واشنطن: باب المندب في خطر!
الأمناء/ قسم الرصد

تحدث معهد واشنطن المتخصص بشؤون الشرق الأوسط عن وجود خطر محدق بمضيق باب المندب المزدحم بالسفن، لافتا إلى تحذيرات واشنطن من ألغام الحوثيين.

وذكر التقرير الذي أعده الخبيران، كوماندر فوغان وسايمون هندرسون بأن "المكتب الأمريكي للمخابرات البحرية" كان بعث برسائل إلى السفن التجارية في 9 فبراير/شباط الماضي حذرها فيها من مخاطر الألغام في مضيق باب المندب.

وقالت الرسالة الأمنية الأمريكية :"لدى الحكومة الأمريكية ما يدعو للاعتقاد أنه في أواخر كانون الثاني/يناير، زرع المتمردون الحوثيون ألغاماً في المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر قرب مدخل ميناء المخا".

وأشار التقرير أيضا إلى "وقوع عدد من الحوادث المقلقة الأخرى في الممر المائي  الاستراتيجي خلال الأشهر القليلة الماضية. فقد هوجمت السفن الحربية السعودية والإماراتية بينما كانت تحاول فرض حصار على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن. وخلال تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تمّ أيضاً استهداف سفن دوريات تابعة للبحرية الأمريكية".

ولفت معهد واشنطن في تقريره من جهة أخرى إلى أن "المعركة على الأرض قد وصلت إلى طريق مسدود إلى حد كبير، على الرغم من أن القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دولياً قد استولت مؤخراً على ميناء المخا بالقرب من باب المندب".

خبراء يحذرون

وبشأن مضاعفات تعرض الممرات المائية للخطر، نقل الخبيران عن " إدارة معلومات الطاقة" الأمريكية قولها في عام 2014، إن إغلاق الممرات المائية في الشرق الأوسط المزدحمة بناقلات النفط ولو بشكل مؤقت "يمكن أن يؤدي إلى زيادات كبيرة في تكاليف الطاقة الإجمالية وأسعار الطاقة العالمية".

وقدّم التقرير توصيات إلى الإدارة الأمريكية بشأن تأمين مضيق باب المندب، تضمنت التدابير التالية:

 لا بدّ من مواجهة أي هجمات مستقبلية بالصواريخ الموجّهة ضد السفن الأمريكية، بضربات إضافية على مواقع المراقبة بالرادارات وغيرها من المنشآت الموضوعة على الساحل.

 يجب على قدرات الاستطلاع التي تقوم بدوريات على الشواطئ وبالقرب من الموانئ وفي الممرات المائية في اليمن أن تكون جاهزة وقادرة على اعتراض الصواريخ الموجّهة التي تهدّد بشكل كبير عمليات الشحن والقوات البحرية. كما أن أي مواقع مكتشفة لتخزين الألغام يمكن أن تكون هدفاً قيماً.    

 يتعيّن على الولايات المتحدة زيادة التدريب العسكري والتكتيكات ونقل الإجراءات إلى البحرية السعودية والإماراتية، مستخدمةً الخبرة الدفاعية الطويلة الأمد للبحرية الأمريكية ضدّ تهديدات الزوارق الصغيرة.

 القيام بمهمات مشتركة لإزالة الألغام البحرية بالمنطقة

 يجب أن تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لوقوع المزيد من الحوادث في باب المندب. ولا بدّ لخطط حالات الطوارئ أن تتضمن خطوات فورية للحفاظ على حرية مرور السفن التجارية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني.

كشف مسؤول أمني يمني عن تلقي وحدات من الجيش الوطني تدريبات على أيدي قوات أمريكية، ضمن جهود التنسيق اليمنية الأمريكية لمكافحة الإرهاب وتنظيمي "داعش" و"القاعدة".

وأوضح المسؤول المذكور في حديث أدلى به الاثنين 6 مارس/آذار في عدن أن "البحرية الأمريكية تعمل على تأهيل قوات خاصة يمنية لمكافحة الإرهاب، يوكل إليها استهداف عناصر تنظيم "القاعدة" في الجزيرة العربية".

وأكد المصدر أن "الأمريكيين اكتشفوا أن الدعم الذي كان يحصل عليه نظام /علي عبد الله/ صالح، ذهب إلى بناء إمبراطورية مالية له، دون بذل أي جهود لمكافحة الإرهاب، الذي تنامى بشكل كبير خلال حكم نظام صالح الذي امتد لأكثر من 33 عاما".

قائد قوات مكافحة الإرهاب في عدن العقيد يسران أبو حمزة، وفي تعليق بهذا الصدد، قال إن قوات مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة عدن حققت نجاحات كبيرة في "وقت قياسي".

