تظل ملف طباعة الكتاب المدرسي القضية الشائكة والمعرقلة  لسير العملية الدراسية منذ الانقلاب الأخير على الشرعية في اليمن، وتتفاقم أكثر حجم هذه المشكلة كلما اقتربت عقارب الساعة نحو موعد انطلاق الفصل الدراسي الثاني ولم تطبع بعد أي كتب للفصل الدراسي الثاني!.., ومن جهة أخرى تتصاعد وتيرة احتجاجات موظفي مؤسسة الكتاب المدرسي (عدن وحضرموت) المطالبين بصرف رواتبهم ومستحقاتهم المالية المتوقفة منذ أشهر، حسب قولهم.

"الأمناء" بدورها سلطت الضوء على هذا الملف بعد تلقيها شكوى من رئيسي نقابة مطابع الكتاب في فرعي (عدن وحضرموت)، وهما كلٌ من أ. "مياد أحمد سالم"، رئيس فرع نقابة مؤسسة الكتاب المدرسي عدن- المنصورة، ورئيس فرع نقابة مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي حضرموت أ. "محمد بدر النهدي".

عقد الـ 11 مليار ريال

وعن تساؤلنا عن كيفية قيام وقفة احتجاجية للعاملين بمطابع الكتاب المدرسي أمام المعاشيق والذين طالبوا فيها بمستحقَّاتهم المالية بينما تم توقيع عقد لطباعة الكتاب المدرسي بمبلغ يفوق 11 مليار ريال قبل الوقفة بيوم واحد فقط والذي بإمكانها رفد ميزانية المؤسسة، صدر توضيح مشترك لرئيسي نقابة مطابع الكتاب فرع (عدن وحضرموت) أوضحوا فيه لـ"الأمناء": أن عقد توقيع طباعة  الكتاب المدرسي الذي تم مؤخرا هو يخص العام الدراسي 2018/2017 أي العام القادم الذي سيبدأ في سبتمبر 2017م ولا يخص عامنا الدراسي الحالي .

كما علمنا بأنه تم توقيع العقد وطريقة توزيع الحصص للخطة بين الفروع ( طريقة جديدة تختلف عن ما كانت عليه سابقا) وهي 30% فرع عدن و 20% فرع حضرموت فيما يتولى فرع صنعاء  طباعة 50% من إجمالي الكتب المدرسية, دون الرجوع للمختصين من القيادات الإدارية والفنية ونقابات الفروع وإشراكهم بهكذا قرارات استراتيجية وذلك يولد نوعاً من الشك والارتياب لما يتم متابعته ومدى مصداقية القائمين على أمور المؤسسة ومتابعة الحقوق وصرفها ، ينبغي عدم التسرع بها إلا بعد دراسات وأبحاث تؤكد صوابية هذه القرارات من عدمها من خلال توفر الإمكانات والظروف المتاحة من عدمها ومن الصور الخاصة بخبر توقيع العقد التي نشرت على وسائل الإعلام المختلفة يلاحظ ذلك حيث أن من حضر من طرف المؤسسة بجانب المدير التنفيذي عمالٌ فقط وليسوا من القيادات الإدارية أو الفنية أو النقابات.

وقفة احتجاجية أمام معاشيق

ونفذ عمال مطابع الكتاب المدرسي فرعي (عدن المنصورة وحضرموت) وقفة احتجاجية أمام بوابة المعاشيق مطالبين فيها الحكومة الشرعية ورئيس الوزراء بن دغر بصرف مرتباتهم المتبقية واعتماد صرف الحافز الشهري للفترة السابقة  ، حيث أن هذا الحافز يمثل 80% من رواتبهم.

وطالبوا باعتماد النفقات التشغيل للمؤسسة خلال الفترة الحالية حتى يتم اعتماد الموازنة العامة للفترة القادمة, وأن توقّف المؤسسة طيلة الفترة السابقة أثّر بشكل سلبي على سير العملية التعليمية من ناحية وعلى حياة العامل والموظف في المؤسسة من ناحية أخرى.

قرب انطلاق الفصل الدراسي الثاني

ولم تطبع مطابع المحافظات المحررة أي كتاب، بينما مطابع صنعاء المحتلة تطبع حصيلتها كاملة، وتقول اللجنة النقابية لعمال وموظفي مطابع الكتاب المدرسي: " إن لم يتم طبع أي كتاب للجزء الثاني  الذي سيبدأ بشهر  فبراير ولم يتم الطبع بفرعي المؤسسة بعدن أو حضرموت شيء ، بالرغم أن فرع صنعاء الذي يقع تحت سيطرة الانقلابيين يطبع حصته كاملة من هذه الكتب ، بينما من هم بكنف الشرعية لم يطبعوا كتاباً واحداً! ، وقد جرى الرفع من الفرعين بإمكانية الإنجاز فيما لو تم توفير لهم نفقات التشغيل فقط ، حيث تتواجد جميع المواد الخام والورق وكل المتطلبات اللازمة للإنجاز بالفرعين ولم يتم التجاوب بل إن نقابات الفرعين طالبوا بأكثر من بيان ورسائل متكررة لذوي الشأن ولكن لم يتم الالتفات لهذه المناشدات بل وصل الأمر إلى عدم المقابلة والجلوس مع رؤساء النقابات الذين طلبوا ذلك ولم ينجحوا بل قوبلوا برفض وصد ولا ندري سببا أو مبررا لهذا من قيادة المؤسسة التنفيذية الشرعية أو الوزارة!! "  .

مقطع فيديو مسيء!

وتلقت في وقت سابق صحيفة " الأمناء" شكوى من موظفي مطابع الكتاب يشكون فيها من تصرف د.عبداالله لملس وزير التربية والتعليم الذي حضر إلى مكان الوقفة الاحتجاجية ووجه كلاماً غير مسؤول "حسب قول الموظفين "

وقال لهم: " أنتم يحرككم (مطهر الرية) من صنعاء!.. " ، وهذا الكلام استفز الحاضرين وولد حالة استغراب لديهم وهم الذين خرجوا لهذه الوقفة من واقع صعب ومؤلم في ظل انقطاع الرواتب وتوقف نشاط المؤسسة، ووثّق أحد المحتجين تلك اللحظات ليتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي .

وفي ردّ من نقابة موظفي مطابع الكتاب يورد فيه بشأن هذا الخصوص جاء فيه: " ما تم مشاهدته من مقطع حضور الأخ الوزير للوقفة الخاصة بالعاملين واتهامهم بالتبعية لصنعاء وما صنعاء ، وهذا أمر ما ينبغي  أن يخرج من مسؤول ورجل قرار تم التخاطب معه كتابياً عدة مرات للجلوس معه من نقابات الفرعين كونهم ممثلين عن عمالهم ولم يتم التجاوب ، وهذا يخالف قوانين ولوائح العمل المنظمة لمثل هذه الأمور بل ويأتي اتهام التبعية لصنعاء مما يثير في النفوس من وساوس لأشياء تحاك أو تعتمل تثير الريبة والشكوك! " .

شكر المحافظين

وحسبما قاله رئيسا النقابة أنه لم يقف بجانبهم سوى المحافظين اللواء عيدروس الزبيدي محافظ العاصمة عدن ومحافظة حضرموت اللواء أحمد سعيد  بن بريك الذين قاموا بصرف مرتبات (سلفة) لهم حتى يتم تعزيزها برواتبهم من التربية والتعليم.

وقال/ مياد أحمد سالم رئيس نقابة عمال وموظفي مطابع الكتاب المدرسي عدن-المنصورة : " نظمنا وقفة احتجاجية أمام ديوان محافظة عدن بتاريخ 2016/11/24 لعدم صرف مرتباتهم لمدة ثلاثة شهور وقد تم الترحيب بنا واستقبالنا بصدر رحب من قبل المحافظ الذي أبدى استعداده للتعاون وحل مشكلتنا في عدم صرف المرتبات وإصدار تعليماته للأخ/مدير عام الفرع فارس زين السقاف لرفع كشوفات ومرتبات العمال إلى مكتب المالية عدن وتقديم (سلفة ) للمؤسسة العامة للمطابع يتم إعادتها عندما يتم تعزيز الفرع بميزانية من قبل الإدارة العامة" .

فيما قال محمد بدر النهدي رئيس نقابة عمال وموظفي مطابع الكتاب فرع حضرموت : " أثمن دور محافظ حضرموت و مواقفه العظيمة تجاه عمال وموظفي مطابع الكتاب فرع حضرموت والذي قام هو الآخر قام بصرف (سلفة) مرتبات 3شهور لموظفي الفرع " .

في حين لم يقف لجانبهم سوى المحافظين وسط تجاهل وعدم مبالاة من قبل  القيادات التنفيذية في المؤسسة ووزير التربية والتعليم , كما نتمنى من نقابة المعلا أن تقف إلى جانب العاملين في حقوقهم المشروعة قانونا وليس لجانب أشخاص .

وفي ختام التقرير، وجهت اللجنة النقابية رسالة شكر وتقدير وامتنان  من اللجنة النقابية إلى المحافظين لدعمهم ومساندتهم بتقديم كل المساعدات اللازمة. شاكرين سيادة المحافظين على كل ما يقومون به من تحسين لمحافظة عدن وحضرموت وحرصهم على جميع مؤسسات الدولة، مضيفين: " نحن كلجنة نقابية مستبشرين فيكم خيراً بما تعملونه ، وسوف تعملونه في المستقبل"  .