"الأمناء" تستطلع أوضاع التعليم بالمديرية وأبرز المشاكل والمعاناة بعد الحربز..القطاع التربوي في لودر..تراجع ملحوظ ومشاكل لم تجد من يحلها
يمثل قطاع التربية والتعليم أهمية كبيرة في حياة المجتمع ، كونه يرتبط مباشرة بإعداد أجيال المستقبل، وفي مديرية لودر بمحافظة أبين وبشهادة الجميع تعتبر إدارة التربية والتعليم الإدارة الوحيدة التي تعمل بفعالية ودون توقف، ولم يتأثر نشاطها بكل الظروف التي مرت وما تزال تمر بها البلاد.
"الأمناء" التقت بالأستاذ "ناصر عوض موسى" مدير التربية والتعليم بمديرية لودر، للاطلاع على أوضاع هذا القطاع الهام عقب الحرب، فإلى تفاصيل اللقاء:
- بداية أستاذ "ناصر" نرحب بك ضيفاً عزيزاً على قراء صحيفة " الأمناء" ؟
- أهلاً وسهلاً بكم .. وبدوري أرحب بـ "الأمناء" شاكراً لكم زيارتكم واستطلاعكم وضع القطاع التربوي والتعليمي بمديرية لودر.
- أستاذ ناصر حدثنا بالأرقام عن قطاع التربية والتعليم بمديرية لودر ؟
- يبلغ عدد مدارس التعليم الأساسي( 105) مدرسة منها ثلاث مدارس للبنات مؤثثة تأثيثاً كاملاً ومكتفية بالمعلمات ،فيما يبلغ عدد مدارس التعليم الثانوي (11) منها أربع ثانويات للبنات .
ويبلغ عدد الطلاب بمدارس المديرية ( 24) ألف طالباً وطالبة ، أما إجمالي عدد المعلمين الأساسي والثانوي حوالي 1200 معلماً ومعلمة .
- كيف تسير العملية التربوية والتعليمية بمدارس المديرية ؟
- تسير الدراسة بشكل جيد رغم الكثير من الصعاب والمشاكل بسبب الوضع الذي تعيشه البلاد من حروب وعدم استقرار .
- طيب..هل أثّرت فترة وأحداث الحرب على العملية التعليمية ؟
- طبعاً .. أثرت بشكل كبير على العملية التعليمية ، حيث أثّرت نفسياً على الطلاب والمعلمين البعض منهم نزح خارج المديرية ، وعدم توفر الكتاب المدرسي وعدم وجود ميزانية لإدارة التربية والتعليم بالمديرية ، وتوقفها بعد دخول مليشيات الحوثي والمخلوع صالح مديرية لودر وكل ذلك أثر سلبياً على العملية التربوية التعليمية في المديرية.
- هل تضررت مدارس خلال فترة الحرب ؟
- نعم.. توجد مدارس وخاصة مدارس منطقة "الحَضْن" المحاذية لعقبة ثرة التي كانت تتوغل فيها قوات مليشيات الحوثي وقصفها طيران التحالف ودمرت بالكامل "مدرسة عمر بن عبدالعزيز" وأصبحت كومة من الأطلال ، وهناك مدارس أخرى تضررت جزئياً بمنطقة "الحضن" .
وعن عاصمة لودر تضررت مدرسة أبوبكر الصديق للبنات في بعض الفصول ، ومدرسة ناجي ، وكذلك مدرسة منطقة مهيدان تضرر جزءاً منها، كما تعرضت بعض مدارس المديرية لنهب ممتلكاتها ومكتب التربية حيث كانت هذه المدارس سكناً للنازحين ، وهي بحاجة إلى الترميم وتجهيزها بالأثاث المدرسي استطعنا أن نسير بالتعليم إلى بر الأمان وبمساعدة الشخصيات الاجتماعية والأهالي المخلصين ..
- هل رفعت تقارير بهذه الأضرار إلى المحافظة؟ وهل تم نزول فريق هندسي لحصر ها ؟
- نعم .. رفعنا تقارير بهذه الأضرار التي لحقت بالمدارس و تم نزول لجان هندسي نزل إلى مكتب التربية بالمديرية ، وكذا منظمات دولية ومنظمة الهلال الأحمر الإماراتي والصندوق الاجتماعي ومنتظرين وعودهم لنا ..لكون مديريتنا لاقت أكثر ضرراً في المجال التربوي .
- هناك مدارس تشكو نقصاً في المعلمين والمعلمات لبعض المواد الدراسية ، فما هي أسباب ذلك النقص؟ ..وكيف عالجتموه كمسؤولين عن القطاع التربوي والتعليمي ؟
- نعم.. هناك نقص وذلك بسبب توقف التوظيف منذ عام 2011 م ، وهناك زيادة سنوياً في عدد الطلاب والشعب الدراسية وتلك الزيادة في أعداد الطلاب يقابلها النقص في القوة الوظيفية خصوصاً مع توقف عملية التوظيف .. فمثلاً في هذا العام تم تنزيل بعض المعلمين للتقاعد من قوة المديرية ، وهذا سبب نقص وذلك بسبب عدم وجود توظيف جديد بدلاً عنهم .
- أ .ناصر.. أسوة ببقية مديريات محافظة أبين هناك انقطاع من قبل عشرات المعلمين.. ما هي آلية مكتبكم لتغطية العجز الذي يتسبب فيه هؤلاء المنقطعون ؟
- نحن نحاول وضع الحلول لظاهرة الانقطاع عبر التدريس بالبديل، حيث يتم تكليف طاقم التوجيه الفني بالنزول إلى مدارس المديرية ويتم وضع حلول ومعالجات من قبلهم فنقوم نحن في إدارة التربية بتنفيذ توصيات طاقم التوجيه لمصلحة العمل التربوي حسب الإمكانيات المتاحة لنا.
- هل ترون أن آلية تغطية ذلك العجز عبر توفير بدائل لهم ناجحة ومكنتكم من التغلب على المشكلة ؟
- هذه ظاهرة منتشرة في عموم اليمن وحقيقة هي ظاهرة نحن غير راضين عنها ، وكذلك غير قانونية ، ويوجد ويتم معالجة لتلك الحالات بالتدريس البديل حيث يتم نزول طاقم التوجيه بداية كل عام دراسي جديد والقيام بحصر تلك الحالات ووضع بدائل لهم حسب الاحتياج وتغطية العجز في التخصصات .
وأنا أرى أن ظاهرة البدائل غير صحيحة وغير قانونية ومضرة بالعملية التربوية والتعليمية .ولكن لا يوجد لدينا أي خيارات أخرى في تغطية العجز إلا بوجود بدائل وخاصة في هذا الوضع ..
- هل تواجهون أي مشكلات في جوانب المنشآت التعليمية كالمبنى المدرسي مثلاً والتجهيزات كالأثاث والمختبرات والكتاب المدرسي ؟
- بالنسبة للأثاث تحصلنا على بعضه وأثثت به المدارس النموذجية بالمديرية ، ومنتظرين بقية الأثاث لتجهيز المدارس الأخرى.
وبالنسبة للمبنى المدرسي ، تم توقيف جميع المشاريع في جانب إنشاء المدارس والبعض منها قيد التنفيذ بسبب الحرب .
- هل هناك متابعات من قبلكم لحلحلة تلك المشاكل؟ وأين وصلت؟ وماذا أثمرت؟
- نعم .. نقوم بوضع المعالجات والحلول حسب الإمكانيات المتوفرة لدينا وبالتنسيق مع السلطة المحلية ومكتب التربية بالمحافظة وبعض المنظمات الداعمة للقطاع التعليمي .
- تواجهكم سنوياً تقريباً مشكلة المراكز الامتحانية لطلاب مرحلتي النقل الأساسي والثانوي ..فكم عدد المراكز المعتمدة حالياً ؟ وماهي خطتكم للعام الجاري من وجهة نظرك ؟
- نحن في مديرية لودر نعاني من المساحة الكبيرة للمديرية والتشتت السكاني ،بالإضافة لبعد المديرية من مركز المحافظة (180) كيلو متر تقريباً .. ولا توجد مخصصات لنقل الامتحانات وإجابات الطلاب من وإلى مركز المديرية ومن مركز المديرية إلى المراكز الامتحانية وإن وجدت أي مبالغ كمخصصات لهذا الجانب فهي لا تكفي لنقل مادة واحدة من عاصمة المحافظة إلى مركز لودر .
ولدينا ستة مراكز للثانوية ، اثنين بعاصمة لودر واحد للطالبات وواحد للطلاب: مركز الحضن، مركز امعين، ومركز الصرة، ومركز الخديرة، زارة ، وعشره مراكز للتعليم الأساسي . . وفي خطتنا لهذا العام لدينا مقترح سوف نقدمه لمكتب التربية بالمحافظة بشأن اعتماد مركز امتحاني للثانوية العامة بعاصمة بالمديرية و مركزين امتحاني للتعليم الأساسي مركز بعاصمة لودر والثاني بمنطقة العين .. ونتمنى موافقة المحافظة وتوفير الإمكانيات ووسائل النقل .
- صف لنا علاقتكم بالسلطة المحلية بالمديرية ؟
- علاقتنا بالسلطة المحلية علاقة ممتازة ويتم التنسيق مع السلطة المحلية في مساعدتنا في حل كثير من قضايانا التي تهم الشأن التربوي .
- كيف تقيمون علاقة إدارة التربية والتعليم في لودر بمكتب التربية والتعليم بالمحافظة ؟
- علاقة ممتازة.. ولكن المكتب بالمحافظة يعاني هو الآخر كما نعاني نحن من كثير من المشاكل والصعاب.
- هل لديكم ما تودون قوله ولم نستعرضه معكم في سباق هذا اللقاء بكم؟
- أطالب جميع الأهالي وبالأخص الشخصيات الاجتماعية بمساعدتنا ومساعدة مدراء المدارس في ظل هذا الوضع ، والحفاظ على جميع المنشآت التعليمية ، كلٌ في منطقته لما فيه مصلحة العملية التربوية والتعليمية التي شيدت من أجلها .. ولك أنت جزيل الشكر مراسل صحيفة "الأمناء" الأستاذ الخضر عبدالله كما أشكر جميع القائمين على الصحيفة في دورهم في نقل الحقائق بحقيقة ومهنية عالية .
