يعدُّ صندوق النظافة والتحسين في العاصمة عدن، أحد أهم القطاعات الموجودة داخل الدولة والذي يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على جمال العاصمة عدن، فوجود صندوق النظافة يساعد على تطوير عدن بكافة المجالات، فالصندوق يقدم الخدمات العامة التي تساعد باقي أقسام الدولة على العمل بشكل مرتب وهم الجنود المجهولون الذين يعملون بصمت من أجل المجتمع، وهم الأشخاص الذين إذا غابوا عنا حتى يوماً واحداً نجد حالةً من النقص، لكن بفضل الله ثم بفضل العاملين في هذا الصندوق، ولم يتوقف صندوق النظافة عن العمل حتى في أيام الحرب التي أجبرت كافة مؤسسات الدولة على التوقف، لكن الصندوق لم يتوقف، ولمعرفة بعض المعلومات عن المخلفات الصلبة والبلاستكية وكيفية التخلص منها، قامت "الأمناء" بنزول ميداني إلى مقالب رمي المخلفات داخل عدن وأجرت لقاءً مع مدير إدارة معالجة المخلفات الصلبة إحسان علي محبوب، وتطرقنا إلى عدة مواضيع ..التفاصيل في صلب اللقاء:
هناك ثلاثة مقالب داخل عدن في المنصورة و هو يعتبر محطة لوزن القمامة القادمة من المديريات ثم يتم تفريغ حمول سيارات النقل الصغيرة بكافة أنوعها في مقلب المحمية ، و هو يسمى محطة تحويلية و يتم بعد هذا نقل القمامة مباشرةً إلى المقلب الرئيسي و هو بير النعامة الذي تم افتتاحه في منتصف عام 2006 و الهدف منه احتواء القمامة القادمة من جميع مديريات المدينة و أيضاً القمامة القادمة من محافظة لحج و المنطقة الحرة "الميناء" و يتم عملية التخلص من هذه الكميات الكبيرة من القمامة بعملية الردم بعمل حفريات كبيرة ثم سكب القمامة فيها ثم إغلاق الحفرة ، و نستوعب يومياً ما يقارب 600 طناً من القمامة نقوم بمعالجتها و التخلص منها بالطرق الصحيحة و المفيدة التي لا تضر و لا تمس البيئة بأي شيء ، و نحن نعمل على مدار الساعة من خلال ثلاث نوبات يومية من أجل المحافظة على نظافة عدن ، فالقمامة مستمرة في الإنتاج و إذا توقف الصندوق و المقلب عن العمل فقد يسبب مشاكل كثيرة قد تعيق المواطنين على استكمال حياتهم بشكل صحيح ، و من أجل استيعاب هذا القدر الكبير من القمامة اليومية فتم بفضل الله ثم بتعليمات من مدير عام الصندوق المهندس / قائد راشد بافتتاح مقلب في منطقة المحمية من أجل زيادة العمل في نقل القمامة بأكبر قدر من الجهد و بأقل تكلفة من خلال رمي المخلفات القادمة من جميع المديريات في عدن في المحمية ثم نقلها مباشرةً إلى مقلب بير النعامة من خلال سيارات النقل الكبيرة التي قدمت لنا هدية من إخواننا في دول الخليج من قبل الهلال الأحمر الإماراتي من أجل العمل بشكل أكبر للمحافظة على نظافة و جمال محافظة عدن .
نعم.. كان لنا دور كبير في الحرب ، فالمناطق التي لم يستطع الحوثي الدخول لها كانت تعمل على نقل المخلفات ، و حتى بعض المناطق الذي كانت محتلة كان يتم التنظيف فيها ، و قد تعرضت بعض المعدات الثقيلة الخاصة بالصندوق بالضرر و صندوق النظافة من المنشآت التي كانت صامدة ، و في أثناء الحرب كانت المعدات الخاصة بنا تساعد رجال الدولة و المقاومة في نقل الأتربة من المقلب إلى المناطق العسكرية من أجل عمل دفاعات أمنية عليها و بعد الحرب كان الصندوق يعمل على تنظيف الشوارع من أعمال التخريب و المخلفات الصلبة التي كانت في الشوارع الرئيسية في محافظة عدن و خاصة المخلفات التي كانت متواجدة في كريتر بجانب عدن مول ، و كان مقلب النعامة و جميع العاملين عليه في حالة استنفار كاملة من أجل استيعاب الكميات الكبيرة القادمة من المديريات بعد الحرب ، و برغم عملية النهب الكبيرة التي وقعت على المعدات الثقيلة من قبل مليشيات الحوثي و المخلوع علي عبدالله صالح لكن بفضل من الله و مساعدة إخواننا الإماراتيين و بتعليمات مدير عام الصندوق المهندس "قائد راشد " استطعنا التعامل مع هذه المرحلة الحرجة ، و الآن يسير العمل بشكل طبيعي في المقلب و المقلب مستعد لتقبل أكبر كميات من القمامة فالمقلب يمتلك مساحة كبيرة تقدر اثنين كيلو في اثنين كيلو ما يساوي أربعة مليون متر مربع .
نعم.. نتمنى من الله أن يوفقنا و نستطيع إصلاح بعض الآليات العاطلة مثل الجنازير والكمبكتر و عددهم ثلاثة تضررت بشكل كبير بسبب الحرب المدمرة التي شنت على عدن و تعرضت للنهب و التخريب ، و الآن تقدمنا بطلب إلى شركة تهامة و تم إنزال مهندسين من أجل صيانة المعدات و من خلاله يتم رفع تقرير لمعرفة تكلفة الصيانة ، و الحمد لله بالنسبة لصندوق النظافة مهتم جداً بالمعدات فقد خصص ورشات خاصة من أجل صيانة المعدات الجديدة و عدد الورشات ثلاث في خور مكسر و المنصورة و دار سعد ؛ لكن إذا توفر لنا دعم جيد فنحن بأمسّ الحاجة إلى جنزيرين و نحتاج إلى خمسة قلابات و غرافة حتى نستطيع التعامل مع المخالفات بطريقة سليمة مائة في المائة بإذن الله ، و الصندوق على علم بالموضوع و يتابع السيارات العاطلة و يدعمنا بكل ما نحتاجه بقدر الاستطاعة الممكنة للصندوق .
نعم.. نعاني من مخاطر يومية بسبب بعض الأدوات الطبية التي ترمى في القمامة بدون مبالاة ، و قد تعرض أكثر العمال بإصابات خطيرة و أيضاً بسبب بقايا مخلفات الحرب ، و قد وجدنا شبكة للألغام على خط المقلب من بقايا الحوثي في عدن و تم تبليغ المقاومة و إدارة التحالف و تم تفجير أكثر من 60 لغماً ، و أيضاً هناك بعض المخلفات للأسلحة التي ترمى في القمامة و التي قد تعرِض العمال للخطر ، و لكن الصندوق يعمل المستحيل للمحافظة على العمال من خلال الاهتمام بالعاملين في الجانب الصحي و توفير العلاجات و المستلزمات الخاصة بهم مجاناً و تقدم هذه الخدمة لكافة العمال في الصندوق .
من فوائد مقلب بير النعامة أنه يحتوي على قمامة عدن ولحج و إبعاد الضرر على المواطن ، و أيضاً يهتم بالتخلص من المواد منتهية الصالحية القادمة من الميناء أو بعض الشركات ، و أيضاً نطمح في المستقبل إن شاء الله على عملية تدوير للقمامة من خلال التعاون مع مصانع و شركات بإذن الله في المستقبل القريب .
اللهم لك الحمد ..الصندوق مهتم جداً بحقوق العمال و يتم بفضل الله صرف الرواتب أولاً بأول ، و أيضاً علاوات على حسب عمل الفرد ، و من لا يعمل بجد لا يستحق أن يعطى و هذا ما يميز الصندوق عن غيره من أقسام الدولة ، و هذا بسبب اهتمام إدارة الصندوق بالعمال بقيادة المهندس " قائد راشد " فهو يستحق أن يذكر أكثر من مرة ، فهو مدير ميدان و ليس مدير مكاتب و تعلمنا الإخلاص و الإبداع بالعمل منه ، و أنا بالنسبة لي لا أحب الجلوس في المكتب وأحب الجلوس مع العمال فهذا هو مكاني و هذا ما تعلمته من مدير الصندوق .
7/ هل تحب أن تضيف شيئاً في نهاية الحوار ؟
أتمنى في المستقبل القريب أن نستطيع الاستفادة من غاز الميثان الموجود في القمامة في توليد طاقة كهربائية للمواطن و أيضاً في تحلية مياه البحر فهو قريب منا جداً ، لكن للأسف الشديد المسألة مكلفة جداً و نحن خرجنا من حرب مدمرة و الوضع حرج ، و قد كان في شركات نزلت و قد عمل الصندوق عملية تنسيق مشتركة معهم ، بس الآن مع ظروف الحرب تأجل الموضوع و لكن سوف نتابع هذا الأمر بإذن الله ، و أيضاً حابب أشكر من خلال صحيفة " الأمناء" منظمة الأمم المتحدة التي قامت بدعمنا "بغرافة" و عمل حفرة لطمر مخلفات الحرب من المباني و الشوارع ، و أيضاً يتم بنقلها إلى المقلب، وأيضا أشكر المدير العام للصندوق "قائد راشد" على اهتمامه بالعمال و بحقوقهم المادية.