مالا يعرفه الكثير من أبناء العاصمة عدن عن أبطال قدموا ومازالوا يقدمون أغلى ما لديهم لحمايتنا ويتعرضون للطعن والتشهير
كتب / سامح المديني

ماذا لو افترضنا أن البنوك تسحب أموالنا عندما نغتاب أحداً وتقوم بوضعها بحساب من نغتابهم من الآخرين! ، لصمتت وخرست ألسنتنا وأقفلت أفواهنا حفاظاً على أموالنا ، ويعود تشبيهي هذا إلى أن هناك خلط عقول بعضنا ويتوجب علينا كإعلاميين النصح فالنصيحة ليست فضيحة ، والنقد ليس الحقد أو الكراهية ، والتوجيه لا يعني الوصاية على أحد .

دعونا نترك المناطقية والعنصرية التي يدسها في داخل البعض مطابخ نحن نعرف تماماً ما هو الغرض منها ، ومن أين منبعها ومصدرها ، ويتوجب علينا أن ندرك تماماً أنها مخصصة في زرع الفتن بين أبناء الجنوب من أقصاه إلى أقصاه ويلزم علينا أن نكون أكثر حذراً ونبتعد عن القيل والقال والنسخ واللصق من منشورات نعرف يقيناً مصدرها في التواصل الاجتماعي ، علماً بأنه من السهل علينا التحقق والنزول على أرض الواقع قبل أن نقذف وننعت ونتهم أناساً ضحت لأجلنا وندرك بعدها أننا نساند الخونة على أبطال ضحوا ولازالوا يخسرون الأرواح الغالية ويحتسبوها رخيصة تجاه هذا الوطن الجنوبي الغالي .

في الآونة الأخيرة كثُر القيل والقال ورمي الاتهامات على رجال الأمن  ، مما دفعني أن أتحقق بنفسي دون الانجرار وراء هذه الظاهرة ، ولكني تفاجأت أن الأبواب كلها مفتوحة أمامي وأمام أي شخص يفكر بنفس تفكيري ، لهذا أتمنى أن تسمحوا لي بأن أستطرد لكم من حقائق يجهلها البعض من أرض الواقع عبر هذا الموضوع عن ما يدور من حياة خلف باب اللواء / شلال علي شائع مدير أمن محافظة عدن وعن رجال تعشق الموت ولاتهابه في سبيل تثبيت الأمن والسكينة ، أبطال يصابون بإصابات خطيرة ويعودون لتأدية واجبهم فور تلقيه للعلاج الأولي فقط ، رجال لا تنام لأجل أبناءنا ينعمون بالسكينة ، وتبقى متأهبة ، وترتدي زي المقاتل ليلاً ونهاراً رغم أنهم يعيشون حياةً مزرية ولا يتقبلها أحد منا .

هل تعلمون أن كل من هو خلف جدار شلال منهم 90 في المئة مصابين وجرحى بجروح كبيرة كادت تودي بحياتهم ورغم ذلك عادوا للخدمة ؟!!

هل تعلمون أن جميعهم من أبناء عدن ولحج والضالع وأبين ويعيشون وكأنهم فرداً واحداً ؟

الأخ العقيد / عبدالدائم مدير مكتب مدير أمن عدن ، ورغم أنني كنت أعلم أن ما يُشاع ضده هو افتراء  أن تلك الحقيقة التي كنت متيقن منها تجلت بوضوح حين التقيته حيث رأيته رجلاً هادئاً ومتواضعاً يستقبلك مبتسماً ويعمل بصمت يتخالط مع الصغير والكبير ويستقبل ضيوفه في أي وقت ويعمل ليلاً ونهاراً ويحترمه الجميع ، وما أذهلني أنه لا يعلم عن ما يُقال عنه من اتهامات وتلفيقات ، وعندما سألته عنها رد قائلا : ( أنا لا أنظر لمثل هؤلاء فلدينا الكثير من العمل وتأكد أنهم سيعلمون أني بعيد كل البُعد وسيعلمون في يوم من الأيام مصادر هذه الهراءات ) ، هذا ما جعلني أحترم هذه الشخصية التي خدمت في السلك الأمني في عدن منذ أكثر من 32 عاماً والمشكلة أن القاصي والداني يعرفه وتعايش معه .

أبناء وأبطال الـ400 شهيداً وهم من أبناء ضالع الشموخ وأول من استطاعوا تحرير محافظة الضالع من قوات عفاش والحوثة والتي كانت لي نظرة عن البعض،  وكان أولهم البطل الجريح بكيل محمد ناشر حبيش كان أول المقاتلين في جبهة ضالع الصمود ومصاب بإصابة أعاقت يده اليمنى ولكنه عاد إلى خطوط القتال وأصيب بعدها بإصابة أعاقت قدمه اليمنى أيضا ورغم هذا هو لايزال متأهب بكل جاهزيته , وحدثني حين التقيته بالقول :  ( لن أبرح هذا المكان إلا قتيلاً أو أعود لأهلي رافع الرأس بنجاح قضية وطني الجنوب ) .

الشاب الآخر اسمه حزام فضل محمد صالح مصاب بثلاث طلقات نارية سكنت في جانب صدره الأيمن في معركة أولى المحررات ورغم خطورة حالته إلا أنه بعد أن تماثل للشفاء عاد لخدمة وطننا الجنوبي الحبيب .

وكذلك لا ننسى البطل ابن عدن البار/ غمدان العبادي الذي كان له دور كبير في كل جبهات عدن وكان حاضرا بالصفوف الأولى لعملية التحرير ( السهم الذهبي ) والذي لايزال ملتزماً بتحمل الكثير من المسؤوليات لخدمة استتباب الأمن لأجل أبناء عدن خاصة والجنوب عامة .

ناهيكم أنهم يعانون عدم استلام مرتباتهم منذ أربعة أشهر ويتحملون ضغط العمل في النقاط الأمنية تحت حرارة الشمس وعلى مدار اليوم ليستلموا فقط 350 ريال يومياً حتى تصل للبعض إلى 1000ريال ! ، فأي رجال هؤلاء الأبطال؟! وأقل ما يستحقونه منا هو كلمة شكر في حقهم والافتخار بهم .

 

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني