هل باتت صفحات التواصل الاجتماعي تخدم العدو وأهدافه أكثر من خدمتها الجنوب ومقاومته؟
تقرير/ وضاح محمد الحالمي

بعد أن كانت إلى ماضٍ قريب صفحات التواصل الاجتماعي بمختلف مصادرها وتحديدا (فيس بوك واتس آب) نافذة للتواصل وتبادل الآراء والأحاديث النافعة باتت اليوم وتحديدا في الجنوب مرتعاً لنقل الإشاعة والأخبار المزيفة والمهاترات والقذف والتعصب بين الناس وخصوصا السياسيين والنشطاء الذين أقحموا أنفسهم في أتون السياسة ودخلوا أجواءها العصيبة والمتعبة ويحبون الخوض في هذه الأحاديث والنقاشات غير المجدية والتي أضحت تحدث الشرخ وتلعب دوراً في الزيادة من الاحتقان السياسي نتيجة لكثرة القيل والقال والكلام غير المفيد  الذي بات هو السائد في صفحات التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي.

 

دور سيء

باتت صفحات التواصل الاجتماعي تلعب دوراً سيئاً في التعاطي للأحداث الحاصلة والمتسارعة التي تشهدها الساحة الجنوبية بفعل المتصفحين الذين لا يعرفون أهمية هذه الصفحات ، وباتت هذه الصفحات اليوم  مصدر إحباط وإزعاج وقلق للكثيرين الذين تركوا هذه الصفحات بسبب الأحاديث غير المنطقية للبعض أو نتيجة للأخبار التي تنشر والمنشورات التي تكتب  أيضا ليفضّل البعض عدم الخوض في هذه النقاشات أو حتى رؤيتها ومغادرة هذه الصفحات وعدم الخوض في سفاسف الأمور والابتعاد عن أجواء الفيس بوك الحامية الوطيس التي تشعل الدنيا شعيلاً ! .

 

أفراح وأتراح

وحينما تطالع صفحات التواصل الاجتماعي (فيسبوك واتس آب وحتى تويتر)  وتتابع منشورات الأصدقاء والنشطاء المتتابعة ربما تشعر أن الأحلام أقرب إلى أن تتحقق وأن النصر لاشك قادم وسيعود الوطن إلى أحضان أبناءه ، وتارة يأتي  شعور بالإحباط والألم حينما تتبدد الأحلام وتتلاشى الآمال لتتحول الأفراح إلى أتراح ! .

 

عدم التحري في نقل الأخبار

البعض من متصفحي شبكات التواصل الاجتماعي سواء كانوا داخل الوطن أو ممن رمت بهم الأقدار خارج الوطن لا يتحرى الدقة في نقل الخبر أو كتابة منشور ، إذ تجدهم بعيدين عن الواقع ونشاهدهم في تغطية متواصلة للأحداث بأخبار عاجلة وهمية لا تكاد أن تنتهي وتتحدث عن أن الأعداء يسعون الالتفاف عن المقاومة الجنوبية من الجهة الفلانية وتارة عن ثبات المقاومة في أماكنها كما لو أنه القائد الميداني المحنك الذي يشرف على المعركة من بعيد أو الإعلامي الذي يقوم بتغطية المعارك من أرض المعارك الدائرة بين المقاومة والمعتدين، حتى أن الشباب أصبحوا يتسابقون عن نقل الأخبار بغض النظر عن صحتها وبات كل شخص يريد أن يكون أولاً هو من ينقل هذا الخبر قبل أي شخص آخر وكما لو أنه يحصل على وسام عند نقل الخبر أولاً قبل غيره.

 

أخبار تخدم العدو ليس إلا

مثل هذا الكرّ والفرّ الذي يحصل في صفحات التواصل الاجتماعي والأخبار التي يتم نشرها بسرعة بدون التأكد من مصادرها باتت تخدم العدو بشكل كبير ، واستطاع العدو أن يدرس عقليات الجنوبيين ومن ثم اختراق جبهات الفيس بوك وغيرها من خلال الصفحات الوهمية بأسماء شخصيات جنوبية وأسماء قبائل من الجنوب ليقوم بنسخ ولصق ، ونشر أخبار مزيفة من صفحات أخرى هدفها إرباك المشهد وإثارة البلبلة بين أوساط الناس أو الإساءة لبعض الشخصيات الجنوبية  ليقوم بعض الجنوبيين بنشرها مباشرة ربما هو لا يدرك صحة هذا الخبر وحقيقته أو لا يدرك أيضا أن هذه الصفحة خلفها أشخاص هدفهم النيل من الجنوب وثورته ومقاومته وقيادته.

 

ماالذي يجب القيام به؟

ليس من العيب  كتابة منشور على صفحات التواصل الاجتماعية يتعلق بالجنوب وقضيته ومقاومته ، ولا هو عبث ، ولكن  بات من الضرورة على المتصفحين الجنوبيين التوقف عن نشر الأخبار الغير صحيحة والتوقف عن بث الإشاعة التي تربك الوضع والمشهد في الجنوب وتزرع الإحباط في قلوب الناس والمقاتلين في الجبهات الذين يدافعون عن الأرض والإنسان الجنوبي ، وبدلاً من نقل الأخبار التي تخدم أعداء الجنوب وتشق الصف وتنشر  الفتنة يجب على متصفحي صفحات التواصل الاجتماعي على الأقل القيام بدور مهم في توعية الناس من خلال منشورات تهدف إلى الاصطفاف الوطني وحثهم على مواصلة القتال والوقوف في وجه  المؤامرات التي تستهدف الجنوب وقيادته  وكذلك مناقشة مواضيع مهمة والمتعلقة بالواقع الصعب وكيفية الخروج منه ، والشد من أيدي المقاومة الجنوبية ورفع اليقظة في التصدي للنيل من الجنوب بهدف الاستمرار في تحقيق الانتصارات، لكن يبدو أن كثيراً من المتصفحين لا يفقهون شيئاً ولا يسمعون إلى من يقدم لهم النصح بضرورة نشر الأخبار من مصادرها ومصرين على الاستمرار على نقل الأخبار التي تأتيهم من مواقع مشبوهة.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني