تعرض للتهميش الممنهج من صنعاء وظلَّ يحارب كل التجريف والتهميش..مركز البحوث والدراسات بعدن.. صراع من أجل البقاء
استطلاع/ منير مصطفى

مركز البحوث والدراسات بعدن يعتبر من المراكز الثقافية التاريخية العريقة وهوالمنبع المغذي والدراسات للباحثين والمثقفين وحاملي الشهادات الجامعية العليا.. ونظراً لدوره الثقافي والفكري كأحد المعالم الثقافية الرائدة في الجنوب، التي تعرضت للإهمال المتعمد والتهميش فأصبح مركز الدراسات فرعاً لعدن باسم وحدة التدمير والنهب لكل ثروات وإنجازات الجنوب.. ولمكانة هذا المركز الثقافي التنويري في البحوث والدراسات والذي يضم وثائق ومراجع أكثر قيمة في التاريخ الثقافي والإعلامي والذي ظل ولازال يصارع من أجل البقاء، ارتأينا النزول للمركز لمعرفة أوضاعه الحالية ومدى الخدمات الثقافية التي يقدمها للباحثين وما وصل إليه حال الحفاظ للوثائق والمراجع وما هي التحديات التي تواجه نشاطه والموظفين وخرجنا بهذه الحصيلة..

توفير الكتب والمراجع

تقول زهرة سالم مرتع -  مسؤولة المكتبة بمركز الدراسات والبحوث اليمني فرع عدن - :" المكتبة تقوم بالمهام من توفير الكتب والمراجع للرواد من الأدباء والمثقفين والباحثين وكذا الطلاب والذين يقدمون بالتحضير للماجستير ، فالمكتبة هي أمهات الكتب الأكثر قيمة علمية ، فكثير من الطلاب حملة الماجستير والدكتوراة أخذوا المعلومات من هذه المكتبة قبل الوحدة ومركزنا هو الأساس ، وبعد الوحدة أصبحنا فرع تابع لمركز الدراسات بصنعاء وظل بقائنا على ما يأتينا من كتب من جامعة عدن ومن بعض شخصيات ثقافية بمجهودات شخصية مثل الأساتذة :عبدالله باوزير ، ود. ناصر السعيد ، وعوض الهمزة ، وأمين ياسين الذين أهدوا المكتبة بالكتب والمجلات الثقافية والعلمية يستحقون كل التقدير".

وأضافت :"وللأمانة المكتبة تقوم بدورها الفاعل وبمجهودات شخصية للموظفات وتعاون مع رواد المكتبة بكافة التخصصات من حاملي الشهادات العلمية العليا ولدينا سجل يبين مدى التسهيلات التي تقدم لهم".

وعن المصاعب والتحديات التي تواجه المكتبة والعاملين فيها تكشف مسؤولة المكتبة زهرة سالم :" بعد أن صبح مركزنا الأساس كفرع حُرِمنا من الدورات التأهيلية وهي تُعطى فقط لصنعاء ، فلا توجد دورات تنشيطية للموظفات ، ومعارض الكتب في المحافل الخارجية أصبحت من سابع المستحيلات بأن نشارك فيها ولدينا موظفين وموظفات أحيلوا إلى التقاعد المعاشي ولم يتم توظيف بدل عنهم ، فنحن في أشد الحاجة لدماء توظيفية جديدة".

الدوريات أهم قسم بالمركز

ثم انتقلنا لقسم الدوريات والمكتبات ، والذي يعتبر من أهم الأقسام ، وبمثابة الشريان للمراجع الثقافية بالمركز.. حيث أكدت الباحثة / انتباه السيد أبوبكر بقولها :" هذا القسم المغذي والمراجعي والذي يلجأ إليه كل الباحثين لِمَا يحتضن في رفوفه من صحف ومجلات قديمة وتاريخية والتي من الصعب الاستهانة بها مهما كانت قديمة ، فهي أكثر فائدة وقيمة تاريخية عظيمة لعدن ومثقفيها لمختلف الشرائح الثقافية والأدبية والتربوية والطلابية ، فلدينا بالقسم صحف قديمة شاهدة عن نشوء الصحافة الوطنية بعدن أمثال : اليقظة ، والمستقبل ، وفتاة الجزيرة ، والقلم العدني ، والطريق ، والأيام ، والرابطة العربية .. وغيرها التي صدرت أثناء فترة الاحتلال البريطاني للجنوب ، ولدينا مراجع للصحف صدرت بعد الاستقلال مثل صحيفة 14 أكتوبر ، والثورة ومجلات أخرى مثل الحكمة ، والثقافة الجديدة ..وغيرها وتوجد مراجع لصحف ومجلات خارجية أمثال: المجلة الثقافية ، وآفاق الثقافة والتراث الصادرة من الأردن ومن الخليج: البيان ، والتوحيد ، والموقف العربي، ومجلة هنا لندن".

قامات تبوّأت قيادة المركز

وتشير "انتباه أبوبكر" بالقول :" هناك قامات أدبية تربعت قيادة مركز الدراسات والبحوث أمثال : أ. علي عقيل ، وعبدالله محيرز ، ود. مرشد شمسان الذي لعب دوراً طيباً في مساعدة الباحثين ، وأ. حسن شهاب الذي عرف في فترة سابقة مديراً وباحثاً بالمركز ولديه العديد من الكتب التاريخية التي أصدرها من قبله كباحث ، هؤلاء وغيرهم يستحقون التقدير واللفتة الكريمة من الدولة".

مناشدة للاهتمام

وتناشد "انتباه" في ختام سطورها كلاً من السلطة المحلية ممثلة بمحافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي بهذا المركز إلى مصاف المراكز الباحثية الأخرى وتزويد مركزنا بالمعدات التقنية الثقافية والعلمية الحديثة كون عدن منبع الثقافة والعلم والمعرفة والأدب.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني