تنتشر في اليمن ظاهرة بيع الكتب المدرسية في السوق السوداء والمكتبات قبل أن تسلمها وزارة التربية والتعليم للمدارس.
وتفتقر أغلب المدارس في العاصمة عدن للكميات الكافية من الكتب والمناهج الدراسية التي توزع على الطلبة، ما يدفع أولياء الأمور لشرائها من الأسواق والمكتبات .
وشكا أولياء الأمور من هذه الظاهرة المستمرة، والتي تفاقمت مع بدء العام الدراسي الجديد، مع تسريب الكتب والمناهج الجديدة من مطابع الوزارة إلى الأسواق لبيعها في السوق السوداء، نتيجة انتشار الفساد والتلاعب، على حساب مصلحة الطلبة وإمكانات أولياء الأمور.
رغم أن ظاهرة ابتزاز الطلاب والاستحواذ على أموالهم موجودة في غالبة المدارس وبطرق مختلفة فتارة باسم الرسوم المدرسية والشهائد وتارة أخرى بطباعة الاختبارات والامتحانات وتارة باستئجار ونقل الكتاب المدرسي إلا أن ذلك ورغم دفعهم للفلوس لإيصال الكتاب لا يجدوه أو يكون ناقص مما يدفع بالأمر إلى إشراك طالبين أو أكثر في كتاب واحد فيما العديد من الطلاب وخصوصا في المناطق الريفية التي أصبحت على كف عفريت يعاني طلاب تلك المناطق من عدم وصول الكتب المدرسية إليهم حيث كثرت الحجج والذرائع من المسئولين بان هناك عراقيل تواجههم في عدم إيصالها إليهم نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها البلد بحسب ما يدعون من ذرائع واهية مبررة أمام أولياء الأمور في تأخرها ،
ولكن أكثر ما يزعج المواطنين وذوي الاهتمام بالتعليم عندما يلاحظون الكتب المدرسية مكدسة على الشوارع وتباع بأرخص الثمن.
وأصبح العلم يعاني الانتقاص في هيبته من كثرة التلاعب والبيع وترك الطلاب في غياهب الإهمال بلا كتب مدرسية ولا تعليم ذو حصيلة علمية.
وقال المواطن صالح سعيد (31 عاماً) وهو أب لثلاثة طلبة إن "هذه الظاهرة تعتبر مشكلة كبيرة بالنسبة لنا كأولياء أمور للطلبة، تضطرنا لشراء الكتب المدرسية من الأسواق والمكتبات، لأننا نعرف تماماً أنها تصل السوق قبل توزيعها على المدارس، فضلاً عن حصول نقص في تلك الكتب كل عام".
ويضيف حمزة: كل عام يحصل نقص في عدد الكتب المدرسية الموزعة على الطلبة، ما يفقد الطالب فرصة التعلم بشكل جيد، كما يعني إضافة أعباء جديدة علينا كآباء، ومصاريف كبيرة لشراء الكتب.
والغريب هو وصول هذه المناهج وبيعها في السوق قبل توزيعها على المدارس من قبل وزارة التربية.
مدرسون ومعلمون بدورهم أكدوا انتشار ظاهرة بيع الكتب المدرسية في الأسواق بشكل علني دون رقابة حكومية، وهي ليست ظاهرة جديدة لكنها انتشرت بشكل أكبر مع مطلع العام الدراسي الحالي.
من جهته، أوضح احد المعلمين أنه "طالما حذرنا المسؤولين في وزارة التربية من هذه الظاهرة الخطيرة، لكننا لم نجد استجابة حقيقية.
واستمر بيع الكتب والمناهج المدرسية في الأسواق والمكتبات علناً دون رقابة، في وقت نحاول فيه سد النقص الحاصل في أعداد تلك الكتب كل عام".