تبلغ مساحة محافظة لحج 17704كم٢ ، وتمتد مساحتها شمالاً إلى حدود محافظات الضالع وتعز والبيضاء وشرقاً تمتد بمحافظة أبين وغرباً بمحافظة تعز وجنوباً بمحافظة عدن ، ومنذ حرب مليشيات الحوثي وصالح وحتى اليوم قدمت لحج أكثر من 1900 شهيداً ومئات الجرحى ، ولاتزال تقدم يومياً الشهداء والجرحى ، وخلال عام 2017 م بلغ عدد شهداء لحج أكثر من 50 شهيداً وقد كان آخر شهداء القيادة من أبناء لحج هما ( الشهيد عمر سعيد الصبيحي و أحمد سيف اليافعي المحرمي ) .
بينما مكتب الشهداء والجرحى بمحافظة لحج يمارس مهام عمله من داخل إحدى غرف مستشفى ابن خلدون بعاصمة المحافظة ( الحوطة ) بمساحتها تقريباً بـ ( 3م في 3 م ) وبدون مقومات العمل أو أي اعتماد مالي شهري ، بالإضافة إلى استكثار منح المكتب غرفاً إضافية بالرغم من أنها غرف مغلقة لا يستفاد منها في أي عمل آخر .
"الأمناء" زارت مكتب الشهداء والجرحى بمحافظة لحج لغرض توثيق دور المكتب وما يقوم به من مجهود ذاتي والتعرف على الصعوبات التي تواجه وتعيق عمل المكتب ، ومنها ضعف الإمكانيات عموما وكذا ظهور أشخاص حاولوا تهميش عمل المكتب وتحويله إلى جهات أخرى تعمل باسم المكتب من داخل عدن، ومن خلال هذا الاستطلاع نحاول نقل صورة حقيقية للقارئ الكريم وقيادة الدولة و التحالف عن حال ومتطلبات المكتب .
مكونات المكتب
مدير مكتب الشهداء والجرحى بمحافظة لحج "محمد سلمان " قال : ( يتكون مكتب شهداء وجرحى محافظة لحج من غرفة واحدة بمساحة ( 3م في 3 م) ، ونمارس مهام العمل من داخل مستشفى ابن خلدون ، ويفتقر المكتب إلى أبسط الإمكانية من أدوات مكتبية وآلة تصوير ودواليب لحفظ الملفات ومواد قرطاسية ، بينما هناك طلب بمنح غرفاً إضافية للمكتب ولكن لايزال الطلب محل النظر من قبل جهة الاختصاص ، ويعمل مدير المكتب بجهود ذاتية وبجهاز كمبيوتر مكتبي واحد فقط ويعمل داخل المكتب 8 أفراد بدون مرتبات أو حوافز ) .
وأردف " محمد سلمان " بأن المكتب : ( يشكل الرابط الأساسي بين الشهداء والجرحى والجهات المسؤولة ذات العلاقة والصلة بأمور الشهداء والجرحى ، وتأسّس المكتب بجهود ذاتية طويلة وانبثق من مكتب مجلس مقاومة لحج ، كما يقوم المكتب بدور هام في حصر وتوثيق الشهداء والجرحى في المحافظة ومتابعة شؤونهم خاصة لدى مكتب وكيل محافظة عدن " علوي النوبة " وأيضا التنسيق لدى المنظمات الإغاثية واللجان الطبية عبر الدكتور " الشاطري " في اللجنة الطبية لحج ) .
وكشف محمد سلمان عن دور محافظ لحج حيث قال : ( المحافظ يقدم تسهيلات كثيرة جدا للمكتب ويتعاون معنا في المتابعات داخل لحج وخارجها فهو حريص كل الحرص على حقوق الشهداء و الجرحى والمفقودين والمحافظ على تواصل مستمر معنا ومع جهات أخرى لتذليل أي معوقات تقف أمام عملنا ) .
المحافظ يزور المكتب
وقال "محمد سلمان" : (محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي قام بزيارة المكتب مرتين) ، وأضاف: (لقد أمر المحافظ بصرف مبلغ مالي للمكتب إلا أن ذلك الأمر معلق نتيجة للروتين الإداري من قبل جهة الصرف من شهر أكتوبر 2016 م وحتى اليوم، بالإضافة إلى توسعة المكتب واعتماد آلة تصوير وطابعة للكمبيوتر، ومع ذلك لانزال نتابع تنفيذ توجيهات المحافظ ) .
ترقيم الشهداء
وأوضح المدير محمد سلمان بأن : ( المكتب يعمل حالياً على متابعة إجراءات ترقيم الشهداء والجرحى والمعاقين حسب الاتفاق مع وزير الزراعة والري " الميسري " المكلف بترقيم العسكريين والشهداء والمعاقين بعد تكليف الوزير لجنة لاستلام الملفات وترقيمهم من مندوبي المحافظات ( عدن ، لحج ، أبين ، الضالع ) ، ونعمل حالياً بدوام من الصباح وحتى المغرب لتحضير وفرز ومقارنة الوثائق حتى تسلم إلى اللجنة ، وقد سلم المكتب ملفات عدد من المديريات وما تبقى سوف يتم تسليمة الأسبوع القادم ) .
متابعة الجرحى
وحول الجرحى قال " سلمان " : (بالرغم من شحة الإمكانيات إلا أن المكتب يهتم بأمور الجرحى ، حيث يتم تنسيق أمور الجرحى مع اللجنة السودانية عبر مكتب الوكيل " علوي النوبة " محافظة عدن وإرسال الجرحى للمعاينة والفحص وإجراءات العلاج ، كما أن الجرحى لم يتحصلوا على أي تعويض مالي) .
حقوق الشهداء
خلال زيارتك لمكتب الشهداء والجرحى محافظة لحج وكما يقال "الظرف يعرف من عنوانه" ، فسوف تعرف أن شهداء وجرحى م/ لحج بدون حقوق متكاملة ، بينما هذه المحافظة الباسلة تقدم الشهيد تلو الشهيد يوميا مع عشرات الجرحى ، فشهداء محافظة لحج لا يتحصلوا على راتب شهري باستثناء شهداء المقاومة تم دفع لهم لمرة واحدة فقط 10000 ريال سعودي، بينما تتحصل أسر الشهداء على سلة غذائية بشكل متقطع وعلى فترات متباعدة من قبل الهلال الأحمر الإماراتي ومجموعة يافع للعمل والإنجاز ومؤسسة الشوكاني للأيتام والمؤسسة الكويتية وجزاهم الله خيراً على هذا الدعم الإنساني النبيل.
شهداء القصف الخطأ
نسمع حديثاً بشارع لحج ، وعند التنقل بالمواصلات أو بمجالس القات يقول : ( حتى الشهداء يتم التعامل معهم بطريقة التمييز فهناك شهداء درجة أولى وشهداء درجات أخرى ) ولقد علمنا خلال زيارتنا لمكتب شهداء لحج بأن ( شهداء قصف طيران التحالف عن طريق الخطأ بفترة حرب مليشيات الحوثي وصالح والذي راح ضحيته عدد من عامة المواطنين الأبرياء بسوق المواشي بالفيوش وداخل منازل المواطنين بقرية الحمراء والساكنين النازحين بمدرسة مصعب بن عمير بقرية طهرور والمصلين بمسجد جعفر بمنطقة الوهط لم تتحصل أسرهم لا من الدولة أو التحالف على أي تعويض مالي حتى اليوم ) وهذا التأكيد يؤكد كلام عامة الناس حول التمييز بين الشهداء في الحقوق ، فإلى متى سيظل شهداء لحج محرومين من الحقوق ؟ ولماذا هذا التمييز ؟ .
وفي هذا الاستطلاع نختصر متطلبات المكتب كما جاء بحديث المدير محمد سلمان : ( المكتب يحتاج إلى مسيرات مالية بشكل شهري ومرتبات لعدد 8 أفراد يعملون من فترة بدون أي مقابل ، بالإضافة إلى ضرورة الوفاء من قبل جهة الاختصاص من خلال تنفيذ توجيهات المحافظ ، وأيضا حاجة المكتب إلى كمبيوترات بما فيها كمبيوتر ( لا بتوب ) وذلك بعد تلف شاشة الكمبيوتر الشخصي والذي يحمل معلومات هامة عن الشهداء والجرحى ، ودعم المكتب بمواد مكتبية الخاصة بنجاح عمله وتقديم الخدمات إلى أسر شهداء وجرحى الحرب ) .
فلا يسعنا القول بختام الاستطلاع إلا ما أروعهم وهم يتباكون على سقوط الشهداء ، وما أجملهم وهم في مجالس العزاء وإشهار بيانات التعازي وكتابة المقالات وقصائد الرثاء ، ولكن على الواقع مكتب الشهداء بمحافظة لحج يفتقر إلى أبسط الأشياء، فأين هي حقوق الجرحى والشهداء؟ أو أن الثورة يصنعها الرجال الشرفاء ويسرقها الجبناء بينما أطفال الشهداء تمسي وتصبح من دون وجبة صبوح أو عشاء لأنهم من أسر الفقراء وبقية أبناء الشهداء المقربين لصنع القرار أثرياء وسعداء ؟!! ، ومع ذلك ستظل لحج تروي شجرة الحرية بدماء خيرة رجالها الأوفياء ..ولا نامت أعين الجبناء ..