب كان لا يقل عن ألف جلسة (غسيل كلوي) في الشهر الواحد، وأنه يحتاج في الوقت الحالي  400 أربعمائة جلسة شهريا على الأقل كحد أدنى".

وتعرضت مباني المستشفى لكثير من الأضرار أثناء الحرب التي شنتها مليشيات الحوثي المدعومة بقوات المخلوع صالح على العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى في أواخر مارس/ آذار 2015م، فضلا عن مشكلة خدمة الكهرباء.

يقول الدكتور الخضر عمر بهذا الخصوص :" إن إدارته قد تقدمت بطلبات ورفعت تقارير خاصة باحتياجات المشفى إلى  عدة جهات منها: الهلال الإماراتي عبر محافظ العاصمة عيدروس الزبيدي، وكذا وزارة الدفاع وفيها تجاوَب القائم بأعمال وزير الدفاع اللواء/ عبدالقادر العمودي حيث وجه الأشغال العسكرية بإرسال فريق هندسي لرفع تقرير متكامل عن المتطلبات وقد نزل الفريق وأعد التقرير، ولكن إلى الآن لم يقم بالتنفيذ لعدم حصولهم على التمويل كما يقولون.

وبالإضافة إلى ذلك كلفت وزارة الدفاع شركة مقاولات الشرفي قبل شهرين بالنزول إلى المستشفى بمعية فريق هندسي ولكنهم أيضا هم الآخرون لم يقوموا بتنفيذ أي شيء لأسباب لم نعرفها".

مشفى بلا ميزانية!

وعن مرتبات الموظفين والميزانية التشغيلية للمستشفى أوضح الدكتور "عمر" في تصريحه لـ" الأمناء " بأنه قام  خلال الفترات الماضية بمتابعة الجهات المعنية للحصول على النفقات التشغيلية الخاصة، وأن ما حصل عليه وعود فقط ولم تنفذ ، ويضيف :" مؤخرا قيل لنا بأنه سيتم دفع هذه النفقات بداية يناير 2017م ولكن مع الأسف حتى هذه اللحظة لم نحصل عليها.

أما فيما يخص بالطاقم الطبي والفئات المساعدة الأخرى فلم يتسلموا مرتباتهم منذ يوليو2016 حتى شهرنا الجاري سوى شهر نوفمبر من ذات العام.

أما الحوافز والعلاوات فقد تم توقيفها من صنعاء منذ يناير 2015م.

كما أننا في المستشفى نفتقر للمخصصات الكافية من الوقود لتشغيل المولد الكهربائي لتقوم  أجهزة الغسيل الكلوي بمهامها خصوصا في هذه الفترة التي تشهد فيها خدمة الكهرباء لانقطاعات مستمرة".

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني