من جديد.. أزمة المشتقات النفطية تلقي بظلالها الداكنة على المواطنين "تقرير"
تقرير/ علاء عادل حنش

بعد أن استبشر الجنوبيون بقدوم الرئيس هادي وحكومته إلى أرض الوطن (الجنوب)، متطلعين لعودة الحياة من دون أزمات، وخصوصاً بعد الحرب التي عانى الجميع منها معاناة شديدة، وتتسبب الأزمات الحادة بمزيد من التدهور والانهيار في حياة المواطنين البسطاء، وتعود أزمة انعدام المشتقات النفطية من (بترول، وديزل) منذُ أكثر من أسبوع - قابله للزيادة - ليواجهه المواطنون من الأطياف المختلفة وبالذات الطلبة، والمرضى، وكذا سائقو الباصات –الذين يعتمدون بدرجة كبيرة على ما يجنوه من بعض الريالات جراء عملهم بالباص– وغيرهم الكثير الذين يجدون صعوبات مُزرية، ومشكلات عديدة جراء انعدام المشتقات النفطية، وأكثر معاناة هي التي يعانياه المرضى بالمستشفيات –وخصوصًا الحالات التي تحتاج للتيار الكهربائي دائمًا  - وهذه المرة تأتي الأزمة والحكومة في معاشيق..

مطالبات بكسر احتكار

ويلقي انقطاع المشتقات النفطية بظلاله على المواطنين على مختلف الاتجاهات كالتسبب بانقطاع للكهرباء والمياه والمواصلات؛ وهذا يكرس المزيد من المعاناة ويفاقمها أكثر، وترتفع المطالبات بأن يتم كسر الاحتكارات على بعض التجار فقط، وفتح الباب أمام جميع التجار للمنافسة، وتسهيل الإجراءات الخاصة لهم حتى يتم التخفيف من هذه الأزمة الناشبة.

وتجدر الإشارة إلى أن هنالك بعض سائقيّ الباصات يقومون برفع سعر المواصلات؛ بعذر أنهم يضطرون لشراء الدبة البترول أو الديزل من "السوق السوداء" بأربع أضعاف لسعرها الحقيقي "3700" ريال للدبة الواحدة، ليكون ناتج الأربعة الأضعاف هو "15000" ريال ، وهذا ما يجعل المواطن في حيْرة من أمرة ! هل يلوم سائق الباص؛ أما إنهم جميعًا يعانون؟!  ، وبذلك تزداد الصعوبات تلو الصعوبات في الحياة أمام المواطن البسيط، في ظلّ انقطاع الرواتب، وعدم ثبات تسليمها للمواطنين، وكذلك إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لتكون كلّ هذه الأزمات ما هي إلا غيض من فيض، ولا أنسى انقطاعات المياه المتكررة التي تُجبر المواطنين على شراء بوز الماء التي تصل أسعارها إلى أربعة آلاف أو خمسة آلاف ريال يمني – وأكثر - وكلّ هذا ونحن هنا لم نذكر أزمة انقطاعات الكهرباء وتفشي مياه المجاري، وغيرها من الأزمات التي وصلت لعَنَان السماء، فإلى متى سيظلّ المواطن يعاني؟!!..

أزمات مفتعلة

ومن هذا المنطلق المأساوي والأليم، قمنا بإعداد تقرير – متواضع– عن هذه الأزمة التي تلقي بظلالها الداكنة على جميع فئات وشرائح المجتمع، ولهذا التقينا ببعض ممن يجدون صعوبة في هذه الأزمة، ويرونها بعيونهم وعيون غيرهم..

 وابتدأنا حديثنا مع العقيد "عادل صالح حنش"، الذي قال :"بكلّ تأكيد أن انقطاع المشتقات النفطية تُسبب ضررًا كبيرًا لكلّ المواطنين، من حيث انعدام المواصلات، وانطفاءات الكهرباء، وانقطاعات المياه، وغيرها من الأزمات"…

وأردف قائلًا: "أزمة المشتقات النفطية مُفتعلة، وتأتي ضمن الأساليب التي تُستخدم لحصار الشعب الجنوبي، ولتحطيم معنوياته، وضربه في العمود الفقري"…

وأضاف بقوله: "رغم تفاؤلنا الكبير بعودة الرئيس "هادي" وحكومته، تأملنا باستقرار أمور المعيشة، إلا أن "اللوّبي" ظهر مُجددًا، ليقوم بتهديد الرئيس "هادي"؛ فحين كان "هادي" بالخارج لم تكن تتواجد هذه الأزمات، –وهذا ما أقصده–"…

وختم حديثه قائلًا:" وأوجهه من خلال صحيفتكم الشكر والتقدير لقيادة السلطة المحلية الممثلة باللواء "عيدروس الزُبيدي"، واللواء "شلال علي شائع"، ولكلّ القيادات التي تعمل بصمت من أجل الوطن والشعب، وإني أُطالب كلّ أفراد الشعب من الوقوف إلى جانبهما، وكذلك الخروج عن الصمت، والتظاهر أمام شركة النفط"…

أزمة داخل أزمات!

أما الصحفية "دنيا حسين فرحان" فقالت بدورها: " مشكلة انعدام المشتقات النفطية التي اجتاحت عدن في الآونة الأخيرة مشكلة كبيرة، وتحديدًا للمواطنين؛ لأن المواطن حاليًا يمر بأزمة وهي أزمة انقطاعات الرواتب، والتي تُعتبر أزمة خانقة، وكذلك من غلاء الأسعار، والأزمات المُفتعلة مثل الكهرباء والمياه وغيرها.."

وتضيف قائلة : "مشكلة المشتقات النفطية جعلت من المواطن يدخل حلقة صعبة وملتهبة، وليس فقط المواطنون البسطاء، فكذلك سائقيو الباصات، ومالكو المحطات، والموظفون الذين يذهبون لأعمالهم ، فيجب من سرعة حلها.."

وتضيف واضعةً مُقترحًا، بقولها: "فمثلًا يجب أن يتفق جميع المسؤولين على معاودة ضخ المشتقات النفطية لكلّ محطات البترول، لأن  الاستمرار على هذا الوضع سيؤدي إلى تعقيد الأمر أكثر بكثير"

متبعة :"طبعًا وجود الفرزات، والذي بدأ بها مدير عام مديرية كريتر "خالد سيدو"، هي خطوة جميلة، في ظلّ هذه الأوضاع الصعبة، والازدحام الخانق للسيارات في عدن، إلا أن هذه الخطوة تقبّلها البعض ورحّب بها، ورفضها البعض الآخر، لأنه لا توجد هناك عملية تنظيم.."

وتواصل حديثها بالقول: "يجب أن يتم حل مشكلة انعدام المشقات النفطية، وأن تُعاد المياه لمجاريها، وأن يتم ضخ البترول والديزل إلى المحاط؛ لكي يتسنى لسائقيّ الباصات الحصول عليها؛ لكي تعود المواصلات لشكلها الطبيعي، ولكي يتمكن المواطنون من العودة للحياة تدريجيًا، فإذا انحلت هذه المشكلة ستتم الأمور على ما يُرام، أما إذا ظلّ الوضع على ما هو عليه فبتأكيد ستتفاقم المشكلة أكثر، وقد تصل بالمواطنين لمكانة لا يحبها، وسنعود لدوامة الصراعات الداخلية، والثورات، وأحداث الشغب"

وختمت حديثها بالقول: " ونوجه كلمة كإعلاميين للسلطة المحلية، وحكومة الشرعية بشكل عام، من التدخل من أجل إنهاء هذه الأزمة، فيكفي المواطنون مما عانوه بالسابق"…

مصدر وحيد.. ومعاناة شديدة..

وفي آخر لقاءاتنا التقينا بسائق الباص المواطن "محمد علوي عبدالله" الذي شكا معاناة مالكيّ الباصات جراء انقطاعات المشتقات النفطية – حيث يُعتبر ما يجنيه من الباص هو مصدر رزقه الوحيد –، فقال لنا: " لقد تبهذلنا كثيرًا !..فلم نعد نستطيع الحصول على قيمة الدبة البترول لكي نستطيع مواصلة العمل بها؛ نظرًا لارتفاع سعرها الجنوني في السوق السوداء، وانعدامها في محطات البترول"…

ويضيف قائلًا: "أرى بأن المسؤولين الحاليين يفتقدون للخبرة الكافية لمجاراة الواقع، فلا توجد رقابة على محطات البترول، ولا شيء !! "…

ويضيف شارحًا: "خرجت بالأمس من منزلي حوالي الخامسة فجرًا، فلاحظت أن المحطة التي أمام مطار عدن الدولي الواقعة بخور مكسر تبيع المشتقات النفطية للمواطنين بضعف سعرها الحقيقي – أي بخمسة آلاف ريال – وهذا كله ناتج عن عدم وجود رقابة حقيقية ! "

ومن هذا المنطلق وجه كلّ المواطنين البسطاء نداءهم –العاجل– الذي يّتسم بملامح الغضب العارم إلى كلّ المسؤولين عن أزمة –آفة– انعدام المشتقات النفطية، والإسراع في معالجتها؛ وذلك قبل استفحالها أكثر، مضيفين: أن ذلك ربما قد يكون مبرراً للرضى لرفع سعر قيمة الدبة البترول والدبة الديزل..

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني