تشهد ردفان حالياً نوعاً من إعادة تطبيع الحياة بعد الحرب التي شنتها مليشيات صالح والحوثي، والتي أدت إلى تدهور الأمن أكثر مما كان عليه قبل الحرب، وذلك بعد أن انتهت كل حلقات ومكونات الدولة في ردفان، فتسبب هذا كله بجعلها مرتعاً ومعقلاً لزراعة الخوف والرعب، وترهيب المارة عبر عمليات النهب والتقطع وبعد أن كان القتل فيها للأبرياء شيئاً اعتيادياً - وهذا ما أحدث فوضى كبيرة - أثرت سلبا على حياة المواطنين وحولت حتى طرق المار ة سواء باتجاه الضالع بتحويل طرقهم صوب تعز ثم إب أو إلى يافع صوب أبين والبيضاء، وكانت كما يسميها البعض سوقاً للموت ومسرحاً للنهب وبؤرة تأويها عصابات ترتبط بتنظيمات مشبوهة، دأبت على إقلاق السكينة وحظيت بدعم من عناصر تتبع نظام صنعاء المأجور، وغير ذلك أن هنالك عناصر مدسوسة، كانت تتم زراعتها باستمرار للنيل والانتقام من مكانة هذه المديرية التي تعتبر مفخرة للتاريخ الجنوبي القديم والحديث ومحاولة لتشويه سمعة ذئابها الحمر الذين لا ترضخ مبادئهم للتبعية والذل والاستعباد.
تعدد في أساليب الفوضى
وبعد كل هذا التدهور، وإزهاق الأرواح على قارعة الطريق، وبعد نهب ممتلكات المواطنين، وهتك الأعراض حتى لو كان ذلك بكلمات جارحة على أقل تقدير، فضلاً عن أن هنالك جنود تم الاعتداء عليهم بإطلاق النار خلسة ولمرات عديدة، ومجمعات فتحت أبوابها لاستقطاب الأطفال والمنحرفين وخريجي السجون، وذلك من أجل بث سموم الفكر المتطرف والمنحرف، الذين يستخدمون التخويف بغرض إرهاب وترويع الناس، وكذا القتل والتفجير ناهيك عن العمليات الانتحارية، التي أودت بحياة كثيرين في الآونة الأخيرة، حيثخ قامت بها بعض العناصر المتطرفة من قلب مدينة الحبيلين وقصدت عنوة معسكراً لجنود المقاومة والحزام الأمني في ردفان وحصدت أرواح العشرات، دونما سبب يستحق كل تلك الدماء من أبناء هذه المنطقة.
وبسبب تلك الأوضاع التي لم تعد تحتمل، ونفاد الصبر حتى ضاق الساكنون ذرعاً بتلك الظواهر التي أضحت تهدد وجودهم، وتسيء إلى تاريخهم العريق، فأخذ مجموعة من الشباب الوطنيين على عاتقهم أن يحملوا الهم، ويبدؤوا بتأسيس تكتل شبابي من أبناء الحراك الجنوبي، وكان من ضمنهم القيادي "مختار النوبي"، الذي أعاد للأمن هيبته، بعد تكليفه من قبل قيادة التحالف بتشكيل الحزام الأمني الذي انظم له جموع من صناديد شباب ردفان الحريصون على أمن منطقتهم ومناطق الجنوب أجمع.
مجهودات كبيرة
وبعد مجهودات مضنية بذلها هؤلاء الشباب وعدد من قيادات ردفان من ذوي الخبرة فقاموا باستقبال وتسجيل الدفعات وتدريبها وتأهيلها حتى أضحت على مستوى عالٍ من الخبرة والكفاءة ، مكتسبة مهارات قتالية عالية لمكافحة الجريمة ، ومازال التدريب والتأهيل مستمر لإنتاج عناصر تتسم بالاختصاصات المناطة للمهام الصعبة كل من الطوارئ والقوات الخاصة والتدخل السريع وغيرها..
وتم توزيع الفرق والفصائل القتالية كلٌ على حسب الاختصاص في كافة مناطق ردفان وانتشار الجنود التابعين للحزام الأمني لتأمين الطرقات من أولى نقاط مداخل ردفان في جبل الزيتونة امتداداً إلى نقيل البكري ومنطقة الراحة والحرور وكذا إلى حالمين ، ناهيك عن تسيير دورياتهم وباستمرار في المدن الرئيسية للتحري حول أي عمليات اشتباه بعناصر تثير الذعر أو المخاوف ، وبالفعل أثمرت هذه الخطط والعمليات بالقبض على العديد من العناصر المتطرفة المدعومة من (مخلوع صنعاء) و(متعجرف مرّان) ، وكذا قتل العديد ممن ثبت تورطهم في عمليات تفجير وقتل بعد اشتباكات مباشرة مع جنود من المقاومة والحزام الأمني مرات عديدة حتى كادت تتلاشى تماماً بوادر التطرف أو الدعوة والتحريض ضد عناصر وأفراد الأمن.
وقام الجهاز الحزام الأمني في مناطق ردفان في تنظيم المدينة والقضاء على المظاهر العشوائية التي سببت الاختلال في جماليات المدينة وأدت إلى الفوضى والازدحام وإعاقة الحركة ، حيث تجد منتسبي الحزام الأمني ليل نهار منتشرين لتنظيم حركات السير وحماية المؤسسات والإسهام في حملات النظافة وما إلى ذلك..، وهنا أردنا أن ننقل صورة للمقارنة في مناطق ردفان قبل وبعد تشكيل جهاز الحزام الأمني، فاليوم أضحت مناطق ردفان من المناطق النموذجية التي تضرب بها الأمثلة من حيث إعادة توفير الخدمات الأساسية والإلتزام بدوام الإدارات الحكومية والارتياح الذي يبدونه المواطنون الساكنون في مناطق من حال السكينة المتواجدة والأمن المستتب فيها.