وأكد أبو حمزة، أن النجاحات التي تحققت في مكافحة الإرهاب وإحباط عشرات العمليات الإرهابية جاء "بفضل الله ثم بفضل الدعم العسكري واللوجستي المقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة والإشراف المباشر من قيادة شرطة عدن".

وأشار في هذه المناسبة إلى التنسيق الكامل والمستمر مع قوات التحالف العربي وفي مقدمتها الإماراتية التي قدمت كل ما يلزم لتفعيل الأجهزة الأمنية في عدن وتدريب ودعم الوحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب للقضاء على "القاعدة" و"داعش" و"أنصار الشريعة".

وسبق للحكومة اليمنية أن أعربت عن دعمها التام لجهود الولايات المتحدة والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ومحاربة الإرهاب، مشيرة إلى استعدادها للتنسيق في هذه القضايا.

وذكر متحدث باسم الحكومة في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن الحكومة اليمنية "تحلل وتقيم الضربات الأمريكية التي استهدفت تنظيم "القاعدة" في اليمن منذ 3 أيام، قبل الإعلان عن أي أسماء تتعلق بسقوط قيادات أو عناصر تابعة للتنظيم.

على الصعيد الميداني، شنت طائرات أمريكية الاثنين 6 مارس/آذار غارات عنيفة على مواقع متفرقة في مناطق قيفة رداع  في محافظة البيضاء وسط اليمن .

وذكر مصدر محلي في المنطقة "أن طائرات أمريكية " شنت عدة غارات على مناطق نوفان وعقبة زعج في قيفة التابعة لمديرية القريشية وأن القصف جاء بعد تحليق مكثف للطائرات في سماء مديرية رداع استمر منذ عصر الأحد ، استمرارا لغارات متكررة طيلة الأيام الـ3 الماضية على مواقع يحتمل أن تكون للـ"القاعدة" في محافظات البيضاء وشبوة وأبين .

وفي هذه الأثناء، طالبت حكومة الإنقاذ الوطني التي شكلها الحوثيون الإدارة الأمريكية الجديدة بالتنسيق معها في الضربات التي تستهدف عناصر "القاعدة" في اليمن ، وأعربت وزارة الخارجية في الحكومة المذكورة في حديث لناطق باسمها نقلته وكالة "سبأ"، "عن إدانتها الخطوات العسكرية الأمريكية أحادية الجانب في مواجهة الإرهاب، مؤكدة استعدادها للتنسيق في العمليات الجارية حاليا".

واعتبر المصدر أن العمليات الأمريكية "لن تؤتي ثمارها" المرجوة في التخلص من "القاعدة" في ظل غياب التنسيق الأمني والاستخباراتي مع سلطات المناطق الواقعة تحت سيطرة سلطات صنعاء التي تحارب الإرهاب.

وأضاف: "نذكر الأصدقاء في أمريكا بأن الجمهورية اليمنية لا تزال موجودة كدولة ذات سيادة ولديها برلمانها المنتخب، وهي عضو في المجتمع الدولي وملتزمة بمسؤوليتها في إطار مكافحة "القاعدة" و"داعش"، وأن حكومة الإنقاذ الوطني والجيش والأمن واللجان الشعبية قادرة على القضاء على تلك الجماعات ومحاربتها ميدانيا واستخباراتيا وعقائديا".

وبين نتائج الغارات الأمريكية على معاقل المسلحين في اليمن، أعلن محمد طارق الفضلي، نجل طارق الفضلي القيادي السابق في "القاعدة"، مقتل شقيقه عبدالله في غارة جوية لطائرة أمريكية في شبوة السبت الماضي، وكتب في تدوينة على "فيسبوك": "بعد فراره منا لأكثر من سنة، لقي أمس فجرا ما يصبوا إليه بقصف أمريكي في شبوة. عبدالله أخوي فانا لله وإنا إليه راجعون".

وكان الحوثيون قد أطلقوا سراح عبد الله الفضلي من السجن المركزي في صنعاء في إبريل/نيسان من العام الماضي بعد اعتقاله قرابة العامين بتهمة الإرهاب.

يشار إلى أن الطائرات الأمريكية مستمرة منذ أربعة أيام في قصف مواقع تنظيم "القاعدة" في عدد من المحافظات الجنوبية، فيما تنفذ القوات الجوية الأمريكية عمليات مستمرة في محافظات البيضاء وأبين وشبوة تستهدف عناصر "القاعدة"، وسقط خلال هذه العمليات عشرات المدنيين من الأطفال والنساء في قصف شبه عشوائي أثار موجة من الغضب في الأوساط الاجتماعية والحقوقية المحلية والدولية.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني