أجرت "الأمناء" لقاءً صحفياً سريعاً مع عميد المعهد التقني البحري المهندس "جمال فرج سواده"، وناقشت في هذا اللقاء عدة محاور، فيما وصل إليه المعهد من حالة يُرثى لها، وعدم وجود أجهزة ومعدات تم سرقتها بعد الحرب.
وتأسس المعهد التقني البحري عام 1970 م في عدن والذي كان يعرف سابقا بالمعهد السمكي ، وكان الهدف الأساسي من إنشائه هو تدريب وتأهيل الكادر الوطني المتخصص في قطاع الثروة السمكية وإعداد المهارات التقنية والمهنية التي يحتاجها هذا القطاع الاقتصادي الهام . إلا أننا شاهدنا ونحن نَلِج بوابته الأولى الخراب والعشوائية وتكدس النفايات الأمر الذي يدعو إلى الحسرة على هذا المعهد الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام مرأى ومسمع وزارة التعليم الفني والتدريب المهني التي لم تحرك ساكنا بالرغم من المناشدات والمذكرات المستمرة من قبل عمادة المعهد المتمثلة بعميد المعهد السابق المهندس/ غالب أحمد مسعد وعميد المعهد الحالي المهندس "جمال فرج سواده"
• كيف تقرأ حالة المعهد بعد عملية تحرير عدن ؟
لم يسلم من أيادي العابثين بعد تحرير عدن، فحالة المعهد بعد الغزو الأخير لعدن باتت سيئة جدا حيث دُمرت معظم مباني المعهد ومحتوياتها مثل صالة تحضير الأسماك التابعة لقسم الصناعات الغذائية ومطبخ الطلاب ، وهناك من المنشآت من دُمِّر تدميرا جزئيا ولكنه لم يسلم من أيادي العابثين بعد تحرير عدن كورشة المحركات المعلقة وورشة المختبر البحري والورشة العامة.
• تنادي وزارة التعليم الفني دوماً بأنها تقوم بتأهيل المدرسين والموظفين.. هل لمستم شيئاً من هذا التأهيل ؟
الأعوام القريبة لن يتبقى من الكادر المتخصص سوى ثلاثة مدرسين ، تأهيل الكادر يكاد ينعدم في المعهد لأسباب تعود لعدم اهتمام الوزارة بمسألة تأهيل الكادر المتخصص في المعهد ، وقد قمنا برفع مذكرة إلى وزارة التعليم الفني موضحين فيها بأن المعهد البحري حتى عام 2019 لن يتبقى من المدرسين ذات حملة الماجستير للأقسام التخصصية سوى ثلاثة فقط وإلى يومنا هذا لم نتلقَ أي رد .
• يتساءل بعض مدرسي المعهد لماذا لم يتم إدراج أسماء مدرسين من المعهد البحري لدورات خارجية أسوة بزملاءٍ لهم في معاهد أخرى ؟
لا توجد دورات خارجية لتأهيل المدرسين ، فكل الدورات التي تأتي إلى الوزارة لا يتضمنها المعهد البحري الذي يعتبر المعهد الوحيد في الجمهورية اليمنية ، ولا نعرف ماهي الأسباب خلف تعمد إهمال هذا المعهد على وجه الخصوص .
• نسبة الإقبال على المعهد ضئيلة جدا مقارنة بالمعاهد الأخرى التي تتبع وزارة التعليم الفني.. فما هي الأسباب برأيك ؟
نعم ..إن نسبة الإقبال ضعيفة وهذا يعود لسببين أولاً : قلة المرافق التي تعمل في المجال البحري ، ومعظم تلك المرافق قد انتهت ولم يتبقَ سوى القطاع الخاص الذي يحتكر هذه العملية ، وثانيا :عدم اهتمام الوزارة بهذا المعهد وإعطاءه الاهتمام الإعلامي والثقافي ، أي أنها لا توليه الرعاية المطلوبة.
• مخرجات المعهد البحري محدودة ..هل من مستقطب لها في المجالات المختلفة؟
توجد مرافق عدة غير متخصصة في مجال المعهد البحري تعمل على استقطاب مخرجات المعهد ، مثل محطات الكهرباء ومختبرات الجودة ومصانع التعليب فقط .
• ما هو دور المنظمات المحلية والدولية في رفد نشاط المعهد ؟
لعبت المنظمات المحلية والدولية دوراً كبيراً في رفد نشاط المعهد من خلال إقامة العديد من الدورات القصيرة في السابق ، أما الآن فإنها متوقفة بشكل كلي وهذا يعود لعدم استقرار الوضع الأمني للبلد.
• لو تحدثنا عن الصعوبات التي تواجهكم في إدارة المعهد والحلول الناجعة لها ؟
المصاعب كثيرة ومتشعبة ، ولكن سأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر عدم وجود الميزانية التشغيلية للمعهد ، وكذلك انعدام وجود المعدات والتجهيزات التي سرقت بعد تحرير عدن مباشرة ، وأضف إلى ذلك مسألة تأمين المعهد ، حيث لا توجد حراسات مدنية ثابتة ولا عسكرية .
أما عن الحلول المناسبة لمثل تلك الصعاب هو أن يعمل مكتب التعليم الفني والتدريب المهني في العاصمة عدن مع مكتب التعليم الفني في المديرية على دعم ومساندة المعهد في مواجهة الصعاب التي تعثر من نشاط وحيوية المعهد بالرغم من وجود بعض بوادر الدعم ولكنها بسيطة مقارنة بما تتحصل عليها المعاهد الأخرى.