يعاني الأهالي صعوبة كبيرة في نقل مستلزمات الحياة اليومية وإسعاف المرضى عند انقطاع الطريق
يُعد مشروع طريق «رهوة الفلاح- حُمّة» الجاري تنفيذه على نفقةِ الأهالي والمغتربين ورجال الخير والعطاء ، من أهم وأكبر المشاريع الأهلية في يافع كلد مديرية (سرار) محافظة أبين الجنوبية، والذي تم تدشين العمل في هذا المشروع في 24 من أبريل من العام الماضي 2016م، حيث يأمل أهالي (حُمّة) شق طريق مختصرة تربطهم بمديرتي رصد وسرار وتجنبهم مجرى السيل ،وتسهل لهم حركة التنقل دون انقطاع في موسمِ سقوط الأمطار.
فالطريق الحالية عبارة عن مجرى سيل «سائلة» ، ومع تدفق السيول التي تنساب روافدها من مختلف جبال ووديان مديريتي رصد وسرار تنجرف وتختفي الطريق تماماً ،وتصبح قرى ومناطق (حمة) معزولة كلياً.
معاناة قاسية وصعوبات كبيرة
معاناة قاسية يعانيها المواطنون ويتكبدون المتاعب سنوياً بإصلاح الطريق ونقل مرضاهم والمتطلبات اليومية.
ما أريد قوله هو أنَّ الطريق الحالية سيتمّ الاستفادة منها في إقامة وتنفيذ السدود والحواجز العملاقة لحجز مياه الأمطار التي تذهب هدراً دون الاستفادة منها ، والتي بدورها تؤمّن سكان مديريتي رصد وسرار.
وكانت لنا زيارة إلى مشروع "رهوة الفلاح - حمة" بمعية المحامي/ عثمان محضار ، والأستاذ /قائد منصر صالح ، وتنقلنا بين قرى ومناطق "حمة" واحدة تلو الأخرى لملامسة هموم وآلام أبنائها التي تتلخص في الطريق.
وكان أول المتحدثين مدير المشروع الأستاذ / علي ناصر الحامدي ،حيث قال: «تفتقر قرى ومناطق حُمّة إلى الكثير من الخدمات الضرورية كالكهرباﺀ والمياه والتعليم والصحة والاتصالات ، أما الطريق حدّث ولا حرج ، كون طريقنا التي تربطنا بمديريتي رصد وسرار سيئة للغاية ومليئة بالمخاطر والعذاب ، فالسيارات تسير فيها ببطء شديد، والسير فيها في موسم الأمطار مغامرة محفوفة بالمخاطر».
وأضاف الحامدي في حديثه قائلاً: «لقد شرعنا في شق طريق رهوة الفلاح حمة تجنباً لطريق السائلة وسنعمل بكل جهد من أجل إنجاز المشروع الذي طال انتظاره حتى من قوت أولادنا ».
مشروع بقاﺀ أو رحيل
وأوضح الحامدي بأن مشروع رهوة الفلاح حمة بالنسبة لسكان مديريتي رصد وسرار مشروع بقاء أو رحيل، فالطريق السابق « بين الواديين - المرصد » أماكن صالحة وبامتياز لإقامة مشاريع مياه عملاقة تؤمن سكان رصد وسرار من شبح الرحيل والمصير المجهول.
أما المواطن / عقيل ناصر سالم أحد أهالي حمة منطقة "اعصم" فتحدث قائلاً «عند ما تنجرف الطريق يعيد الأهالي إصلاحها من جديد بأيديهم ، ويعاني الأهالي صعوبة كبيرة في نقل مستلزمات الحياة اليومية وإسعاف المرضى عند انقطاع الطريق» .
واشاد عقيل بجهود الأهالي والمغتربين ورجال يافع الطيبين أصحاب النوايا الصادقة والنبيلة.
أما المواطن/ رشاد أحمد عبدالله صالح فتحدث قائلاً :« مشروع طريق رهوة الفلاح حمة ، قطعنا فيه شوطاً كبيراً وتبقّى القليل ،والشكر بعد الله للجنة المشرفة على سير العمل وكل الخيرين من أبناء حمة ويافع كافة».
وبعد زيارة موقع العمل في مشروع (رهوة الفلاح -حمة) قمنا بالتنقل بين قرى ومناطق حمة التي يتسم سكانها بالحفاوة والابتسامة والكرم والأخلاق الرفيعة ،كان لقاؤنا الأول في منطقة "أرنبة العليا" مع العقيد/ محمد حسين العبدلي الذي تحدث قائلاً:« يعاني الناس في قرى ومناطق حُمّة من صعوبات جمة أبرزها وعورة الطريق وبالذات في فصل الصيف موسم سقوط الأمطار».
وشكر العبدلي كل من خطط وساهم وقدم لمشروع رهوة الفلاح من أبناء حمة ويافع ،كما شكر العبدلي في حديثه المحامي /عثمان محضار ، والأستاذ/ قائد منصر صالح عميد جامعة العوارض ، والصحفي/ قائد زيد ثابت على جهودهم المتواصلة تجاه مشروع "الفلاح - حمة" ،كما أشاد العبدلي بجهود اللجنة الأهلية للمشروع كلاً باسمه.
حرمان من أبسط الخدمات
من جانبه تحدث المعلم والهامة التربوية الأستاذ / خضر حسين حنش قائلا:« منطقتنا تعاني ظروفاً صعبة ومحرومة من أبسط الخدمات الضرورية للحياة» .
واستعرض الأستاذ خضر في حديثه المعاناة المزمنة التي يعيشها أهالي قرى ومناطق حمة بسبب وعورة وطول الطريق التي تربطهم بمركز المديرية سرار ومستشفى رصد العام وبالذات في موسم سقوط الأمطار.
وفي ختام حديثه شكر اللجنة الأهلية برئاسة علي الحامدي وكل الداعمين للمشروع ، هذا المشروع الهام والعظيم ،كما شكر الفريق الزائر للمنطقة المحامي عثمان والصحفي قائد زيد ثابت وقائد منصر عميد العوارض.
من جانبه تحدث العمري قائلاً:« قرى ومناطق حمة محرومة من مشاريع الطرقات ومن جميع المشاريع الخدمية ، لا مياه لا كهرباء لا طريق لا ...لا... ،والشكر موصول لأهل الخير في يافع على ما قدموه ويقدمونه لمشروع طريق رهوة الفلاح حمة».
وفي منطقة الحصن نتوقفُ قليلاً لنستنشق عبق التاريخ ونشاهد القلاح والحصون القديمة التي تتوزع وتتناثر فوق قمم الجبال والأكام وتحكي تاريخ الآباء والأجداد ، فحُمّة تزخر بالكثير من المواقع والمعالم الأثرية ،كما كان لنا لقاء مع الأخ / رشاد خضر صالح الذي تحدث قائلا:« بعد أن تقطعت بنا السبل استبشرنا خيراً برجال الخير من أبناء يافع ، فلهم منا كل الشكر والتقدير ،وأعرب رشاد في حديثه عن ارتياحه وسعادته للوفد الزائر ،وجدد شكره وتقديره للجنة الأهلية للمشروع».
حلم يراود الجميع
واصلنا التنقل جنوباً برفقة الأخ / علي الحامدي حتى منطقة "امعضيبة" مسقط رأس الشاعر والشيخ / صالح حسن الجلادي « رحمه الله » وكان لنا لقاء مع الشيخ صالح منصور صالح الجلادي الذي تحدث قائلاً:« بالنسبة لمشروع رهوة الفلاح حمة نعتبره مكسباً ومنجزاً كبيراً إذا كُتب له النجاح فهو حلم يراود الجميع في حمة ».
وأضاف الشيخ صالح منصور : « الطريق الحالية بسببها يعاني الأهالي الكثير من المتاعب، وخصوصاً عند انقطاعها في فصل الصيف لأكثر من أربعة أشهر والطريق مقطوعة بسبب السيول فالمرضى يتم إسعافهم على الأكتاف حتى أسفل سرار ،ونتكبد خلال فترات انقطاع الطريق معاناة مريرة في نقل المواد الغذائية على ظهور الحمير والجمال».
وكانت محطتنا الأخيرة في منطقة "اعصم" التي وصلناها مع غروب خيوط الشمس وبطاريات الشحن خالية ولم نتمكن من زيارة باقي المناطق مثل: امثيلة ، وملحيف.